إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأقصى في خطر.. ماذا ينتظر المسلمون؟!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأقصى في خطر.. ماذا ينتظر المسلمون؟!!

    الأقصى في خطر.. ماذا ينتظر المسلمون؟!!


    أحمد أبو زيد





    إن الاعتداءات الصهيونية الجديدة على المسجد الأقصى، التي بدأت منذ عدة أيام، ومازالت مستمرة، وأشعلت بركان الغضب والاحتجاج، على مستوى فلسطين والعالم الإسلامي - تدل دلالة واضحة على أن الصهاينة قد عقدوا العزم على هدم المسجد الأقصى، عن طريق الحفريات والأنفاق تحت جدرانه، إلى جانب هدم ما حوله من أسوار وحوائط.

    وقد انطلقت هذه الجريمة الصهيونية الجديدة في حق الأقصى، يوم الثلاثاء، 18 من المحرم، 1428هـ/ 6 من شباط (فبراير)، 2007م، عندما بدأت سلطات الاحتلال تنفيذ قرارها بهدم تلة المغاربة، الملاصقة للمسجد الأقصى، والاعتداء على الممتلكات الإسلامية، في إطار مخطط إسرائيلي؛ لطمس معالم المسجد الأقصى، واحتشد جنود الاحتلال منذ صباح هذا اليوم حول المسجد، ونصبوا حواجز، في محيطه وعند باب المغاربة، وأغلقوا الأبواب الرئيسة فيه؛ لمنع الفلسطينيين من الدخول إليه، كما منعت قوات الاحتلال المراسلين الأجانب من الدخول إلى باحات الحرم القدسي، ومنعتهم من التغطية الإعلامية لعملية الهدم في حائط البراق، واعتدت بالضرب على عدد منهم؛ سعوا لتغطية عملية الهدم إعلامياً.

    وقاموا – بالفعل - بهدم سور خشبي وغرفتين قرب حائط البراق، ومازالت قوات الاحتلال تواصل أعمال الهدم، التي تنفذها قرب حائط البراق، المتاخم للمسجد الأقصى المبارك؛ في محاولة لطمس هوية المسجد وتهويده.


    وقد ندد "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" - في بيان له - بالأعمال الإسرائيلية، وحذر من أن المسجد الأقصى سيكون الشرارةَ التي تشعل النار في العالم الإسلامي كله؛ غضباً لأولى القبلتين، ودعا البيان علماء الأمة، ودعاتها، ومفكريها، ومثقفيها، إلى القيام بواجبهم في تنبيه الأمة وتحذيرها منالخطر المُحْدِق، الذي يحيط بالمسجد الأقصى.


    وحذرت "كتائبُ شهداء الأقصى" - في بيان لها - الحكومةَ الإسرائيلية من المساس بالمقدسات، ومن مسلسلات فرض الأمر الواقع على الأرض الفلسطينية ومدينة القدس، مؤكدةً الاستمرار في المقاومة والدفاع عن المسجد الأقصى.

    وقال البيان: "إن أي مساس بالمسجد الأقصى المبارك يعني مساساً بكل مسلم، وهذا يعني أن ردنا حان تنفيذه، بقصف المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، وطالبت الهيئات والمنظمات الإنسانية والدولية - ولاسيما اليونسكو - بالتدخل الفوري؛ لمنع تدمير التراث الحضاري في مدينة القدس، فالتدخل واجب مفروض عليها، أسوة بواجبها في شتى أنحاء الأرض".


    وحذر الشيخ تيسير رجب التميمي - كبير قضاة فلسطين - من خطورة ما يدبَّر اليوم تجاه المسجد الأقصى؛ وقال: "إن إسرائيل بدأت بهدم مدخل مسجد البراق، بعد أن هدمت تلة المغاربة، والجسر المؤدي إلى المسجد الأقصى، وهي ماضية في طريقها لهدم المسجد الأقصى، وإقامة هيكلها المزعوم مكانه".

    وأضاف - في مؤتمر صحفي عقده في مدينة رام الله -: "إن حكومة إسرائيل ماضية في هدم الطريق التاريخي المؤدي إلى باب المغاربة؛ مما يهدد الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك بالهدم، بعد أن منعت المواطنين من الوصول إلى المسجد، وأغلقت مداخل البلدة القديمة".وقال: "إن عمليات الهدم التي بدأت، والحفريات التي تُنَفَّذُ منذ سنوات - تندَرِج في إطار مخطط إسرائيلي؛ لهدم السور الغربي والمسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم مكانه".وأوضح التميمي أن إسرائيل ترتكب جريمة تطهير عرقي بحق المقدسيين، وبيوتهم، وأحيائهم الإسلامية، وتواصل إغلاق القدس بجدار الفصل العنصري؛ بهدف تحويلها إلى مدينة يهودية خالصة، كما تواصل التغلغل في الحي الإسلامي، وبناء الكنس، والتجمعات اليهودية هناك.

    المؤامرة قديمة:
    وإذا نظرنا إلى المؤامرة الصهيونية على الأقصى، والمقدسات الإسلامية في فلسطين والقدس، نجد أنه منذ دخل اليهود القدس الشرقية واحتلوها عام 1967م، وهم يتشبثون بالحائط الغربي للمسجد الأقصى، وهو حائط البراق، ويسمونه زوراً وبهتاناً "حائط المبكى"، مُدَّعين أن هذا السور من بقايا الهيكل اليهودي، الذي هُدم قبل الميلاد، ويبحثون عن أي أثر له منذ الستينيات، من خلال حفرياتهم بالقدس القديمة؛ ولم يعثروا - حتى الآن - على ذلك الأثر، وهم يحلمون بالعثور عليه؛ حتى يثبتوا للعالم: أنه كان لهم هيكل في هذه البقعة المباركة.

    ومع أنهم فقدوا الأثر؛ ما زالوا مصرين على بناء كنيس لهم تحت المسجد الأقصى، وسماه البعض "هيكلاً"؛ فقد خرج علينا مفتي القدس منذ مدة بهذا النبأ الفاجع، مؤكداً أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قامت - خلسة - ببناء هذا الكنيس اليهودي تحت الحرم القدسي الشريف، وأن ذلك البناء تم تحت غطاء قيام دائرة الآثار الإسرائيلية بفحص المكان، والتنقيب عن أثريات ما يسمى "هيكل سليمان" المزعوم.


    وقال المفتي: "إن الإسرائيليين استغلوا البوابات الكبيرة، التي أقيمت في الجهة الغربية من المسجد الأقصى عام 1996م، التي توصلهم إلى النفق القديم، وقاموا بأعمال حفريات، ووسعوا خلالها النفق، ومن ثَمَّ شرعوا في بناء الكنيس، وأدخلوا مواد البناء والآليات بطريقة سرية، من خلال هذه البوابات والنفق.


    فماذا فعل من يملكون الأثر؟! وأي أثر؟! إنه المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين، ومسرى رسول الله .– صلى الله عليه وسلم ـ ماذا فعل المسلمون لحماية أقصاهم من الهدم البطيء، الذي تمارسه إسرائيل منذ حرب 67 لمحوه من الوجود؟!

    الصهاينة لا يملكون أثراً في القدس، وليس هناك دليلٌ واحدٌ على وجود أثر من قبلُ، ومع ذلك يبنون كنيساً لهم، وأين هذا الكنيس؟ ليته في مكان بعيد عن الأقصى، ولكنه تحت أسواره ومبانيه؛ لكي يثبتوا للعالم كله أنهم يملكون أرض الأقصى وما تحتها، وأن مسجد المسلمين زائل - لا محالة - بفعل أي هزَّةٍ أرضية، ويومها لن يجد المسلمون شيئاً من أقصاهم، حتى حائطاً واحداً ؛ يبكون على أطلاله، ويصبح "حائط مبكى" لنا، نقف أمامه، ونبكي على ذنبنا الكبير: التفريط في الأقصى، وتركه يتعرض لجريمة الهدم والتخريب على أيدي اليهود، إخوان القردة والخنازير.ربما يقول قائل: إن هذا اليوم لن يأتي، وهأنذا أقول: إنه في ظل هذا الضعف والتخاذل العربي والإسلامي - سوف يحدث هذا، وربما أشد منه، ما دمنا تركنا اليهود يعيثون في أرضنا ومقدساتنا فساداً وتخريباً، ولم يجدوا رادعاً إسلامياً قوياً يكسر شوكتهم، ويردهم إلى صوابهم، ويخلص المقدسات الإسلامية من شرهم ودنسهم.


    إن المسجد الأقصى أصبح في وضع جد خطير، وإذا لم يتحرك العالم الإسلامي تحركاً عاجلاً؛ لدرء هذا الخطر، فسوف نستيقظ جميعاً في يوم من الأيام على فاجعة انهدام المسجد؛ بفعل هذه الحفريات، والمباني التي أقيمت تحته.

    سلسلة من الاعتداءات:
    ولو تتبعنا الأحداث التي مرت بالمسجد الأقصى منذ عام 1967م، وحتى اليوم - لوجدنا أن السلطات الإسرائيلية كانت تبارك وتؤيد كل المحاولات التي جرت لحرق المسجد، ونسفه، وتفجيره، وهي تبلغ العشرات، بل إن حاخام الجيش الإسرائيلي "شلومو جورن" حرَّض أحد جنرالات حرب يونيه 1967م على نسف المسجد الأقصى وقبة الصخرة أثناء الحرب، ولكن عناية الله بالمسجد حالت دون ذلك.وعندما فشلت محاولات الحرق، والنسف، والتفجير، بدأت الحفريات في الحرم القدسي تحت سمع وبصر الحكومة الإسرائيلية، وبإشراف وزارة الأديان؛ لكي يتهدم الأقصى ببطء، ويُفَاجَأ العالم الإسلامي بانهياره؛ نتيجة خلخلة أساساته، وتفريغ التربة من تحتها، ولا تُكَلِّفُ إسرائيلُ نفسَها استخدام الجرافات ومعاول الهدم، التي تثير العالم كله ضدها، وتُثَبِّتُ جريمة الهدم عليها.
    جدية المتطرفين في هدم الأقصى:
    في العام قبل الماضي، جاءت التصريحات التي أدلى بها وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي "تساحي هانجي" للتلفاز الإسرائيلي، بخصوص المسجد الأقصى، وجدية المتطرفين اليهود في السعي للاعتداء عليه وهدمه، وهي تصريحات خطيرة للغاية؛ فقد قال الوزير الصهيوني: "إن تهديدات المتطرفين اليهود تخطت مرحلة الأفكار إلى الإعداد، ووضع خطط الهجوم على الأقصى".

    فماذا تعني هذه التصريحات الخطيرة؟! أتعد جَساً لنبض العرب والمسلمين تجاه الأقصى، وما يحدث له على أيدي المتطرفين اليهود، أم إن إسرائيل تريد إحكام سيطرتها على الحرم القدسي، كما حدث من قبل للحرم الإبراهيمي في الخليل؛ وتتذرع - في ذلك - بزعم حماية الأقصى من المتطرفين؟ هذا هو ما أكده قادة فلسطين وعلماؤها، الذين يرون أن الهدف من وراء هذه التحذيرات هو إحكامُ السيطرة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك؛ بحجة حمايته من المتطرفين.


    والملاحظ أن الصحافة اليهودية - بين الحين والآخر - تحاول جس نبض العرب والمسلمين تجاه المسجد الأقصى؛ بنشرها تفاصيل عن خطط المتطرفين الصهاينة، الذين يسعون لهدم المسجد؛ فقد نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية منذ مدة أن الجماعات اليهودية المتطرفة تخطط لتفجير المسجد الأقصى باستخدام صواريخ موجهة عن بعد، وذكرت نفس الصحيفة أخيراً أن جهازي: الشرطة والأمن الداخلي (شين بيت) يخشيان من هجوم يُنفِّذه المتطرفون بـ"طائرة بدون طيار" محملة بالمتفجرات، أو ينفذه طيار انتحاري، يفجر طائرته في باحة الحرم القدسي -وفيه جموع المصلين - الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة.وهذه الأخبار المتعلقة بالأقصى أصبحت مكررة في الصحف الإسرائيلية، وأصبح طبيعياً أن يقرأها العرب والمسلمون، وأن يسمعوا عن الاقتحامات الصهيونية المتوالية للحرم القدسي الشريف، دون أن يحركوا ساكناً، وكأن الأقصى، أولى القبلتين،ومسرى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يعنيهم من قريب أو بعيد.

    التمهيد الصهيوني لهدم الأقصى:
    من المعروف أن التمهيد الصهيوني لهدم الأقصىيجري منذ سنوات، على كل مستويات المجتمع اليهودي، بل على مستوى الإعلام الدولي، ووصل الأمر منذ أربعة أعوام إلى إنتاج فلم سنمائي صهيوني يطرح إمكانية تفجير المسجد الأقصى، وهو فلم: "الاتفاق" الذي قام ببطولته "آسي دايان"، ابن الجنرال الإسرائيلي "موشيه دايان"، الذي خاض حربي 1948 و1967 ضد الأمة العربية.ويطرح الفيلم عدداً من التساؤلات حول: أي مستقبل ينتظر المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، وباقي القدس؟ وماذا لو تمكن أحد المتطرفين - تحت جنح الظلام، وفي غفلة - من تفجيرهما؟ ماذا سيفعل العرب والمسلمون؟ولم يجد الفيلم إجابةعن السؤال الأخير؛ لأن العرب والمسلمين أنفسهم لا يعلمون - حتى الآن - ماذا سيفعلون إذا هدم الأقصى، بعد أن عجزوا عن حمايته، وهو قائم أسير، يستصرخهم صباحَ مساءَ؛ لإنقاذه من الأسر الذي وقع فيه منذ عام 1967م، وتطهير ساحته من الدنس، والرجس اليهودي؟

    ولا غرابة أن يصل المتطرفون اليهود إلى هدفهم، ويهدموا الأقصى؛ في ظل غفلة المسلمين، وضعفهم، وتفرقهم، وعجزهم؛ فالصهاينة يربطون الحل النهائي لقضية القدس الشريف ببناء هيكل يهودي في ساحات الأقصى الداخلية.

    وما يحدث اليوم يدل على أن المخاطر التي تحيط بالمسجد الأقصى تتزايد يوماً بعد يوم، خاصة مع إصرار إسرائيل على هدمه، وإقامة هيكل سليمان على أنقاضه، أو - على الأقل - تقسيمه بين المسلمين واليهود، على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي.فالحفريات الصهيونية تحت الأقصى وحول أسواره، التي بدأنا نرى آثارها الخطيرة، ممثلة في الانهيارات المتتالية للطرق والأسوار - تعد من أخطر الاعتداءات التي تهدد المسجد، وتعمل على ضرب أساساته؛ بدعوى البحث عن آثار هيكل سليمان.

    التجهيز لبناء الهيكل:
    ولقد جهز اليهود أنفسهم لبناء هيكل سليمان الثالث، على أنقاض المسجد الأقصى، فوضعوا مُجسَّماً للهيكل، وجهزوا أحجار البناء ومعداته، وجمعوا التبرعات المطلوبة لذلك، وأنشؤوا المعاهد الدينية؛ لإعداد الكهنة الذين سيقومون على خدمة الهيكل، وأقاموا المدارس الدينية التي تخرج أجيالاً يهودية، تتفاعل مع الهيكل، وتستخدمه، وهناك العشرات من المنظمات والهيئات اليهودية المتطرفة، التي تتبنى "قضية الهيكل"، وتسعى لوضعها في حيز التنفيذ.فقد أصدر أحد مراكز الأبحاث الفلسطينية تقريراً، يحصر 13 منظمة يهودية، تنحدر في غالبيتها من منظمات يهودية متطرفة، وضعت نصب أعينها الاستيلاء على الحرم؛ تمهيداً لتحويله إلى كنيس يهودي، وإقامة الهيكل الثالث مكانه، بذريعة أن مسجدَي: الأقصى وقبة الصخرة أقيما في موقع الهيكل السابق.وتتوزع هذه المجموعات على اثنتي عشرة فرقة ومدرسة دينية، تستوطن جميعهاقلب البلدة القديمة، وغالبيتها اتخذت مقار لها في مبانٍ ملاصقة للحرم القدسي، ومطلة على ساحاته.

    وتتمثل المجموعات اليهودية الطامعة في الحرم القدسي الشريف، والساعية لهدم الأقصى في الفرق والمنظمات التالية:

    1- أمناء جبل الهيكل (نئمني - هبايت): وهؤلاء تحركهم دوافع قومية محضة، وليس اعتبارات دينية فقط، ويريد أتباعُ هذه المجموعة، التي يترأسها "غرشون سلمون" إقامةَ الهيكل الثالث، والمحكمة العليا، وطوابين الجيش الإسرائيلي، داخل الحرم القدسي الشريف.

    2- معهد الهيكل (مخون همقداش): يتزعمها الحاخام "إرئيل"، الذي تزعم المدرسة الدينية في مستوطنة يميت في سيناء، قبل الانسحاب الإسرائيلي منها، وشاركه في ذلك "موشيه نايمان"، الرجل الثاني في حركة "كاخ" العنصرية، التي أسسها في حينه الحاخام العنصري "مئير كاهانا"، ويهتم هذا المعهد بصناعة وعرض أواني الهيكل، وإجراء البحوث الأكاديمية حول أمور تتعلق بإقامة الهيكل، كما يعكف هذا المعهد - منذ سنوات - على إنجاب بقرة حمراء إسرائيلية المنشأ؛ كي يتم استخدام رمادها، كما كان في الماضي؛ لتطهير اليهود، وصناعة الشموع المقدسة، ويؤيد أتباع هذا التوجه إزالة المساجد الإسلامية من الحرم الشريف.


    3- مدرسة توراة الهيكل "كولال توراة هبايت": وهي مجموعة منافسة لمخون همقداش، ذات ميول دينية مفرطة في تطرفها، وتهتم حاليًا بصناعة وعرض "أواني الهيكل"، وما يزال نشاطها نظريًا حتى الآن.


    4- المدرسة الدينية "يشيفات عطيرت كوهنيم": مهمتها إعداد وتأهيل الحاخامات، الذين سيعملون داخل الهيكل عند إقامته، يتزعمها الحاخام شلومو إفينار، وهو منحدر من مجموعة ترفض دخول الحرم القدسي الشريف في المرحلة الحالية، قبل قدوم المسيح الْمُخَلِّصِ؛ ولذلك تهتم - حاليًا - بشراء الأراضي والبيوت، والاستيلاء على المباني العربية في البلدة القديمة، بشتى الطرق والأساليب، خاصة في الحي الإسلامي، ومن ثَمَّ تقوم بتسجيل ملكيتها بأسماء يهودية.


    5- مدرسة الكهنة لتعليم المقدسات اليهودية "كولال هكوهنيم لليمود هكودشيم": يتزعمها الحاخام "رسوفسكي"، تتخذ من قلب الحي الإسلامي مقرًا لها، وذلك في كنيس يحمل اسم: "كنيس مناحيم حيون"، وطابعها ديني متطرف.


    6- حركة إقامة الهيكل "هتنوعا هلكينون همقداش": من أبرز نشطائها الحاخام "يوئيل لرنر" الذي يتزعم حركة "ماتي همخون لماعن توراة يسرائيل"، أي: "المعهد من أجل توراة إسرائيل"، ودار النشر "سنهدرين"، ويصدر كتيباً يحمل اسم "تكديم"، وهدفه النهائي إقامة الهيكل داخل الحرم الشريف، ويتركز نشاط هذه الحركة في هذه المرحلة على تنظيم الرحلات اليهودية داخل المدن القديمة والحرم القدسي، وذلك بالتنسيق مع الشرطة.


    7- رحلات جبل البيت م.ض "سيوري هار هبايت باعم": وهي شركة فرعية، تابعة لحركة إقامة الهيكل، وقد بدأت تنشط بدايةَ عام تسعين، وهي تهتم بترتيب رحلات تعليمية موجهة في داخل الحرم وفي محيطه، خاصة لليهود المتدينين من خارج إسرائيل.


    8- المجموعات الدينية المتزمتة "هكفوتسوت هحرديوت"، وغالبية حاخاماتها يحظرون على أتباعهم دخول الحرم القدسي الشريف؛ وذلك لقدسية الأماكن، وعدم توفر أمكنة التطهير، مثل رماد البقرات الحمراوات، وللشكوك حول الموقع الدقيق للهيكل، وكان أحد أتباع هذه المجموعات اقتحم الحرم قبل أربع سنوات خلال عيد العرش اليهودي، وأجرى "طقوس الطهارة" في داخله دون أن تمنعه الشرطة الإسرائيلية.


    9- جمعية جبل البيت "إغودات هارهبايت": حركة صغيرة يتزعمها "دافيد البويم"، وهو مشهور في مجال النسيج، وصناعة ملابس الكهنة، ويشاركه في ذلك المحامي "شبتاي زخاريا".


    10- جمعية آل جبل الله "أغودات ال -هار ادوناي": تأسست في عام 1971م، وتضم في داخلها نشطاء المدرسة الدينية "وكاز هراب عطيرت كوهنيم"، والمدارس الدينية "بني عقيبا هسيوري حيون"، ومن بين قدامى مؤسسيها قادة في حركة "غوش أيمونيم" من أمثال "مناحم بن يسار"، والحاخام "يوءيل بن نون"، و"يسرائيل مداد".


    11- جماعة الهيكل "مساد همقدا": شركة مشتركة لشخص يهودي، يدعى "ستانلي غولدفوت"، عضو سابق من أعضاء عصابة "إليحي"، يقطن في الحي الألماني في القدس الغربية، ومجموعة من المسيحيين الأجانب، الذين يطلقون على أنفسهم: "المسيحيين الصهيونيين"، ويؤمن هؤلاء بأن اليهود سيعترفون بالنبي عيسى عندما يُشيَّد الهيكل الثالث، ومن وجهة نظرهم فإن نجاح الصهيونية في بناء الدولة اليهودية هو إثبات أن المسيح النصراني يستعد للعودة، وتقدم هذه المجموعات أموالاً طائلة للجماعات اليهودية، التي تهتم بأمر الهيكل في إسرائيل.


    12- نشطاء مستقلون بارزون: وهم حاخامات تبوَّؤوا مناصب عليا، من أمثال الحاخام "شلومو غورون" (توفي) و"إلياهو ولئور" و"كورون"، وكل منهم يجمع حوله سلسلة من النشاطات، وكان قد سبق للحاخام غورون أن نشر بحثاً وتشريعاً يهوديّاً، فَنَّد فيه مواقف الحاخامات الذين يحظرون على أتباعهم دخول منطقة الحرم، وعمل الحاخام "غورن" في سنواته الأخيرة في مدرسة "هايدار المدينة" المتاخمة للحرم القدسي، ويؤيد زميلُه الحاخام "موردخاي" في المجلس الأعلى للحاخامات إقامةَ كنيس يهودي داخل الحرم القدسي فوراً، ويحظى موقفه بتأييد الحاخام "دوف ليثور"، وهو من كبار حاخامات مستوطنة "كريات أربع"، وترأس مدرستها الدينية، ويرى الحاخام "زلمان كورن": أن الهيكل الثاني كان من الناحية الشرقية، وليست الغربية لمسجد قبة الصخرة، والتي كان فيها قدس الأقداس، وهذا الوضع - في نظره - يتيح لليهود دخول المناطق الجنوبية والشمالية، دون أن تكون هناك موانع دينية.


    13- مقر النشاط من أجل جبل البيت "مطية هيعوله لعنيان هار هبايت": وهي محاولة فشلت - قبل عامين - في توحيد جميع المجموعات السابقة في إطار واحد.

    وقالت الدراسة: "إن خطورة هذه المجموعات، وما تحمله من أفكار متطرفة هي أنها غطاء أيديولوجي وتنظيمي لجميع اليهود، الذين يخططون؛ لنسف الحرم وتدميره؛ حيث يعترف الخبراء الإسرائيليون بأنه ليس المقصود بهم أنهم أناس متوحشون فقط؛ وإنما هناك آخرون يخططون لهدم المساجد الإسلامية داخل الحرم القدسي الشريف.

    وهناك العديد من الحركات الأخرى التي تهتم بشراء الأراضي والاستيلاء عليها، ومضايقة المسلمين في القدس، وإقامة المؤتمرات والمهرجانات؛ للإعداد لإقامة الهيكل المزعوم.وتتعامل الحكومة اليهودية مع تلك الجماعات، والحركات، والمؤسسات بتسامح، يصل إلى حد إعطاء الضوء الأخضر للكثير من الممارسات والاعتداءات.


    وتتميز هذه المنظمات والحركات بالتنسيق فيما بينها، والتكامل في أنشطتها، هذا إضافة إلى الابتكارات والتجديد لأساليب العمل، مع عدم الزحزحة عن الثوابت التي تعمل من أجلها، ولم تتوقف في يوم من الأيام، منذ احتلال القدس إلى يومنا هذا.


    ومن هنا يتضح أن مخطط الاعتداء على الأقصى يسير في اتجاه تصاعدي، من حيث الخطورة والكثرة، والأطراف المشتركة في المؤامرة تزداد مع الأيام تنوعاً، وتفرعاً، وتخصصاً، مع الإصرار على الوصول إلى الهدف، ويؤيد ذلك الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية المحتلة، التي تتخذ من الجماعات والمنظمات اليهودية، المتآمرة على الأقصى - ستاراً، تختبئ وراءه؛ حتى إذا وقع المحذور، قالوا: "إنها الجماعات المتطرفة"، "إنه الإرهاب الذي نرفضه" ولا مانع - عند ذلك - من القبض على شخص أو أكثر، أمام الناس ووضعهم كأبطال قوميين وراء القضبان؛ فالدولة الصهيونية تفضِّل أن تتم المؤامرة على الأقصى، والمقدسات الإسلامية؛ نتيجة (أحداث مؤسفة)، أو من جماعات (غير مسؤولة)، أو أفراد (مجانين)، أو بأي وسيلة أخرى تبدو طبيعية، كزلزال أو غيره، المهم ألا تكون هي في الصورة.


    وهذا الكنيس الذي بنوه منذ مدة تحت الأقصى، ربما يكون هو النواة الأولى لهيكلهم الكبير، الذي سوف يستكملون مبانيه فوق الأرض، بعد أن ينجحوا في إزالة الأقصى كاملاً من الحرم القدسي المبارك، وهذا هدف سيكون سهلاً أمامهم، إذا ظللنا - نحن المسلمين - على ما نحن عليه، من الغفلة، والضعف، والهوان، نشغل أنفسنا بتوافه الأمور، ولا نهتم بعظائمها:


    مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الْهَوَانُ عَلَيْهِ مَا لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيْلاَمُ



    فهل يدرك المسلمون هذه الأخطار الجسيمة، التي يتعرض لها أقصاهم المبارك، ومسرى رسولهم الكريم، ويعملوا جاهدين على إنقاذه من أيدي الصهاينة المغتصبين قبل فوات الأوان؟!
يعمل...
X