(التدخين والمخدرات)
يفهم كثير من الشباب الرجولة على أنها سيجارة في اليد يمسكها بطريقة معينة ، ويشربها بطريقة معينة ، وقد يستهزئ آخرون بهم فيقولون لهم ( ده لعب عيال ) ، إذاً فما هي الرجولة في نظركم أنتم؟ إنها شرب المخدرات والمسكرات ، وغيرها من المحرمات .
والحقيقة أن الفريق الأول قد ارتكب محرماً، والآخر قد ارتكب محرماً أشد حرمة ، فلقد قال رب العزة جل وعلا :)إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ((المائدة :90).
وقد يقول قائل : هذا بالنسبة للمسكرات والمخدرات ولا يدخل تحتها التدخين .
أقول لك : لا : بل إن التدخين داخل في الآية .
لأن السجائر تحتوي على نسبة من الكحول ( كما أثبتت ذلك مصانع السجائر نفسها ) وهذا الكحول لسببين :
الأول : أن تعود إليها بعد كل فترة ( وبالطبع هذا سيعود على المصانع بالربح الكبير ) .
الثاني : أن تحافظ السيجارة على اشتعالها طوال الوقت دون أن تنطفئ ، حتى مع تيارات الهواء القوية .
وهذا الكلام مثبت علمياً بعد تحليل مكونات السيجارة .
دعك من هذا : أنت تعلم جيدا أنها تؤدي إلى الوفاة كما هو مكتوب عليها، ولقد قال الله تعالى الرحيم بعباده : ) وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا( ( النساء : 29 ) ، وقال تعالى : ) وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ( ( البقرة : 195 ) ، وقال النبي (صلى الله عليه وسلم )(( لا ضرر ولا ضرار )) .([1] )
ثم أسألك سؤالاً : هل التدخين من الطيبات أم من الخبائث؟
الجواب : التدخين من الخبائث ، ولا يقول غير هذا إلا معتوه أبله ، وقد قال تعالى : ) وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ( .(الأعراف:157).
ألا يكفي هذا أن يؤكد أن التدخين حرام،وقد أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر فتوى بتحريم التدخين .
ومعنى ذلك أنك ستُسأل أمام الله يوم القيامة عن كل نفس أخذته منها ، وعن كل جنيه دفعته لشرائها ، وإذا لم تتب الآن وتتركها ، ستُسأل أمام الله عن إعراضك وعنادك .
أضف إلى ما سبق أضرارها كما أخبر الأطباء :
¶ تسبب سرطان الرئة .
¶ تسبب ارتفاع ضغط الدم .
¶ تسبب زيادة ضربات القلب .
¶ تسبب ما يسمى بالسكتة الدماغية .
¶ تسبب ما يسمى بالسكتة القلبية .
¶ تسبب السعال .
¶ تسبب ضيق الشعب الهوائية .
¶ تسبب الجلطة المفاجئة .
¶ تسبب السرطان بصفة عامة .
أما بالنسبة لما يقال عن التدخين ، وأنه دليل على الرجولة، فأقول لك : إن من يدخن أقل رجولة من غيره ، وذلك للأسباب التالية :
¶ لأنه جعل سيجارة تتحكم فيه ، وتلعب به .
¶ لأنه صار ألعوبة في يد مصنِّوعها : حيث أنهم يستغلون ضعفه وقلة حيلته أمام هذه السجائر وينشرونها رغم أنه يُكتب عليها أنها تدمر الصحة وتُسبب الوفاة ، فهذا استخفاف بالعقل.
إذا لم تكن قد اقتنعت بعد فإليك هذا السؤال ، وأرجو منك أن تجيب عليه .
لو أعطيتك سما قاتلا ، وقلت لك اشرب هذا السم باختيارك ، وتلذذ به ، وأعطني أموالاً مقابل هذا السم ، هل توافق على ذلك ؟
الإجابة : لا ، لن توافق ، وقد تتهمني بالجنون .
إذاً ، فماذا ستقول عن الذي يوافق على هذا العرض ؟
بالطبع سنقول:هو أكثر جنونا ممن عرض عليه هذا العرض. فهذا بالضبط ما يحدث بينك وبين مصنعي السجائر ، حيث تعطيك سماً يقتلك على البطيء وتخبرك بذلك فتقول لك : هذا سيقتلك في مقابل أن تأخذ منك أموالك أيضا على البطيء وأنت توافق وتكون سعيداً مسرورًا ، وتقول : أنا رجل ( وسيد الرجاله ) .
(المخدرات)
أصل كل فاحشة ، ومنبع كل رذيلة .
فالإنسان قد يقتل وهو سكران .
والإنسان قد يزني بمحارمه وهو سكران .
والإنسان قد يسرق وهو سكران .
ومعظم الجرائم التي ترتكب تكون بسبب المخدرات .
وإذا سألت الشاب المدمن ، هل تعلم أن المخدرات تسبب كل هذا ؟ يجيبك بكل صراحة : نعم أعلم ولا ينكر ذلك .
ولكن إذا سألته سؤالاً أهم من الأول ، إذًا فلماذا تقبل عليها ؟ يقول لك : حتى أعيش في حالة من النشوة واللذة أنسى بها همومي وآلامي .
وهنا سيطرح السؤال نفسه ، ما هي الهموم التي يتحدث عنها هذا الشاب الذي لم يبلغ من العمر الخامسة والعشرين بل أقل من ذلك ؟
تجد أن هذه الهموم تتمثل في الآتي :
¶ لقد تركته الفتاة التي عشقها سنيناً طويلة .
¶ تزوجت الفتاة التي يحبها من غيره .
¶ يريد أموالاً كثيرة بلا عمل ولا تعب .
¶ طموحاته عريضة وآماله كبيرة ، ولم يتحقق منها شيء (هي أن يصبح مشهورًا ولامعاً كالمغني الفلاني أو اللاعب الفلاني) .
¶ ينظر إلى صديقه صاحب السيارة فيملأ الحقد قلبه ، ويشعر بالألم والحسرة.
وهنا نقول قول ربنا جل في علاه:) وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ( ( البقرة : 168 ) .
فمن تساهل في المحرمات لابد أن تصل به إلى الهلاك وإلى الدمار ، وما بُني من البداية على حرام لابد أن ينتهي إلى حرام.
فهؤلاء الشباب من البداية تركوا أنفسهم لشباك الشيطان فأوقعهم فيها وأمسكهم بحبائله فهاموا معه في ظلمات من ورائها ظلمات إذا أخرج يده لم يكد يراها .
فهؤلاء كان تفكيرهم من البداية خاطئ، فوصلوا إلى هذه الدرجة من الهلاك والدمار والذل لهذه المواد المخدرة .
(نصيحة )
لماذا يا أخي تصل بنفسك إلى هذه المرحلة من الضنك والضيق والكدر والدمار ؛ وأنت ما زلت شاباً في ربيع العمر ، وفي مقتبل الحياة ، ولماذا تريد أن تنسى الدنيا بما فيها ، لماذا كل هذا يا أخي ؟
انظر إلى نفسك وما وصلت إليه ، وإلى غيرك من الشباب الصالح الذين هم في مثل سنك .
لقد استقاموا على الطريق الصحيح ، واستسلموا لربهم وأطاعوه فسعدوا وتهنوا ، وعرفوا حقائق الأمور وحقيقة الدنيا فاستراحوا ولانت لهم ، لأنهم لانوا لربهم .
قال تعالى:) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ( ( النحل : 97 ) .
¶ يا أخي اخرج وبسرعة من هذه الظلمات إلى نور الإيمان .
¶ فكر في مستقبلك وفي حياتك القادمة ، ولكن لتكن هذه الحياة على نور وبصيرة وطاعة لربك ، حتى تنال الدنيا ، وتسعد في الآخرة .
¶ يا أخي فكر في قدر السعادة التي سيسعدها والدك ووالدتك بعودتك وتوبتك .
¶ يا أخي كم من الشباب غرقوا في بحور الإدمان ، ونبتوا في أراضيه ، حتى أصبحت لهم جذور قوية ، إلا أنهم أفاقوا قبل فوات الأوان ، وقبل أن تذبل أوراقهم ، وتموت جذورهم , وسقتهم التوبة ماء الحياة ، فحيوا بها حياة طيبة مطمئنة .
([1]) صححه الألباني .
يفهم كثير من الشباب الرجولة على أنها سيجارة في اليد يمسكها بطريقة معينة ، ويشربها بطريقة معينة ، وقد يستهزئ آخرون بهم فيقولون لهم ( ده لعب عيال ) ، إذاً فما هي الرجولة في نظركم أنتم؟ إنها شرب المخدرات والمسكرات ، وغيرها من المحرمات .
والحقيقة أن الفريق الأول قد ارتكب محرماً، والآخر قد ارتكب محرماً أشد حرمة ، فلقد قال رب العزة جل وعلا :)إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ((المائدة :90).
وقد يقول قائل : هذا بالنسبة للمسكرات والمخدرات ولا يدخل تحتها التدخين .
أقول لك : لا : بل إن التدخين داخل في الآية .
لأن السجائر تحتوي على نسبة من الكحول ( كما أثبتت ذلك مصانع السجائر نفسها ) وهذا الكحول لسببين :
الأول : أن تعود إليها بعد كل فترة ( وبالطبع هذا سيعود على المصانع بالربح الكبير ) .
الثاني : أن تحافظ السيجارة على اشتعالها طوال الوقت دون أن تنطفئ ، حتى مع تيارات الهواء القوية .
وهذا الكلام مثبت علمياً بعد تحليل مكونات السيجارة .
دعك من هذا : أنت تعلم جيدا أنها تؤدي إلى الوفاة كما هو مكتوب عليها، ولقد قال الله تعالى الرحيم بعباده : ) وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا( ( النساء : 29 ) ، وقال تعالى : ) وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ( ( البقرة : 195 ) ، وقال النبي (صلى الله عليه وسلم )(( لا ضرر ولا ضرار )) .([1] )
ثم أسألك سؤالاً : هل التدخين من الطيبات أم من الخبائث؟
الجواب : التدخين من الخبائث ، ولا يقول غير هذا إلا معتوه أبله ، وقد قال تعالى : ) وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ( .(الأعراف:157).
ألا يكفي هذا أن يؤكد أن التدخين حرام،وقد أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر فتوى بتحريم التدخين .
ومعنى ذلك أنك ستُسأل أمام الله يوم القيامة عن كل نفس أخذته منها ، وعن كل جنيه دفعته لشرائها ، وإذا لم تتب الآن وتتركها ، ستُسأل أمام الله عن إعراضك وعنادك .
أضف إلى ما سبق أضرارها كما أخبر الأطباء :
¶ تسبب سرطان الرئة .
¶ تسبب ارتفاع ضغط الدم .
¶ تسبب زيادة ضربات القلب .
¶ تسبب ما يسمى بالسكتة الدماغية .
¶ تسبب ما يسمى بالسكتة القلبية .
¶ تسبب السعال .
¶ تسبب ضيق الشعب الهوائية .
¶ تسبب الجلطة المفاجئة .
¶ تسبب السرطان بصفة عامة .
أما بالنسبة لما يقال عن التدخين ، وأنه دليل على الرجولة، فأقول لك : إن من يدخن أقل رجولة من غيره ، وذلك للأسباب التالية :
¶ لأنه جعل سيجارة تتحكم فيه ، وتلعب به .
¶ لأنه صار ألعوبة في يد مصنِّوعها : حيث أنهم يستغلون ضعفه وقلة حيلته أمام هذه السجائر وينشرونها رغم أنه يُكتب عليها أنها تدمر الصحة وتُسبب الوفاة ، فهذا استخفاف بالعقل.
إذا لم تكن قد اقتنعت بعد فإليك هذا السؤال ، وأرجو منك أن تجيب عليه .
لو أعطيتك سما قاتلا ، وقلت لك اشرب هذا السم باختيارك ، وتلذذ به ، وأعطني أموالاً مقابل هذا السم ، هل توافق على ذلك ؟
الإجابة : لا ، لن توافق ، وقد تتهمني بالجنون .
إذاً ، فماذا ستقول عن الذي يوافق على هذا العرض ؟
بالطبع سنقول:هو أكثر جنونا ممن عرض عليه هذا العرض. فهذا بالضبط ما يحدث بينك وبين مصنعي السجائر ، حيث تعطيك سماً يقتلك على البطيء وتخبرك بذلك فتقول لك : هذا سيقتلك في مقابل أن تأخذ منك أموالك أيضا على البطيء وأنت توافق وتكون سعيداً مسرورًا ، وتقول : أنا رجل ( وسيد الرجاله ) .
(المخدرات)
أصل كل فاحشة ، ومنبع كل رذيلة .
فالإنسان قد يقتل وهو سكران .
والإنسان قد يزني بمحارمه وهو سكران .
والإنسان قد يسرق وهو سكران .
ومعظم الجرائم التي ترتكب تكون بسبب المخدرات .
وإذا سألت الشاب المدمن ، هل تعلم أن المخدرات تسبب كل هذا ؟ يجيبك بكل صراحة : نعم أعلم ولا ينكر ذلك .
ولكن إذا سألته سؤالاً أهم من الأول ، إذًا فلماذا تقبل عليها ؟ يقول لك : حتى أعيش في حالة من النشوة واللذة أنسى بها همومي وآلامي .
وهنا سيطرح السؤال نفسه ، ما هي الهموم التي يتحدث عنها هذا الشاب الذي لم يبلغ من العمر الخامسة والعشرين بل أقل من ذلك ؟
تجد أن هذه الهموم تتمثل في الآتي :
¶ لقد تركته الفتاة التي عشقها سنيناً طويلة .
¶ تزوجت الفتاة التي يحبها من غيره .
¶ يريد أموالاً كثيرة بلا عمل ولا تعب .
¶ طموحاته عريضة وآماله كبيرة ، ولم يتحقق منها شيء (هي أن يصبح مشهورًا ولامعاً كالمغني الفلاني أو اللاعب الفلاني) .
¶ ينظر إلى صديقه صاحب السيارة فيملأ الحقد قلبه ، ويشعر بالألم والحسرة.
وهنا نقول قول ربنا جل في علاه:) وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ( ( البقرة : 168 ) .
فمن تساهل في المحرمات لابد أن تصل به إلى الهلاك وإلى الدمار ، وما بُني من البداية على حرام لابد أن ينتهي إلى حرام.
فهؤلاء الشباب من البداية تركوا أنفسهم لشباك الشيطان فأوقعهم فيها وأمسكهم بحبائله فهاموا معه في ظلمات من ورائها ظلمات إذا أخرج يده لم يكد يراها .
فهؤلاء كان تفكيرهم من البداية خاطئ، فوصلوا إلى هذه الدرجة من الهلاك والدمار والذل لهذه المواد المخدرة .
(نصيحة )
لماذا يا أخي تصل بنفسك إلى هذه المرحلة من الضنك والضيق والكدر والدمار ؛ وأنت ما زلت شاباً في ربيع العمر ، وفي مقتبل الحياة ، ولماذا تريد أن تنسى الدنيا بما فيها ، لماذا كل هذا يا أخي ؟
انظر إلى نفسك وما وصلت إليه ، وإلى غيرك من الشباب الصالح الذين هم في مثل سنك .
لقد استقاموا على الطريق الصحيح ، واستسلموا لربهم وأطاعوه فسعدوا وتهنوا ، وعرفوا حقائق الأمور وحقيقة الدنيا فاستراحوا ولانت لهم ، لأنهم لانوا لربهم .
قال تعالى:) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ( ( النحل : 97 ) .
¶ يا أخي اخرج وبسرعة من هذه الظلمات إلى نور الإيمان .
¶ فكر في مستقبلك وفي حياتك القادمة ، ولكن لتكن هذه الحياة على نور وبصيرة وطاعة لربك ، حتى تنال الدنيا ، وتسعد في الآخرة .
¶ يا أخي فكر في قدر السعادة التي سيسعدها والدك ووالدتك بعودتك وتوبتك .
¶ يا أخي كم من الشباب غرقوا في بحور الإدمان ، ونبتوا في أراضيه ، حتى أصبحت لهم جذور قوية ، إلا أنهم أفاقوا قبل فوات الأوان ، وقبل أن تذبل أوراقهم ، وتموت جذورهم , وسقتهم التوبة ماء الحياة ، فحيوا بها حياة طيبة مطمئنة .
([1]) صححه الألباني .
تعليق