السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مبارك فيه نحمده ، ونستعين به ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
وأشهد أن لا إله إلا الله إله أحدا فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا
وأشهد أن محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله
رافع الاصر والاغلال ، الداعي إلى خير الاقوال والافعال والاحوال
خير الانبياء مقاما ، وأحسن الانبياء كلاما ، لبنة تمامهم ، ومسك ختامهم
فاللهم صلى وسلم على محمد وعلى آله وازواجه امهات المؤمنين واصحابه وتابعيهم بإحسان وتمام واتباع دون استفهام ، صلاة وسلاما دائمين إلى يوم التناد واجمعنا معهم في جنان الخلد يا رب العباد
أما بعد ،،،،
المحبة اتباع
نعم المحبة اتباع
واقرؤ إن شئتم
" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "
تعصى الحبيب وأنت تزعم حبه ... هذا وربي في القياس بديع
إن كان حبك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع
تعالى معي اخي الحبيب
لنتطوف سويا
في بستان حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
كان الصحابة رضوان الله عليهم يحبون النبي أشد حب
ويتبعوه أشد اتباع
فترى هذا يخرج حتي شجرة ثم يعود
فلما يسأل عن ذلك
يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا
وترى الاخر يتحسس موضع قدم النبي صلى الله عليه وسلم ليمشي عليه
وترى الثالث يلصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حينما أرد أن يمازحه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وترى هذا يدعوا الله ان يكون مع النبي في أعالى جنان الخلد
إلى غير ذلك .....
قال ربنا جل وعلا
" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ "
هيا بنا لنأخذ أمثلة على هذه الطاعة لعدد من الصحابة
نبدأ معكم بحبيب المؤمنين
نعم
إنه أبو هريرة
كان أبو هريرة رجل فقير يصرع بجوار المنبر من شدة الجوع
حتى ان الناس كانوا يظنون انه مجنون
في يوم من الايام التي اشتد عليه الجوع فيه
اراد ان يجد حلا يسد به رمقه
فصلى ، ثم قعد على الطريق الذي يمشي منه الصحابة
فمر أبو بكر رضى الله عنه
يقول أبو هريرة " فسألته عن آية في كتاب الله وإنها لمعي ، ما سألته إلا رجاء أن يستتبعني "
فأجابه أبو بكر ثم تركه وانصرف
فمر عمر
يقول أبو هريرة " فسألته عن آية في كتاب الله وإنها لمعي ، ما سألته إلا رجاء أن يستتبعني "
فأجابه عمر رضى الله عنه ثم انصرف
فمر أبو القاسم
مر النبي صلى الله عليه وسلم
يقول أبو هريرة " فلما رأني عرف ما بوجهي فقال ، أبا هر ، فقلت لبيك يا رسول الله ، فقال الحق "
فمشى ابو هريرة مع النبي صلى الله عليه وسلم
حتى وصلا إلى بيت النبي
فدخل ثم أذن له
فإذا بقدح من لبن جاء هدية للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة
الحق بأهل الصفة فادعهم لي
واهل الصفة هم من تركوا اموالهم وديارهم وليس لهم مكان غير المسجد
وكان عددهم يزيد وينقص
فقال أبو هريرة
فساءني ذلك
فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة؟
كنت أنا أحق ان أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها
فاذا جاءوا أمرني ان أعطيهم، وما عسى ان يبلغني من هذا اللبن
ولم يكن من طاعة الله ورسوله بد
فأتيتهم فدعوتهم فاقبلوا فاستأذنوا فاذن لهم واخذوا مجالسهم
فقال صلى الله عليه وسلم يا أبا هر خذ فاعطهم
فاخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد على القدح فاعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرده عليّ فاعطيه الآخر فيشرب حتى يروى
ولم ازل حتى انتهيت الى النبي صلى الله عليه والله
وقد روى القوم كلهم فاخذ القدح وتبسم اليَّ فقال:
أبا هر بقيت أنا وأنت، قلت: صدقت يارسول الله قال: اقعد فاشرب؛ فقعدت فشربت، قال
اشرب فشربت، فما زال يقول: أشرب؛ حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق ما اجد له مسلكاً قال: فأرنيه. فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة
الشاهد من الحديث
قولة أبو هريرة
" ولم يكن من طاعة الله ورسوله بد "
هكذا الحب
لم يناقشه في الامر
لم يقل له
يا رسول الله ، لم أكل منذ كذا وكذا
لم يقل انا جائع جدا ، سأشربه وحدي
لا
إنما ولم يكن من طاعة الله ورسوله بد
فهل نحن محبون
هل نحن متبعون
هل نحن منتمون ؟؟
حذفية بن اليمان
في غزوة الاحزاب
يقول حذيفة
لقد رأيتنا وقد حفر كل واحد منا لنفسه حفرة من شدة البرد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم " من يأتيني بخبر القوم وهو معي في الجنة "
فلم يتحرك احد
وظل حذيفة يخبأ نفسه شئ فشئ
حتى قال له النبي صلى الله عليه وسلم
قم يا حذيفة
قال ابو حذيفة : فقمت، ولم يكن من طاعة الله ولا طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد،
نعم لم يكن من طاعة الله ورسوله بد
على الرغم من شدة البرد
ولم يتحرك احد
لكن حذيفة
لما جاءه الامر ، امتثل وطبق وتوكل على الله
كان هناك صحابي اسمه زاهر
كان دميم الخلقة
كان في السوق ذات يوم
فمر النبي فأراد ان يمازحه فأمسكه من خلفه
فقال زاهر ارسلني
فلم يتكلم النبي
فلما التفت زاهر فوجده النبي
فألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم
فيقول زاهر فما فرحت بشئ كملاصقة جسدي لجسد النبي صلي الله عليه وسلم ثم اخذ النبي بيدي و رفعها بالسوق و قال من يشترى هذا العبد فقال زاهر اذا تجدنى كاسبا يا رسول الله فقال له النبي ولكنك عند الله لست بكاسد
انظر
تأمل
قال زاهر
فما فرحت بشئ كملاصقة جسدي لجسد النبي صلى الله عليه وسلم
أتدرون لماذا قال ذلك ؟؟
نعم
لانه محب
مثالا اخر
ولكنه هذه المرة لامرأة
في غزوة احد
حينما أشيع ان رسول الله قد قتل
فمر قوم فقالت لهم ما فعل رسول الله
فقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون مات أبوكي
فقالت أقول ما فعل رسول الله فقالوا هو بخير
فقالت لا حتى أراه
فمرت بقوم اخرين
فقالت ما فعل رسول الله
فقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون مات زوجك
فقالت اقول ما فعل رسول الله
فقالوا هو بخير
وهكذا
قالوا مات ابنك
فقالت مثل ما قالت
فقالوا هو بخير
فقالت لا حتى اراه
فبينما هي كذلك إذ النبي يأتي
فلما رأته استبشرت وتهللت
وقالت
كل مصيبة بعدك هينة يا رسول الله
انظر وتأمل
امرأة مات أبوها
ومات زوجها
ومت ابنها
ومع ذلك
لا يشغل بالها سوى النبي صلى الله عليه وسلم
ولم يهدأ لها بال
حتى رأت النبي بخير
فهدأت وسكنت
يا الله
ما هذا الحب
إنه حب عالى
في غزوة احد ايضا
طلحة بن عبيد الله رضوان الله عليه
يدافع عن النبي بكل شجاعة وبكل قوة
ويوقل للنبي صلى الله عليه وسلم
نحري دون نحرك يا رسول الله
نحري دون نحرك
يضرب بالسيوف
والسهام
والحراب
ولا يتحرك ولا يترك النبي
بل يدافع بكل بسالة
أتدرون لماذا
لانه محب
محب بحق
وكان جزاء ذلك
ان قال النبي صلى الله عليه وسلم
أوجب طلحة أوجب طلحة
أي وجبت له الجنة
إااااااه
هل نحن نحب النبي ؟؟
سؤال قاس جدا
أليس كذلك ؟؟
يقول عروة بن مسعود
دخلت على كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه
فما وجدت أعز من محمد في اصحابه ولم اجد احد يحب احد كحب اصحابه له ، وإنه ما تنخم نخامة إلا ابتدروها ومسحو بها وجوههم ، وكان إذا تكلم سكتوا كأن على رؤسهم الطير
هكذا كان حبهم له صلى الله عليه وسلم
حب في اعلى مراتبه
أخوتي في الله
كلنا يعرف احب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم
نعم
إنه أبو بكر
أبو بكر
له مواقف عديدة مع النبي صلى الله عليه وسلم
له مواقف في الحب
نقف أمامها عاجزين
نذكر بعضها إن شاء الله
تذكر معي
كان المسلمون في بداية الدعوة قلة وكانت الدعوة سرا
فأراد ابو بكر ان يجهر بالدعوة
والنبي يقول له إنا قليل
فما زال ابو بكر بالنبي حتي اجتمعوا فخرجوا حتى أتوا المسجد الحرام وتفرقوا في المسجد كل رجل في عشيرته
وقام ابو بكر في الناس خطيبا يدعو إلى الاسلام ويذم آلهتهم
فثار المشركون وأقبل جمع من المشركين إلى أبي بكر وضربوه ضرا شديدا فوقع على الارض فجاء عتبة بن الربيعة فجعل يضربه بنعليه ويفركهما في وجهه وسالت الدماء من وجه ابي بكر وتمزق لم وجهه حتى كاد لا يعرف فمه من انفه .
فأغشي عليه
ولا يدورن احي ام ميت
فظل ابوه يكلمه ولا يجيبه
فما كان اخر النهار
فتح عينيه وكانت اول كلمة نطق بها : ما فعل رسول الله ؟
يا الله
محبة عالية ومحبة تعجزنا
ومحبة صادقة ولما لا وهو الصديق
وكان يخاف على النبي أكثر من اي شئ اخر
ولم يهدأ له بال حتى ذهب إلى النبي في دار الارقم ليطمئن عليه بنفسه
نأخذ موقف أخر من مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم
بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة
إذا جاء عقبة بن ابي معيط وخنق النبي صلى الله عليه وسلم بثوبه خنقا شديد
فأقبل أبو بكر مسرعا
ودفعه عن رسول الله وقال
أتقتلون رجلا ان يقول ربي الله
موقف اخر من المواقف المهيبة في حب أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم
وهو موقف من الهجرة
لما خرج النبي مع ابو بكر متجهين إلى الغار
حتى وصلا إليه
فدخل أبو بكر قبل النبي ليهيئ الغار
فوجد به فتحات
فسدها إلا فتحة لم يجد ما يسدها به
فسدها بقدمه
ثم قال للنبي ادخل
فدخل النبي صلى الله عليه وسلم
وغلبه النوم فنام على فخذ أبي بكر
فإذا بشئ يلدغ ابو بكر في قدمه
فكظم ابو بكر ألمه في نفسه وحاول ان يمكس دموعه حتى لا تتساقط على خد المصطفى صلى الله عليه وسلم
فغلبته عبرة
فاستيقظ رسول الله
فقال ما بك يا ابا بكر
فأخبره بالخبر
فقال ولم لم تخبرني
فقال كرهت أن أوقظك
انظر إلى اي مدى التضحية
لله درك يا ابا بكر
لقد اعييت غيرك في محبته للنبي صلى الله عليه وسلم
ما لنا ذكر في حب النبي كما لك يا صاحب رسول الله
موقف اخر في رحلة الهجرة
لما كان يمشي امام النبي تاره
وعن يمينه تارة
وعن شماله تارة
ومن خلفه تارة
كل ذلك خوفا على النبي صلى الله عليه وسلم
وموقف اخ في رحلة الهجرة
حينما مرا براعي للغنم
فقال لمن انت ، فقال لفلان
فقال له ابو بكر هل في غنمك لبن
فقال نعم
فقال هل انت حالب لنا
فقال نعم
فأمره ابو بكر فنفض الدرع
ثم حلب كثبة من لبن
وأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقال له اشرب يا رسول الله
فشرب النبي صلى الله عليه وسلم
يقول أبو بكر
فشرب حتى رضيت
ما هذا الجمال
ما هذه العظمة
إنها قمة الحب
فشرب حتى رضيت
عبارة عذبة رقيقة رقراقة
يفوح منها عبق المحبة
وخذ موقف اخر لابي بكر يوم فتح مكة
حينما جاء بأبيه أبي قحافة للنبي صلى الله عليه وسلم ليعلن اسلامه
فقال النبي هلا تركت الشيخ في بيته واتيناه
فقال ابو بكر لانت احق أن يؤتي إليك
فوضع النبي يده في يد ابي قحافة
فبكى أبو بكر وقال
ودت أن تكون هذه اليد يد عمك
لانه يعلم ان النبي صلى الله عليه وسم كان حريصا على هداية عمه
فهذا تمام الحب من ابو بكر
فيقدم حبه للنبي صلى الله عليه وسلم على حبه لنفسه وحبه لابيه وامه وحبه لزوجته وأولاده
أخوتي في الله
المحب متبع
ويهون عليه كل شئ في حب محبوبه
كما قال أبوالشيص :
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متأخر عنه ولا متقدم
وأهنتني فأهنت نفسي جاهداً ... ما من يهون عليك مما يكرم
أشبهت أعدائي فصرت أحبهم ... إذا كان حظي منك حظي منهم
أجد الملامة في هواك لذيذة ... حبا لذكرك فليمني اللوم
وكما قيل :
يا مقيما في خاطري وجناني ... وبعيد عن ناظري وعياني
أنت روحي وإن كنت لست أراها ... فهي أدنى إلى من كل داني
أخوتي في الله
أخر ما أقول
إن الصحابة أحبوا النبي حبا لم يحبه احد لاحد على الاطلاق
وكلنا يمني نفسه لو كان رأي النبي صلى الله عليه وسلم ونصره
لكننا لنثبت حبنا للنبي صلى الله عليه وسلم
فعلينا ن نتبع سنته
وأن نهتدي بهديه
ونتبع أمره
ونجتنب نهيه
وما نحن فيه الان
لهو بسبب ما فعلناه مما حذرنا منه النبي الامين صلى الله عليه وسلم
أخوتي في الله
أسأل الله تعالى ان يجمعنا بالنبي صلى الله عله وسلم وأصحابه في جنته ودار مقامته
إنه ولى ذلك والقادر عليه
إنه بكل جميل كفيل
وهو حسبنا ونعم الوكيل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مبارك فيه نحمده ، ونستعين به ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
وأشهد أن لا إله إلا الله إله أحدا فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا
وأشهد أن محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله
رافع الاصر والاغلال ، الداعي إلى خير الاقوال والافعال والاحوال
خير الانبياء مقاما ، وأحسن الانبياء كلاما ، لبنة تمامهم ، ومسك ختامهم
فاللهم صلى وسلم على محمد وعلى آله وازواجه امهات المؤمنين واصحابه وتابعيهم بإحسان وتمام واتباع دون استفهام ، صلاة وسلاما دائمين إلى يوم التناد واجمعنا معهم في جنان الخلد يا رب العباد
أما بعد ،،،،
المحبة اتباع
نعم المحبة اتباع
واقرؤ إن شئتم
" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "
تعصى الحبيب وأنت تزعم حبه ... هذا وربي في القياس بديع
إن كان حبك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع
تعالى معي اخي الحبيب
لنتطوف سويا
في بستان حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
كان الصحابة رضوان الله عليهم يحبون النبي أشد حب
ويتبعوه أشد اتباع
فترى هذا يخرج حتي شجرة ثم يعود
فلما يسأل عن ذلك
يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا
وترى الاخر يتحسس موضع قدم النبي صلى الله عليه وسلم ليمشي عليه
وترى الثالث يلصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حينما أرد أن يمازحه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وترى هذا يدعوا الله ان يكون مع النبي في أعالى جنان الخلد
إلى غير ذلك .....
قال ربنا جل وعلا
" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ "
هيا بنا لنأخذ أمثلة على هذه الطاعة لعدد من الصحابة
نبدأ معكم بحبيب المؤمنين
نعم
إنه أبو هريرة
كان أبو هريرة رجل فقير يصرع بجوار المنبر من شدة الجوع
حتى ان الناس كانوا يظنون انه مجنون
في يوم من الايام التي اشتد عليه الجوع فيه
اراد ان يجد حلا يسد به رمقه
فصلى ، ثم قعد على الطريق الذي يمشي منه الصحابة
فمر أبو بكر رضى الله عنه
يقول أبو هريرة " فسألته عن آية في كتاب الله وإنها لمعي ، ما سألته إلا رجاء أن يستتبعني "
فأجابه أبو بكر ثم تركه وانصرف
فمر عمر
يقول أبو هريرة " فسألته عن آية في كتاب الله وإنها لمعي ، ما سألته إلا رجاء أن يستتبعني "
فأجابه عمر رضى الله عنه ثم انصرف
فمر أبو القاسم
مر النبي صلى الله عليه وسلم
يقول أبو هريرة " فلما رأني عرف ما بوجهي فقال ، أبا هر ، فقلت لبيك يا رسول الله ، فقال الحق "
فمشى ابو هريرة مع النبي صلى الله عليه وسلم
حتى وصلا إلى بيت النبي
فدخل ثم أذن له
فإذا بقدح من لبن جاء هدية للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة
الحق بأهل الصفة فادعهم لي
واهل الصفة هم من تركوا اموالهم وديارهم وليس لهم مكان غير المسجد
وكان عددهم يزيد وينقص
فقال أبو هريرة
فساءني ذلك
فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة؟
كنت أنا أحق ان أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها
فاذا جاءوا أمرني ان أعطيهم، وما عسى ان يبلغني من هذا اللبن
ولم يكن من طاعة الله ورسوله بد
فأتيتهم فدعوتهم فاقبلوا فاستأذنوا فاذن لهم واخذوا مجالسهم
فقال صلى الله عليه وسلم يا أبا هر خذ فاعطهم
فاخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد على القدح فاعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرده عليّ فاعطيه الآخر فيشرب حتى يروى
ولم ازل حتى انتهيت الى النبي صلى الله عليه والله
وقد روى القوم كلهم فاخذ القدح وتبسم اليَّ فقال:
أبا هر بقيت أنا وأنت، قلت: صدقت يارسول الله قال: اقعد فاشرب؛ فقعدت فشربت، قال
اشرب فشربت، فما زال يقول: أشرب؛ حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق ما اجد له مسلكاً قال: فأرنيه. فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة
الشاهد من الحديث
قولة أبو هريرة
" ولم يكن من طاعة الله ورسوله بد "
هكذا الحب
لم يناقشه في الامر
لم يقل له
يا رسول الله ، لم أكل منذ كذا وكذا
لم يقل انا جائع جدا ، سأشربه وحدي
لا
إنما ولم يكن من طاعة الله ورسوله بد
فهل نحن محبون
هل نحن متبعون
هل نحن منتمون ؟؟
حذفية بن اليمان
في غزوة الاحزاب
يقول حذيفة
لقد رأيتنا وقد حفر كل واحد منا لنفسه حفرة من شدة البرد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم " من يأتيني بخبر القوم وهو معي في الجنة "
فلم يتحرك احد
وظل حذيفة يخبأ نفسه شئ فشئ
حتى قال له النبي صلى الله عليه وسلم
قم يا حذيفة
قال ابو حذيفة : فقمت، ولم يكن من طاعة الله ولا طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد،
نعم لم يكن من طاعة الله ورسوله بد
على الرغم من شدة البرد
ولم يتحرك احد
لكن حذيفة
لما جاءه الامر ، امتثل وطبق وتوكل على الله
كان هناك صحابي اسمه زاهر
كان دميم الخلقة
كان في السوق ذات يوم
فمر النبي فأراد ان يمازحه فأمسكه من خلفه
فقال زاهر ارسلني
فلم يتكلم النبي
فلما التفت زاهر فوجده النبي
فألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم
فيقول زاهر فما فرحت بشئ كملاصقة جسدي لجسد النبي صلي الله عليه وسلم ثم اخذ النبي بيدي و رفعها بالسوق و قال من يشترى هذا العبد فقال زاهر اذا تجدنى كاسبا يا رسول الله فقال له النبي ولكنك عند الله لست بكاسد
انظر
تأمل
قال زاهر
فما فرحت بشئ كملاصقة جسدي لجسد النبي صلى الله عليه وسلم
أتدرون لماذا قال ذلك ؟؟
نعم
لانه محب
مثالا اخر
ولكنه هذه المرة لامرأة
في غزوة احد
حينما أشيع ان رسول الله قد قتل
فمر قوم فقالت لهم ما فعل رسول الله
فقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون مات أبوكي
فقالت أقول ما فعل رسول الله فقالوا هو بخير
فقالت لا حتى أراه
فمرت بقوم اخرين
فقالت ما فعل رسول الله
فقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون مات زوجك
فقالت اقول ما فعل رسول الله
فقالوا هو بخير
وهكذا
قالوا مات ابنك
فقالت مثل ما قالت
فقالوا هو بخير
فقالت لا حتى اراه
فبينما هي كذلك إذ النبي يأتي
فلما رأته استبشرت وتهللت
وقالت
كل مصيبة بعدك هينة يا رسول الله
انظر وتأمل
امرأة مات أبوها
ومات زوجها
ومت ابنها
ومع ذلك
لا يشغل بالها سوى النبي صلى الله عليه وسلم
ولم يهدأ لها بال
حتى رأت النبي بخير
فهدأت وسكنت
يا الله
ما هذا الحب
إنه حب عالى
في غزوة احد ايضا
طلحة بن عبيد الله رضوان الله عليه
يدافع عن النبي بكل شجاعة وبكل قوة
ويوقل للنبي صلى الله عليه وسلم
نحري دون نحرك يا رسول الله
نحري دون نحرك
يضرب بالسيوف
والسهام
والحراب
ولا يتحرك ولا يترك النبي
بل يدافع بكل بسالة
أتدرون لماذا
لانه محب
محب بحق
وكان جزاء ذلك
ان قال النبي صلى الله عليه وسلم
أوجب طلحة أوجب طلحة
أي وجبت له الجنة
إااااااه
هل نحن نحب النبي ؟؟
سؤال قاس جدا
أليس كذلك ؟؟
يقول عروة بن مسعود
دخلت على كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه
فما وجدت أعز من محمد في اصحابه ولم اجد احد يحب احد كحب اصحابه له ، وإنه ما تنخم نخامة إلا ابتدروها ومسحو بها وجوههم ، وكان إذا تكلم سكتوا كأن على رؤسهم الطير
هكذا كان حبهم له صلى الله عليه وسلم
حب في اعلى مراتبه
أخوتي في الله
كلنا يعرف احب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم
نعم
إنه أبو بكر
أبو بكر
له مواقف عديدة مع النبي صلى الله عليه وسلم
له مواقف في الحب
نقف أمامها عاجزين
نذكر بعضها إن شاء الله
تذكر معي
كان المسلمون في بداية الدعوة قلة وكانت الدعوة سرا
فأراد ابو بكر ان يجهر بالدعوة
والنبي يقول له إنا قليل
فما زال ابو بكر بالنبي حتي اجتمعوا فخرجوا حتى أتوا المسجد الحرام وتفرقوا في المسجد كل رجل في عشيرته
وقام ابو بكر في الناس خطيبا يدعو إلى الاسلام ويذم آلهتهم
فثار المشركون وأقبل جمع من المشركين إلى أبي بكر وضربوه ضرا شديدا فوقع على الارض فجاء عتبة بن الربيعة فجعل يضربه بنعليه ويفركهما في وجهه وسالت الدماء من وجه ابي بكر وتمزق لم وجهه حتى كاد لا يعرف فمه من انفه .
فأغشي عليه
ولا يدورن احي ام ميت
فظل ابوه يكلمه ولا يجيبه
فما كان اخر النهار
فتح عينيه وكانت اول كلمة نطق بها : ما فعل رسول الله ؟
يا الله
محبة عالية ومحبة تعجزنا
ومحبة صادقة ولما لا وهو الصديق
وكان يخاف على النبي أكثر من اي شئ اخر
ولم يهدأ له بال حتى ذهب إلى النبي في دار الارقم ليطمئن عليه بنفسه
نأخذ موقف أخر من مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم
بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة
إذا جاء عقبة بن ابي معيط وخنق النبي صلى الله عليه وسلم بثوبه خنقا شديد
فأقبل أبو بكر مسرعا
ودفعه عن رسول الله وقال
أتقتلون رجلا ان يقول ربي الله
موقف اخر من المواقف المهيبة في حب أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم
وهو موقف من الهجرة
لما خرج النبي مع ابو بكر متجهين إلى الغار
حتى وصلا إليه
فدخل أبو بكر قبل النبي ليهيئ الغار
فوجد به فتحات
فسدها إلا فتحة لم يجد ما يسدها به
فسدها بقدمه
ثم قال للنبي ادخل
فدخل النبي صلى الله عليه وسلم
وغلبه النوم فنام على فخذ أبي بكر
فإذا بشئ يلدغ ابو بكر في قدمه
فكظم ابو بكر ألمه في نفسه وحاول ان يمكس دموعه حتى لا تتساقط على خد المصطفى صلى الله عليه وسلم
فغلبته عبرة
فاستيقظ رسول الله
فقال ما بك يا ابا بكر
فأخبره بالخبر
فقال ولم لم تخبرني
فقال كرهت أن أوقظك
انظر إلى اي مدى التضحية
لله درك يا ابا بكر
لقد اعييت غيرك في محبته للنبي صلى الله عليه وسلم
ما لنا ذكر في حب النبي كما لك يا صاحب رسول الله
موقف اخر في رحلة الهجرة
لما كان يمشي امام النبي تاره
وعن يمينه تارة
وعن شماله تارة
ومن خلفه تارة
كل ذلك خوفا على النبي صلى الله عليه وسلم
وموقف اخ في رحلة الهجرة
حينما مرا براعي للغنم
فقال لمن انت ، فقال لفلان
فقال له ابو بكر هل في غنمك لبن
فقال نعم
فقال هل انت حالب لنا
فقال نعم
فأمره ابو بكر فنفض الدرع
ثم حلب كثبة من لبن
وأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقال له اشرب يا رسول الله
فشرب النبي صلى الله عليه وسلم
يقول أبو بكر
فشرب حتى رضيت
ما هذا الجمال
ما هذه العظمة
إنها قمة الحب
فشرب حتى رضيت
عبارة عذبة رقيقة رقراقة
يفوح منها عبق المحبة
وخذ موقف اخر لابي بكر يوم فتح مكة
حينما جاء بأبيه أبي قحافة للنبي صلى الله عليه وسلم ليعلن اسلامه
فقال النبي هلا تركت الشيخ في بيته واتيناه
فقال ابو بكر لانت احق أن يؤتي إليك
فوضع النبي يده في يد ابي قحافة
فبكى أبو بكر وقال
ودت أن تكون هذه اليد يد عمك
لانه يعلم ان النبي صلى الله عليه وسم كان حريصا على هداية عمه
فهذا تمام الحب من ابو بكر
فيقدم حبه للنبي صلى الله عليه وسلم على حبه لنفسه وحبه لابيه وامه وحبه لزوجته وأولاده
أخوتي في الله
المحب متبع
ويهون عليه كل شئ في حب محبوبه
كما قال أبوالشيص :
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متأخر عنه ولا متقدم
وأهنتني فأهنت نفسي جاهداً ... ما من يهون عليك مما يكرم
أشبهت أعدائي فصرت أحبهم ... إذا كان حظي منك حظي منهم
أجد الملامة في هواك لذيذة ... حبا لذكرك فليمني اللوم
وكما قيل :
يا مقيما في خاطري وجناني ... وبعيد عن ناظري وعياني
أنت روحي وإن كنت لست أراها ... فهي أدنى إلى من كل داني
أخوتي في الله
أخر ما أقول
إن الصحابة أحبوا النبي حبا لم يحبه احد لاحد على الاطلاق
وكلنا يمني نفسه لو كان رأي النبي صلى الله عليه وسلم ونصره
لكننا لنثبت حبنا للنبي صلى الله عليه وسلم
فعلينا ن نتبع سنته
وأن نهتدي بهديه
ونتبع أمره
ونجتنب نهيه
وما نحن فيه الان
لهو بسبب ما فعلناه مما حذرنا منه النبي الامين صلى الله عليه وسلم
أخوتي في الله
أسأل الله تعالى ان يجمعنا بالنبي صلى الله عله وسلم وأصحابه في جنته ودار مقامته
إنه ولى ذلك والقادر عليه
إنه بكل جميل كفيل
وهو حسبنا ونعم الوكيل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق