بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه همسة من قلب يبغي الخير إلى كل موحد ، إلى كل شاب إلى كل فتاه ، إلى إخواني جميعًا .....
( لا تجلسوا فارغين فإن الموت يطلبك )
إذا فلما نضيع الأوقات ، ونفرط في الساعات ، ونمرر اللحظات من دون عمل ، لما نقضي اليوم من غير تزود من الخير والحسنات ، إذا كنا لن نعمل اليوم فمتى نعمل ؟ إذا كنا لن نصلي اليوم فمتى نصلي ؟ إذا كنا لن ننفق اليوم فمتى ننفق ؟ إذا كنا لن نتقي اليوم فمتى ؟؟؟؟؟
أو ليست الدنيا هي دار العمل والسعي ؟؟؟؟
( لا تجلسوا فارغين فإن الموت يطلبكم )
ماذا لوكنت أنت مكانهم ، هؤلاء الذين استمتعوا بحياتهم الدنيا وأثروها على الآخرة فها هم بين يدي الله تعالى يريدون العودة للحياة ولو للحظات يتوبون فيها إلى الله تعالى ويعملون من الصالحات .
أنت لاتزال تمتلك هذه النعمة ، لا زلت قادرًا على التوبة والعودة وعمل الصالحات فما الذي يعوقك .
لا زلت تسمع قول الله تعالى : }قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{[الزمر : 53] .
فلماذا لا تبادر ولا تعود ولا تسارع ، قال إبراهيم التيمي _رحمه الله_ : مثلت نفسي في أهل الجنة أكل من ثمارها وأشرب من أنهارها وأعانق أبكارها ، ثم مثلت نفسي في أهل النار أكل من زقومها وأشرب من صديدها وأعالج أغلالها قلت لنفسي : ماذا تريدين ؟ قالت : أريد إلى الدنيا فأعمل صالحًا ، قلت لها أنت لا زلت في أمنيتك فاعملي .
( لا تجلسوا فارغين فإن الموت يطلبكم )
وقال أيضًا : يا ابن آدم إنك ثلاثة أيام ، أما الأمس فقد مضى وأما الغد فقد لا تدركه وأما اليوم فهو لك فاعمل فيه .
فرأس مالك هو وقتك ، وطريقك إلى الجنة هو استغلال الوقت في طاعة الله ، كان ابن مسعود يقول : ما ندمت على شيء ندمي على يوم مر من عمري ازداد فيه عمري لم يزداد فيه عملي .
وابن القيم يقول : إن تضييع الوقت أشد من الموت ، لأن الموت يقطعك عن الدنيا وأهلها أما تضييع الوقت فيقطعك عن الله والدار الآخرة .
اخوتاه .. إننا مسؤلون بين يدي الله عن كل لحظة عشناها وعايشناها عما فعلنا فيه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه ....) رواه الترمذي وحسنه الألباني .
اخوتاه .. إن كل جلسة وكل كلام وكل اجتماع اجتمعناه في هذه الحياة ليس فيه ذكر لله ولا طلب لرضاه سيكون حسرة يوم القيامة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما جلس قوم مجلسًا لا يذكرون الله فيه و لا يصلون فيه على نبيهم إلا كان عليهم ترة ) .
( لا تجلسوا فارغين فإن الموت يطلبكم )
قال ابن كثير : وقوله: { وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } أي: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم، { وَاتَّقُوا اللَّهَ } تأكيد ثان، { إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } أي: اعلموا أنه عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم لا تخفى عليه منكم خافية، ولا يغيب عنه من أموركم جليل ولا حقير.
وقال { وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ } أي: لا تنسوا ذكر الله فينسيكم العمل لمصالح أنفسكم التي تنفعكم في معادكم، فإن الجزاء من جنس العمل؛ ولهذا قال: { أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } أي: الخارجون عن طاعة الله، الهالكون يوم القيامة، الخاسرون يوم معادهم .. اهـ
( لا تجلسوا فارغين فإن الموت يطلبكم )
اخوتاه .. أدوا حق ربكم ، وسارعوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
اخوتاه .. لا تنتهكوا محارم الله ، فإن الله تعالى أخذه عزيز ، قهار جبار .
اخوتاه .. إياكم والاطمئنان إلى الدنيا فإنها متاع الغرور .
( لا تجلسوا فارغين فإن الموت يطلبكم )
أيا مَنْ يَدَّعِيْ الفَهْمْ إِلَى كَمْ يَا أَخَا الوَهْمْ
تُعَبِّيْ الذَّنْبَ وَالـَّذمّْ وُتُخْطِيْ الخَطَـأَ الجَمّْ
تُعَبِّيْ الذَّنْبَ وَالـَّذمّْ وُتُخْطِيْ الخَطَـأَ الجَمّْ
أمَا بَانَ لَكَ العَيْبْ أَمَا أَنْذَرَكَ الشَّيْبْ
وَمَا فِيْ نُصْحِهِ رَيْبْ وَلا سَمْعُكَ قَدْ صَمّْ
وَمَا فِيْ نُصْحِهِ رَيْبْ وَلا سَمْعُكَ قَدْ صَمّْ
أَمَا نَادَى بِكَ المَوْتْ أَمَا أَسْمَعَكَ الصَّوْتْ
أَمَا تَخْشَى مِنَ الفَوْتْ فَتَحْتَاطَ وَتَهْتَــمّْ
أَمَا تَخْشَى مِنَ الفَوْتْ فَتَحْتَاطَ وَتَهْتَــمّْ
فَكَمْ تَسْدَرُ في السَّهْوْ وَتَخْتَالُ مِنَ الزَّهْـوْ
وَتَنْصَبُّ إِلَى اللَّهْـوْ كَأَنَّ المَوْتَ مَا عَمّْ
وَتَنْصَبُّ إِلَى اللَّهْـوْ كَأَنَّ المَوْتَ مَا عَمّْ
وَحَتَّـامَ تَجَافِيْـكْ وَإِبْطَاءُ تَلافِيْـكْ
طِبَاعَاً جَمَّعْتْ فِيْكْ عُيُوْبَاً شَمْلُهَا انْضَمّْ
طِبَاعَاً جَمَّعْتْ فِيْكْ عُيُوْبَاً شَمْلُهَا انْضَمّْ
ذَا أَسْخَطْتَ مَوْلاكْ فَمَا تَقْلَقُ مِنْ ذَاكْ
وَإِنْ أَخْفَقْتَ مَسْعَاكْ تَلَظَّيْتَ مِنَ الهَـمّْ
وَإِنْ أَخْفَقْتَ مَسْعَاكْ تَلَظَّيْتَ مِنَ الهَـمّْ
عَاصِيْ النَّاصِحَ البَرّْ وَتَعْتَاصُ وَتَـزْوَرّْ
وَتَنْقَادُ لِمَنْ غَــرّْوَمَنْ مَانَ وَمَنْ نَمّْ
وَتَنْقَادُ لِمَنْ غَــرّْوَمَنْ مَانَ وَمَنْ نَمّْ
تَسْعَى في هَوَى النَّفْسْ وَتَحْتَالُ عَلَى الفَلْسْ
وَتَنْسَى ظُلْـمَةَ الرَّمْسْ وَلا تَذْكُــرُ مَا ثَمّْ
وَتَنْسَى ظُلْـمَةَ الرَّمْسْ وَلا تَذْكُــرُ مَا ثَمّْ
وَلَوْ لاحَظَكَ الحَظّْ لََمَا طَاحَ بِكَ اللَّحْظْ
وَلا كُنْتَ إِذَا الوَعْظْ جَلا الأَحْزَانَ تَغْتَمّْ
وَلا كُنْتَ إِذَا الوَعْظْ جَلا الأَحْزَانَ تَغْتَمّْ
سَتُذْرِيْ الدَّمَّ لا دَمْعْ إِذَا عَايَنْتَ لا جَمْعْ
يَقِيْ فِيْ عَرْصَةِ الجَمْعْ وَلا خَالَ وَلا عَـمّْ
يَقِيْ فِيْ عَرْصَةِ الجَمْعْ وَلا خَالَ وَلا عَـمّْ
كأَنِّيْ بِكَ تَنْحَــطّْ إِلَى اللَّحْدِ وَتَنْغَـطْ
وَقَدْ أَسْـلَمَكَ الرَّهْطْ إِلَى أَضْيَقَ مِنْ سَـمْ
هُنَاكَ الجِسْمُ مَمْدُوْدْ لِيَسْـتَأْكِلَهُ الدُّوْدْ
إِلَى أَنْ يَنْخَرَ العُوْدْ وَيُمْسِيْ العَظْمُ قَدْ رَمّْ
وَمِـنْ بَعْدُ فَلا بُدّْ مِنَ العَرْضِ إِذَا اعْتُدْ
صِـرَاطٌ جِسْرُهُ مُدّْ عَلَى النَّارِ لِمَــنْ أَمّْ
فَكَمْ مِنْ مُرْشِدٍ ضَلّْْوَمِنْ ذِيْ عِــزَّةٍ ذَلّْْ
وَكَمْ مِنْ عَـالِمٍ زَلّ وَقَالَ : الخَطْبُ قَدْ طَمّْ
فَبَـادِرْ أَيُّهَا الغُمْرْ لِمَنْ يَحْلُوْ بِهِ المُـرّْ
فَقَدْ كَادَ يَهِيْ العُمْرْ وَمَا أَقْلَعْتَ عَنْ ذَمّ
وَلا تَرْكَنْ إِلَى الدَّهْرْ وَإِنْ لانَ وَإِنْ سَـرّْ
فُتُلْفَى كَمَنْ اغْتَـرّ بِأَفْعَى تَنْفُثُ السَّمّْ
وَخَفِّضْ مِنْ تَرَاقِيْكْ فَإِنَّ المَوْتَ لاقِيْكْ
وَسَـارٍ فِيْ تَرَاقِيْكْ وَمَا يَنْكُـلُ إِنْ هَمّْ
وَجَانِبْ صَعَرَ الخَدّْ إِذَا سَاعَدَكَ الجَدّْ
وَزُمَّ اللَّفْظَ إِنْ نَدّْ فَمَا أَسْعَدَ مَنْ زَمّْ
وَنَفِّسْ عَنْ أَخِيْ البَثّْ وَصَدِّقْهُ إِذَا نَثَّ
وَرُمَّ العَمَــلَ الرَّثّْ فَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ رَمّْ
وَرِشْ مَنْ رِيْشُهُ انْحَصّْ بِمَا عَمَّ وَمَا خَـصّْ
وَلاتَأْسَ عَلَى النَّقْـصْ وَلاتَحْرِصْ عَلَى اللَّمّْ
وَعَادِ الخُلُقَ الرَّذْلْ وَعَوِّدْ كَفَّكَ البَذْلْ
وَلا تَسْتَمِعِ العَذْلْ وَنَزِّهْهَا عَنِ الضَّمّْ
وَزَوِّدْ نَفْسَكَ الخَيْرْ وَدَعْ مَا يَعْقُبُ الضَّيْرْ
وَهَيِّءْ مَرْكَبَ السَّيْرْ وَخَفْ مِنْ لُجَّةِ اليَّمّْ
بِذَا أُوْصِيْكَ يَاصَاحْ وَقَدْ بُحْتُ كَمَنْ بَاحَ
فَطُوْبَى لِفَـتَىً رَاحْ بِآدَابِــــيَ يَأْتَمّْ
وَقَدْ أَسْـلَمَكَ الرَّهْطْ إِلَى أَضْيَقَ مِنْ سَـمْ
هُنَاكَ الجِسْمُ مَمْدُوْدْ لِيَسْـتَأْكِلَهُ الدُّوْدْ
إِلَى أَنْ يَنْخَرَ العُوْدْ وَيُمْسِيْ العَظْمُ قَدْ رَمّْ
وَمِـنْ بَعْدُ فَلا بُدّْ مِنَ العَرْضِ إِذَا اعْتُدْ
صِـرَاطٌ جِسْرُهُ مُدّْ عَلَى النَّارِ لِمَــنْ أَمّْ
فَكَمْ مِنْ مُرْشِدٍ ضَلّْْوَمِنْ ذِيْ عِــزَّةٍ ذَلّْْ
وَكَمْ مِنْ عَـالِمٍ زَلّ وَقَالَ : الخَطْبُ قَدْ طَمّْ
فَبَـادِرْ أَيُّهَا الغُمْرْ لِمَنْ يَحْلُوْ بِهِ المُـرّْ
فَقَدْ كَادَ يَهِيْ العُمْرْ وَمَا أَقْلَعْتَ عَنْ ذَمّ
وَلا تَرْكَنْ إِلَى الدَّهْرْ وَإِنْ لانَ وَإِنْ سَـرّْ
فُتُلْفَى كَمَنْ اغْتَـرّ بِأَفْعَى تَنْفُثُ السَّمّْ
وَخَفِّضْ مِنْ تَرَاقِيْكْ فَإِنَّ المَوْتَ لاقِيْكْ
وَسَـارٍ فِيْ تَرَاقِيْكْ وَمَا يَنْكُـلُ إِنْ هَمّْ
وَجَانِبْ صَعَرَ الخَدّْ إِذَا سَاعَدَكَ الجَدّْ
وَزُمَّ اللَّفْظَ إِنْ نَدّْ فَمَا أَسْعَدَ مَنْ زَمّْ
وَنَفِّسْ عَنْ أَخِيْ البَثّْ وَصَدِّقْهُ إِذَا نَثَّ
وَرُمَّ العَمَــلَ الرَّثّْ فَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ رَمّْ
وَرِشْ مَنْ رِيْشُهُ انْحَصّْ بِمَا عَمَّ وَمَا خَـصّْ
وَلاتَأْسَ عَلَى النَّقْـصْ وَلاتَحْرِصْ عَلَى اللَّمّْ
وَعَادِ الخُلُقَ الرَّذْلْ وَعَوِّدْ كَفَّكَ البَذْلْ
وَلا تَسْتَمِعِ العَذْلْ وَنَزِّهْهَا عَنِ الضَّمّْ
وَزَوِّدْ نَفْسَكَ الخَيْرْ وَدَعْ مَا يَعْقُبُ الضَّيْرْ
وَهَيِّءْ مَرْكَبَ السَّيْرْ وَخَفْ مِنْ لُجَّةِ اليَّمّْ
بِذَا أُوْصِيْكَ يَاصَاحْ وَقَدْ بُحْتُ كَمَنْ بَاحَ
فَطُوْبَى لِفَـتَىً رَاحْ بِآدَابِــــيَ يَأْتَمّْ
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك
تعليق