إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

~ حسن الخلق ~ . . . أين نحن منه ؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ~ حسن الخلق ~ . . . أين نحن منه ؟؟

    ~ حسن الخلق .. أين نحن منه ؟؟ ~



    *



    *


    *



    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما .


    أما بعد :




    إن من أعظم نعم الله على العبد المؤمن هي نعمة الهداية والتوفيق والسداد لطريق الخير والصلاح والإستقامة . .


    فإذا منَّ الله على العبد بنعمة الهداية بدأ يسعى لتحصيل العبادات والإجتهاد في الطاعات ولكن . . يبقى السؤال هل نسعى لتحسين الأخلاق وتهذيب المعاملات مع الآخرين ؟؟




    .

    .



    للأسف نرى الكثير ممن منَّ الله عليهم بنعمة الهداية يفتقد للأخلاق الطيبة التي تزين المؤمن و تُفقده الصورة المثالية للمؤمن الحق صاحب الخلق الرفيع الطيب – إلا من رحم ربي – فنفتقد حولنا أخلاق وصفات كانت هي صفات رسولنا وأصحابه والتابعين . . فلا نجد من التواضع والكرم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللين والرحمة ولا نجد شيئا من الشهامة والشجاعة والإيثار وحسن الجوار والإحسان والعفو عند المقدرة ولا الحلم والصبر . . بل نجد الكثير من الغيرة والحقد والحسد والشحناء . . فيحرق قلبي أن أجد أخوات بالمسجد المفترض أنهن طالبات علم وبينهن الكثير من الحقد والشحناء . . أين إذا العلم الذي يتعلمونه . . ؟؟ هل هذَّب أخلاقهم . . ؟؟






    هناك ثمة فهم ناقص عند البعض عن الإلتزام الحق . . فلابد أن يكون مقروناً بالخلق الحسن .




    فعن حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) وفي رواية : (( إنما بُعثت لأتمم صالح الأخلاق )) .

    و قال صلى الله عليه وسلم : (( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم )) .

    ومن حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم )) .

    وقال صلى الله عليه وسلم : (( البر حسن الخلق )) .

    ومن حديث جابر رضي الله عنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم خلقا ، وأن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيقون )) قالوا : يارسول الله قد علمنا الثرثارون و المتشدقون فما المتفيقهون ؟ قال : (( المتكبرون )) .



    وسئل النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : يارسول الله ما خير ما أعطي الإنسان ؟ قال : (( حسن الخلق )) .




    والشواهد في ذلك كثيرة ولكن تحتاج لمن يطبقها . . فيجب علينا أن ننظر لحالنا ومعاملاتنا مع أهلنا وإخواننا وأخواتنا وأزواجنا وأبنائنا و كل من نتعامل معهم . .



    فأين التبسم وخفض الجناح للمؤمنين واللين والرحمة في حياتنا هذه الأيام . . ؟؟




    .



    .




    أعجب لبعض الشباب عندما يمنَّ الله علي أحدهم بالهداية يبدأ ينظر لوالديه إن كانوا غير ملتزمين وكأنهم فاسقين خراجين عن الملة و يقسو عليهم في المعاملات – إلا من رحم ربي - . . هلا تفكّر من يفعل ذلك في حال الصحابة الأُول كيف كان حالهم مع آبائهم وهم على ملة الكفر . . كانوا رحماء رفقاء بأهلهم على الرغم من كفرهم . .




    وبعض الرجال ربما يكونوا في مجال الدعوة وحافظين لكتاب الله وعلى علم ولكن إذا رأيتِ حالهم مع زوجاتهم وأبنائهم لم تجدي سوى القسوة والشدة وربما العاكس هو الحاصل . . الزوجة هي التي تكون قاسية على الزوج والأولاد .




    لا يقول أحد أنا هكذا وطباعي هكذا لن تتغير . . أبدا فكل شخص باستطاعته تهذيب نفسه وتعويدها على الطيب الحسن من الأخلاق وكما قيل : فإن العلم بالتعلم والحلم بالتحلم




    أي أنه ليس عسيرا تعويد النفس وتدريبها على ترك القبيح من الأخلاق و تعويدها على الطيب من الأخلاق . . فللخلق الطيب عظيم الأثر في مجال الدعوة . .




    فإن كانت إحدانا تعاني من العصبية الشديدة وقسوة الردود على الآخرين فهذا بالطبع يُنفر الآخرين منها وبخاصة في مجال الدعوة . . ولكن ليس بعسير أبدا تعويد النفس على حلو الكلام و ضبط الإنفعالات والردود .





    و خير قدوة لنا في هذا هو معلم الخير وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : (( كان خلقه القرآن )) فكأنه القرآن يمشي على الأرض .




    وقوله تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم ٍ} (4) سورة القلم .


    وقوله تعالى أيضا : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } (159) سورة آل عمران



    وقوله : { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } (128) سورة التوبة .



    وقوله تعالى أيضا : { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (215) سورة الشعراء






    فانظرن لصفات النبي وأخلاقه من رحمة ولين وخفض جناحه للمؤمنين والأدلة في ذلك أيضا كثيرة من القرآن والسنة . . فلنتحلى بتلك الصفات ونقتدي برسولنا صلى الله عليه وسلم وننظر لأحواله ومعاملاته مع زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ومعاملاته مع أصحابه ومع مواليه ومع الأطفال بل حتى في معاملاته مع اليهود والمشركين .





    وينبغي على المؤمن العاقل أن يكون حكيما يعرف كيف يتصرف بحكمة . . يعرف أين موضع اللين وأين موضع الشدة متى تنبغي الرحمة ومتى ينبغي العفو والإكرام والإحسان . . ولكل مقام مقال فلا ينبغي في معاملاتي مع غير المسلمين مثلا أن أبدأهم بالسلام حتى أبدو حسن الخلق ولا أن أكون ذليلا ضعيفا منكسرا كالنصارى كما يقولون : ( إذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأعطه خدك الأيسر ) لا فالمؤمن ليس بمنكسرٍ ذليل . . وأن أعرف أولا طباع من أحدثها وأدعوها – إن كنت أتكلم في مجال دعوة – فمن تتقبل كلامي بلين قد لا تتقبله إذا شددت عليها والعكس . . فالأمر إذاً يحتاج لضبط وهذا كله يتأتى بالمعرفة الجيدة للقرآن والسنة ونكون كرسولنا خلقنا القرآن .





    وهنا نقطة أخرى ينبغي الكلام عنها ألا وهي رد فعل الناس على إحسانك وحسن تأدبك فقد يجحد البعض كرمك وإحسانك ويردون الإحسان والمعروف بالإساءة و الإنكار . . فنحن لسنا مطالبون بأن نرضى جميع من على وجه البسيطة فحتى رسولنا صلى الله عليه وسلم لم يرضى عنه كل الناس بل بعضهم من جحد أفضاله وإحسانه . . فانظري للقائل عن قسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذه قسمة ما أريد بها وجه الله . فهل يُعقل أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم ظالم غير عادل . . لا وربي بل هذه هي طباع البشر فكما هناك الشاكرون للإحسان هناك أيضا الجاحدون . . فحتى لا أحزن على أفعال الناس ينبغي أن أدرك أن كل فعل أفعله ليس لإرضاء الناس بل لإرضاء رب الناس وخالقهم . .





    أردد لنفسي أفعل هذا لوجه الله . . إذا فلتهون كل إساءة من الناس ويهون كل شئ . . وأكن مؤمنةً حقا صاحبة دين وتقوى وصلاح وزينتي خلقي الحسن . .








    وكما قيل :



    إنما الأمم الأخلاق ما بقيت * * * فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا




    وقيل أيضا :



    وليس بعامرٍ بينان قومٍ * * * إذا أخلاقهم كانت خراباً




    .



    .




    فلتكن هناك دعوة طيبة بتهذيب أخلاقنا وتعويدها على الخير



    والله اسأل أن أكون وفقت في توصيل ما أردت وأسأله سبحانه أن يجملنا بالخلق الحسن وأن يجعل عملنا كله خالصا لوجه سبحانه



    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وسلم على محمدٍ وآله وصحبه أجميعن .




    .

    .


    أعتذر أن كلامي موجه للأخوات لأني كتبت هذا الموضوع من قبل في إحدى المنتديات موجها للأخوات .


    .

    .
    أهلا بكم في مدونتي . . غرباء . .

  • #2
    فحتى لا أحزن على أفعال الناس ينبغي أن أدرك أن كل فعل أفعله ليس لإرضاء الناس بل لإرضاء رب الناس وخالقهم
    حقاً جزاك ربي خيراااااااااااااا
    وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
    وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
    صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

    تعليق


    • #3
      جزاكى الله خيرا اختاه الموضوع فعلا رائع والله...الالتزام قول وفعل يعنى مش منظر وبس...........اللهم اهدى قلوبنا اللهم اعمر قلوبنا بالايمان..........امين يارب

      تعليق


      • #4
        جزيتي خيرا يا أخية
        صدقت
        كم من ملتزم بسوء خلقه يسيئ للالتزام والملتزمين وقد يكون للدين كله

        وللأسف الناس لا يفرقون
        وينسبون سوء الخلق لملتزمين كلهم
        ماهوا كل المنتقبات كذا وكذا
        ماهما اللى عاملين شيوخ كلهم كذا وكذا
        وولأسف يكون انطباعهم من موقف أخذوه على احد الملتزمين الذين لم يراعوا الله فى تعاملاتهم
        اللهم صلِّ على سيدنا محمد وسلم تسليماً كثيراً

        الحمد
        لله الذي تتم بفضله الصالحات

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة راجية رحمة الله
          جزاكى الله خيرا اختاه الموضوع فعلا رائع والله...الالتزام قول وفعل يعنى مش منظر وبس...........اللهم اهدى قلوبنا اللهم اعمر قلوبنا بالايمان..........امين يارب
          جزانا وإياكِ الجنان غاليتي


          صدقتِ . . نسأل الله أن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه


          .

          .
          أهلا بكم في مدونتي . . غرباء . .

          تعليق

          يعمل...
          X