بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله r وبعد :
فإن الله تعالى فرض على أهل الإسلام فروضًا ، على المسلم أن يأتيها ويؤديها حتى يستقيم إسلامه ، وتصلح عقيدته ، ويحصل الإيمان ، وتتفاوت درجات هذه الفرائض ، فأعظم الفرائض أركان الإسلام الخمسة المجموعة في حديث ابن عمر كما في الصحيحين، وإن من أعظم العبادات وأجل الفرائض وأهم الأركان .... الزكاة .
فالزكاة ركن من أركان الإسلام ، ونظام لا تصلح الحياة الاجتماعية إلا به ، ولا يقبل الدين دونه .
والزكاة طاعة لله ، وتأدية لحق من حقوقه ، وطلب لرضاه ، وسعي ومسارعة إلى جنته .
والزكاة شعار الباذلين ، المخلصين المجاهدين ، وطريق الفائزين ، وسبيل القاصدين ، وديدن الصالحين.
والزكاة حق الفقراء ، فيها شكر لرب الأرض والسماء ، وفيها تشبه بأخلاق الأعلام والنبلاء ، فأهلها هم المتقون الأجلاء ، فبالزكاة تسود المحبة والإخاء ، وبها تختفي الشحناء والبغضاء .
وعدم إخراج الزكاة طريق الفساد ، وخراب البلاد ، وهلاك العباد ، وسخط رب العباد .
وفي عدم إخراجها تفويت خير كثير ، وتفريط في أجر كبير فهذه
عشرون فضيلة من فضائل الزكاة أقدمها بين يدي أمتي الغالية و أنا أرجو اللهتعالى أن تمس هذه الفضائل قلوب أبناء الأمة حتى يسارعوا من جديد لإخراجالزكاة التي هي حق من حقوق الله تعالى ، في زمان تكاسل كثير من أبناءأمتنا عن إتيان هذا الحق ، وشغل الكثير بإنفاق ماله على التفاهاتوالملهيات التي لا تأتي إلى بالشرور ...
1. الزكاة ركن من أركان الإسلام :
عن ابن عمر y قال : قال رسول الله r ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان ) رواه البخاري ومسلم .
2. أنزل الله المال لإيتاء الزكاة :
روى الإمام أحمد والطبراني من حديث أبي واقد الليثي tأن النبي r قال : (إن الله قال : إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة و إيتاء الزكاة و لو كان لابن آدم واد لأحب أن يكون له ثان و لو كان له واديان لأحب أن يكون لهما ثالث و لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب ) صححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الجامع .
3. أن أصحابها هم المتقون المفلحون :
قال تعالى: { ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ..... } إلى أن قال سبحانه : {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [ البقرة 1_5] .
واختار ابن جرير الطبري رحمه الله : أن الآية عامة في الزكاة والنفقات
4. تكفير السيئات ودخول الجنة :
قال تعالى : { وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لأكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ } [المائدة: 12].
5. أهل الزكاة هم المهتدون :
قال تعالى : {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ }[ التوبة : 18] .
6. الزكاة من البر وأهلها من الصادقون المتقون
قال تعالى :{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}[ البقرة :177] .
7. الزكاة تلحق بصاحبها البركة :
قال تعالى : {َيمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ }[ البقرة :276 ] .
قال النبي r :( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله ليقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فَلُوَّه، حتى يكون مثل الجبل ) رواه البخاري
8. أهل الزكاة لا خوف عليهم ولا يلحقهم الحزن :
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}[ البقرة :277] .
9. الزكاة طهارة للأموال والأنفس :
قال تعالى : { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ } [التوبة: 103]
روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك انه قال : أتى رجل من بنى تميم رسول الله r فقال يا رسول الله : إني ذو مال كثير ، وذو أهل وولد وحاضرة ، فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع فقال رسول الله r : (تخرج الزكاة من مالك فإنها طهرة تطهرك ، وتصل أقرباءك ، وتعرف حق السائل والجار والمسكين ) فقال يا رسول الله : أقلل لي ، قال : ( فآت ذا القربى حقه ، والمسكين ، وابن السبيل ، ولا تبذر تبذيرا ) فقال حسبي يا رسول الله إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى الله ورسوله فقال رسول الله r : ( نعم إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها فلك أجرها وإثمها على من بدلها ) قال الأرناؤوط : رجاله ثقات رجال الشيخين .
10. أعد الله لأهل الزكاة أجرًا عظيما :
قال تعالى : { لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزلَ إِلَيْكَ وَمَا
أُنزلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا } [ النساء :162] .
11. أهل الزكاة هم المؤمنون :
قال تعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } [ المائدة :56] .
قال تعالى : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [ التوبة : 71] .
12. أهل الزكاة هم المرحومون :
قال تعالى: { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ. وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ } [الأعراف: 156 ، 157].
قال تعالى : {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [النور :56] .
13. الزكاة نجاة في القبر :
وعن أبي هريرة أيضا t عن النبي r قال : ( إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولوا مدبرين فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه ، وكان الصيام عن يمينه ، وكانت الزكاة عن شماله ، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه ، فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة : ما قبلي مدخل ، ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام : ما قبلي مدخل ، ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة : ما قبلي مدخل ، ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والمعروف والإحسان إلى الناس : ما قبلي مدخل ، فيقال له : اجلس فيجلس قد مثلت له الشمس وقد دنت للغروب فيقال له : أرأيتك هذا الذي كان قبلكم ما تقول فيه ؟ وماذا تشهد عليه ؟ فيقول : دعوني حتى أصلي فيقولون : إنك ستفعل ، أخبرنا عما نسألك عنه ، أرأيتك هذا الرجل الذي كان قبلكم ماذا تقول فيه ؟ وماذا تشهد عليه ؟
قال: فيقول : محمد أشهد أنه رسول الله r وأنه جاء بالحق من عند الله ، فيقال له : على ذلك حييت ، وعلى ذلك مت وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ، ثم يفتح له باب من أبواب الجنة ، فيقال له : هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها ، فيزداد غبطة وسرورا ، ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له : هذا مقعدك وما أعد الله لك فيها لو عصيته فيزداد غبطة وسرورا ، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا وينور له فيه ويعاد الجسد كما بدأ منه فتجعل نسمته في النسيم الطيب وهي طير تعلق في شجر الجنة ، فذلك قوله : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة }الآية
وإن الكافر إذا أتي من قبل رأسه لم يوجد شيء ، ثم أتي عن يمينه فلا يوجد شيء ، ثم أتي عن شماله فلا يوجد شيء ، ثم أتي من قبل رجليه فلا يوجد شيء ، فيقال له : اجلس فيجلس مرعوبا خائفا ، فيقال : أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه ؟ ، وماذا تشهد عليه ؟ ، فيقول : أي رجل ولا يهتدي لاسمه ، فيقال له : محمد فيقول لا أدري سمعت الناس قالوا قولا فقلت كما قال الناس ، فيقال له على ذلك حييت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ، ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له : هذا مقعدك من النار وما أعد الله لك فيها فيزداد حسرة وثبورا ، ثم يفتح له باب من أبواب الجنة ويقال له : هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها لو أطعته فيزداد حسرة وثبورا ، ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله: { فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}... ) رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب و قال شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو .
14. الزكاة سبيل التمكين في الأرض :
قال تعالى :{ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ }[ الحج : 41] .
15. الزكاة والشهادة على الناس يوم القيامة :
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }[ الحج : 77_78 ]
16. أهل الزكاة هم الرجال على الحقيقة
قال تعالى : {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
17. أهل الزكاة وتبشير القرآن لهم
قال تعالى :{ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}[ النمل : 1_3].
18. الزكاة ومضاعفة الثواب
قال تعالى : { وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ}[ الروم : 39] .
قال ابن كثير : أي: الذين يضاعف الله لهم الثواب والجزاء، كما جاء في الصحيح: ( وما
تصدق أحد بِعَدْل تمرة من كسب طيب إلا أخذها الرحمن بيمينه، فَيُرَبِّيها لصاحبها كما يُرَبِّي
أحدكم فَلُوّه أو فَصِيلَه، حتى تصير التمرة أعظم من أُحُد )
19. أهل الزكاة هم المحسنون
قال تعالى : { تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } [ لقمان : 2_4] .
20. المزكي بريء من الشح
روي عن النبي r أنه قال : (بريء من الشح من أدى الزكاة وقرى الضيف وأعطى في النائبة) ضعفه الألباني رحمه الله .
21. القرب من الجنة والبعد عن النار
عن أبي أيوب t قال : جاء رجل إلى النبي r فقال : دلني على عمل أعمله يدنيني من الجنة ويباعدني من النار قال : ( تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل رحمك ) فلما أدبر قال رسول الله r : ( إن تمسك بما أمر به دخل الجنة ) رواه الإمام مسلم في صحيحه
و عن أبي هريرة t أن أعرابيا جاء إلى رسول الله r فقال : يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة ، قال : ( تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ) قال والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا أبدا ولا أنقض منه فلما ولى قال النبي r : ( من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا ) رواه الإمام مسلم
قال r : ( ما من عَبْدٍ يُصَلِّي الصَّلَواتِ الخمسَ، ويَصُومُ رمضانَ، ويُخرِج الزكاة ، ويَجْتنبُ الكبائر السَّبعَ، إلا فُتِحتْ له أبوابُ الجَنَّةِ، ثم قيل له: ادْخُل بسَلامٍ ) رواه ابن حبان والحاكم وقال : صحيح الإسناد و ضعفه الألباني رحمه الله من حديث أبي هريرة و أبي سعيد y .
22. من خير معاش الناس
روى الإمام مسلم رحمه الله من حديث أبي هريرة t قال : قال رسول الله r : ( من خير معاش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانه ، أو رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف ، أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد الله حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير )
معاش الناس: المعاش هو العيش، وهو الحياة. وتقديره، والله أعلم: من خيرأحوال عيشهم رجل ممسك.(ممسك عنان فرسه) : أي متأهب ومنتظر وواقف بنفسه على الجهاد فيسبيل الله ، (يطير على متنه ): أي يسرع جدا على ظهره حتى كأنه يطير، (هيعة) : الصوت عند حضور العدو.(أو فزعة ): النهوض إلى العدو.(يبتغي القتل والموت مظانه): يعني يطلبه من مواطنه التي يرجىفيها، لشدة رغبته في الشهادة.(غنيمة ): تصغير غنم. أي قطعة منها.(شعفة) : أعلى الجبل.
فأين أنت أيها الأخ الحبيب من هذه الفريضة ذات الفضائل والدرجات العلى ، فقم أيها المستطيع وأدي حق الله تعالى في مالك ، فإن هذا المال نعمة من الله فلا تجعله أنت نقمة ، فأنت إلى الله كادح شئت أم أبيت فالسعيد من رجع إلى الله وقد حرص إلى وفاء حقوقه ، والشقي هو من ضيع هذه الحقوق ، فاعرف حق الله في مالك تكن في أعلى المنازل ، وإياك والتهاون فما أنت على الله بعزيز ,ستسأل بين يدي الله عن كل فقير تحول إلى مجرم سارق بسبب أنك لم تؤدي زكاة مالك إليه ، وعن كل امرأة مشت في الحرام بسبب أنك لم تخرج زكاة مالك إليها ....
وأقول لكل إخواني أبلغوا هذه الكلمات إلى الأمة جميعًا ، حتى نوقظ الضمائر مرة أخرى ، في زمان كل ما فيه يدعو إلى موت الضمائر ومرض القلوب .
أسأل الله أن يرد المسلمين إلى الحق ردًا جميلًا وأن يجعل عملنا خالصًا لوجهه ... إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل
كتبه راجي عفو ربه ومغفرته
عمرو محمد صالح
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين والمسلمات
عمرو محمد صالح
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين والمسلمات
تعليق