بعد ان شرحت مفهوم العولمه وكل ما قيل فى هذا المفهوم
الآن نتطرق الى هذا السؤال
ما هو موقف الناس من العولمه ؟
هناك من يرفض العولمة رفضا قاطعا من حيث المبدأ والمضمون ويرى ضرورة العمل على اتخاذ التدابير الواقية للحماية منها وذلك كأن يتمسك بالنظم الموروثة والاحتماء داخلها.
وهناك من يرفض تلك الفكرة السابقة ويرى ضرورة قبول العولمة ويبرر سر تمسكه بهذا النظام بأن العولمة أصبحت أمراً لا مفر منه ومن ثم فهذا الفريق يسلم بدور العولمة في إعادة صياغة العالم وبناء كيان حضاري طبقا لنظام مختلف يترتب عليه تغيير العلاقات على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعى.
نستنتج مما سبق أن هناك فريقان أحدهما معارض ويحارب فكرة العولمة حيث يعتبرها بمثابة تدخل سافر في شئون الدولة.
والفريق الأخر يؤيد فكرة العولمة ويقبل بها على علاتها باعتبارها أمرا واقعا.
وهناك فريق ثالث يعد فريقا وسطا بين الفريقين يقبل العولمة ولكنه يقبلها مع التحفظ على بعض بنودها أي أنه يرفض العولمة بجوانبها السلبيه ويقبل الجوانب الإجابيه فقط.
إلا أنه يجب الأخذ في الاعتبار إذا أردنا الحيادية التميز بين ثلاثة مستويات للعولمة وهي :
المستوى النظري والذي يعني بالعولمة كمذهب أو أيدلوجية هذا المذهب يرى ضرورة الاعتراف بانتصار الحضارة الغربية وتهميش ما كان من ذي قبل.
أما المستوى الثاني فهو الذي يرى أن العولمة كظاهرة ومجموعة من الإجراءات والممارسات والسياسات المقصودة والهادفة من جانب القوى الكبرى بهدف خدمة مصالحها.
وأما المستوى الأخير فهو يرى أن العولمة كعملية وهي بمثابة مرحلة تاريخية أو تطور نوعي جديد في التاريخ الإنساني.
ويلاحظ من سياق العرض السابق أن المستوى الثالث هو المستوى الحتمي والفعلي لأنه لا يمكن إغفال وجود ثورة علمية وتكنولوجية وواقع التطور الاقتصادي العالمي ومجالاته. من ثم يمكن القول أن هناك حقيقة يجب التنويه إليها وهي أن العولمة ليست واحدة بالنسبة لجميع أفراد العالم سواء من حيث جوانبها الإيجابية أو السلبية فالاستفادة منها ليست متعادلة وكذلك احتمالات التضرر منها مختلفه لجميع الدول.
أي أنه يمكن القول بأن : العولمة تعد حملا وديعا لطيفا على الكيانات القوية والكتل التي لها ثقلها السياسي والاقتصادي في حين أن العولمة تعد وحش كاسر وأسد مفترس للدول الضعيفة ذات الكيانات الهشة مما يعني ضرورة العمل على أخذ التدابير اللازمة لمواجهتها حتى لا تلحق أضراراً بها.
تعليق