لماذا ... أخيتي ؟!
دخلت قاعة الامتحان
لا أُخفيك سرا فإنني أهوى مطالعة الوجوه لأرقب وجوه الشباب و أتفرس في ملامحهم ثم أعقد مقارنة في نهاية الامتحان بين ما ارتسم على هذه الوجوه قبل و بعد هذه الفترة العصيبة ، ثم إن هذا العمل يجعلني أفرغ قدرا لا بأس به من شحنة التوتر
و بينما أنا أقلب البصر في وجوه الزملاء و قع بصري على فتاة ترتدي النقاب و قد جلست في وقار ترتب أقلامها استعداد لتسلم ورقة الإجابة
ثم اكتشفت أن لجنة الامتحان فيها عدد لا بأس به من الأخوات الكريمات العفيفات ممن يرتدين حجاب أمهات المؤمنين فشعرت بسعادة غامرة
جلست في مقعدي و قد انتفخت أوداجي و تهللت أساريري بهذا المنظر الطيب الذي يغيظ بني علمان و يملأ قلوبهم حسرة و كمدا و خلال دقائق معدودة بدأ المراقب في توزيع ورق الإجابة فأخذت التفت حولي حتى يتم الإنتهاء من توزيع الأوراق ففوجئت بمنظر يمزق القلوب المؤمنة و يملئها حسرة و ألم ...
فقد كشفت معظم الأخوات عن وجوههن حتى دون أن يطلب منهن هذا الأمر
ابتلعت ريقي في مرارة و جاهدت نفسي بشدة حتى لا تغرق الدموع وجنتي
لماذا أخيتي ؟!
ألعرض زائل لا قيمة له عند الله ؟!
لماذا أخيتي ؟!
إنك حتى لم تحاولي المقاومة بل استسلمتي مباشرة دون قيد أو شرط ....
فكيف تطلبين مني أن أدافع عنك ؟!
كيف تطلبين منا أن نقف في صفك و قد هانت عليك قضيتك ؟!
أختاه ... لماذا لا تسيري على درب الحرائر من بنات أمتنا اللاتي قدمن الغالي و الرخيص لنصرة هذا الدين ؟
الحقيقة أن البعد التربوي غائب في بناء صحوتنا
و أخطر مظاهر هذا الغياب تضاؤل مفهوم التضحية
لقد كشفت أزمة " النقاب " الأخيرة غيرها من الأزمات التي تعصف بأبناء الصحوة
أن الأمة تعاني و أشد هذه المعاناة ما تلقاه على أيدي أبنائها
تعليق