إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عندما يفرح الرب . . لون حياتك بالتوبة !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عندما يفرح الرب . . لون حياتك بالتوبة !!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    عنـــــدما يفرح الرب !!
    يا من أسا فيما مضى ثم اعترف . . .
    كن محسنًا فيما بقى تجزى الغرف
    وانظر لقول الله في تنزيله . . .
    إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
    في هذه الرسالة إن شاء الله :-
    _ لماذا تتــــوب ؟
    _ شروط التوبة المقبولة . _ احذر مقدمات الذنب .
    _ علامات الندم . _ اختبر توبتك .
    _ إغلاق باب التوبة . _ المعين في إغاثة التائبين .
    بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على أشرف وأحسن خلق الله ، ثم أما بعد :
    إلى الذين يُذنبون ولا يتوبون ويخطئون ولا يستغفرون ، إليهم أهدي هذه الكلمات لعلّهم يستيقظون .
    أولاً : لماذا تتـــــوب ؟
    _ لأن الله أمرك وأمر كل مؤمن معك :" وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " فإذا كان المؤمن التائب يرجو الفلاح ولا يستيقنه فماذا يصنع العاصي المصرّ على الذنوب ؟!
    _ لأن ميزانك سيصب أمام عينيك يوم القيامة ، فتوضع حسناتك في كفة وسيئاتك في كفة ، ولا سبيل إلى ترجيح كفة الحسنات إلا بالتوبة النصوح التي تمحو السيئات ، فترجح الكفة الأخرى ويكون الفوز المبين .
    _ لأن التائب حبيب الرحمن ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ، والعاصي إذا ذكر ذنبه فوجل منه قلبه مُحى عنه في أم الكتاب ، وأنساه الله حفظه .
    _ لأن حقوق الله على عباده أعظم من أن يقوم بها أحد ، ونعمه أكثر من أن تحصى فتشكر ، لذا فإن عباد الله الفطناء جبروا الكسر وسدّوا الخلل : إذا أصبحوا تابوا وإذا أمسوا تابوا .
    _ لأن الله يحب التوابين ويحب الأوابين ويحب المستغفرين ويحب المتطهرين ويحب المخبتين .
    _ لأن إبليس نعلم باستمرار إغوائه لك ما دمت حيا ، وبحتمية إضلالك ما دامت أنفاسك تصعد وتهبط ، فرد الله عليه بأن يفتح باب التوبة مادمت مستغفراً وإلى رحابه راجعاً ، وعلى ذنبك باكياً .
    _ تـتــــوب حتى يفرح الرب ، وتسعد الملائكة ، وتغيظ الشيطان ، وتفرح الإخوان ، وتخزي الأعداء ، وتبيّض صحيفتك ، وترفع درجتك ، وتوسع قبرك ، وتُعلى قدرك .
    تتوب حتى تجلب الخير ، وتُزيل الهمَّ ، وتوسع الرزق ، وتيسر الصعب ، وتحل البركات ، وتذلل العقبات ، وتهب النفس الطمأنينة ، والروح السكينة ، والقلب الحياة .
    _ لأن ربك يقول :" ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون " ، فصار الناس أحد فريقين لا ثالث لهم : تائب أو ظالم فمن أي الفريقين أنت ؟!
    شروط التــــــوبة
    1_ تـــــــرك
    ترك الذنب هو أولى شرائط التوبة المقبولة ، وما معنى توبة من يستغفر الله من شرب الخمر والكأس مستقرة بين كفيه ؟!! أو يعزم قلبه على ترك الكذب ولسانه لا شغل له سوى افتراء الكذب ؟! أو من يبارز الملك بالمعصية ثم يطلب منه الأمان ؟!
    إنها تـــــوبة : لكن توبة الكذابين وسلوك غير أولي المؤمنين المستهزئين بأحكام رب العالمين .
    أستغفر الله من استغفر لله . . . من لفظة بدرت خالفت معناها وكيف أرجو إجابات الدعاء وقد . . سددت بالذنوب عند الله مجراها أما المؤمن فيقلع عن الذنب بتوبة ، ويرجع إلى الله بدمعة ، وتتجافى نفسه عن فراش المعصية ، ويأنف قلبه من حياة الغفلة .
    تنبيـــــه :
    ولكن هل معنى ذلك أن التائب يقلع عن ذنبه فلا يعود له أبداً ؟!
    كلا ، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم }ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة ، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا ، إن المؤمن خُلق تواباً نسيا إذا ذكر تذكر { . صحيح
    أخــــي التائب : اقرأ هذا الحديث مرة ثانية .
    تأمل . . وصفة لهذا العبد . . بالمؤمن !! . . نعم . . المؤمن فكما أن لكل جواد كبوة فلكل مؤمن زلة ، كل مؤمن له نقطة ضعف يتسلل منها الشيطان وإليه ينفذ ، لكنها جولة وليست المعركة ، وضربة وليست القاضية ، فإذا جاءت الموعظة الصادقة والكلمة الهادية والنصيحة الراشدة يتذكر فيُقلع ويتوب فيرجع وكأن ذنباً لم يقع وخطيئة لم ترتكب .
    صمــــــام أمـــــان
    · تذكر . . فلا يجاهر بالمعصية ولا يتبجح بالخطيئة ، ولا يرد النصيحة ، ولا يرتكب الذنب ضاحكاً حتى لا يدخل النار باكياً .
    · تذكر . . ففارق المعصية ، وأهل المعصية ، ومكان المعصية وكل ما يذكّر بالمعصية .
    · تذكر . . فأدرك أنه لحظة وقوعه في الذنب هان في نظر الله وسقط من عينه ، فأوقعه في الذنب ولو عز عنده وعلا لوقاه ونجّاه وأنقذه وهداه .
    هل علمت الآن معنى قوله تعالى : " إنّ الذينَ اتّقوا إذا مسّهُم طائِفٌ من الشيطان تذكّروا فإذا هم مُبصرون " فور وقوع الذنب منهم وبدون التقصير عنهم .
    تذكــــروا . . قبل أن يرفع إبليس راية النصر فوق رؤوسهم . . فأخزوه قبل أن ينتفش ، وأهانوه قبل أن يفتخر ، وأردوه من شاهق إلى واد سحيق ، كل ذلك كان بأنهم . . تابوا .
    لطيفـــــة
    قال ميمون بن مهران : " الذكر ذكران : ذكر الله باللسان ، وافضل من ذلك : أن تذكروه عند المعصية إذا أشرفت عليها " .
    تناسب طردي
    يتناسب الإيمان طردياً مع دوام تذكر الذنب فكلما قوي الإيمان كان الذنب حاضراً في الأذهان ، مستقراً في الوجدان ، وإذا ضعف نسي العبد ذنبه قبل مغادرة موقع الجريمة ، وأضاف إلى الذنب ذنباً وإلى الخطيئة خطيئة دون معاتبة النفس أو حتى تأنيب ضمير .
    محمد بن سيرين : يذكر ذنبه بفضل إيمانه . . أربعين سنة . قال رحمه الله : أصابني دين ، فقلت : أصابني بذنب أذنبته منذ أربعين سنة . قلت لرجل : يا مفلس .
    ومكحول : يذكر ذنبه سنة فيقول : رأيتُ رجلاً ساجداً وهو يبكي فقلت : إنه يُرائي ، فحرمت البكاء من خشية الله سنة .
    والفضيل : يذكر ذنبه خمسة أشهر فيقول : حُرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته .
    وعليك أن تحدد منسوب الإيمان في قلبك في ضوء هذه العلاقة وتسأل نفسك كم من الأيام بل كم من الساعات تظل متذكراً ذنبك نادماً على فعله .
    يا كــــريم
    قال النبي صلى الله عليه وسلم : { إن الرجل يُحرم الرزق بالذنب يصيبه } . حسن
    يحرمك رزقه لتفتقر إليه وتذل بين يديه ، فيورثك بهذا الفقر غِناه ، ويعطيك بهذا الذل عزة ، فما أكرم الله وما أحلم الله وما ألطف الله حين يسلبنا ليوقظنا وحَرمَنا ليعطينا ، فمنعه . .
    صرخة تنبيه توقظ النائمين وتنبه الغافلين ، والمؤمن يعلم هذا جيداً فيوقن أن ما وقع بلاء إلا بذنب ، ولا صيد طير أو قُطعت شجرة إلا بترك تسبيح ، ولا نُسيت خطيئة " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير "
    احذر مقدمات الذنب
    كل ما أدى إلى حرام فهو حرام ، ومن تمام إقلاعك عن الذنب إقلاعك عن مقدماته .
    · إذا كنت تعلم من نفسك عدم صبرها عن النظر إلى الحرام ، ثم دُعيت إلى مكان تُعرض فيه الفاحشة نفسها ، وتُبرز فيها المفاتن والعورات ، فإن ذهابك إلى هذا المكان حرام .
    · إذا علمت أن راحة جسدك في أن ينام 6 ساعات مثلاً ، ثم سهرت سهراً أدى بك إلى عدم إعطاء جسدك راحته ، فضاعت منك صلاة الفجر من جرّاء ذلك ، فإن هذا السهر حرام .
    · إذا رافقت صحبة سيئة إذا ذكرت الله ألهوك ، وإذا نسيت أضلوك ، وإذا خمدت شهوتك أحيوها ، أو استيقظ فيك ندم قتلوه ، بحيث يكون سيرك معهم مقدمة الحرام ، فإن مصاحبة هذه الرفقة حرام .
    هي وصية الزاهد العابد إبراهيم بن أدهم حين قال لمن أراد التوبة :
    " من أراد التوبة فليخرج من المظالم ، وليدع مخالطة من كان يخالطه وإلا . . لم ينل ما يريد " .
    لطيــــفة
    قالت زبدة أخت بشر بن الحارث : أثقل شئ على العبد الذنوب ، وأخف شئ عليه التوبة ، فماله لا يدفع أثقل شئ بأخف شئ ؟!

    ثانياً : النــــــدم
    ولادة الندم
    · تندم . . لأنه قد هالك ما كان منك من انخلاعك عن الاعتصام بالله وقت وقوعك في الذنب ، وفرحك عند الظفر به ، وقعودك عن تداركه وإصرارك عليه مع يقينك بنظر الله إليك واطّلاعه عليك .
    · تندم . . لأنك بعت رفقة الملائكة برفقة الشياطين ، ومجاورة النبيين في الجنة بمجاورة الشياطين في النار ، ورحمة الله ورضوانه بسخط الله وعصيانه .
    · تندم. . لأنك بهذا الذنب بددت رأس مالك الذي هو وقتك ، وياليتك أنفقته فيما لا يفيد فحسب ، وإنما بذلته فيما فيه ضررك وأخذك وإهلاكك " فكلاً أخذنا بذنبه "
    · تندم . . لأن الله بشؤم هذا الذنب قد يقبضك عليه ، فيختم لك بخاتمة السوء ، ومن مات على شئ بُعث عليه .
    · تندم . . لأنك لا تضمن قبول توبتك وإن تبت ، ولا تأخذ صكاً من الله بالمغفرة وإن استغفرت ، ولهذا قال الحسن البصري : ترك الذنب أهون عليك من معالجة التوبة ، وما يؤمنك أن تكون أصبت كبيرة أغلق دونها باب التوبة فأنت في غير معمل ؟!
    وللندم علامة
    إذا ندم ظل العبد ندمه ينمو في قلبه إلى أن يغسل ذنبه بدمعه ، فتسقط الدموع من خشية الله لترتفع بالتائب إلى أعلى عليين واسمع هذه البشارة النبوية :
    { عينان لا تمسهما النار . . عين بكت من خشية الله } صحيح .
    بل إن ابن عمر يزف إليك البشرى في صحيح قوله : لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إليّ من أن أتصدق بألف دينار .
    لذا يبكي النادم مستبشراً ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم مستأنساً بما كان يفعله محمد بن المنكدر مقتدياً به ، حيث كان _ رحمه الله _ إذا بكى من خشية الله مسح وجهه ولحيته بدموعه وهو يقول : بلغني أن النار لا تأكل موضعاً مسته الدموع !!
    ومن لم يستطع عَصْرَ عينيه لتبكي فليتكلف البكاء إلى أن يرزقه الله بهذه الدمعة المنجية . قال أبو بكر الصديق : من استطاع أن يبكي فليبك ، ومن لم يستطع فليتباك .
    أخي التائب . . تكلم بعبارة الدمع وكلمات البكاء لعل ذلك يقع في سمع القبول وأذن الرضا .
    أخي التائب . . إن فاتتك مراكز الصدارة في الطاعات والصالحات ، فلا يفوتنّك قصب السبق في التوبة .
    أخي التائب . . ألا تقتدي بالغراب في توبته ؟! إن الغراب إذا سكر بشراب الحرص تنَقّل بين الجيف ، فإذا أفاق من سكرته ندَب على الأطلال .
    أخي التائب . . متى تُبت بلسانك دون أن تحل عقدة الإصرار من قلبك لم تصح توبتك ، وإذا لم يتحقق عمل القلب في التوبة بالندم . . لم يؤثر النطق باللفظ ، إن المكروه على اليمين لا تنعقد يمينه .
    فيا معشر التائبين بألسنتهم ولا يدرون ما وراء نطقهم ، لن تُقبل توبتكم حتى تعلموا ما تقولون .
    أخي التائب . . لو لم يبك العاقل فيما بقى من عمره إلا على ضياع ما مضى منه من طاعة لكان خليقاً أن يحزنه ذلك حتى الممات ، فكيف بمن يستقبل ما بقى من عمره بمثل ما مضى من عصيانه ، هب أن المسئ غُفر له أليس قد فاته ثواب المحسنين ؟!
    أخي التائب . . اهتف في جوف الليل . . نادٍ في الأسحار . . ارفع صوتك بالنداء :
    يارب إن ذنوبي اليوم قد كَثُرت . . . فما أطيق لها حصراً ولا عدداً
    وليس لي بعذاب النار من قِبَلٍ . . . ولا أطيق لها صبراً ولا جَلَداً
    فانظر إلهي إلى ضعفي ومسكنتي . . . ولا تذقني حرا للجحيم غداً
    لطيفــــة
    قال بكر بن عبد الله المزني : " الرجل يخرج إلى الصلاة فتفوته في الجماعة ، فإذا حزن لذلك أعطاه الله فضل الجماعة " .
    ثالثاً : عزم على عدم الرجوع
    يتبـــــع

  • #2
    رد: عندما يفرح الرب . . لون حياتك بالتوبة !!

    جزاكم الله خيرا و نفع بكم

    تعليق

    يعمل...
    X