علاقاتنا الأخوية .. إلى أين ؟؟؟
مشهد غريب عجيب و لكنه كثيرا ما يتكرر أمام ناظرنا .. إخوة تربطهم علاقة الأخوة في الله ، حتى تظن أن أحدهم لن يتوانى في أن يفدي أخاه بنفسه ، و أن يدفع من كريم ماله عوناً لأخيه .. و فجأة .. يختلفون في الرأي في مسألة هي مما يجوز الاختلاف فيه ، مسألة ليست من مسلمات الدين أو من أولوياته ، فتحتدم بينهم حدة النقاش ، و يصر كل واحد منهم على رأيه ، فإذا بهذه العلاقة الأخوية القوية المتينة و قد انتابها الضعف و الفتور و الجفاء و الجفاف ، بل قد يصل الأمر – في بعض الأحيان – إلى القطيعة و الهجران و من ثم الغمز و اللمز، و كل هذا يحدث تحت ذريعة توضيح الحقائق و التعريف بما جرى و كان.
إن هناك خللا واضحا بيّنا ( بتشديد الياء ) في مفهوم العلاقة الأخوية الإيمانية عند بعض المؤمنين ، و ليس السبب في هذا الخلل إنعدام العلم و قلة المعرفة بأهمية هذه العلاقات و ما ورد في فضلها من أحاديث نبوية ، و لكن سبب الخلل هو عدم القدرة في تحويل تلك المعاني الإيمانية العظيمة إلى واقع يعيشه المسلم و تحويل ( النظريات ) من عالم الورق و المعرفة إلى عالم الحياة اليومية.
الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، و باب التحريش بين المؤمنين باب واسع يلج منه شياطين الإنس و الجن ، و كم حقق الشيطان من نجاحات باستخدام هذا الباب دون غيره من الأبواب ، كما أن حظوظ النفس البشرية في الرغبة للانتصار للنفس و كبريائها ، هي معوقات أخرى تحول دون تحويل كثير من المعاني الإسلامية إلى واقع حي يلمسه الآخرون.
لا يساورني الشك أبدا إن هؤلاء المختلفين يعرفون الحديث النبوي الشريف :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " رواه مسلم، و يحفظون الحديث الصحيح : " إن المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضا . وشبك أصابعه " رواه البخاري.
و لكن هناك معنى لطيفا قد يغيب عن الكثير منّا.
إن العلاقة الأخوية في الله أيضا تقوم على الذلة للمؤمنين ، قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم ".
نعم .. المؤمنون يحبهم الله و يحبونه أذلة على المؤمنين،
و صدق التابعي الجيل الحسن البصري حين قال : " نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم ".
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ، و ما توفيقي إلا بالله
مشهد غريب عجيب و لكنه كثيرا ما يتكرر أمام ناظرنا .. إخوة تربطهم علاقة الأخوة في الله ، حتى تظن أن أحدهم لن يتوانى في أن يفدي أخاه بنفسه ، و أن يدفع من كريم ماله عوناً لأخيه .. و فجأة .. يختلفون في الرأي في مسألة هي مما يجوز الاختلاف فيه ، مسألة ليست من مسلمات الدين أو من أولوياته ، فتحتدم بينهم حدة النقاش ، و يصر كل واحد منهم على رأيه ، فإذا بهذه العلاقة الأخوية القوية المتينة و قد انتابها الضعف و الفتور و الجفاء و الجفاف ، بل قد يصل الأمر – في بعض الأحيان – إلى القطيعة و الهجران و من ثم الغمز و اللمز، و كل هذا يحدث تحت ذريعة توضيح الحقائق و التعريف بما جرى و كان.
إن هناك خللا واضحا بيّنا ( بتشديد الياء ) في مفهوم العلاقة الأخوية الإيمانية عند بعض المؤمنين ، و ليس السبب في هذا الخلل إنعدام العلم و قلة المعرفة بأهمية هذه العلاقات و ما ورد في فضلها من أحاديث نبوية ، و لكن سبب الخلل هو عدم القدرة في تحويل تلك المعاني الإيمانية العظيمة إلى واقع يعيشه المسلم و تحويل ( النظريات ) من عالم الورق و المعرفة إلى عالم الحياة اليومية.
الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، و باب التحريش بين المؤمنين باب واسع يلج منه شياطين الإنس و الجن ، و كم حقق الشيطان من نجاحات باستخدام هذا الباب دون غيره من الأبواب ، كما أن حظوظ النفس البشرية في الرغبة للانتصار للنفس و كبريائها ، هي معوقات أخرى تحول دون تحويل كثير من المعاني الإسلامية إلى واقع حي يلمسه الآخرون.
لا يساورني الشك أبدا إن هؤلاء المختلفين يعرفون الحديث النبوي الشريف :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " رواه مسلم، و يحفظون الحديث الصحيح : " إن المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضا . وشبك أصابعه " رواه البخاري.
و لكن هناك معنى لطيفا قد يغيب عن الكثير منّا.
إن العلاقة الأخوية في الله أيضا تقوم على الذلة للمؤمنين ، قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم ".
نعم .. المؤمنون يحبهم الله و يحبونه أذلة على المؤمنين،
يخفض أحدهم جناحه للآخرين في سبيل بقاء هذه الرابطة و استمرارية هذه العلاقة.
و المحك الفعلي لهذه الذلة هو في مواطن الاختلاف في الرأي ، فإن الاختلاف يظهر معادن الرجال و يمايز بين طبقات الأصحاب و الأصدقاء ، و الاتفاق على الرأي لا يسبب الاحتكاك و ارتفاع الأصوات و توتر العلاقات ، و ليس بابا من الأبواب التي يستخدمها الشيطان في التحريش بين المؤمنين.
أن الذلة تقتضي في ابسط تطبيقاتها أن يتنازل الأخ عن رأيه لبقية إخوانه ، خاصة و أن غالبية الاختلافات – إن لم تكن جميعها – هي في مسائل يسوغ الاختلاف فيها ، وهي في الوسائل و ليست في الأهداف ، و في الخطط والبرامج و التطبيقات و ليست في الرؤى.
تأخذك الدهشة لمؤمن يتنازل عن رأيه في قاعات الاجتماعات الرسمية في محل وظيفته ، و يؤمن بمبدأ التصويت ، و يقر للرأي الآخر إذا اجتمعت عليه الأغلبية ، و يلتزم – في واقع حياته الوظيفية – بتطبيق ما اتفق عليه الآخرون و إن اختلف معهم في وجهات النظر .. ثم هو متمسك برأيه ، محارب من أجل تطبيق ما يتبناه من نظريات و وسائل إن هو جالس إخوانه في الدعوة و الفكرة.
و المحك الفعلي لهذه الذلة هو في مواطن الاختلاف في الرأي ، فإن الاختلاف يظهر معادن الرجال و يمايز بين طبقات الأصحاب و الأصدقاء ، و الاتفاق على الرأي لا يسبب الاحتكاك و ارتفاع الأصوات و توتر العلاقات ، و ليس بابا من الأبواب التي يستخدمها الشيطان في التحريش بين المؤمنين.
أن الذلة تقتضي في ابسط تطبيقاتها أن يتنازل الأخ عن رأيه لبقية إخوانه ، خاصة و أن غالبية الاختلافات – إن لم تكن جميعها – هي في مسائل يسوغ الاختلاف فيها ، وهي في الوسائل و ليست في الأهداف ، و في الخطط والبرامج و التطبيقات و ليست في الرؤى.
تأخذك الدهشة لمؤمن يتنازل عن رأيه في قاعات الاجتماعات الرسمية في محل وظيفته ، و يؤمن بمبدأ التصويت ، و يقر للرأي الآخر إذا اجتمعت عليه الأغلبية ، و يلتزم – في واقع حياته الوظيفية – بتطبيق ما اتفق عليه الآخرون و إن اختلف معهم في وجهات النظر .. ثم هو متمسك برأيه ، محارب من أجل تطبيق ما يتبناه من نظريات و وسائل إن هو جالس إخوانه في الدعوة و الفكرة.
ما أحوجنا إلى تنزيل قول الله تعالى : " أذلة على المؤمنين " في واقعنا اليومي ، عندما نتعامل مع أخواننا في المجال الدعوي ،
و صدق التابعي الجيل الحسن البصري حين قال : " نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم ".
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ، و ما توفيقي إلا بالله
تعليق