Tweet
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله والحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبعد :
فإن الظفر برحمة الله سبحانه وتعالى غاية سامية يرجوها أهل ملازمة الطاعة لله رب العالمين ، لأنه يجنى من ورائها الخير كل الخير في الدنيا والآخرة ، والرحمة هي الجزاء المعد من قبل الله سبحانه وبحمده لكل من سار على درب النبي واقتفى أثر الصالحين ، ولقد سمى الله نفسه باسميه الرحمن و الرحيم في غير واحد من المواضع في كتابه سبحانه وتعالى ، وسماه النبي بذلك في كثير من الأحاديث الشريف
فالرحمة من الكلمات التي ترتاح له الآذان ويطمئن لها الوجدان وتندفع لها الجوارح والأركان ، فما بالك إذا كان الله سبحانه وتعالى هو الذي نسب لنفسه هذا الاسم فلاشك أنه سبحانه هو الذي له كمال الرحمة ، وهو خير من رحم سبحانه وتعالى ، ولك أن تتدبر قوله المرغب في كتابه الكريم :"وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) ." الأعراف
ولك أن تتمعن بقلبك في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم :"
فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسعى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : " أترون هذه طارحة ولدها في النار ؟ " فقلنا : لا وهي تقدر على أن لا تطرحه فقال : " لله أرحم بعباده من هذه بولدها "متفق عليه
لك أن تنظر بدقة إلى الأجواء المحيطة بنا فسترى رحمة الله سبحانه وتعالى تفيض علينا من كل مكان رغم التقصير الذي نقصره في أداء ما أمر الله بأدائه ، والانتهاء عما نهى الله عنه ، تجد الله سبحانه وتعالى يرزق من كفر به سبحانه وتعالى الطعام والشراب والملبس والمأوى ، وهو العبد الذي لم يراعي حقوق بارئه عليه ، وهو الذي عصاه ليلاً ونهار ، ولكنها رحمت الله وحكمته ، وتجد الله سبحانه وتعالى رحيماً بالضعفاء والمساكين رحمةً تتجلى وتتضح فهم لا يملكون أي شئ ومع هذا ترى السرور والبسمات منسكبة على وجوههم بصورةٍ عجيبةٍ جداً ، ولكنها رحمة الله بعباده على أرضه وتحت سمائه
وإن رحمة الله وسعت كل شيء .....
فقد قال الله تعالى :{ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}[ الآعراف : 165] .
فإن كثير من الناس قد استخدموا هذه الآية وغيرها من الآيات للتسهيل أو لتحقير شأن معصية الله ، فقد ظنوا أنها مدعاة للجرأة على الله ولم يقدروا أنها من باب فتح باب الرجاء في الله .
فإن رحمة الله واسعة حتى أن النبي قال :" الرحمة عند الله مائة جزء فقسم بين الخلائق جزءا و أخر تسعا و تسعين إلى يوم القيامة"رواه البزار وصححه الألباني من حديث ابن عباس
وقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة و تسعين جزءا و أنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ."
فإن الله سبحانه رحيم وسعت رحمته كل شيء ، فالكل ينعم في رحمة الله ، فو الله ربنا لولا مَّنَ الله علينا بالرحمة منه لخسف بنا بذنوبنا وقلة شكرنا وتضرعنا ...
ولكنه رحمنٌ رحيمٌ عفو ، ولتتأمل أيها الحبيب حديث النبي الذي رواه الإمامان في صحيحيهما من أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي ."
بل وهذا مشهدٌ رائع من مشاهد رحمة الله بعباده يوم القيامة فقد روى الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا دخلَ أهلُ الجنةِ الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ يقول اللهُ من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون قد امتحشوا وعادوا حمما فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل أو قال حمية السيل - وقال النبي صلى الله عليه و سلم - ألم تروا أنها تخرج صفراء ملتوية."
وعنه رضي الله عنه في الحديث الطويل :"....فيقول الله عز و جل شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض ؟ فقالوا يا رسول الله كأنك كنت ترعى بالبادية قال فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه ثم يقول ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين فيقول لكم عندي أفضل من هذا فيقولون يا ربنا أي شيء أفضل من هذا ؟ فيقول رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبدا ."رواه البخاري
هذه رحمة الله ، أستغفر الله هذا طرف من رحمة الله ولا يقدر العقل أن يحصي حدود رحمة الله فإنها واسعة .
كتبه
عمرو محمد صالح
بسم الله والحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبعد :
فإن الظفر برحمة الله سبحانه وتعالى غاية سامية يرجوها أهل ملازمة الطاعة لله رب العالمين ، لأنه يجنى من ورائها الخير كل الخير في الدنيا والآخرة ، والرحمة هي الجزاء المعد من قبل الله سبحانه وبحمده لكل من سار على درب النبي واقتفى أثر الصالحين ، ولقد سمى الله نفسه باسميه الرحمن و الرحيم في غير واحد من المواضع في كتابه سبحانه وتعالى ، وسماه النبي بذلك في كثير من الأحاديث الشريف
فالرحمة من الكلمات التي ترتاح له الآذان ويطمئن لها الوجدان وتندفع لها الجوارح والأركان ، فما بالك إذا كان الله سبحانه وتعالى هو الذي نسب لنفسه هذا الاسم فلاشك أنه سبحانه هو الذي له كمال الرحمة ، وهو خير من رحم سبحانه وتعالى ، ولك أن تتدبر قوله المرغب في كتابه الكريم :"وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) ." الأعراف
ولك أن تتمعن بقلبك في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم :"
فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسعى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : " أترون هذه طارحة ولدها في النار ؟ " فقلنا : لا وهي تقدر على أن لا تطرحه فقال : " لله أرحم بعباده من هذه بولدها "متفق عليه
لك أن تنظر بدقة إلى الأجواء المحيطة بنا فسترى رحمة الله سبحانه وتعالى تفيض علينا من كل مكان رغم التقصير الذي نقصره في أداء ما أمر الله بأدائه ، والانتهاء عما نهى الله عنه ، تجد الله سبحانه وتعالى يرزق من كفر به سبحانه وتعالى الطعام والشراب والملبس والمأوى ، وهو العبد الذي لم يراعي حقوق بارئه عليه ، وهو الذي عصاه ليلاً ونهار ، ولكنها رحمت الله وحكمته ، وتجد الله سبحانه وتعالى رحيماً بالضعفاء والمساكين رحمةً تتجلى وتتضح فهم لا يملكون أي شئ ومع هذا ترى السرور والبسمات منسكبة على وجوههم بصورةٍ عجيبةٍ جداً ، ولكنها رحمة الله بعباده على أرضه وتحت سمائه
وإن رحمة الله وسعت كل شيء .....
فقد قال الله تعالى :{ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}[ الآعراف : 165] .
فإن كثير من الناس قد استخدموا هذه الآية وغيرها من الآيات للتسهيل أو لتحقير شأن معصية الله ، فقد ظنوا أنها مدعاة للجرأة على الله ولم يقدروا أنها من باب فتح باب الرجاء في الله .
فإن رحمة الله واسعة حتى أن النبي قال :" الرحمة عند الله مائة جزء فقسم بين الخلائق جزءا و أخر تسعا و تسعين إلى يوم القيامة"رواه البزار وصححه الألباني من حديث ابن عباس
وقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة و تسعين جزءا و أنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ."
فإن الله سبحانه رحيم وسعت رحمته كل شيء ، فالكل ينعم في رحمة الله ، فو الله ربنا لولا مَّنَ الله علينا بالرحمة منه لخسف بنا بذنوبنا وقلة شكرنا وتضرعنا ...
ولكنه رحمنٌ رحيمٌ عفو ، ولتتأمل أيها الحبيب حديث النبي الذي رواه الإمامان في صحيحيهما من أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي ."
بل وهذا مشهدٌ رائع من مشاهد رحمة الله بعباده يوم القيامة فقد روى الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا دخلَ أهلُ الجنةِ الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ يقول اللهُ من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون قد امتحشوا وعادوا حمما فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل أو قال حمية السيل - وقال النبي صلى الله عليه و سلم - ألم تروا أنها تخرج صفراء ملتوية."
وعنه رضي الله عنه في الحديث الطويل :"....فيقول الله عز و جل شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض ؟ فقالوا يا رسول الله كأنك كنت ترعى بالبادية قال فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه ثم يقول ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين فيقول لكم عندي أفضل من هذا فيقولون يا ربنا أي شيء أفضل من هذا ؟ فيقول رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبدا ."رواه البخاري
هذه رحمة الله ، أستغفر الله هذا طرف من رحمة الله ولا يقدر العقل أن يحصي حدود رحمة الله فإنها واسعة .
كتبه
عمرو محمد صالح
تعليق