بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
التابعية : هي الانقياد للغير دون إعمال للعقل أو الرجوع للمفاهيم عن الكون والانسان والحياة ...
هدف الإعلام الأول والأخير هو التأثير على الرأي العام. فالمفاهيم التي تؤثر بقوة على الناس هي التي تتحكم مباشرة في أسلوب حياتهم وتجعلهم يكوِنون اراء حول ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم من ناحية فردية ومن ناحية المجتمعات الإنسانية فيُكِون اراء سياسية وإجتماعية وإقتصادية يستقيها من الإعلام . فالإعلام أقوى مصدر للمعلومات في ايامنا هذه. فمن يتحكم في الإعلام يتحكم في الرأي العام. والمتلقي له مفاهيم عن الحياة والإنسان والكون ، أي إنه يتصرف في كل نواحي حياته على أساس فكرة معينة ، مرتبطة بوجوده في هذه الحياة ومرتبطة به كجزء من العالم ومع الناس. هذه الفكرة العميقة يجب أن تتضح عند كل الناس لأنها تمثل القاعدة الفكرية التي يبني عليها هذا الإنسان كل افكاره ومفاهيمه وسلوكه وتصرفاته وأفعاله. فالقاعدة الفكرية عند المسلم هي العقيدة الإسلامية . فالإنسان مخلوق لخالق يعلم أن الله تعالى قد خلقه لعبادته بتطبيق الأحكام الشرعية والتقيد بها في كل أفعاله وأقواله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلتزام حدود الله تعالى هو المطلوب من المسلم ، إتجاه نفسه وإتجاه من حوله وإتجاه المسلمين في كل العالم ، بل وإتجاه الدولة التي تطبق عليه القوانين. فالله تعالى قد كرَم الإنسان بالعقل ، فالتفكر والتدبر والتمحيص وتكوين رأي ثابت والقيام بمواقف واضحة هو أساس الشخصية السوية عندما تكون في طاعة الله تعالى. ولا شك أن المعلومات الأولية التي تؤثرعلى أفكار الإنسان يتلقاها من كل حدب وصوب في واقع الإنسان اليوم. فالخطر كل الخطر عندما تصل لهذا الإنسان معلومات مغلوطة قوية مؤثرة متكررة تتلاعب بعقله وتفكيره وتثير مشاعره فتهيجها وتهدئها ، فتتحكم فيه من بُعد. ففي خضم الحرب الشرسة على الإسلام والمسلمين كان لا بد من معلومات موجهة لتضليل المتلقي المسلم بواسطة الإعلام. فالمسلمين اليوم تحكمهم أنظمة علمانية عميلة تستغل وسائل الإعلام لتمرير سياسات مخططة وموجهة لإبعاد المسلم عن دينه النقي فالإسلام هو القوة القادمة في العالم ولطالما علم الغرب بقوته منذ أن قامت الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة.
تابعية الإعلام :
التابعية هي الإنقياد للغير دون إعمال للعقل أو الرجوع لهذه القاعدة الفكرية. والإنسان بطبيعته يميل للأسهل لذلك يميل لعدم التفكير والإنقياد للغير فالتقليد سمة هذا الإنسان، فهو تابع لمتبوع يكون له السيطرة عليه بالتحكم في أفكاره ومفاهيمه وتوجيهها في الإتجاه الذي يريد ذلك المتبوع. ولم يجد الغرب الكافر أفضل من التحكم في الإعلام العربي بمساعدة الأنظمة العميلة ليتلاعب بالمتلقي المسلم. فإذا أراد المسلم أن يتعلم عن دينه يتوجه للإعلام. وإن أراد أن يستمع للأخبار أو يتابعها يتوجه للإعلام ، لذلك كان لزاما أن يكون الإعلام العربي و الإسلامي تابع للإعلام الغربي في كيفية نقل الأخبار وتصميم البرامج الحية الدينية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية لحِرف هذه الأمة العزيزة عن دينها وإبعادها عن مفاهيم الإسلام وزرع مفاهيم غربية علمانية في ذهن المتلقي. وذلك بتعظيم الغرب الكافر وجعله المصدر الأساس للمعلومات ، وبمهاجمة الأحكام الشرعية وتمييع قضايا المسلمين المصيرية.
و الأدلة كثيرة :
القنوات الإخبارية الغربية الناطقة بالعربية وتنقل بالحرف عن توأمها الناطق بالإنجليزية : البي بي سي العربية ، السي إن إن العربية ، اخبار اليوم الروسية العربية فرانس تي في العربية. المسلسلات المدبلجة للعربية والبرامج الحية والوثائقية الغربية بالذات الأمريكية منها التي تعتبر عنوان لريادة القنوات ومواكبتها للعصر والتي تروج للثقافة الغربية المنتنة وتجملها، وكالات الأنباء العالمية هي المعتمدة وتعتبر ثقة في نقل وتوزيع الأخبار للعالم وكل الإعلامي العربي ينقل عنها ، مثال رويترز البريطانية وسي إن إن الأمريكية.
وكما جاء في هذا المقال :
أما فيما يتعلق بالصحافة ووكالات الأنباء، فأكثر من 90% من كل المعلومات والأخبار العالمية تصدر عن خمس وكالات هي:
1- "الاسوشييتد برس". أمريكية.
2- "اليونايتد برس" أمريكية.
3- "رويتر" بريطانية.
4- وكالة الصحافة الفرنسية.
5- وكالة الأنباء الألمانية.
هذه الوكالات توزع يوميًا أكثر من أربعين مليون كلمة على صحف العالم، تحتل أمريكا منها أكثر من النصف، أما في كل دول العالم الثالث (ونحن منه)، فالوكالات لا توزع أكثر من 300 ألف كلمة، أي أن العالم الثالث كله لا يبث أكثر من 1% من مجمل ما تبثه وكالات الأنباء التابعة للمهيمنين على العالم، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والسبب في هذه النسبة أن زمن ضجيج الأنظمة ولي وهامشها في الكذب قد زال ولم تعد تسمح به أمريكا.
التابعية تقطر من كل ناحية ! فلا المسلمين منهم ولا هم منا .. لكن الإعلام العربي يُصر إصرار ملاحظ ومستفز لأن يكون تابعا للإعلام الغربي ! لماذا ؟
وفي هذا الخبر :
" يهود يمتلكون 87.5% من الاعلام في العالم "
فلقضية إذا هي أن نعلم من مِن الإعلام العربي يتبع أي جهة من الإعلام الغربي حتى نعلم من يتحكم بمن !!!
فالواضح من هذا الموضوع الأخير ، وبنقل الخبر بهذه الكيفية أن وكالة معا والجزيرة نت والقدس برس يعتبرون الإعلام الإسرائيلي جهة معتمدة ويعتبرون أن لهم مصداقية ويأخذون الأخبار عنهم وينشرونها للمسلمين ويروجون لها من وجهة نظر اليهود ضاربين عرض الحائط بأحداث القضية الفلسطينية التي تهم الأمة الإسلامية كلها وبكل السفور والبجاحة يروجون لعدو المسلمين في نقل الأخبار. بغض النظر عن محتوى الخبر النقل عنهم غير مقبول بدون نقده وتحليله تفصيليا وعلى اساس العقيدة الإسلامية فقط. فهذا تعدى التضليل إلى الهجوم الصريح على الإسلام والمسلمين. لان الحل الشرعي لقضية فلسطين وهي قضية عقيدة إسلامية ، هو تحرير فلسطين وإقتلاع يهود فلماذا تنقل وسائل إعلام رائدة كالجزيرة من العدو ؟
إستهزاء عارم بالإسلام والمسلمين !
فالتابعية هي نقل الأخبار بدون تفكير في المتلقي الضحية بغرض تضليله و بدون مراعاة لعقل الإنسان والإستهزاء بقضاياه المهمة وجعلها تافهة ، بدون مراعاة للقيم والمشاعر المهمة في حياة المسلم بسبب تسميم مصدر المعلومات الذي يغذي تفكير المتلقي من قِبل إعلام تابع يدعِي الإستقلالية المفقودة فهو ، بكل أشكاله ، ينصاع لدساتير وقوانين الأنظمة العلمانية التي لا تحكم بما أنزل الله تعالى والعميلة للغرب الكافر. فالجزيرة تابعة لبريطانيا ووكالة معا تابعة لليهود ومن مقالات أخرى تنقلها لتلميع السلطة الفلسطينية نعلم أيضا أنها تابعة لهم و و و الامثلة كثيرة ...
فتابعية الإعلام العربي والإسلامي للإعلام الغربي إذا حقيقة هي التحكم بحياة المتلقي المسلم و إلغاء وجوده كمسلم في العالم وسلخه عن هويته الإسلامية وجعله إمَعة كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . والهدف الأساسي من هذا التقليد الأعمى هو زرع الثقافة الغربية العلمانية بدلا عن الثقافة الإسلامية .....
فتابعية الإعلام العربي والإسلامي للإعلام الغربي إذا حقيقة هي التحكم بحياة المتلقي المسلم و إلغاء وجوده كمسلم في العالم وسلخه عن هويته الإسلامية وجعله إمَعة كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . والهدف الأساسي من هذا التقليد الأعمى هو زرع الثقافة الغربية العلمانية بدلا عن الثقافة الإسلامية .....
فلصالح من كل هذا يا إعلام ؟
تعليق