هل لها جوانب أيجابيه وجوانب سلبيه ؟ فما هى هذه الجوانب ؟
رغم أن العولمة تمثل وحشا مخيفا للدول النامية لضعف هياكلها الاقتصادية وتختلف طرائق الإنتاج فيها إلا أنه لا يعني ذلك أن نسعى للعمل إلى الانفصال عن الاقتصاد العالمي ومجرياته أن الهدف الأساسي من التحذير من مخاطر العولمة هو أن تضع تلك الدول في اعتبارها وبالأخص الدول الإسلامية أن تضع نصب أعينها المسئولية التي تتحملها حتى لا يكون ما تحصل عليه من جراء الاندماج في تلك العولمة هو المخاطر والسلبيات فقط.
كما أنها يجب أن تسعى جاهدة للعمل على الاستفادة من ذلك الاندماج قدر الإمكان خاصة وأن العولمة يمكن أن تتيح بعضا من الفرص الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والتي قد تتمكن تلك الدول من الاستفادة منها.
من تلك الجوانب الإيجابية ما يلي:
أ- توافر المعلومات والبيانات بحيث تصبح متاحة لدى جميع الدول والشعوب فمن الممكن في السنوات القادمة أن يتم توقيع اتفاقية تحرير التجارة في تكنولوجيا المعلومات مما يكون له أثره في تضييق الخلافات بين الدول النامية والدول الصناعية وخاصة فيما يتعلق بنقل التكنولوجيا وبالأخص تكنولوجيا المعلومات.
ب- تعزيز القدرة التنافسية بين الدول والشركات في إطار تفعيل آليات السوق الحر على المستوى الدولي ومن تسهيل حركة انتقال الأفراد والسلع والخدمات بين الدول على المستوى الكوني مع العمل على زيادة وتحسين وتخفيض تكاليف الإنتاج وخاصة في مجال الإنتاج الصناعي والخدمي.
ج- تعميق المفاهيم المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير ونبذ الفساد وإشعال روح المسئولية الجماعية في المجتمع لحماية البيئة مع مراعاة تجنب بعض المخاطر التي من الممكن أن ترافق تطبيق هذه المبادئ نتيجة للممارسات الخاطئة والمتميزة للدول التي تقود النظام الاقتصادي والسياسي العالمي من ثم يجب على الدول الإسلامية الوقوف ضد ازدواجية المعايير التي تمارسها الدول الصناعية في تطبيق حقوق الإنسان مع الحرص كذلك علىعدم السماح للدول الصناعية
بفرض نموذج الديمقراطية والتنمية الغربي كنموذج واحد للديمقراطية والتقدم
د- تحسين الأداء الاقتصادي إن من أهم سمات العولمة إقدام الدول خاصة بلدان العالم الثالث على رسم مسار جديد لها داخل الاقتصاد العالمي وذلك عن طريق تبنيها للعديد من برامج الإصلاح المالي والنقدي والهيكلي وإن هذه البرامج تعد إلى جانب أنها ضرورة حتمية قضية حياو أو موت لشعوب هذه الدول.
ولعل من أهم تلك البرامج التي تتمثل في مجموعة من السياسات المتعلقة بطابع اللامركزية على أنشطة الدولة مع العمل على تنمية الموارد البشرية في القطاع العام مع الحرص على تحقيق الانضباط العام وإصلاح النظم الضريبية والمعاشات..إلخ
أما عن سلبيات العولمة فإن مشاكل العولمة تعد أكثر بكثير من إيجابياتها وخاصة على الدول النامية ذات الهياكل الاقتصادية الضعيفة.
ونذكر جانبا من تلك السلبيات فيما يلي:-
أ-يترتب على العولمة عدم تحقيق العدالة في توزيع العوائد المحققة من خلال تحرير التجارة العالمية من استيراد وتصدير ويرجع السبب في ذلك إلى ان النصيب الأوفر منعملية التبادل التجاري الدولي دائما يكون لصالح مجموعة قليلة من الدول وهي الدول المتقدمة وشركاتها المنتشرة في معظم أنحاء العالم والتي يطلق عليها الشركات متعددة الجنسيات فهذه الدول وتلك الشركات تحتكر السلع والخدمات بيعا أو شراء – الداخلة في عملية التجارة الدولية فإذا كانت مشترية السلع والخدمات فإنها تشتريها بأثمان زهيدة ناهيك عن مجموعة الإجراءات التعسفية التي تفرضها على السلع الداخلة عليها مثل شهادة الجودة والأيزو 14000 , 18000 وكلها إجراءات الهدف منها الحد من الواردات.
أما في حالة البيع فإنها تتحكم في السعر مما جعل هذه الدول وهذه الشركات تسيطر على كافة عمليات التبادل الدولي نظرا لضخامة استثماراتها والذي ترتب عليه تضخم عوائدها.
أضف إلى ذلك عدم عدالة توزيع الدخل على المستوى العالمي فحسب بعض التقديرات والتقارير يلاحظ تدني نصيب الشعوب الأكثر فقرا حيث أن حوالي 80% من سكان العالم لا يحصلون إلا على 20% فقط من تلك الحصيلة بينما حوالي 20% من السكان وهم الأكثر غنى يحصلون على حوالي 80% من ضمن الدخل العالمي.
كما أن 358ملياردير في العالم يمتلكون معا ثروة تمثل أو تعادل ما يملكه 2.5مليون فرد من سكان العالم
هذا إضافة إلى ارتفاع مستوى البطالة بشكل مخيف خاصة بعدما اتجهت كثير من الدول النامية وغيرها إلى الخصخصة.
ب- ترتب على العولمة كذلك انفصال تحركات الاقتصاد المادي المتعلق بالنقود والعملات والاتجار فيها عن تحركات الاقتصاد العيني أو السلعي المتعلقة بتدفقات السلع والخدمات خاصة في ظل إتباع سياسات أسعار الصرف المعومة للعملات الصعبة والعولمة السريعة والمتنامية للأسواق المالية والنقدية عليها وجود كمية كبيرة من النقود الدولية تنتقل في أسواق المال الدولية باستقلالية تامة عن عمليات التحويل للتبادل التجاري.
أي أن كل ذلك ترتب عليه اتساع نطاق الاتجار في العملات من قبل المضاربين على المستوى الدولي نتيجة لتقدم وسائل الاتصال كذلك ترتب على هذا الانفصال بين الاقتصاد الحقيقي زيادة حجم القروض قصيرة الأجل التي تخرج من الدول الصناعية للبحث عن العائد المرتفع داخل الدول النامية.
ج- ترتب على العولمة أيضا حدوث نوع صراع بينها وبين مفهوم الدولة القومية فلم تعد هناك حدود سياسية بالدرجة التي كانت عليها الدول قبل العولمة وقد ترتب على ذلك تأثير العولمة على الشعوب في المجال الثقافي والاجتماعي ومحاولة التأثير في العادات والتقاليد المتوارثة لدى الدول التي تغزوها العولمة.
د- ترتب على العولمة حدوث نوع من الصراعات الفكرية ما بين مؤيدين ومعارضين نظرا لحرص المعارضين على الحفاظ على الثقافات الخاصة بكل دولة فالعولمة يتم السعي من خلالها إلى فرض وسيطرة الثقافة الغربية بما فيها من سلبيات على الدول الإسلامية والدول النامية بصفة عامة.
هـ- تباطؤ الدول المتقدمة في الوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها في ختام دورة أوراجواي لكي يتم دفع الدول النامية على توقيع اتفاقات إنشاء منظمة التجارة العالمية ومن أهم الالتزامات تعويض الدول المتضررة في ارتفاع تكاليف الواردات الغذائية بسبب إلغاء دعم المنتجات الزراعية والإجراءات الحمائية وتيسير المعلومات الفنية للدول النامية ويترتب على ما سبق زيادة أعباء العولمة على هذه البلاد وشعوبها.
لقفد أصبح شعار حماية حقوق الإنسان مجرد وسيلة تمارس الدول الكبرى مصالحها من خلالها تلك السياسات العسكرية وخاصة أمريكا بهدف حماية مصالحها الاقتصادية والسياسية وفرض سيطرتها لتحقيق ما يسمى بإدارة العالم من خلال القطب الأوحد وهو النفوذ السياسي والعسكري الأمريكي فليس بغريب أن نجد من خلال تصريحات كبار المسئولين في أمريكا من أن ما تقوم به الشعوب المضطهدة مثل فلسطين من الدفاع عن أنفسها بالحجارة ضد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم عملا إرهابيا بينما ما يقوم به الجيش الإسرائيلي من استخدام الطائرات والدبابات والجرافات لاغتيال الزعماء وهدم المنازل وتبوير الأراضي الزراعية هو دفاع عن النفس ومشروع ضد الإرهاب من قبل الشعب الفلسطيني الذي يرد على ذلك بالحجارة وبعض الأسلحة البسيطة.
تعليق