بعد ان تكلمت عن مفهوم العولمة وموقف الناس منها نتطرق الى اهم ابعاد العولمة
أهم أبعاد العولمة :
هناك مجموعة من الأبعاد للعولمة نذكرها إجمالا ثم نختار بعضا منها لشرحها تفصيلا من ثم فإن أهم تلك الأبعاد ما يلي:
أ-الأبعاد السياسية للعولمة.
ب- الأبعاد الاقتصادية والمالية للعولمة.
ج- الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للعولمة.
أ) أما عن الأبعاد السياسية للعولمة فإننا لا نتطرق لشرحها تفصيلا لضيق المقام
ولكن يمكن أن نشير إشارة سريعة لما يتعلق بهذه الأبعاد
من المعلوم أن السياسة هي الشيء الوحيد الذي كان محصوراً داخل نطاق الدولة
إلا أنه يمثل سيطرة الدولة في السياسة والحكام على كافة تعلقاتها ومع التطرق للعولمة فقد أصبح الأمر على عكس ذلك
خاصة أن العولمة ليست مقصورة على الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية فقط بل تشمل أيضا الجوانب السياسية
وهذا هو السبب الرئيسي وراء محارية العولمة من جانب بعض الدول وذلك بسبب أن تلك العولمة السياسية تمثل تدخلا خارجيا في شئون الدولة من ثم سوف يظل المجال السياسي هو الأكثر مقاومة للعولمة
مما يعني أن العولمة السياسية في مضمونها سوف تمثل مرحلة تالية للعولمة الاقتصادية والسياسية
وأنها سوف تفرض رغما عن العديد من الدول والحكومات وبالتالي سوف يتم إعادة النظر فيما يتعلق بالمفاهيم القديمة مثل الدولة القومية وكذلك السيادة الوطنية ومفهوم قوة الدولة ومفهوم الأمن.
كذلك سيتم ظهور مجال سياسي عالمي يحل محل تلك السياسة التي كانت مرتبطة بمفهوم سيادة الدولة وتحكمها وما يحدث الآن خير دليل على ذلك فقد تبين أن الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وتحت ستار الأمم المتحدة تقوم بالتدخل في شئون بعض الدول وذلك بإيفاد بعثات للتفتيش عليها والتأكد من تطبيق بعض القوانين والأحكام التي تلائمها الأمر الذي يمهد لظهور مجال سياسي جديد يتركز حول العالم السياسي.
ب- الأبعاد الاقتصادية والمالية للعولمة:
تعد الأبعاد الاقتصادية والمالية من أهم الصفات بها لأن المجتمع الدولي أصبح يرتبط بعضه ببعض من خلال الأبعاد الاقتصادية أكثر من الأبعاد الثقافية أو السياسية ومن ثم فإن الفهم الاقتصادي للعولمة أصبح مسيطرا على أفكار الكثيرين لقد تلاشت الحدود الاقتصادية إلى حد كبير وأصبحت النظم الاقتصادية متجانسة ومتداخلة ومؤثرة في بعضها.
من ثم فإن النظام الاقتصادي الدولي أصبح نظاما واحدا تحكمه مبادئ عالمية مشتركة وتديره مؤسسات وشركات عالمية ذات تأثير واضح وقوي على الاقتصادات المحلية.
أن العولمة الاقتصادية تعني كذلك ظهور تقسيم عمل جديد للاقتصاد العالمي الذي لم يعد خاضعا للرقابة التقليدية ولم يعد يؤمن بتدخل الدولة في نشاطاته.
من هنا فإن الاقتصاد العالمي في ظل العولمة أصبح محور الاهتمام العالمي وليس الاقتصادات المحلية وأصبحت الأولوية الاقتصادية لتحركات رأس المال والموارد والقرارات على الصعيد الدولي وليس على الصعيد الداخلي كما أن العولمة الاقتصادية تستجيب أكثر من غيرها بقرارات المؤسسات العالمية ولاحتياجات التكتلات التجارية واحتياجات الشركات الدولية أكثر من استجابتها لحاجات الاقتصادات الوطنية.
هذا بالإضافة إلى أن العولمة الاقتصادية في حقيقتها تجسد مجموعة من التطورات الموضوعية التي برزت بشكل واضح في عقد التسعينات حيث أنها تمثل تجسيدا واضحا لتعاظم دور الشركات العالمية والتي أصبحت تعمل على توسيع شبكة من التحالفات العابرة للقارات التي تتجاوز الحدود وتقفز على الدولة القومية وهي تفترض أن العالم بالنسبة لها هو عالم يعيش كما لو كان في قرية صغيرة .
وفيما يتعلق بالعولمة المالية: فهي تمثل أكثر الأنشطة الاقتصادية من حيث عولمتها وذلك بعد ظهور الأسواق المالية العالمية واعتماد تلك الأسواق على التكنولوجيا الحديثة والواقع أن عمليات الأسواق المالية أصبحت تخرج تماما عن نطاق أي تحكم وتتم بسرعة مذهلة تذكر بعض المصادر أن حجم الأوراق المالية الخارجة عن السيطرة قد بلغ 500مليار دولار في عام 1978 وأرتفع إلى 2تريليون دولار في عام 1988 ووصل إلى 4تريليون دولار في عام 1998
إلا أن هناك ثمة خلاف حول المزايا والمخاطر التي يمكن أن تترتب على التحرير المالي وعولمة الأسواق كما يرى أنصار العولمة المالية أنها تحقق العديد من المزايا للدول النامية لكنهم يؤكدون على أن حجم هذه المزايا يتوقف على مدى نجاح البلد في تحقيق استقرار الاقتصاد الكلي ومدى عمق إجراءات التحرير المالي والدولي وطبيعة وطرق تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية.
تجدر الإشارة إلى أن العولمة الاقتصادية تفرض عددا من التحولات يأتي في مقدمتها تحدي التقدم العلمي التكنولوجي وتغيير الدور الاقتصادي للدولة وارتفاع المنافسة الاقتصادية العالمية وزيادة الاهتمام برفع مستوى الإنتاجية وارتفاع المنافسة الاقتصادية العالمية وزيادة الاهتمام برفع مستوى الإنتاجية لقد أكدت معظم المنتديات والمؤتمرات التي عقدت وخاصة في دافوس وسياتل أن العولمة الاقتصادية لها أضرارها التي لا تقتصر على الدول النامية فقط وإنما تمتد إلى بعض القطاعات في الدول المتقدمة بالرغم من أن معظم معطيات العولمة هي لصالح الدول الأقوى اقتصاديا.
عموما فإن ثمة خلاف في الرأي حول مزايا وأضرار العولمة الاقتصادية للدول النامية فهناك من يرى أن العولمة الاقتصادية تقدم منافع للدول النامية مثل:
التطور العام في مناهج وثقافة الحراك الاقتصادي والتجاري التي يمكن أن تتولد عن نقل أساليب العمل والإنتاج الحديثة المعروفة في الدول المتقدمة مثال ذلك برامج التطوير الإداري وبرامج التأهيل وأساليب التوظيف.
تطوير البنية الأساسية والوظيفية التي تستلزمها عمليات جذب الاستثمارات الأجنبية سواء لإقامة مشروعات أو استغلال بعض الموارد الطبيعية.
توسيع القاعدة التشغيلية والإنتاجية للقوى العاملة وتقليص هامش البطالة في دائرة العمال ذات التأهيل المتوسط
تامي القدرة التصديرية نسبيا بسبب الانخفاض في تكاليف الإنتاج وهو ما يمكن أن يترتب عليه تنامي رصيد البلد من العملات الأجنبية وتعزيز ميزانه التجاري.
ج- الأبعاد الثقافية والاجتماعية للعولمة:
تتميز تلك الأبعاد بقدر كبير من الخصوصية لأنها أكثر عشوائية وأقل خضوعا للتنظيم والرقابة قياسا إلى الأبعاد الاقتصادية مثلا وهي البعد الوحيد الذي يمكن أن يواجه مقاومة إلا أنه في نفس الوقت قد يكون أسرع انتشارا وأيسر منالا في طلبه إذا ما كان هناك طلب عليه وهو البعد الذي تستند إليه الأبعاد الأخرى في كثير من حالاتها أو جوانبها.
كما أن العولمة الثقافية هي الشيء الوحيد تقريبا الذي يمكن أن يقتحم المجتمعات دون رضاها أو رغما عنها كما أنها الجانب الوحيد أيضا الذي يفتقد إلى وجود نظام عالمي يحكم اتجاهاته ورغم أن البعض يصر على أن العولمة الثقافية تعني تسييد نموذج ثقافي واحد هو النمواذج الغربي بما ينطوي عليه ذلك من تقويض للخصوصيات الثقافية وتورية للنماذج الثقافية الأخرى المغايرة لثقافة الغرب رغم ذلك إلا أن الراجح أنه سوف تظل نوعا من انفتاح الثقافات على بعضها بعضا.
تجدر الإشارة إلى أن كافة المناطق الثقافية بما فيها أكثرها انعزالا قد اصبحت مفتوحة على الآخرين وأكثر انكشافا وهذه المرحلة هي أخطر مراحل العولمة علىالدول النامية وبالأخص الدول الإسلامية التي لها ثقافاتها الخاصة بها وهي أشهر وأفضل وأعلى الثقافات على الإطلاق لأنها ذات ثقافة إسلامية.
أن خطورة تلك المرحلة تبدو من خلال تأثر الدول الإسلامية بثقافات مستوردة ودخيلة عليها فهذه الثقافات تؤمن بالحرية كما أنها تعتبر بعض الأفكار الهدامة ثقافة وأن الأفلام المخلة والخادشة للحياء ثقافة كذلك كل مل تروج له تلك الثقافات الغربية وما تدعيه من علم هام لابد أن يعرفه جميع أفراد المجتمعات مثل تلك الثقافة الجنسية وغيرها كل ذلك يعتبر من وجهة نظر العولمة الثقافية, ثقافة.
أن أخطر ما في نلك الثقافة المستوردة أنها تؤسس على معلومات وأفكار وقيم دون أدنى معوقات أو قيود أو عراقيل وبالتالي ففي ظل تلك العولمة الثقافية تتسع دائرة الفساد والتلوث البيئي.
وبالتالي فإننا يجب أن نكون على حذر ونحن نواجه تلك الثقافات التي يروج لها الإعلام الغربي.
إننا كمسلمين لنا ثقافات وأفكار وقيم أخلاقية ينبغي أن نتمسك بها وأن نتحلى بها وندافع بكل ما نملك من علم وطاقة حتى لا يحدث تفكك في بناء المجتمع المسلم الذي خلقه المولى سبحانه وتعالى وحثه على الترابط والإتحاد وهذا قوله سبحانه وتعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم وأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم أياته لعلكم تهتدون"
إنه ليس من المستغرب أن نجد تلك العولمة تؤثر علينا ونحن في عقر دارنا لا نستطيع ردها أو مجابهتها ويتضح لنا جليا من خلال ما يطلق عليه بثورة المعلومات والاتصالات التي تقوم على الآليات الدقيقة والحاسبات والاتصالات سريعة التطور ما يتعلق بها.
ويبدو التأثير الكبير لهذا المجال التكنولوجي من خلال ما يلي:
-تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبحت في حد ذاتها صناعة تساهم بنسبة كبيرة في الناتج القومي الاجمالي وكذلك الدخل في كثير من الدول.
-تعد سببا من الاسباب للتقدم العلمي والتكنولوجي في المجالات الأخرى سواء كانت تقليدية أو مستحدثة.
-أصبحت أداة رئيسية للتغلب على الحواجز المادية والسياسية والثقافية للتعرف على أساليب الحياة ي المجالات المختلفة للشعوب المختلفة وبالتالي للتأثير وربما السيطرة من جانب أخر.
أن تلك العولمة الثقافية سلبية على مجتمعاتنا التي لها قيمها ومبادئها التي لا يصبح لها أي خصوصية إذا ما تجردت عنها فليس من المعقول أن يندمج هذا المجتمع الذي حدد له المولى سبحانه المنهج القويم فيصبح غثاء تحركه أهواء وإغراءات دخيلة عليه لاغ تناسب ولا تصلح له بأي حال من الأحوال.
هناك مجموعة من الأبعاد للعولمة نذكرها إجمالا ثم نختار بعضا منها لشرحها تفصيلا من ثم فإن أهم تلك الأبعاد ما يلي:
أ-الأبعاد السياسية للعولمة.
ب- الأبعاد الاقتصادية والمالية للعولمة.
ج- الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للعولمة.
أ) أما عن الأبعاد السياسية للعولمة فإننا لا نتطرق لشرحها تفصيلا لضيق المقام
ولكن يمكن أن نشير إشارة سريعة لما يتعلق بهذه الأبعاد
من المعلوم أن السياسة هي الشيء الوحيد الذي كان محصوراً داخل نطاق الدولة
إلا أنه يمثل سيطرة الدولة في السياسة والحكام على كافة تعلقاتها ومع التطرق للعولمة فقد أصبح الأمر على عكس ذلك
خاصة أن العولمة ليست مقصورة على الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية فقط بل تشمل أيضا الجوانب السياسية
وهذا هو السبب الرئيسي وراء محارية العولمة من جانب بعض الدول وذلك بسبب أن تلك العولمة السياسية تمثل تدخلا خارجيا في شئون الدولة من ثم سوف يظل المجال السياسي هو الأكثر مقاومة للعولمة
مما يعني أن العولمة السياسية في مضمونها سوف تمثل مرحلة تالية للعولمة الاقتصادية والسياسية
وأنها سوف تفرض رغما عن العديد من الدول والحكومات وبالتالي سوف يتم إعادة النظر فيما يتعلق بالمفاهيم القديمة مثل الدولة القومية وكذلك السيادة الوطنية ومفهوم قوة الدولة ومفهوم الأمن.
كذلك سيتم ظهور مجال سياسي عالمي يحل محل تلك السياسة التي كانت مرتبطة بمفهوم سيادة الدولة وتحكمها وما يحدث الآن خير دليل على ذلك فقد تبين أن الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وتحت ستار الأمم المتحدة تقوم بالتدخل في شئون بعض الدول وذلك بإيفاد بعثات للتفتيش عليها والتأكد من تطبيق بعض القوانين والأحكام التي تلائمها الأمر الذي يمهد لظهور مجال سياسي جديد يتركز حول العالم السياسي.
ب- الأبعاد الاقتصادية والمالية للعولمة:
تعد الأبعاد الاقتصادية والمالية من أهم الصفات بها لأن المجتمع الدولي أصبح يرتبط بعضه ببعض من خلال الأبعاد الاقتصادية أكثر من الأبعاد الثقافية أو السياسية ومن ثم فإن الفهم الاقتصادي للعولمة أصبح مسيطرا على أفكار الكثيرين لقد تلاشت الحدود الاقتصادية إلى حد كبير وأصبحت النظم الاقتصادية متجانسة ومتداخلة ومؤثرة في بعضها.
من ثم فإن النظام الاقتصادي الدولي أصبح نظاما واحدا تحكمه مبادئ عالمية مشتركة وتديره مؤسسات وشركات عالمية ذات تأثير واضح وقوي على الاقتصادات المحلية.
أن العولمة الاقتصادية تعني كذلك ظهور تقسيم عمل جديد للاقتصاد العالمي الذي لم يعد خاضعا للرقابة التقليدية ولم يعد يؤمن بتدخل الدولة في نشاطاته.
من هنا فإن الاقتصاد العالمي في ظل العولمة أصبح محور الاهتمام العالمي وليس الاقتصادات المحلية وأصبحت الأولوية الاقتصادية لتحركات رأس المال والموارد والقرارات على الصعيد الدولي وليس على الصعيد الداخلي كما أن العولمة الاقتصادية تستجيب أكثر من غيرها بقرارات المؤسسات العالمية ولاحتياجات التكتلات التجارية واحتياجات الشركات الدولية أكثر من استجابتها لحاجات الاقتصادات الوطنية.
هذا بالإضافة إلى أن العولمة الاقتصادية في حقيقتها تجسد مجموعة من التطورات الموضوعية التي برزت بشكل واضح في عقد التسعينات حيث أنها تمثل تجسيدا واضحا لتعاظم دور الشركات العالمية والتي أصبحت تعمل على توسيع شبكة من التحالفات العابرة للقارات التي تتجاوز الحدود وتقفز على الدولة القومية وهي تفترض أن العالم بالنسبة لها هو عالم يعيش كما لو كان في قرية صغيرة .
وفيما يتعلق بالعولمة المالية: فهي تمثل أكثر الأنشطة الاقتصادية من حيث عولمتها وذلك بعد ظهور الأسواق المالية العالمية واعتماد تلك الأسواق على التكنولوجيا الحديثة والواقع أن عمليات الأسواق المالية أصبحت تخرج تماما عن نطاق أي تحكم وتتم بسرعة مذهلة تذكر بعض المصادر أن حجم الأوراق المالية الخارجة عن السيطرة قد بلغ 500مليار دولار في عام 1978 وأرتفع إلى 2تريليون دولار في عام 1988 ووصل إلى 4تريليون دولار في عام 1998
إلا أن هناك ثمة خلاف حول المزايا والمخاطر التي يمكن أن تترتب على التحرير المالي وعولمة الأسواق كما يرى أنصار العولمة المالية أنها تحقق العديد من المزايا للدول النامية لكنهم يؤكدون على أن حجم هذه المزايا يتوقف على مدى نجاح البلد في تحقيق استقرار الاقتصاد الكلي ومدى عمق إجراءات التحرير المالي والدولي وطبيعة وطرق تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية.
تجدر الإشارة إلى أن العولمة الاقتصادية تفرض عددا من التحولات يأتي في مقدمتها تحدي التقدم العلمي التكنولوجي وتغيير الدور الاقتصادي للدولة وارتفاع المنافسة الاقتصادية العالمية وزيادة الاهتمام برفع مستوى الإنتاجية وارتفاع المنافسة الاقتصادية العالمية وزيادة الاهتمام برفع مستوى الإنتاجية لقد أكدت معظم المنتديات والمؤتمرات التي عقدت وخاصة في دافوس وسياتل أن العولمة الاقتصادية لها أضرارها التي لا تقتصر على الدول النامية فقط وإنما تمتد إلى بعض القطاعات في الدول المتقدمة بالرغم من أن معظم معطيات العولمة هي لصالح الدول الأقوى اقتصاديا.
عموما فإن ثمة خلاف في الرأي حول مزايا وأضرار العولمة الاقتصادية للدول النامية فهناك من يرى أن العولمة الاقتصادية تقدم منافع للدول النامية مثل:
التطور العام في مناهج وثقافة الحراك الاقتصادي والتجاري التي يمكن أن تتولد عن نقل أساليب العمل والإنتاج الحديثة المعروفة في الدول المتقدمة مثال ذلك برامج التطوير الإداري وبرامج التأهيل وأساليب التوظيف.
تطوير البنية الأساسية والوظيفية التي تستلزمها عمليات جذب الاستثمارات الأجنبية سواء لإقامة مشروعات أو استغلال بعض الموارد الطبيعية.
توسيع القاعدة التشغيلية والإنتاجية للقوى العاملة وتقليص هامش البطالة في دائرة العمال ذات التأهيل المتوسط
تامي القدرة التصديرية نسبيا بسبب الانخفاض في تكاليف الإنتاج وهو ما يمكن أن يترتب عليه تنامي رصيد البلد من العملات الأجنبية وتعزيز ميزانه التجاري.
ج- الأبعاد الثقافية والاجتماعية للعولمة:
تتميز تلك الأبعاد بقدر كبير من الخصوصية لأنها أكثر عشوائية وأقل خضوعا للتنظيم والرقابة قياسا إلى الأبعاد الاقتصادية مثلا وهي البعد الوحيد الذي يمكن أن يواجه مقاومة إلا أنه في نفس الوقت قد يكون أسرع انتشارا وأيسر منالا في طلبه إذا ما كان هناك طلب عليه وهو البعد الذي تستند إليه الأبعاد الأخرى في كثير من حالاتها أو جوانبها.
كما أن العولمة الثقافية هي الشيء الوحيد تقريبا الذي يمكن أن يقتحم المجتمعات دون رضاها أو رغما عنها كما أنها الجانب الوحيد أيضا الذي يفتقد إلى وجود نظام عالمي يحكم اتجاهاته ورغم أن البعض يصر على أن العولمة الثقافية تعني تسييد نموذج ثقافي واحد هو النمواذج الغربي بما ينطوي عليه ذلك من تقويض للخصوصيات الثقافية وتورية للنماذج الثقافية الأخرى المغايرة لثقافة الغرب رغم ذلك إلا أن الراجح أنه سوف تظل نوعا من انفتاح الثقافات على بعضها بعضا.
تجدر الإشارة إلى أن كافة المناطق الثقافية بما فيها أكثرها انعزالا قد اصبحت مفتوحة على الآخرين وأكثر انكشافا وهذه المرحلة هي أخطر مراحل العولمة علىالدول النامية وبالأخص الدول الإسلامية التي لها ثقافاتها الخاصة بها وهي أشهر وأفضل وأعلى الثقافات على الإطلاق لأنها ذات ثقافة إسلامية.
أن خطورة تلك المرحلة تبدو من خلال تأثر الدول الإسلامية بثقافات مستوردة ودخيلة عليها فهذه الثقافات تؤمن بالحرية كما أنها تعتبر بعض الأفكار الهدامة ثقافة وأن الأفلام المخلة والخادشة للحياء ثقافة كذلك كل مل تروج له تلك الثقافات الغربية وما تدعيه من علم هام لابد أن يعرفه جميع أفراد المجتمعات مثل تلك الثقافة الجنسية وغيرها كل ذلك يعتبر من وجهة نظر العولمة الثقافية, ثقافة.
أن أخطر ما في نلك الثقافة المستوردة أنها تؤسس على معلومات وأفكار وقيم دون أدنى معوقات أو قيود أو عراقيل وبالتالي ففي ظل تلك العولمة الثقافية تتسع دائرة الفساد والتلوث البيئي.
وبالتالي فإننا يجب أن نكون على حذر ونحن نواجه تلك الثقافات التي يروج لها الإعلام الغربي.
إننا كمسلمين لنا ثقافات وأفكار وقيم أخلاقية ينبغي أن نتمسك بها وأن نتحلى بها وندافع بكل ما نملك من علم وطاقة حتى لا يحدث تفكك في بناء المجتمع المسلم الذي خلقه المولى سبحانه وتعالى وحثه على الترابط والإتحاد وهذا قوله سبحانه وتعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم وأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم أياته لعلكم تهتدون"
إنه ليس من المستغرب أن نجد تلك العولمة تؤثر علينا ونحن في عقر دارنا لا نستطيع ردها أو مجابهتها ويتضح لنا جليا من خلال ما يطلق عليه بثورة المعلومات والاتصالات التي تقوم على الآليات الدقيقة والحاسبات والاتصالات سريعة التطور ما يتعلق بها.
ويبدو التأثير الكبير لهذا المجال التكنولوجي من خلال ما يلي:
-تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبحت في حد ذاتها صناعة تساهم بنسبة كبيرة في الناتج القومي الاجمالي وكذلك الدخل في كثير من الدول.
-تعد سببا من الاسباب للتقدم العلمي والتكنولوجي في المجالات الأخرى سواء كانت تقليدية أو مستحدثة.
-أصبحت أداة رئيسية للتغلب على الحواجز المادية والسياسية والثقافية للتعرف على أساليب الحياة ي المجالات المختلفة للشعوب المختلفة وبالتالي للتأثير وربما السيطرة من جانب أخر.
أن تلك العولمة الثقافية سلبية على مجتمعاتنا التي لها قيمها ومبادئها التي لا يصبح لها أي خصوصية إذا ما تجردت عنها فليس من المعقول أن يندمج هذا المجتمع الذي حدد له المولى سبحانه المنهج القويم فيصبح غثاء تحركه أهواء وإغراءات دخيلة عليه لاغ تناسب ولا تصلح له بأي حال من الأحوال.
تعليق