Tweet
خير اللهم اجعله خير ...
خير اللهم اجعله خير ...
في صباح يوم الجمعة الموافق 24-4-2026م استيقظت من نومي فزعاً .. وجريت نحو غرفة أولادي بعد أن أيقظت زوجتي بطريقة جعلتها تستيقظ فزعة هي الأخرى معتقدة أن هناك زلزال أو أن البيت ينهار ، وجريت نحو غرفة أولادي وأيقظتهم بنفس الطريقة المفزعة ...
ولم لا .. فالأمر جد خطير ، فموعد الطائرة التي ستقلنا إلى القدس (التي تحررت منذ شهور قليلة) قد حان ، وقد اتفقت أنا وزوجتي على صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى ... المهم لن أطيل عليكم ، حزمنا متاع الرحلة الجميلة وتوكلنا على الله وركبنا الطائرة المتجهة إلى دولة فلسطين المحررة في تمام الساعة السابعة والنصف ، ولم تمض أكثر من ساعة حتى حطت خطانا مطار فلسطين (التحفة المعمارية) .. وتم إنهاء إجراءات الدخول بسرعة غريبة وبكل يسر....
واتجهنا إلى فندق قريب من المطار لا يقل روعة عن المطار معمارياً وخدماتياً ... وتركنا أمتعتنا وخرجنا مسرعين لنتنزه في أرجاء المدينة الطاهرة حتى يحين موعد الصلاة ..
وتنقلنا بين معالم المدينة الرائعة وحدائقها الغناء وأخذت أنا وزوجتي وأولادي نتذكر أيام الاحتلال الصهيوني الغاشم وما كان يحدثه من دمار وخراب وقتل لكل ما هو عربي (رجال وشباب .. نساء وفلذات أكباد) ..
وحمدنا الله الذي انعم علينا نحن المصريين بالصلاة في أولى القبلتين بعد تحريرها ... ولم أصدق ما رأيت من مناظر طبيعية خلابة منتشرة في جميع أرجاء المدينة الطاهرة ، ففلسطين محررة منذ عامين فقط .. فمتى تم كل هذا ، وأحسست أنني في حلم جميل ، وانتابني خوف غريب في هذه اللحظة من أن يكون ما أعيشه هذا حلم فعلاً ..
وبعد أن انتهينا من نزهتنا الجميلة في مدينة القدس حان وقت صلاة الجمعة ، ودخلنا المسجد الأقصى ... واقشعر بدني مع أولى خطواتي داخل هذه الرقعة الطاهرة .. وسألت نفسي ، كيف سمح المسلمون لأبناء القردة والخنازير أن يدنسوا هذا المكان الطاهر طوال هذه السنوات ؟؟؟
فهذا المكان كان قبلة المسلمين في صلاتهم يوماً ما ... في هذا المكان صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة بالأنبياء وأمهم في الصلاة في إسراءه ... وغيرها من الأحداث التاريخية الرائعة في تاريخ هذه الأمة ..
والذي شهد أروع معارك تحرير القدس على يد الناصر صلاح الدين الأيوبي ... المهم أننا أدينا صلاة الجمعة .. وعزمنا على العودة إلى القاهرة ... وركبنا طائرة مصر للطيران المتجهة إلى القاهرة في تمام الساعة الثالثة عصراً .
وجلس كل منا على مقعده في الطائرة ... وسرعان ما غلبني النعاس . ورأيت في منامي (خير اللهم اجعله خير) أنني وولدى وابنتي وزوجتي نركب باص يقل مجموعة من الاجئين المصريين التي قامت الحكومة الإسرائيلية بترحيلهم إلى مخيم للاجئين لا أذكر أين مكانه .. هل كان هذا المخيم في منطقة تسمى حتى الأمس القريب بالعراق .. سوريا (لا أتذكر) .. ولكنها أصبحت أراض إسرائيلية ذات أسماء عبرية جديدة ...
وفجأة سمعت صوت زوجتي توقظني من نومي (يا أبو معاذ.. يا أبو معاذ... ابو معاذ) .. وفتحت عيناي على صراخها .. وكانت المصيبة والكارثة ... بدلاً من أجد نفسي جالس على مقعدي في الطائر المتجهة من القدس إلى القاهرة .. وجدتني في أحد خيام اللاجئين الذي رأيته في منامي منذ قليل .. ونظرت في الخيمة وجدت أبنائي وزوجتي يرتدون ملابس رثة بالية من تبرعات الشعب الأمريكي .. ونحن في عام 2050م ولا أعرف أين يوجد هذا المخيم .. هل هو في منطقة كانت تسمى بالعراق .. سوريا ...
لا أعرف ..
لكنه كان مخيم يسمى (مخيم شارونيت للاجئين) وكان مكتوب على أحد صناديق المساعدات (منظمة إسحاق رابين للإغاثة وحقوق الإنسان) ... وفتحت الراديو وسمعت الكلام المكرر منذ مائة عام في نشرات الأخبار .. العرب ينددون ... العرب يشجبون .. العرب يدينون ...
ودون أن أشعر سالت الدموع على خدي سيول لما آل إليه حال المسلمين .. وحال أسرتي من تشرد حتى أصبحنا نعيش على مساعدات أمريكا ومنظمة إسحاق رابين للإغاثة وحقوق الإنسان .. ولم أجد ما أقوله سوى (حسبي الله ونعم الوكيل في من أوصلنا لهذا الحال ... وأغمضت عيناي التي تذرفان دماً مرة أخرى .. لعلي أرى في منامي حلم جميل مثل الذي رأيته منذ قليل .. فلعلي أجد نفسي هذه المرة أتنقل في شوارع القاهرة ... أو على كورنيش الإسكندرية .. أو أجد نفسي أتنزه في مسقط رأسي (المنوفية بعد التحرير).
أسأل الله أن يعيد للامة مجدها الذى ضاع ..
تعليق