السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الامام اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد اهل السنة والجماعة
عن الاحنف بن قيس قال " كثرة الخصومة تنبت النفاق في القلب "
وعن معاوية بن قرة قال " إياكم وهذه الخصومات فإنها تحبط الاعمال "
وعلق الشيخ الدكتور سفر الحوالي قائلا " فالذي يعيش كل وقته في جدل لا يشعر بلذة الإيمان وحلاوته، بل سيجد قسوة في قلبه، حتى ينبت النفاق في قلبه والعياذ بالله، حيث يحب أن يظهر أنه قد جادل خصمه حتى أفحمه، ثم يشتغل بما لا يعنيه، ثم ترى الغلظة في أقواله وأعماله، ويبتعد عن الرقة واللين، وعن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وتعامله بالرحمة والشفقة، ويبتعد عما كان عليه الصحابة الكرام قليلاً قليلاً، حتى يصبح على أخلاق أهل البدع والعياذ بالله، وإن كان في ظاهره وفي أصل دعواه أنه على الحق."
الكلام وإن كان سياقه عن مجادلة أهلالبدع والاهواء
إلا ان فيه ما يفيدنا
فالجدال مذموم لكن ليس بإطلاق
فالجدال المذموم هو القائم بغير علم
وما بعلم فليس جدالا وإنما إقامة حجة وله ضوابط والكلام فيه يطول ويطول وليس موضوعنا الان
لكن ما اود ان اقول
الجدال وما ادراك ما الجدال
الجدال يوقعنا في كثير من العداوت والخصومات والمشكلات والمهاترات
سيما ما كان عقيما منه لا فائدة منه ولا طائل
فهذا جدال ممقوت
فلا تجادل ما دام لن يثمر شيئا
والنبي صلى الله عليه وسلم قال " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا "
والمراء هو الجدال ، والمقصود الجدال الذي لا يعود بفائدة ولا مصلحة في الدين .
أخوتي في الله
الجدال الذي هو بغير علم ممقوت اشد مقت
قال ربنا جل وعلا " وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ "
وقال تعالى " الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ "
وغيرها من الايات التي تدل على سوء عاقبة من يجادل في الله بغير علم
ثم فرق بين الجدال واقامة الحجة كبير
فإقامة الحجة مطلوبة والجدال ليس مطلوب
فما عليك إلا أن تبين الحق الذي معك
فإن قبله من تحاوره فبها وكفى
وإن لم يقبل فأمره إلى الله ولا عليك فأنت قمت بواجبك
ولن تستطيع ان تكره احد على شئ
وربنا جل وعلا قال لنبيه صلى الله عليه وسلم " فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً "
وقال جل وعلا " أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ "
فلا تحزن إن لم يقبل منك الحق
انظر وتأمل في دعوة نبي الله نوح عليه وعلى نبينا الصلاة السلام
بعد ان مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عام
ما آمن معه إلا قليل
أولم يكن الحق مع سيدنا نوح ؟؟!!
وتذكر
الشافعي رضى الله عنه قال " ما ناظرت أحدا قط فأحببت أن يخطئ ، ما كلمت احداً قط إلا احببت أن يوفق ويسدد ويعان ويكون عليه رعاية من الله تعالى وحفظ ، وما كلمت أحدا قط وانا ابالي ان يبين الله الحق على لساني أو على لسانه "
فلا عليك إلا ان يظهر الحق ولا تبالي
وانتبه إن حاججت أحد واظهرت الحق ولم يتسطع احد ان يرد عليك فتظن انك افحمته وانك العالم العلامة ، ولا تقول انا لا اخطئ أو لا يستطيع احد ان يخطئني
فهذا خطر عليك كما في كلام الشيخ سفر الحوالي السالف
بل يجب أن تزداد تواضعا لله ، حتى لا ينقلب الامر عليك
أخوتي في الله
في قصة كعب بن مالك لما تخلف عن غزوة تبوك
بعد الغزوة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم المنافقون يعتذرون إليه
فقبل النبي علانيتهم وظاهرهم وأوكل بواطنهم إلى الله
وجاء كعب فحدثته نفسه أن يعتذر بعذر لكنه لم يرضى لنفسه أن يكذب على رسول الله فيرضى النبي ويوشك ان يسخطه الله عليه ، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر له ما سبق ثم قال " وإني أوتيت جدلاً "
الشاهد
أن بعض الناس قد يؤتى جدلا
ولكن للاسف أكثرهم يستخدمونه في وجه غير صحيح
كأن يخرج نفسه من خطا فعله أو يكابر عن خطأ أو أو أو ...
لذلك فإن من أوتي جدلا فعليه أن يصرفه في وجهه الصحيح
وتأمل
فكعب كان بإمكانه أن يخلص نفسه وكأن شئ لم يكن
لكنه لم يرضى لنفسه الكذب والنفاق
وبعد أن اعترف للنبي أنه ما كان يوم اجهز منه في ذلك اليوم
فما كان إلا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " أما هذا فقد صدق "
وظل كعب وصاحبيه خمسين ليلة لا يكلمهم أحد
حتى قال كعب فتنكرت لى الارض
وكان يلقي السلام على الناس فلا يردون عليه السلام
الناظر نظرة سطحية يقول أنها محنة
لكن المتأمل يراها منحة في ثوب محنة
وعطية في ثوب بلية
ولم لا
وقد أنقذ نفسه من النفاق بصدقه
.........
الخلاصة
لا تكدر على نفسك ، فالامور كلها لله وبتقدير الله ، فطب نفسا
.................
ذكر الامام اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد اهل السنة والجماعة
عن الاحنف بن قيس قال " كثرة الخصومة تنبت النفاق في القلب "
وعن معاوية بن قرة قال " إياكم وهذه الخصومات فإنها تحبط الاعمال "
وعلق الشيخ الدكتور سفر الحوالي قائلا " فالذي يعيش كل وقته في جدل لا يشعر بلذة الإيمان وحلاوته، بل سيجد قسوة في قلبه، حتى ينبت النفاق في قلبه والعياذ بالله، حيث يحب أن يظهر أنه قد جادل خصمه حتى أفحمه، ثم يشتغل بما لا يعنيه، ثم ترى الغلظة في أقواله وأعماله، ويبتعد عن الرقة واللين، وعن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وتعامله بالرحمة والشفقة، ويبتعد عما كان عليه الصحابة الكرام قليلاً قليلاً، حتى يصبح على أخلاق أهل البدع والعياذ بالله، وإن كان في ظاهره وفي أصل دعواه أنه على الحق."
الكلام وإن كان سياقه عن مجادلة أهلالبدع والاهواء
إلا ان فيه ما يفيدنا
فالجدال مذموم لكن ليس بإطلاق
فالجدال المذموم هو القائم بغير علم
وما بعلم فليس جدالا وإنما إقامة حجة وله ضوابط والكلام فيه يطول ويطول وليس موضوعنا الان
لكن ما اود ان اقول
الجدال وما ادراك ما الجدال
الجدال يوقعنا في كثير من العداوت والخصومات والمشكلات والمهاترات
سيما ما كان عقيما منه لا فائدة منه ولا طائل
فهذا جدال ممقوت
فلا تجادل ما دام لن يثمر شيئا
والنبي صلى الله عليه وسلم قال " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا "
والمراء هو الجدال ، والمقصود الجدال الذي لا يعود بفائدة ولا مصلحة في الدين .
أخوتي في الله
الجدال الذي هو بغير علم ممقوت اشد مقت
قال ربنا جل وعلا " وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ "
وقال تعالى " الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ "
وغيرها من الايات التي تدل على سوء عاقبة من يجادل في الله بغير علم
ثم فرق بين الجدال واقامة الحجة كبير
فإقامة الحجة مطلوبة والجدال ليس مطلوب
فما عليك إلا أن تبين الحق الذي معك
فإن قبله من تحاوره فبها وكفى
وإن لم يقبل فأمره إلى الله ولا عليك فأنت قمت بواجبك
ولن تستطيع ان تكره احد على شئ
وربنا جل وعلا قال لنبيه صلى الله عليه وسلم " فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً "
وقال جل وعلا " أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ "
فلا تحزن إن لم يقبل منك الحق
انظر وتأمل في دعوة نبي الله نوح عليه وعلى نبينا الصلاة السلام
بعد ان مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عام
ما آمن معه إلا قليل
أولم يكن الحق مع سيدنا نوح ؟؟!!
وتذكر
الشافعي رضى الله عنه قال " ما ناظرت أحدا قط فأحببت أن يخطئ ، ما كلمت احداً قط إلا احببت أن يوفق ويسدد ويعان ويكون عليه رعاية من الله تعالى وحفظ ، وما كلمت أحدا قط وانا ابالي ان يبين الله الحق على لساني أو على لسانه "
فلا عليك إلا ان يظهر الحق ولا تبالي
وانتبه إن حاججت أحد واظهرت الحق ولم يتسطع احد ان يرد عليك فتظن انك افحمته وانك العالم العلامة ، ولا تقول انا لا اخطئ أو لا يستطيع احد ان يخطئني
فهذا خطر عليك كما في كلام الشيخ سفر الحوالي السالف
بل يجب أن تزداد تواضعا لله ، حتى لا ينقلب الامر عليك
أخوتي في الله
في قصة كعب بن مالك لما تخلف عن غزوة تبوك
بعد الغزوة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم المنافقون يعتذرون إليه
فقبل النبي علانيتهم وظاهرهم وأوكل بواطنهم إلى الله
وجاء كعب فحدثته نفسه أن يعتذر بعذر لكنه لم يرضى لنفسه أن يكذب على رسول الله فيرضى النبي ويوشك ان يسخطه الله عليه ، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر له ما سبق ثم قال " وإني أوتيت جدلاً "
الشاهد
أن بعض الناس قد يؤتى جدلا
ولكن للاسف أكثرهم يستخدمونه في وجه غير صحيح
كأن يخرج نفسه من خطا فعله أو يكابر عن خطأ أو أو أو ...
لذلك فإن من أوتي جدلا فعليه أن يصرفه في وجهه الصحيح
وتأمل
فكعب كان بإمكانه أن يخلص نفسه وكأن شئ لم يكن
لكنه لم يرضى لنفسه الكذب والنفاق
وبعد أن اعترف للنبي أنه ما كان يوم اجهز منه في ذلك اليوم
فما كان إلا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " أما هذا فقد صدق "
وظل كعب وصاحبيه خمسين ليلة لا يكلمهم أحد
حتى قال كعب فتنكرت لى الارض
وكان يلقي السلام على الناس فلا يردون عليه السلام
الناظر نظرة سطحية يقول أنها محنة
لكن المتأمل يراها منحة في ثوب محنة
وعطية في ثوب بلية
ولم لا
وقد أنقذ نفسه من النفاق بصدقه
.........
الخلاصة
لا تكدر على نفسك ، فالامور كلها لله وبتقدير الله ، فطب نفسا
.................
تعليق