إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

همسة فى أذنيك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • همسة فى أذنيك

    همسة فى أذنيك
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أما بعد ،،،
    أخى وحبيبى فى الله
    رأيتنى وأنا عائد أنا وبعض إخوانى من دفن أحد الموتى ، وبعدما خرجنا من جو الحزن والأسى على موت هذا الرجل وكنت أعرفه جيدا وكان يعرفنى أيضاً ، إذا بنا بعد أن خرجنا فتحنا موضوعاً آخراً وأخذنا نقهقه ونضحك ..... حينها

    فاجئتنى خاطرة عنيفة هزت مشاعرى بل كل كيانى وكأن شيئا أمسكنى بقوة وأخذ يهز فىَّ ويَهُزُّ ويصرخ فِىَّ بأعلى صوت أن استيقظ وأَفِقْ .
    أًخَىَّ أتدرى ما هى هذه الخاطرة ؟
    تذكرت أنى سوف أموت لا محالة وهذا لا شئ فيه ، فكلنا سنموت ولن يبقى منا أحد كبيراً كان أم صغيراً ، فلا إشكال فى كونى سأموت يوماً ما ، لكن الإشكال أن الدنيا التى كنت أظن أنها وَفِيَّة وأن لى عليها يداً بل وقد أكون سعيت لها يوماً ، بكل بساطة تتولى عنى هكذا وتعطينى ظهرها فى أنفة وكبر الله أعلم به.

    نعم والله يا أخى لقد رأيتُ ذلك
    وأنت أيضاً مثلى تماما رأيتَ ذلك
    ألم تصادف يوما حضرت فيه جنازة قريب لك أو صديقك وبعدما انتهت من دفنه ودعوت له بالرحمة خرجت مع الناس وكلٌ إلى حالِهِ وانهمكت فى حياتك كما انهمكوا ونسيت الميت بعد ساعتك أو حتى بعد يومك ، المهم أنك نسيت .


    نعم نسيت

    لقد نسيت خالك الذى مات من عام ؟
    ونسيت عمك الذى توفى من شهرين ؟
    أتذكر صديقك الفلانى الذى كنت على علاقة حميمة به ثم فوجئت به وقد مات ؟

    أنسيت يا أخى كل هؤلاء الذين كانوا يملأون الحياة ضجيجا ويضحكون ملئ أفواههم ثم لم يلبثوا إلا وقد جُرِّدُوا من ملابسهم كى يلبسوا لباساً جديداً لينتقوا إلى حياتهم الجديدة .

    قُل لى : بكل صراحة نعم نسيت .
    وأنا أقول لك : مجرد نسيانك ليس فيه إشكال ، لكن تذكَّرْ أنك سوف تُنْسَى غداً كما نَسِيْتَ هؤلاء اليوم ، نعم كما حدثتنى بكل صراحة ، فأنا أحدثك أيضاً بكل صراحة ستُنسَى يا أخى كذلك الذى صار شيئاً من الماضي ولمَّا يذكر – عفواً – فى المجالس يُتَرَحَّمُ عليه
    الله يرحمه كان ......
    نعم يا أخى ستكون (كان) !!
    أخى هل وصلتك رسالتى ؟
    وأخيراً ...
    نظرة المؤمن إلى الموت ورؤيته الصحيحة لهذا الموقف المهيب :

    أخى فى الله
    الإيمان بالله واليوم الآخر يصحح لك نظرتك تجاه حياتك الجديدة التى ستنتقل إليها بعد موتك ، إذ المؤمن متأهب دائما لتلك اللحظة متجهز لها بل ينتظرها بشغف وشوق ، والسبب بكل بساطة ؛ أنه يعمل فى حياته الدنيا لهذه اللحظة وما بعدها ، فهو يعمل من الأعمال الصالحة التى تغنيه بالله عن وحشة هذه الدنيا وعن غدرها، نعم غدرها ، ألم أخبرك وقد رَأَيْتَ بأم عينيك أنها تتولى عنك بزخارفها ومتاعها لتنتقل بعد موتك لغيرك ، ألم ترى أنها نسيت من ماتوا ولم تلقى لموتهم بالا نعم والله ، صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين أخبر عنها : " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما ومتعلما".

    فميراث موزع ، ودنيا فانية ، ومتاع زائل ،،،،
    أَكُلُّ ذلك لا يَشْحَذُ هَمَّكَ إلى الآخرة.
    وكتبه الفقير الى ربه الرحيم
    أبو حذيفة هداه الله
    المصدر / موقع فجر السنة
    العبد الفقير الى الرب القدير

    أبو أنس بن صالح المصرى
يعمل...
X