إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإخلاص...لماذا؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإخلاص...لماذا؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    و الصلاة و السلام على سيد الأنام
    أما بعد
    الإخلاص...لماذا؟
    سؤال كنت دوماً أود أن أعرف إجابته وهو:
    سرّ استجابة الله لدعاء أنبيائه. وبدأتُ أتساءل: لماذا ندعو الله تعالى أحياناً ولا يُستجاب لنا؟ ولماذا لا نحسّ بوجود الله عز وجل قريباً منا؟ لماذا نضع ثقتنا بمن حولنا من البشر وننسى خالق البشر جل وعلا؟
    كنت أقرأ أمس كتاب عن موضوع الإخلاص فى العبادات والمعاملات وكل شىء فى الحياة
    ووجدت فعلاً ان الإخلاص هو أساس كل شىء، ولابد كل عمل لنا أن نقرنه بالإخلاص حتى الدعاء لابد ان نقرنه بالإخلاص...
    أهم شيء في العمل هو الإخلاص لله سبحانه و تعالى في هذا العمل، لأن الله سبحانه عالم بكل ما يخفيه الإنسان من أحاسيس و خواطر، و يعلم ما هدف الإنسان من العمل، فهو الذي (يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور)، إن الله مطلع علينا في كل ما نعمل و كل ما نفكر، و عدم إخلاصنا في العمل ليس خافيا عليه، و هو سبحانه لا يحب عملا لا يراد به التقرب إليه سبحانه.
    فقد جعل الله الإخلاص شرطا لقبول الأعمال الصالحة

    فنبدأ بتعريف الإخلاص:
    الإخلاص: هو أن يكون العمل بقصد التقرب إلى الله تعالى و ليس بهدف شيء آخر يكون من هذا العمل، كأن يعطي الإنسان السائل بهدف التخلص من إلحاحه، أو أن يكون الهدف من الصلاة هو الاستعراض للآخرين بحسن الأداء في الصلاة.
    فهذه آية يحدثنا بها سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول الله تعالى: (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ)
    [الزمر:11
    ومعنى (مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) أي مخلصاً له العبادة، فكان سجود رسول الله صلى الله عليه وسلم خالصاً لله، وركوعه لا يبتغي به إلا وجه الله، وكل كلمة ينطق بها لا يريد من ورائها إلا رضوان الله تعالى، وهذا هو الإخلاص الذي أمره الله به، ولكن أين نحن من هذا الإخلاص؟!
    إن الإخلاص في العبادة لا بدّ أن يؤدي إلى الإخلاص في الدعاء، وهذا ما أمرنا الله به في قوله:
    (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [غافر: 14].
    فنحن عندما ندعو الله يجب أن يكون دعاؤنا فقط له هو، وعندما ندعو ملحداً للإيمان يجب أن يكون عملنا ذا هدف واحد ألا وهو رضاء الله تعالى...

    ما هو سرّ استجابة الله لأنبيائه؟
    ولكن هذه الاستجابة السريعة لسيدنا يونس لها سرّ! وعندما بحثت عن هذا السر وجدته في الآيات التي تلي هذه الآية في حديث الله عن أنبيائه واستجابته لهم الدعاء، لماذا يا ربّ؟ ماذا كانوا يفعلون حتى نجّيتهم وهم في أصعب مراحل حياتهم؟
    والجواب: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].
    إذن السر يكمن في المسارعة في الخيرات، والدعاء رغبة بما عند الله من نعيم وجنات، ورهبة من عذابه وعقابه، والخشوع لله وحده.
    إعجاز نفسى
    لفت انتباهي آية تتحدث عن أناس يدعون الله بإخلاص، وتصف لنا هذه الآية المشاعر الدقيقة التي يمر بها هؤلاء في أصعب ظروف حياتهم وهم في وسط البحر بين الأمواج العاتية.
    يقول تعالى: (وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ)[لقمان: 32].
    في هذا الموقف والسفينة تشرف على الغرق يكون الإنسان في حالة من الإخلاص التام لله عز وجل.
    هذا ما تصفه لنا الآية...
    فماذا يقول العلم في ذلك؟
    لقد غرقت العديد من السفن على مر الزمن، وربما يكون آخرها عبّارة غرقت في البحر الأحمر وتوفي أكثر من ألف إنسان، ونجا أقل من نصف هذا العدد.
    لقد قام بعض العلماء بدراسة للمشاعر التي مرّ بها هؤلاء الناجون من الموت المحتم.
    لقد أكّد الجميع وبلا أي استثناء أن اللحظة التي أشرفوا فيها على الغرق كانت أهم لحظة في حياتهم، وكان التوجه فيها إلى الله تعالى في قمة الإخلاص، حتى إنهم يؤكدون بأنهم رأوا عشرات الغرقى قد ماتوا أمامهم وكانت آخر كلمة نطقوا بها هي \"يا ربّ\"!!!
    إذن الشيء الثابت علمياً حتى بالنسبة لأولئك الذين لا يؤمنون بالإسلام، أن أي واحد عندما يشرف على الغرق يدعو الله بإخلاص، وهذا باعتراف جميع الناجين من الغرق على مر العصور، وهذه حقيقة علمية يؤكدها علماء النفس.
    و قد وجت هذا الموضوع في أحد المنتديات فوجدت مهم لكل مسلم فأردت أن أنقله لكم و الله أسال أن ينفعنا به و يتقبل منا
    ( اللهم ارزقنا الإخلاص فى القول والعمل)




يعمل...
X