رسالة إلى جواهر الأرض
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد،،،،،،
فإن رسالتي في هذا المقال إلى جواهر الأرض من بنات آدم وسميتهن جواهر الأرض لأنه ليس كل البنات من الجواهر فالبنات معادن منها الغالي ومنها الرخيص ، ولقد خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم إن سألتم عن طبيعة خلقتنا الشكلية.
والباطن أهم لأن الله تعالى قال بعد ذلك: ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ، فيا ترى من العالي ومن الغالي ؟ والجواب في الآية التي بعد ذلك حيث قال تعالى: "إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون" فلابد من الإيمان والعمل الصالح حتى لا نكون في أسفل سافلين
والآن قد اتضحت الرؤية وعلمت القارئة حقيقة الأمر وما بقي إلا أن تنتبه وأن تعود إلى ربها عز وجل وأن لا ترضى بالأسفل ،
فأرجو من كل بنت تقرأ هذا المقال أن تركز جيدا وأن تفكر في كلامي كثيرا ، فإن هذا الكلام مما لا يختلف علي صحته اثنان من العقلاء فهو لا يحتاج إلى دليل كما أن النهار لا يحتاج إلى دليل ، وكما قيل :
وليس يصح في الأذهان شئ إذا احتاج النهار إلى دليل
واعلمي أن الله تعالى فطرنا على طاعته وتوحيده –هذه أصل خلقتنا- والدليل على ذلك قول الله تعالى : " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون " الروم :30
وقال في الحديث القدسي :" إني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم.." فالسبب الذي يجعل الشر محببا إلى النفس ويجعل الخير مكروها أو صعب التحقيق أحيانا هو الشيطان ، وسبحان الله فإن العقل السليم قد يرى أمرا أنه هو الخير ثم يوسوس الشيطان ويقنع العقل أن هذا الأمر ليس من الخير أو أنه من الخير ولكنه لا يستطيع تحقيقه فيجعل البنت فاسدة العقل مقيدة الإرادة –يشعرها بالعجز مع أنها في حقيقة الأمر تستطيع- والفكرة التي استطاع الشيطان أن يقنع بها بعض العقول ، وأريد في هذا المقال أن أحارب الشيطان فيها وأظهر مكره
لتعود بهذا المقال إلى سماء هذه الفضيلة جميع القارئات ، فإن كان الشيطان استغل رقة البنات في إقناعهن بفكرة ما ، فأنا أستغل هذه الرقة في إقناعهن بعكسها ، وهذه الفكرة هي :( النقاب) الذي استطاع الشيطان وللأسف أن يشوه صورته وأن يفسد العقول تجاهه
- ولا حول ولا قوة إلا بالله - إلا ما رحم ربي .
مع أن العقل السليم والفطرة السليمة يقضيان بأن النقاب من أعظم الفضائل وهذه قضية بديهية لا تحتاج إلى إقناع وأنا في الحقيقة أتعجب من عقول لا تحب النقاب
ولا أدري ماذا أقول ؟ وكيف أقنع الأعمى أن الشمس مشرقة وهو يصر على أننا بالليل ؟ ولكن سأكتفي بمعرفة الفضلاء ومعرفتي معهم أن النقاب فضيلة ، ولابد أن أكتب مدافعا عنها ومقنعا بها من تحتاج إلى يد تمد إليها لتركب قطار النجاة إلى جنة الفردوس ، أيتها العاقلة : يكفي أن نساء النبي منتقبات ويكفي أن تعلمي أن الجوهرة الغالية لابد أن تكون محفوظة مصانة بعيدة عن أعين الطامعين في النظر إليها ، ومعلوم أنهم لا يريدون النظر إلا من أجل الاستمتاع وهذا أمر لا يحتاج إلى إقناع
فأي الجوهرتين أغلى ؟ لا شك أن الجوهرة الحقيقية هي المحفوظة لأن صاحبها يخاف عليها أما الأخرى فهي الرخيصة التي لا تستحق أن يطلق عليها لفظ (جوهرة) أصلا
وهناك فرق بين الخاتم الذهب والخاتم الفالصو مع أن الثاني يقولون عليه أنه خاتم ، وهناك فرق بين السيارة الملاكي والميكروباص ، فالميكروباص يركبه كثير من الناس يصلون به إلي أماكنهم بأرخص الأثمان أما السيارة الملاكي فهي غالية الثمن لا يركبها إلا صاحبها ولابد أن يحفظها في الجراج خوفا عليها
وعلي قدر قيمة السيارة على قدر إرادة صاحبها أن يحافظ عليها ، فكذلك الحال مع المنتقبة فإنها غالية فاضلة ، ملكة تمشي على الأرض لا تهتم بما يقوله الطامعون من أوباش البشر من شتائم عن النقاب ولا تصاحب إلا العقول السليمة ممن يحببن النقاب ، واثقة في نفسها رافعة رأسها تعانق السماء ، وهذه هي التي تستحق أن تطلب من أبيها للزواج لأنها متصلة بخالق البشر،
أما غيرها
فهي الرخيصة ، وهكذا يحكم عليها العقل السليم ، والفطرة النقية ، هي كالخاتم الفالصو أو الميكروباص القذر لأنها تريد أن ينظر الناس إليها ليستمتعوا بجمالها، ولذلك فإن العاقل -فضلا عن المطيع ربه- وطاعة الله توافق العقل طبعا-
العاقل لا يلتفت إليها ولا يطلبها من أبيها ،فمثل هذه لا تطلب إلا إذا رجعت إلى ربها وعرفت قيمتها فحافظت عليها ، وهي ساقطة من نظر المجتمع الفاضل حتى وإن أظهر لها الأوباش أنها هي الغالية –وهذا طبيعي لأن الأوباش فقط هم المتعرضون لها ،لأنها تخطت حدودها بالحديث معهم ، وقد تظن أنها تتكلم بحدود وهي لا تدري أنها تخطت حدودها من بداية ما فكرت أن تتكلم معهم ، ولذلك فإن البنت الفاضلة تعتقد ذلك ، وهذه هي التي تستحق أن تطلب ، أما الأخرى فلن يطلبها إلا من تكلم مع كثير من البنات غيرها وهي لا تستطيع أن تنكر عليه وذلك لأنها أيضا تتكلم مع كثير من الشباب ، والمجتمع الفاضل لا يلتقي أبدا بالمجتمع الرذيل إلا ويصطدما ولا سبيل إلى الاتفاق بين رجل فاضل وامرأة ليست فاضلة أو العكس بالزواج إلا أن يكون أحدهما مثل الآخر ،
ولا أدري بعد هذا الكلام كيف لا تنتقب قارئته ؟ وفي ماذا تفكر ؟ وماذا تنتظر؟ ومتى ستنتبه؟ هل ستنتبه إذا وجدت نفسها في عالم الموتى؟ أم ماذا؟ ولذلك فإني أناشد جواهر الأرض من بنات آدم عليه السلام قارئات رسالتي هذه أن تنتقب مهما كانت الظروف ومهما رفض الرافضون ، طاعة لملك الملوك عز وجل وسيعينها ، وسيرزقها الله تعالى بحلاوة الإيمان وانشراح الصدر والزوج الصالح إن شاء الله ، هيا ولا تترددي فقد انتقبت بنات كثيرات خاصة في هذه الآونة الأخيرة وأنت مازلت غافلة، ولعل من أشهرهن الأستاذة الفاضلة : حلا شيحة وتقول :" أنا أشعر أنني ملكة " أسأل الله أن يثبتها وأن يثبت جميع المنتقبات اللواتي تشرفن بالنقاب وهم كما قال الشاعر ابن زيدون :
ما البدر شف سناه على رقيق السـحـاب
إلا كوجهـك لمـا أضاء تحت النقــاب
نعم ... لا شك أنها تحت النقاب كالقمر المضئ تحت السحاب ، إنه مضئ بطاعة الله الذي كرم الإنسان ولكن الشيطان الحسود الذي أبى أن يسجد لهذا المخلوق المكرم يريد أن يجعل أولاده في أسفل سافلين إلا إذا آمنوا وعملوا الصالحات ، فالله ينجيهم منه ويتولاهم بحفظه ورحمته ويثبتهم إلى أن يلقونه وهو القائل عز وجل :
" إن كيد الشيطان كان ضعيفا " وقال أيضا للشيطان " إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ(45)
وفي النهاية أسوق قول ابن الجوزي -رحمه الله- في كتابه صيد الخاطر:
من أعمل فكره الصافي دله على أشرف المقامات وقد قال المتنبي :
ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام
ولو كان يتصور للآدمي صعود السماوات لرأيت من أقبح الأشياء رضاه بالأرض
وفي الختام : راسلونا بتعليقاتكم وبشرياتكم ،
وسنفرح كثيرا ،وسندعوا لكم،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
والحمد لله رب العالمين .
وفي الختام : راسلونا بتعليقاتكم وبشرياتكم ،
وسنفرح كثيرا ،وسندعوا لكم،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
والحمد لله رب العالمين .
كتبه / أبو شمس الدين
إخوانكم فى موقع فجر السنة
فجر السنة ..........السنة طريق النجاة
فضيلة الشيخ وحيد بالى
تعليق