إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطورة مخالفة الأفعال للأقوال!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطورة مخالفة الأفعال للأقوال!


    خطورة مخالفة الأفعال للأقوال!



    الحمد الله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، والصلاة والسلام على من بعثه الله مبشراً ونذيراً، وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً..

    أما بعد:

    فقد جاء في الحديث الصحيح عن أبي وائل قال: قيل لأسامة لو أتيت فلانا فكلمته، قال: إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم! إني أكلمه في السر دون أن أفتح باباً لا أكون من فتحه، ولا أقول لرجل إن كان علي أميراً إنه خير الناس بعد شيء سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قالوا: وما سمعته يقول؟ قال: سمعته يقول: (يُجاء بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون: أي فلاناً ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه) رواه البخاري ومسلم..

    شرح الحديث:

    في هذه الحديث تحذير شديد لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويخالف قوله فعله.

    قوله: (يُجاء بالرجل يوم القيامة) أي تجئ به الملائكة، وفي رواية: (يؤتى بالرجل يوم القيامة) (فيُلقى في النار) أي فتلقيه الملائكة في النار إلقاء، لا يدخلها برفق، ولكنه يُلقى فيها كما يُلقى الحجر في اليم (فتندلق أقتابه) وفي رواية: (أقتاب بطنه في النار) أي أنه لما يلقى في النار تندلق، أي تخرج أقتاب بطنه من شدة الإلقاء، والأقتاب هي الأمعاء.

    قوله: (فيدور كما يدور الحمار برحاه) هذا التشبيه للتقبيح، شبهه بالحمار الذي يدور على الرحا، وصفة ذلك: أنه في المطاحن القديمة قبل أن توجد هذه الآلات والمعدات الحديدية، كان يجعل حجران كبيران وينقشان فيما بينهما -أي ينقران- ويوضع للأعلى منهما فتحة تدخل فيها الحبوب، وفيها خشبة تربط بمتن الحمار، ثم يستدير على الرحا، وفي استدارته تطحن الرحا..

    فهذا الرجل الذي يُلقى في النار يدور على أمعائه -والعياذ بالله- كما يدور الحمار على رحاه، (فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون: أي فلاناً ما شأنك؟) أي ما قصتك؟ ما الذي جاء بك إلى هنا؟ ما العمل الذي أدخلت بسببه النار؟ (أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟).

    فيقول مقراً على نفسه: (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)يقول للناس: صلوا ولا يصلي، ويقول لهم: زكوا أموالكم ولا يزكي، ويقول: بروا الوالدين ولا يبر والديه، يقولوا للناس خافوا الله وراقبوه في الغيب والشهادة، وهو لا يخاف الله ولا يراقبه، بل إذا خلى بمحارم الله انتهكها -والعياذ بالله-، وهكذا يأمر بالمعروف ولكنه لا يأتيه.

    قوله:(وأنهاكم عن المنكر وآتيه) يقول للناس: لا تغتابوا الناس، لا تأكلوا الربا، لا تغشوا في البيع، لا تسيئوا العشرة، لا تسيئوا الجيرة، وما أشبه ذلك من الأشياء المحرمة التي ينهى عنها، ولكنه يأتيها، يبيع بالربا، ويغش ويسيء العشرة ويسيء إلى الجيران وغير هذا، فهو بذلك يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويأتيه- نسأل الله العافية-، فيعذب هذا العذاب ويخزى هذا الخزي.

    عض فوائد الحديث:

    يستفاد من هذا الحديث عدة فوائد من أهمها:

    1. الوعيد الشديد في حق من خالفت أفعاُله أقوالَه، أي في حق من يأمر بالمعروف ولا يعمل به، وينهى عن المنكر ويرتكبه..

    2. وجوب العمل بالعلم؛ ذلك أن الغرض من التعلم هو العمل به ابتغاء مرضات الله-تبارك وتعالى-.

    3. التحذير من النفاق، ومن سلوك طريق المنافقين، ذلك أن النفاق إظهار الإنسان خلاف ما يبطن، وهذا الذي عذب هذا العذاب أظهرت أفعاله غير أقواله.

    4. أن على الإنسان أن يبدأ أولاً بإصلاح نفسه، ومجاهدته على الاستقامة على أمر الله، وذلك بأن يمتثل الأوامر ويجتنب النواهي.

    5. أنه يجب على الإنسان أن يقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، حتى وإن لم يكن عاملاً بكل يأمر به أو ينهى عنه؛ لأن الإنسان معرض للخطأ وللزلل، ولم يعصم من ذلك إلا الرسل والأنبياء، ذلك أن البعض من الناس لما يسمع مثل هذه النصوص ربما يسبب له إحباط فيترك الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة أنه مقصر، وأنه غير عامل بكل يأمر به، وغير تارك لكل ما ينهى عنه، ولا شك أن تقصيره في العمل بما يدعو إليه خطأ، وتركه للدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خطأ آخر..

    والله الموفق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




  • #2
    رد: خطورة مخالفة الأفعال للأقوال!

    جزاك الله خيراً اخى الحبيب ونفع الله بك

    واثابك الله الجنه

    اللهم اجعلنا ممن يقولون ويفعلون ولا تجعلنا ممن يقولون ولا يفعلون

    اللهم اجعلنا من الصادقين يارب العالمين


    { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
    سورة الرعد الآية 17

    تعليق

    يعمل...
    X