بسم الله الرحمن الرحيم
· فما هي البركة
إنها البركة التي يصير بها القليل كثيرًا، ويصير حال العبد إلى فضل ونعمة وزيادة وخير، فالعبرة كل العبرة بالبركة, فكم من قليل كثره الله، وكم من صغير كبره الله, وإذا أراد الله أن يبارك للعبد في ماله هيأ له الأسباب وفتح في وجهه الأبواب ..كلام للعلامة محمد بن محمد المختار
الشنقيطي من خطبة
فالبركة : هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء؛ على وجه من غير حصر ، وأيضًا من غير حس ، فإنها إذا حلت في قليل كثرته ، وإذا حلت فيكثير نفع ، ومن أعظم ثمار البركة في الأمور كلها استعمالها في طاعة الله عز وجل .
والبركة أيها الأفاضل هي : الزيادة والنماء والخير ، وهي المنحة الربانية والمعية الإلهية التي متى رُزقها الشيء انتُفع به وكان
خيرًا ، وإن كان قليلًا فإنه يعمل عمل الكثير ، ومتى فقدها لم ينتفع به وعاد على أصحابه بالشر وإن كان كثير فلا ينفع ولا يجدي ولا أثر له ، فإذا بارك الله في مالٍ انتفع به أصحابه بإنفاقه فيما ينفعهم في الدنيا والآخرة ، وإذا بارك الله في ولدٍ كان صالحًا ينتفع به أبوه وأمه بل وينتفع به الخلق أجمع .. ففي الحديث : ( ترفع للميت درجته بعد موته فيقول : أي رب أي شيء هذا ؟ ، فيقول : ولدك استغفر لك ) وفي الحديث أيضًا : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : ...أو ولد صالح يدع له )
وانتفع به أهل الأرض بأن يدعوهم إلى الخير وما فيه صلاحهم ، كما بارك الله في نبيه عيسى
عليه السلام وقال حكاية عنه : )وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا
دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا( [مريم : 31_32].
قال مجاهد، وعمرو بن قيس، والثوري: وجعلني معلمًا للخير. وفي رواية عن مجاهد: نَفَّاعًا .(تفسير القرآن العظيم 5/229)
وقد أجمع الفقهاء على قول الله :)وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ(، وقيل: ما بركته ؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أينما كان .. (المصدر السابق 5/229)
· الذي يسبب انعدام البركة
قال العلامة عبد العزيز بن باز طيب الله ثراه : لا شك أن اقتراف الذنوب من أسباب غضب الله عز وجل ومن أسباب محق البركة وحبس الغيث وتسليط الأعداء كما قال الله
سبحانه:)وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ( [سورة
الأعراف: الآية 130] .
وقال سبحانه:)فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ( [العنكبوت: 40] .
والآيات في هذا المعنى كثيرة . وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه )
فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الذنوب والتوبة مما سلف منهما مع حسن الظن بالله ورجائه سبحانه المغفرة والخوف من غضبه وعقابه كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن عباده الصالحين:)إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ( [الأنبياء: 90] .
وقال سبحانه:)أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ
وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا([ الإسراء: 57] .
وقال عز وجل: )وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( [التوبة: 71] .
ويشرع للمؤمن والمؤمنة مع ذلك الأخذ بالأسباب التي أباح الله عز وجل، وبذلك يجمع بين الخوف والرجاء والعمل بالأسباب متوكلًا على الله سبحانه معتمدًا عليه في حصول المطلوب والسلامة من المرهوب والله سبحانه هو الجواد الكريم القائل عز وجل: )وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ( [الطلاق: 2-3] .
والقائل سبحانه:)وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا( [الطلاق: 4]
وهو القائل سبحانه: )وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( [ النور: 31].
فالواجب عليك أيتها الأخت في الله التوبة إلى الله سبحانه مما سلف من الذنوب والاستقامة على طاعته مع حسن الظن به عز وجل والحذر من أسباب غضبه وأبشري بالخير الكثير والعاقبة الحميدة . والله ولي التوفيق ... ( فتاوي ابن باز )
فالمعاصي والذنوب أحبتي تمحق البركة ، وتنزل السخط ، وتستدعي عقاب الله ، فالذنوب سبب كل بلاء ، فلم ينزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة .
· جالبات البركة من الله .
1. الإيمان والتقوى
فقد جعل الله البركة لأهل الإيمان والتقوى طريقين للبركة والحصول عليها ، كما قال تعالى : )وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( [الأعراف: 96] .
وقال تعالى : )وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ( [ المائدة : 65_ 66] .
فتحقيق الإيمان يسبب نزول البركات من رب الأرض والسماوات إذ أن أهل الإيمان هم أصحاب الحياة الطيبة والمعيشة السعيدة ، وهم الذين رضوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا .
وأهل التقوى هم الأولياء والأصفياء ، أولئك الذين جعلوا بينهم وبين عقاب ربهم واقيًا
بالطاعة وملازمة الأوامر واجتناب النواهي والكف عن المعاصي ، فحق لهم أن تحوطهم البركة من ربهم الكريم جل جلاله .
2. ملازمة القرآن
فملازمة هذا الكتاب بالطاعة لأوامره واجتناب نواهيه والعمل بأحكامه والدعوة إليه جالبة للبركة التي جعلها الله في تدبر آيات هذا الكتاب الحكيم ، قال تعالى : )وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ( [الأنعام : 155] .
فوصف القرآن بالبركة وعمل به في الدنيا والآخرة ، فهنيئًا لأهل القرآن بركته التي فاضت عليهم ، بأن رفعهم الله بالتمسك بهذا الكتاب ، فإن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويحط به آخرين .
3. العمل الصالح
فمن دواعي البركة العمل الصالح الذي فيه رضا الله وإتباع نبيه r ، إذ أن الله تعالى وعد أهل العمل الصالح بالحياة الطيبة فقال : )مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ( [النحل: 97] .
4. شكر النعمة
قضى الله سبحانه وتعالى أن الشكر طريق حفظ النعمة وزيادتها ، والكفران بالنعمة طريق هلاكها وطريق العذاب الشديد ، ففي حديث الثلاثة الأقرع والأبرص والأعمى كما عند الإمام مسلم ، يشكر الأعمى نعمة الله عليه بالاعتراف أنها رزق ساقه الله إليه ، واستخدامها في طاعته جل ثناؤه ، فيحفظها الله له ويزيده من فضله ، ويكفر صاحبيه فتزل من بين أيديهم نعمة الله عليهم .
قال تعالى : )وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ([إبراهيم : 7 ] .
5. الدعاء
فقد كان النبي r يطلب البركة في أمور كثيرة ، فقد علمنا أن ندعو للمتزوج فنقول: ( بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير ) رواه أحمد الترمذي وأبو داود وابن ماجة وصححه الألباني .
وعن أبي هريرة كما عند الإمام مسلم رحمه الله قال : كان الناس إذا رأوا أول الثمرة جاءوا به إلى النبي rفإذا أخذه قال : ( اللهم بارك لنا في ثمرنا ، وبارك لنا في مدينتنا ، وبارك لنا في صاعنا ، وبارك لنا في مدنا ، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك ، وإني عبدك ونبيك ، وإنه دعاك لمكة وأنا أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه ) . ثم قال : يدعو أصغر وليد له فيعطيه ذلك الثمر .
وعن ابن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا ) قالوا : يا رسول الله وفي نجدنا ؟ فأظنه قال في الثالثة : ( هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان ) رواه البخاري
6. إنجاز الأعمال في البكور .
فهو من الأوقات التي فيها البركة ، فقد دعا النبي r بذلك ، فعن صخر بن وداعة الغامدي t قال : قال رسول الله r : ( اللهم بارك لأمتي في بكورها ) وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار وكان صخر تاجرا فكان يبعث تجارته أول النهار فأثرى وكثر ماله . واه الترمذي وأبو داود والدارمي وصححه الألباني .
7. صلاة الفجر
نعم فصلاة الفجر مفتاح البركة طوال اليوم ، وصلاة الفجر من أجل النعم لمن يعلم ، نعمة عظيمة نسأل الله سبحانه وتعالى أن يديمها علينا ولا يحرمنا منها إنه ولي ذلك والقادر عليه .
فعن جندب القسري وقيل (القشيري) t قال : قال رسول الله r: ( من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم ) رواه مسلم .
8. ومن الأسباب التي تجلب البركة ( النية الصالحة)
قال الشيخ سعيد بن وهف القحطاني : إن النية الصالحة من الصفات العظيمة التي يفوز صاحبها بسعادة الدنيا والآخرة، وهي من أسباب البركة، ومما يدل على ذلك ما وقع في هذا الحديث في قصة دين الزبير بن العوام، وأن دينه بلغ ألفي ألف ومائتي ألف، ولم يكن له في الظاهر من المال إلا الغابة اشتراها بمائة وسبعين ألفا، ثم باعها ابنه عبد الله بأموال طائلة عظيمة فاجتمعت تركته فكان جميع المال خمسين ألف ألف ومائتى ألف (أي خمسين مليونا ومائتي ألف ) قضى منها الدين وأخرجت الوصية ووزّع الباقي على الورثة ، وهذا يدل على أن الله عزّ وجلّ بارك في مال الزبير ؛ لنيته الصالحة t . وسمعت سماحة العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز حفظه الله يقول في فوائد هذا الحديث إنه: بركة من الله؛ لحسن النية، فبارك الله له، وهذا من ثمرات النية الصالحة..انتهى ، وهذا يؤكد أهمية النية الصالحة وأثرها وثمراتها ، والله المستعان.... فقه الدعوة في صحيح البخاري (3/395)
9. النصح والصدق والأمانة في المعاملات .
لقد جعل النبي rذلك من أسباب البركة، كما في حديث حكيم بن حزام t قال: قال رسول الله r : ( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، أو قال: حتى يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ) رواه البخاري ومسلم.
وأثنى على التاجر الصدوق في بيعه وشرائه ، فعن أبي سعيد الخدري t قال : قال رسول الله r ( التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء ) رواه الترمذي وابن ماجه، وقال الترمذي: حديث حسن، ورواه الدارقطني بزيادة ( يوم القيامة ) وضعفه الألباني
وذم التاجر الكاذب الفاجر ، فعن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده ، أنه خرج مع النبي r إلى المصلي فرأى الناس يتبايعون فقال : (يا معشر التجار!) فاستجابوا لرسول الله r ورفعوا أعناقهم ، وأبصارهم إليه ، فقال : ( إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً إلا من اتقى الله وبر وصدق) أخرجه الترمذي وابن ماجه وضعفه الألباني .
فالصدق والأمانة في المعاملات طريقا خيرٍ وصلاحٍ وبركةٍ ، فالبائع المسلم عرفته البشرية بهذه الصفات وهذه الخصال ، ومن الكفار من أسلموا لأخلاق التجار المسلمين .
10. صلة الرحم وبر الوالدين .
ومن أسباب البركة وطرقه صلة الأرحام وحسن معاملتهم ، قال r : ( من أحب منكم أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره، وأن يزاد له في عمره فليصل رحمه ) متفق عليه من حديث أنس t .
وأهم الأرحام وأولاها بالوصال الوالدين أسأل الله أن يجزيهم عنا خيرًا ، وأن يرحمهما كما ربيانا صغارًا ، وأن يغفر لنا تقصيرنا نحوهما ، أيها الأفاضل دعوة الأم كنز للمسترشد ، ودرة ثمينة لو تدري أيها الحبيب ، ألا فلتلزموا أقدام أمهاتكم فإن رضيت فابشروا بما يسركم ، ألا فالتمسوا الخيرات في دعوتها ، أسأل الله أن يرضي آبائنا وأمهاتنا عنا ...آمين
11. التوكل على الله
ومن أسباب نزول البركة حسن التوكل على الله عز وجل، قال تعالى :)وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ([الطلاق:3] .
وقال عن عمر بن الخطاب t قال سمعت رسول الله r يقول : ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا ) رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان وعبد الله بن المبارك وابن أبي الدنيا والحاكم وأحمد والقضاعي وصححه الألباني .
والتوكل هو : هو الثقة بما عند الله واليأس عما في أيدي الناس ( التعريفات للجرجاني )
12. الإنفاق في سبيل الله تعالى
فالإنفاق طريق إلى البركة من الله تعالى ، ولذا الشيطان يثبط الإنسان عنه ويعده بالفقر إذا ما تصدق وأنفق في سبيل الله ، والله يعد بالمغفرة والفضل ، وأنه سيخلف المنفق في سبيله خيرا قال تعالى : )الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ([ البقرة :268] .
وقال تعالى : )وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ( [سبأ: 39]
وفي الحديث القدسي: قال الله تبارك وتعالى : ( يا ابن آدم أنفق، أُنفق عليك )
ما من يوم تصبح فيه إلا وملكان ينزلان يقول أحدهما : اللهم أعط منفقًا خلفًا ، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا
13. الكسب الحلال
ومن أسباب البركة في الرزق ، والأهل ، والولد ، والصحة ، الأكل من الكسب الحلال الذي جاء من الطريق الذي يرضي الله ورسوله r .
قال تعالى : )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ( [البقرة : 172] .
14. الاستغفار
قال تعالى حكاية عن نوح u :)فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ([نوح : 10_12] .
وقال حكاية عن نبيه r : )وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ([هود: 3] .
15. إتباع سنة النبي r في المأكل والمشرب والملبس وكل شيء .
إتباع السنة في كل الأمور؛ فإنها لا تأتي إلا بخير ، ففي الطعام يقول r: ( البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه، ولا تأكلوا من وسطه) رواه البخاري
ففي إتباعه r تجد السعادة ، وتنال الرضا من الله تعالى ، وتنزل عليك البركات من رب الأرض والسماوات ... أسأل الله أن يرزقني وإياكم البركة والرحمة ... آمين
وصلى الله على نبينا محمد ، والحمد لله رب العالمين
كتبه / عمرو محمد صالح _ غفر الله له وعفا عنه
تعليق