إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لغُتنا العربية تستحق العالمية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لغُتنا العربية تستحق العالمية

    لغُتنا العربية تستحق العالمية

    يحتفل العالم سنوياً منذ شهر شباط/فبراير 2000 باليوم الدولي للغة الأم الذي أعلنته اليونسكو في مؤتمرها العام في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1999
    إنه تقليد بدأته هذه المنظمة منذ سنتين عملاً بقرارها الداعي الى الدفاع عن التنوع اللغوي. وبهذه المناسبة سيجري تقديم الطبعة الثانية من «اطلس اللغات المهددة في العالم». ويتيح هذا الاطلس تحديد المواقع الساخنة التي يكون فيها التنوع الثقافي واللغوي في حالة خطر.
    واستنادا الى الاطلس المذكور، نجد اليوم ثلاثة آلاف لغة مهددة بالخطر في العالم، بمستويات مختلفة، بما يعادل نصف لغات كوكبنا. ويعتبر العلماء ان اللغة تدخل مرحلة الخطر حرم اكثر من ثلاثين في المائة من اولاد الجماعة الناطقة بها عن تعلمها. فقد انقرض عدد كبير من اللغات في القرون الثلاثة الماضية، لا سيما في اميركا واستراليا.
    وحسب الاطلس فان هناك خمسون لغة مهددة في قارة اوروبا، بعضها في حال احتضاركما ألأمر في شمال روسيا والبلدان الاسكندنافية. وفي فرنسا وحدها نجد 14 لغة معرضة لخطر حقيقي، اما في سيبيريا فان كل اللغات المحلية، وعددها يقارب الاربعين،آيلة الى الانقراض.
    وفي آسيا، لا يزال الوضع غامضا في عدد من مناطق الصين. اما في شبه القارة الهندية، المعروفة بثرائها اللغوي، فقد حافظت معظم اللغات على حيويتها بفضل التوثيق الجيد، والسياسات المتبعة في مجال احترام التنوع الثقافي. وبرغم ذلك لم يسلم بعضها كما في الهمالايا وجبال بامير، وآسيا الوسطى وافغانستان.
    أما منطقة البحر الهادي التي تمتد من اليابان الى استراليا، حيث يتركز ثلث لغات العالم، فإن اغلبها ما زال. حي. ونشطا. وتظل افريقيا القارة المجهولة التي لم تنل القدر الكافي من العناية لا من الدارسين ولا من السلطات المحافظة على لغة المستعمر كوسيلة تعامل إلى جانب بعض اللغات ( اللهجات) كالسويحلية ويقدر الاطلس بان هناك حوالي 250 لغة مهددة في افريقيا، وبين 500 الى 600 لغة في مرحلة تقهقر من اصل 1400 لغة محلية.
    وفي اميركا الشمالية تمكنت لغات قليلة من الصمود امام زحف الانجليزية والفرنسية. غير ان كندا تعمل منذ سنوات على تشجيع سياسة الحفاظ على اللغات القديمة. ومن اصل 104 لغات هندية ـ اميركية هناك 19 في حالة احتضار و28 لغة مهددة. ولا تزال في الولايات المتحدة 150 لغة هندية قديمة في حالة تشبه الموت، رغم ان سياسة تهميش هذه اللغات اخذت تتراجع في السبعينات من القرن الماضي، قبل ان تعاود هيمنتها خلال الثمانينات مع سياسة «الانجليزية فقط». وتؤكد تجارب العلماء ان بالامكان انقاذ اللغات المهددة او التي في طريقها الى الانقراض، او حتى الميتة، عبر اعتماد سياسة ايجابية، كما حصل في اليابان وانجلترا. لقد كان عدد الناطقين بلغة «الاينو» في جزيرة هوكايرو اليابانية ثمانية اشخاص فقط في نهاية الثمانينات من القرن الماضي. لكن هذه اللغة بدأت تنتعش مجدداً بعد سنوات من الاقصاء والتجاهل، وجرى افتتاح متحف للغة «الاينو» يقدم دروساً للشبان والشابات المقبلين على تعلمها. وفي انجلترا انقرضت لغة «كورنيك» منذ عام 1777، وتم احياؤها في السنوات الماضية. وهناك اليوم الف ناطق بها كلغة ثانية.(اليونسكو)




    فماذا فعل العرب للغتهم لغة الإسلام والحضارة التي أنارت للعالم حقبا طويلة وأخرجته من ظلمات القرون الوسطى ؟
    وإيمانا منا بأن لشباب الأمة القدرة والكفاءة على احياء لُغتنا العربية سنقوم بحملة يكون شعارها ( لغُتنا العربية تستحق العالمية ) لتذكرة الناس بالعوده الي لغة القران لغة الضاد والتصدي الواعي للزحف الانجلوامريكي الهادف إلى محو هوية الأمة وطمس دينها بضرب لغتها لغة القرآن الكريم


    اخي الكريم اختي الكريمة ساهم في النشر يكن لك صدقة جارية بإذن الله
    ولا تنسى, اعادة ارسال الرسالة لجميع اصدقائك واقاربك
    حفظكم الله ورعاكم


    التعديل الأخير تم بواسطة M_S_A; الساعة 07-02-2010, 01:18 AM. سبب آخر: حذف الرابط لانه لا يعمل

  • #2
    رد: لغُتنا العربية تستحق العالمية

    جزاك الله خيراً اخى الحبيب ونفع الله بك

    واثابك الله الجنه

    انها لغة القرآن وكفى


    { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
    سورة الرعد الآية 17

    تعليق


    • #3
      رد: لغُتنا العربية تستحق العالمية

      لماذا لا ؟


      سأبدء بنفسى وسأجتهد أن أتكلم واكتب بالفصحى إن لم يكن كل كلامى بها
      اللهمّ اجعل ما قلناهُ زاداً ليُمْنِ القُدُومِ إليك وعتاداً لحُسنِ المَصِيرِ إليك فإنّكَ بكلِ جَميلٍ كَفيلٍ وإنّك نِعمَ المَوْلَى ونِعمَ النّصِير

      تعليق


      • #4
        رد: لغُتنا العربية تستحق العالمية

        اللغة العربية تستحق أن تكون عالمية
        محمد سالم - الرياض :

        تتعاظم أهمية اللغة على خريطة المعرفة الإنسانية، حيث ازدادت علاقة اللغة وثوقًا مع مختلف أنواع هذه المعرفة، حتى أوشك المدخل اللغوي أن يصبح نهجًا معرفيًا عامًا تستهدي به ليس العلوم الإنسانية فقط، وإنما (أيضًا) العلوم الطبيعية.

        لاشك في أن دور اللغة في مجتمع المعرفة يتعاظم، وذلك لاعتبارات وعوامل عديدة منها:
        - محورية الثقافة التي لم تعد بنية فوقية، أو أحد العناصر المكونة لمنظومة المجتمع، وإنما المحور الأساسي الذي تدور في فلكه عملية التنمية.
        - محورية معالجتها آليًا بواسطة الحاسب الآلي في تكنولوجيات المعلومات. فاللغة هي المنهل الطبيعي الذي تستقي منه هذه التكنولوجيا أسس ذكائها الاصطناعي، وقواعد معارفها، وهي التي تكسب أجيال الإنسان الآلي القدرة على محاكاة الوظائف البشرية.
        - تعاظم دورها الذي تؤديه على مختلف الأصعدة والمستويات، خاصة بعد أن أصبحت الكلمة من أشد الأسلحة الأيدولوجية ضراوة، وبعد أن فرضت قوى السياسة والاقتصاد سيطرتها على أجهزة الإعلام، وعلى صنع الثقافة بوجه عام. وباتت هذه القوى (ومن خلال اللغة) تعمل على توليد خطاب يخدم مصالحها ويتحكم في أقدار الأفراد والجماعات والدول والمجتمعات.
        - اتساع مفهوم مجتمع المعرفة ليشمل مجتمع التعلم مدى الحياة (ليس للبشر فقط) بل للآلات والنظم والمؤسسات، وللخلايا والفيروسات. وكل هذا يرتكز في الأساس على اللغة: إنسانية كانت أم برمجية اصطناعية.
        لهذه العوامل ولغيرها، يتعاظم دور اللغة في مجتمع المعرفة، مما يتطلب نظرة أعمق وأشمل لمنظومة اللغة العربية بعناصرها الداخلية، وعلاقتها الخارجية التي تربطها بالمنظومة المجتمعية الأخرى. فما الشروط التي يجب توافرها في لغتنا العربية لتفرض نفسها على شعوب العالم؟
        شغلت مجلة «أتلانتيك Atlantic Monthly» الأمريكية الشهرية نفسها بهذه الشروط وشاركها في ذلك عدد من المعاهد ومراكز البحوث التي تهتم بمستقبل اللغة في عالم سريع التغير نتيجة لتقدم أساليب وتكنولوجيا المعلومات والاتصال.
        تذكر المجلة أن انتشار اللغات خارج حدود أوطانها يتوقف إلى حد كبير على سهولة اللغة وسرعة تعلمها بفضل بساطة تركيباتها النحوية. وتستشهد على ذلك بأن المتقدمين من الأمريكيين للعمل في الخارجية الأمريكية يحتاجون إلى أربعة وعشرين أسبوعًا فقط لتعلم أي من اللغات: الألمانية، الإيطالية، الفرنسية، الإسبانية، البرتغالية لتقارب تراكيبها النحوية البسيطة مع الإنجليزية. ولذلك تنتشر هذه اللغات أكثر من غيرها في العالم مع بعض التفاوت فيما بينها في درجة الانتشار، بينما يتطلب تعلم لغات من السواحيلية (شرق إفريقيا) والإندونيسية والماليزية إلى ستة وثلاثين أسبوعًا. ويحتاج تعلم الهندية والأوردية والروسية إلى أربعة وأربعين أسبوعًا. أما تعلم العربية والصينية واليابانية والكورية فإنه يحتاج إلى ثمانية وثمانين أسبوعًا. وتعتبر الإنجليزية من أبسط هذه اللغات جميعًا وأسرعها في التعلم، لذا فإنها مؤهلة ومرشحة لأن تكون هي اللغة العالمية التي قد تسود العالم كله في المستقبل. وقد تناقلت وسائل الإعلام مؤخرًا خبرًا مفاده أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الأولى في العالم من حيث المتحدثين بها. ولعل أول هذه الشواهد هو ذلك الكم الهائل من المواد المتاحة باللغة الإنجليزية على شبكات الإنترنت التي تقدر بحوالي 80٪ من كل المواد المعروضة. كما أن عدد الذين يستخدمون الإنترنت للحصول على هذه المواد من بين غير المتكلمين بالإنجليزية (كلغة أصيلة) يزدادون بمعدلات كبيرة جدًا تفوق معدلات الزيادة بين الناطقين بها.
        ويقدر عدد الناطقين بالإنجليزية (اللغة الأم) بحوالي 375 مليون نسمة، بينما يصل عدد المتكلمين باللغات الأخرى في العالم أكثر من 5700 مليون نسمة تقريبًا. ويؤلف مستخدمو الإنترنت من غير المتكلمين بالإنجليزية للحصول على مواد بالإنجليزية أكثر من 44٪ من مجموع الذين يعتمدون على الإنترنت من مختلف اللغات.
        شاهد ثان على انتشار الإنجليزية هو أنها تعتبر الآن لغة العالم التي تستخدم في إجراء البحوث ونشر النتائج على مستوى العالم. ففي ألمانيا على سبيل المثال (وهي دولة تعتز اعتزازًا كبيرًا بلغتها وثقافتها وإنجازاتها العلمية) نجد أن 98٪ من بحوث الفيزياء و83٪ من البحوث الكيميائية تجرى وتنشر باللغة الإنجليزية. كذلك تعتبر الإنجليزية هي اللغة الرسمية للبنك الأوروبي المركزي، رغم أنه يوجد في فرانكفورت، ورغم أن بريطانيا ليست عضوًا في اتحاد النقد الأوروبي.
        ولهذا لابد من دراسة علاقة اللغة العربية بمنظمومة اكتساب المعرفة بمراحلها المختلفة، ابتداء من النفاذ إلى مصادرها، وامتدادًا إلى نقلها واستيعابها، وتوظيفها، وتوليد معارف جديدة. وهذه الدراسة تتطلب (أول ما تتطلب) تحليلاً دقيقًا لعلاقة اللغة العربية بالفكر على كافة المستويات، وتوفير الآليات والوسائل المناسبة التي تمكنها من القيام بدورها في مرحلة من هذه المراحل. فمرحلة النفاذ إلى مصادر المعرفة تستلزم العديد من الوسائل البرمجية لمعالجة النصوص العربية آليًا: كالفهرسة، والاستخلاص، والتلخيص، والمراجعة الجذرية لتعليم اللغة العربية. أما دور اللغة العربية في توظيف المعرفة وسيادتها فإنه ينطلق في الأساس من منظور حل المشكلة الذي يتطلب بدوره الدقة في تحديدها ووصفها والمقارنة المنهجية من خلال دعم جهود البحث العلمي الحديث في المجالات العلمية المختلفة.
        فقد أثبتت اللغة العربية جدارتها على مر العصور، ويشهد تاريخ الفتح الإسلامي على سرعة انتشارها، واندماجها في بيئات لغوية متباينة، وأنها كانت أداة فعالة لنقل المعرفة، ومن ثم فإن من حقها أن تصبح لغة عالمية، خاصة أنها تتسم بالعديد من الخصائص الجوهرية من أهمها: أنها تجمع بين كثير من خصائص اللغات الأخرى على مستوى جميع فروعها اللغوية، كما أنها (من منظور معالجة اللغات الإنسانية آليًا بواسطة الحاسب الآلي) جديرة أن تكون لغة عالمية. فبفضل توسطها اللغوي يسهل تطويع نماذج البرمجة المصممة للغة العربية، لتلبية مطالب اللغات الأخرى وعلى رأسها الإنجليزية.
        انطلاقًا من عالمية الخطاب القرآني وعالمية لغته ينبغي إخضاع اللغة العربية للنظرية العامة التي تندرج في إطارها جميع اللغات الإنسانية، بل إن هذه العالمية تفرض أن تكون اللغة العربية من أوائل اللغات التي تنضم إلى حظيرة العموم اللغوي العالمي.

        تعليق


        • #5
          رد: لغُتنا العربية تستحق العالمية

          لغة القرآن وكفى
          جزاك الله خيرا اخى الحبيب

          تعليق


          • #6
            رد: لغُتنا العربية تستحق العالمية

            جزاكم الله خيرا

            تعليق


            • #7
              رد: لغُتنا العربية تستحق العالمية

              ويل لأمة اغتصب لسانها واستسلمت لما يفعل به!

              فهمي هويدي

              دعت مديرة المدرسة الخاصة بالإسكندرية أولياء الأمور إلى الاجتماع ، وطلبت منهم منع أطفالهم من الحديث باللغة العربية في البيت، ومعاقبتهم عن طريق الحرمان من المصروف إذا وقعوا في المحظور ونطقوا بغير الإنجليزية.

              لولا إنني سمعت القصة بأذني من قريبة لي لما صدقتها، ولست أخفي أنني من فرط الدهشة ما زلت رافضاً لتصديقها، وغير قادر على استيعاب التفاصيل التي سمعتها. ومنها مثلاً أن هذه المدرسة الابتدائية تتقاضى لقاء قطع اللسان العربي أربعة آلاف دولار في الفصل الدراسي الواحد (ما يعادل 14 ألف جنية). وإنها لكي تحقق هذا الهدف على اكمل وجه، لم تكتف بالتدريس طوال اليوم باللغة الإنجليزية، وإنما أيضاً بثت عيوناً بين التلاميذ في فترات الراحة (الفسحة) لمراقبة التزامهم بمخاصمة الحرف العربي، والتبليغ عن كل من سولت له نفسه أن يتحدث بلغة بلده!

              قريبتي سألت مديرة المدرسة ببراءة: إذا لم يتحدث الأولاد والبنات باللغة العربية في المدرسة، ومنعناهم وعاقبناهم إن هم تحدثوا بها في البيت، فأين يتعلمونها إذن؟ كان رد المديرة أن تعليمهم الإنجليزية هو الأهم، وأن ملاحقة التلاميذ على هذا النحو هو الوسيلة الوحيدة لتمكينهم منها في مبتدأ حياتهم، أما اللغة العربية فالمفترض أن يعرفونها أصلاً. ولما كان ذلك هو موقف المدرسة وقرار إدارتها، فلم يكن خيار أمام من لا يعجبه هذا الأسلوب إلا أن يخرج ابنه أو ابنته منها، وهو ما فعلته قريبتي!

              كنت قد قرأت ذات مرة مقالاً حول الموضوع للزميلة الأستاذة صافيناز كاظم، روت في مستهله قصة واحد من رجالات الانفتاح فيما يبدو، ذهب إلى مدير إحدى المدارس الخاصة مصطحباً ابنه الصغير وقال له: علمه إنجليزي أو فرنسي أو طلياني، علمه أي لغة، لكن لا تعلمه شيئاً بالعربية! آنذاك اعتبرت القصة \"نكتة\" أردات بها زميلتنا أن تسخر من الذين أصابتهم اللوثة المبتدعة، فارتموا على كل ما هو غربي بما في ذلك لغاتهم، وذهبوا في انخلاعهم من هويتهم إلى حد مخاصمة اللغة العربية.

              حين سمعت قصة مدرسة الإسكندرية، استعدت على الفور ما كتبته زميلتنا صافيناز، فاتصلت هاتفياً بها وسألتها عما إذا كان الذي أشارت إليه كان قصة حقيقية أم \"نكتة\" فكان ردها أن الأمر لم يكن أكثر من سخرية سجلها أحد رسامي الكاريكاتير فاستخدمتها في مقالها. عندئذ قلت إن الذي كان نكتة بالأمس، تحول إلى حقيقة أشد مرارة اليوم - كما في النكتة - ولكنه بلغ حد معاقبة من ينطق بها من التلاميذ، حتى في بيته، كما دلت الحقيقة: (هذه هي الحقيقة التي يقال إنها أغرب من الخيال؟)

              لقد كتبت في موضوع أزمة اللغة العربية في بلادها منذ ثلاثة أسابيع منبهاً أنها من علامات انكسار الأمة، واستشهدت في ذلك بمقولة بليغة لابن حزم نبه فيها إلى أن اللغة يسقط أكثرها بسقوط همة أهلها - الأمر الذي يعني أن محنتنا - في عمقها - ليست في عثرات اللسان، وإنما هي في اعوجاج عموم الحال. قلت أيضاً إن الدفاع عن اللغة الوطنية هو دفاع عن الذات، وأن احترامها هو احترام للذات، وانتهاك حرمتها من أعمال احتقار الذات.

              جلب إلىَّ هذا المقال ردوداً متعددة، جاءت احتجاجية في أغلبها. بعض أولياء الأمور بعثوا يشكون من المدى الذي بلغه الازدراء باللغة العربية في المدارس الخاصة ونفر من أساتذة الجامعات كتبوا عن أزمة الأجيال الجديدة التي تدرس بالإنجليزية ويقل استيعابها من جراء ذلك.

              ولما وجدت الشكاوى تنهال علىَّ من كل صوب، شجعني ذلك على أن أسجل شكوى ضد وسائل الإعلام العربية، وفي مقدمتها الصحافة، التي أصبحت تشارك في العدوان على اللغة العربية بشكل يومي.

              بينما الرسائل تتوالى، قرأت في \"أهرام الجمعة\" (20/8) خبراً نشر على الصفحة الأولى، يقول إن التلفزيون الفرنسي سوف يبث حلقات مسلسل جديد تحت عنوان: \"عندما كان العالم يتحدث العربية\" وأن إعداد تلك الحلقات كان ثمرة تعاون بين التلفزيون الفرنسي ومجلس السفراء العرب في باريس، ومنظمة اليونسكو.

              ما إن قرأت الخبر حتى انتابني شعور اختلط فيه الترحيب بالأسف، وقلت: ليت المسلسل يذاع في بلادنا، حتى يستعيد أهلنا ثقتهم بأنفسهم واعتزازهم بحضارتهم، واحترامهم للغتهم التي كانت أداة التعبير عن تلك الحضارة العظيمة.

              على صعيد آخر، فقد اتصل بي بعض المثقفين الغيورين على الهوية العربية، الذين استفزهم العدوان الواقع عليها، وأبدوا رغبة في رفع قضية \"حسبة\" يطالبون فيها بتنفيذ القرار الجمهوري الصادر في مصر عام 1958، الذي يوجب استعمال اللغة العربية في المكاتبات واللافتات، ولأن الجوانب القانونية للقضية تحتاج إلى دراسة، خصوصاً بعدما أعيد تنظيم قضايا الحسبة، بحيث لم يعد ممكناً رفعها إلا في حالات الضرر المباشر، فقد اقترحت عليهم أن يدرسوا الأمر مع المحامين المختصين، للاتفاق على التكييف القانوني للمسألة قبل اللجوء إلى القضاء.

              عندما تراكمت هذه الأصداء والتصورات لم يعد هناك مفر من العودة إلى الموضوع مرة ثانية، لإعادة دق الأجراس والإبقاء على ملف الأزمة مفتوحاً.

              ليس مفهوماً ذلك السكوت على مهانة اللغة القومية في المدارس الخاصة على النحو الحاصل الآن؟ ولماذا لا يكون هناك قرار حاسم بأن يكون التدريس في مراحل التعليم باللغة العربية، وأن تعامل الإنجليزية كلغة أجنبية أو لغة ثانية. ذلك أن هناك فرقاً جوهرياً بين دراسة الإنجليزية وغيرها كلغة وبين دراسة المناهج المختلفة بالإنجليزية بديلاً عن العربية. والأولى مطلوبة ومهمة لا ريب، أما الثانية فهي المحظور الذي ندعو إلى عدم الوقوع فيه، لضرره المحقق بإدراك الطفل وشخصيته.

              لقد عبر الآباء والأمهات الذين كتبوا إلىَّ عن حيرتهم البالغة وقلقهم على أبنائهم، فثقتهم ضعيفة أو معدومة في مدارس التعليم العام. وفي نفس الوقت فإنهم ليسوا سعداء بما يتلقه أيناؤهم وبناتهم في المدارس الخاصة. أفاض في هذا الجانب رجل الأعمال الدكتور ممدوح قمحاوي الذي قال: إن التلميذ في المدارس الحكومية لا يتعلم شيئاً، ولكنه في المدارس الخاصة \"قد\" يتعلم لكنه يخسر نفسه في النهاية لقاء ذلك!

              أدري أن مهانة اللغة ليست في المدارس الخاصة وحدها، ولكن المدارس الحكومية كانت \"رائدة\" في ذلك للأسف خصوصاً حين خفضت الدرجات المرصودة للعربية إلى النصف. كذلك فإن المدارس الخاصة ما كان لها أن تذهب إلى ما ذهبت إليه إلا إذا كانت أيضاً تلبي رغبة أو نزوة اجتاحت المجتمع، وأصابته بلوثة الرطانة الإنجليزية.

              والأمر كذلك فيما يحدث في المدارس الخاصة يعد مسلكاً متطرفاً يعكس الحاصل في المجتمع بأسره، وهو من عموم البلوى في كل الأحوال. لذلك فلسنا نطمع في رفع البلاء ورد القضاء - إذا كان قضاء بحق - ولكننا فقط ندعو إلى اللطف فيه، على الأقل عن طريق وقف تلك الحرب المعلنة على اللغة العربية في البيت بعد المدرسة!

              المسؤول المباشر عن التعامل مع الملف على هذا المستوى هو وزارة التربية والتعليم. وليس عندي تفسيراً لتراخيها في الدفاع عن اللغة الوطنية، بينما نجدها تذهب بعيداً في التحوط لمكافحة ما تعتبره مظاهر للتطرف. الأمر الذي يوحي بأن انشغالها بالتكوين الثقافي للأجيال الجديدة. وقد كان مثيراً للدهشة في هذا الصدد أنه حينما دعت الدكتورة نعمات فؤاد إلى تدخل المجتمع وتحركه للدفاع عن لغته، عن طريق إعادة فتح \"الكتاتيب\" التي كان لها الفضل في ضبط اللسان العربي والتمكين للغة الوطنية في المجتمع المصري منذ قرون، عن طريق تحفيظ القرآن الكريم للأطفال في سن الحضانة وقبل الانخراط في سلم التعليم.

              حينما فعلت أستاذتنا ذلك انبرى لها البعض محاولين تسفيه الكلام والسخرية، منه في الأغلب لدوافع مشكوك في براءتها. وقد خلط الناقدون بين الفكرة وهي جيدة ولها إيجابيات كثيرة وبين أسلوب تنفيذها الذي هو بحاجة للتطوير. ونسوا أن الأسلوب كان ابن زمانه، وأن القسوة في التعليم والتحفيظ لم تكن مقصورة على الكتاتيب وحدها، وإنما كانت أسلوباً شائعاً في كافة مدارس ذلك الزمان. أما الذين مطوا شفاههم ولووا أعناقهم لمجرد سماعهم اسم \"الكتاتيب\" وفضلوا \"الكندر جاردن\" هؤلاء لا أعرف عمن يعبرون في المجتمع، وأزعم أنَّ ما لديهم ليس منطقاً أو حجة، وإنما هي \"حساسية\" سمع ليس الحوار أفضل وسيلة لعلاجها.

              لقد حثت المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) أمم الأرض قاطبة، وطبقاً لتقارير أعدها خبراؤها، لأن تدرس كل منها العلم بلغتها لأبنائها، إذا كانت تريد أن تشارك في تكوين العلماء وإفرازهم، ذلك أن أقصى ما تصل إليه الأمم المستعيرة للغة ما في العملية التعليمية. أن تستوعب بعض ذوي الاختصاص منها بعضاً مما وصل إليه أهل الفهم من الأمم الأخرى صاحبة السبق، التي خاض كل منها معركة العلم بأقوى سلاح لديها، وهي لغتها القومية. هذه الفقرة أوردها الدكتور محمود عز الدين قاسم مدرس الجراحة في كلية طب القاهرة، في رسالة غنية، لا يتسع المقام لنشر نصها، ومن الملاحظات والأفكار المهمة التي تضمنتها ما يلي:

              g إن مؤلف كتاب \"الإسلام الحربي\" - العلم الإنجليزي ج. جانسن - تحدث عن أهمية دور الفصل الدراسي في تمتين وثبات الشخصية العربية، وقال إن الدراسات التي أجراها الإنجليز والفرنسيون في بداية القرن حول هذا الموضوع لاحظت أن تعليم الطفل العربي له دور في تعزيز تماسكه وصلابته في طفولته المبكرة، قبل سن الخامسة، كأن يتعلم (في الكتاتيب التي سخر منها أصحابنا!) القراءة والكتابة ويختم حفظ القرآن، الذي يحتوي على أهم وأوضح التراكيب اللغوية، فيتقنها ولم يزد عمره على السادسة، ثم يستكمل إتقانه للغة فيما بعد لدى تعلمه قواعد نحوها وصرفها وترسخها في ذهنه بحفظ ألفية ابن مالك، وبذلك يتفوق الطفل العربي على غيره بعد ذلك التأسيس، الذي ينطلق بعده لينهل من بحور العلم، فيكون له شأن آخر - لذلك - أضاف الدكتور محمود قاسم - فمن أهم ما عنى به الاستعمار الإنجليزي والفرنسي - لتثبيت أقدامهما - هو تفكيكه المنظمة التعليمية في العالم العربي والإسلامي.

              g بالتجربة العملية ثبت أن دارسي التخصصات الدقيقة في الطب والهندسة والتطبيقات مثلاً ينفقون جزءاً كبيراً من وقتهم في استيعاب اللغة الثانية (الإنجليزية)، بحيث يذهب جزء كبير من وقتهم وجهدهم في محاولة استيعاب ما يقرؤون، وكثيراً ما يسيئون فهم المعلومات، وهو ما يجعل أكثر من نصف الخريجين محدودي المستوى في تحمل المعلومات. والوقت الذي يقضيه الطالب أو الباحث في قراءة كتاب بلغة أجنبية، يستثمره أقرانه من الدارسين بلغاتهم القومية في قراءة كتابين أو ثلاثة.

              g في مصر، أنشئت حديثاً كلية الزراعة الدولية، وقبلت خريجي المدارس الإنجليزية وحدهم، وتم تدريس المقرر العادي لهم ولكن باللغة الإنجليزية - ولكن التجربة فشلت فشلاً ذريعاً؛ لأن نسبة النجاح بين طلاب الصف الأول في نهاية العام لم تتجاوز 8% والحاصل في كلية الزراعة ليس أسوأ مما حدث في الكليات الجامعية الأخرى التي بدأت تدريس مناهجها لبعض الطلاب بالإنجليزية.

              g إن حرص الدول على التعليم بلغاتها القومية أصبح الآن أصلاً ثابتاً ومستقراً حتى إن الولايات المتحدة التي تملك 142 كلية طبية تعلم سكان بورتوريكو بالأسبانية لأنها لغتهم الأصلية. وهو ما فعله الاتحاد السوفيتي (سابقاً) الذي كانت لغته الروسية، ولكنه علم أبناء جمهورياته الإسلامية وغيرها بلغاتهم المحلية. وهو الحاصل في الصين أيضاً، وفي كندا الخاضعة للتاج البريطاني، تدرس مناهج التعليم في إقليم كويبك الناطق بالفرنسية؛ لأنها لغة سكان ذلك الإقليم.

              في صيف عام 97 عقدت في العاصمة المغربية الرباط مائدة مستديرة شارك فيها عدد من الخبراء لمناقشة مسؤولية الإعلام في تشويه اللغة العربية. وانطلقت ورقة الندوة من التسليم بأن للإعلام إسهاماً غير قليل في إحداث ذلك التشويه، ومن ثم كان السؤال الجوهري المطروح للمناقشة هو: كيف يقوم الإعلام بدوره المسؤول في الحفاظ على اللغة الوطنية وليس في العدوان عليها وتشويهها.

              في المشرق، وفي مصر خاصة، نحن بحاجة إلى الانتباه إلى ذلك البعد، والاعتراف بأن الإعلام يرتكب هنا الخطيئة، وأزعم أنها خطيئة مزدوجة لا يمارس فيها العدوان والتشويه بحق اللغة العربية فحسب، ولكنه يمارس بحق اللغة العامية أيضاً. فالأولى تهان والثانية تبتذل، حتى أنها كثيراً ما تجنح إلى السوقية والإسفاف، متجاوزة العامية والراقية والمحترمة.

              لقد أصبحت الأخطاء النحوية من سمات الخطاب الإعلامي في زماننا، وصارت لدينا برامج تحمل أسماء أجنبية، ومسلسلات حافلة بالعبارات المسفة التي تنتقل إلى ألسنة الناس، ويتم تعميمها وتداولها على أرصفة الشوارع، وأصبحت العامية المبتذلة لغة للكتابة في بعض الصحف، حتى لم يعد هناك فرق بين ما تنشره تلك الصحف وما يتم تداوله في الأزقة وعلى المقاهي (زمان كان الكاتب يسمى أديباً!)

              لقد أصبحت إعلانات الصحف تجسد المأساة، وصار بعضها مستفزاً ومثيراً للغثيان، ففضلاً عن الأخطاء النحوية الفاضحة التي تظهر في إعلانات مؤسسات كبرى عريقة، البنك الأهلي المصري مثلاً، فإن العامية السوقية التي تسربت إليها، فضلاً عن الإيحاءات المبتذلة التي تشبه تلك التي \"يضم\" بها بعض المخرجين أفلام ومسرحيات القطاع الخاص، وليس بمقدوري هنا أن أعرض نماذج لتلك الإعلانات \"البذيئة\" التي تنشرها صحف محترمة للأسف، لكن هناك إعلانات أخرى يحتمل المقام والسياق نشر بعض فقرات منها، إذ يقول مثلاً: عاوز تجرب الشاورمة اللي تجنن وبعد كده تقعد وتنبسط وأنت بتشرب الشيشة المتميزة؟ شرفنا بالزيارة في المطعم الفلاني! - لو عاوز محل مالوش حل (إعلان عن سوق جديد) - يخلي الدنيا ترقص حواليك، والنوم ما يعرفش عينيك (إعلان عن تلفزيون) - تحت صورة يقف فيها شاب وسط ست فتيات مراهقات كتبت العبارة التالية: للأسف ما تشيلش أكثر من 600 وفي ركن جانبي من الإعلان ظهرت عبارة أخرى تقول: خلي الشباب يبص! (إعلان عن سيارة صغيرة جديدة تضمن دعوة إلى ممارسة الفعل الفاضح!).

              إن الإعلام بحاجة ملحة لأن يراجع خطابه احتراماً لرسالته، واللغة التي ينطق بها.

              يؤثر عن الشاعر الجزائري الشهير مالك حداد قوله: أنا النفي في اللغة الفرنسية؛ لأن لسانه العربي قطع منذ صغره، وفرض عليه المستعمرون لغتهم الفرنسية. وحين كتب الأديب الفرنسي لوي أراجون في الخمسينات أن أعذب شعر قرأه هو ما نظمه مالك حداد، فرد عليه قائلاً: أنا أرطن ولا أتكلم، إنني معقود اللسان، نعم يا أراجون إنني لا أغني، ولو كنت أعرف الغناء لقلت شعراً عربياً .. وهذه مأساة لغتي. لقد شاء الإنسان أن يكون في لساني آفة، في لساني عاهة .. ولا تلمني يا صديقي إذا لم يطؤبك صداحي .. لقد كنت في طفولتي أنادي أمي: ياما. أما في شعري فأقول عنها: مامير .. أماه، ياما، هل يمكن أن يكون اسمك مامير ؟!

              إن البعض يريد أن يشوه لساننا العربي أو يقطعه، وتلك من \"علامات الساعة\" الثقافية والحضارية، إذا جاز التعبير.

              ويل لأمة اغتصب لسانها واستسلمت لما يفعل به!
              فهمي هويدي

              تعليق


              • #8
                رد: لغُتنا العربية تستحق العالمية

                تقرير حول ندوة الاستقلال الفكري والاقتصادي والقانوني بالرباط


                تخليدا لذكرى يوم تقديم وثيقة الاستقلال نظمت للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية فرع الرباط ندوة تحت عنوان '' من وثيقة الاستقلال إلى الاستقلال الثقافي والاقتصادي والقانوني'' وذلك يوم الأحد 10 يناير 2010 في رحاب كلية العلوم بجامعة محمد الخامس ـ أكدال ـ الرباط
                وقد عرفت الندوة مشاركة أساتذة ومختصين في الشأن الحقوقي والاقتصادي والفكري، تناولوا فيها التطورات التي عرفها المغرب في فترة الاستقلال مؤكدين على ضرورة تحصين المكتسبات المتصلة بتثبيت الهوية، بما فيها وضعية اللغة العربية ومكانتها في المؤسسات الرسمية للدولة.
                وفي هذا الإطار دعا الأستاذ عبد الرحمن بنعمرو في بداية مداخلته الشعب المغربي إلى أن يكون في مقدمة المدافعين عن مقوماته، وعلى رأسها اللغة العربية. ذلك أن الأخيرة لا تتوفر على حماية قانونية كافية، بالرغم من أن الدستور يعتبرها اللغة الرسمية للبلاد. وقد أعاز المتدخل سبب الوضعية الراهنة للغة العربية إلى حرص وسعي القوى الاستعمارية السابقة، وبكل ما
                تتوفر لديها من إمكانات، لفرض لغتها في جميع المجالات من تعليم وإدارة ومؤسسات .. وذلك لضمان التبعية الاقتصادية، ومستعينة لهذا الغرض بالجانب الثقافي. وقد أحال الأستاذ في مداخلته على مجموعة من القضايا التي رفعها ضد شخصيات ومؤسسات مغربية, من اجل إنصاف اللغة العربية , مبديا عدم رضاه عن الأحكام الصادرة عن المحكمة الإدارية.

                أما الأستاذ عمر الكتاني الخبير الاقتصادي وأستاذ بجامعة محمد الخامس فقد تعرض في بداية مداخلته لمفهوم الاستقلال من الناحية الاقتصادية, مقسما إياه إلى عنصرين: استقلال اقتصادي واستقلال القرار الاقتصادي. واعتبر هذا الأخير مرحلة أولى نحو الاستقلال الاقتصادي, ومن ثم اتخاذ سياسة التامين وسياسة المغربة, أي مغربة الأطر والرأسمال. إلا انه اعتبر أن المغرب لم يحقق الاستقلال الاقتصادي لأنه لم يستثمر في الإنسان والبحت والعلمي واللغة والتعليم .. وخلص أخيرا إلى أن السيادة في المغرب من الناحية الاقتصادية, ضعفت بسبب دخول الشركات المتعددة الجنسية في الخصخصة, وتفويت
                الخدمات للأجانب مع هيمنة المكاتب البحثية الأمريكية, والتي حددت أهم التوجهات الاقتصادية للبلاد, وهي : '' ماكينزي'' و ''ايرنيس اينيونغ'' ودار الهندسة '' انترناسيونال'' واعتبر أن درء هده المخاطر ,تأتي عن طريق دمقرطة المؤسسات ,من قضاء وبرلمان وفصل للسلط والاحتفاظ بالاستقلالية المالية للدولة, وعدم الولوج إلى المؤسسات المالية الأجنبية .مؤكدا على
                أن هده الخطوات من شانها تحقيق الاستقلال الاقتصادي للمغرب .

                ومن جهته تناول الأستاذ المقرئ أبو زيد الإدريسي, وهو نائب برلماني وأستاذ جامعي, الجانب الفكري والثقافي. مستهلا كلمته بتحية لرافعي وثيقة الاستقلال, تم متحدثا عن الخطة الاستعمارية التي تمثلت في الدراسات الكولونيالية, والتي أعادت تشكيل الثقافة المغربية, فارضة اللغة الفرنسية واعتبار اللغة العربية لغة كلاسيكية وان اللغات الحية هي الدارجة والأمازيغية . معتبرا أن السياسة التعليمية شيء وان الانفتاح على الآخر شيئا آخر ,سواء أكان في البحت العلمي أو الدبلوماسية أو التجارة الخارجية أو الترجمة .. ليختم كلمته بقوله '' إنني لأعجب لأمة فيها رجل كطه عبدالرحمن المنظر الأكبر وفيها فصام مرضي بين انتمائها وهويتها المزعومة وبين ولائها للغة الفرنسية ''
                كما عرفت الندوة تكريما للأستاذ موسى الشامي, وهو رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية, على نضاله لسنوات في سبيل حماية اللغة العربية . وسط كلمات وشهادات لأساتذة وفنانين ممن عايشوا الأستاذ طيلة مرحلة عطائه, وفي كلمة له شكر الجميع على هدا التكريم وأعلن عن ولادة جمعية فرونكوفونية في القريب العاجل تحمل مشعل الدفاع عن اللغة العربية.
                ----
                فؤاد بوعلي - الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية

                المصدر
                http://www.blafrancia.com/print/690

                تعليق


                • #9
                  رد: لغُتنا العربية تستحق العالمية

                  " إنهم يشوهون وعي أمتنا"
                  مقال كتبه: الأستاذ/ فهمي هويدي



                  سامحونا إذا أصررنا على مواصلة النفخ في القربةالمقطوعة، ووقفنا فيمكاننا نحاول رد الاعتبار ورفع المهانة عن لغتنا الوطنية، ولغة الأمة التي ننتميإليها.
                  كثيرة هي الخدع الثقافية التي استسلمنا لها ووقعنا في حبائلها. ثمانتبهنا إلى مخاطرها. لكن الخدعة التي ما زال استسلامنا لها يدهشني، هي تلك التيأوهمتنا بأهمية وجدوى التدريس في جامعاتنا باللغة الإنجليزية. (بالمناسبة تلقيتخطاباً من طالب تخرج في المدارس الفرنسية. احتج فيه على التدريس بالإنجليزيةوتساءل: لماذا لا ندرس بالفرنسية، خصوصاً وأننا دولة فرانكفونية ؟!)
                  وقد أثلجصدري أنني وقعت على بحثين بالغي الأهمية في تحرير مسألة جدوى التدريس في الجامعاتباللغة الإنجليزية، أعدهما اثنان من أساتذة كلية الهندسة بجامعة القاهرة، هماالدكتور سعد الراجحي، والدكتور أمير بيومي. ولست أبالغ إذا قلت أن البحثين حافلانبالاكتشافات التي تقدم للقارئ وتدعوه إلى إعادة التفكير في أمور كثيرة مما يعتبرهاالبعض مسلمات مستقرة ومحسوماً أمرها.
                  موضوع البحث الأول هو "كفاءة التعليمالهندسي بلغة أجنبية" وقد اعتمد على دراسة حالات 1500 طالب بالسنة الإعدادية فيالكلية، حصلوا لتوهم على الثانوية العامة، و 1500 شخص آخرين ممن أنهوا دراسةالهندسة وحصلوا على البكالوريوس، وتقدموا للدراسات العليا، ثم 400 من أعضاء هيئةالتدريس بالكلية من الحاصلين على شهادة الدكتوراه بطبيعة الحال.
                  الملاحظة الأولىالتي سجلتها دراسة حالات طلاب السنة الإعدادية أو طلاب الدراسات العليا الذين يفترضأنهم درسوا مناهج باللغة الإنجليزية في الكلية على مدى خمس سنوات. أن المستوى العامضعيف في اللغة الإنجليزية للجميع، حتى إن 60% فقط من طلاب مدارس اللغات في مصر همالذين يجتازون امتحان "ميتشجان" للقبول بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، و 40% منهؤلاء يحتاجون إلى مقررات تأهيلية خاصة. أما خريجوا المدارس الثانوية العادية (الحكومية) فلا يجتاز أحد منهم ذلك الامتحان وقليلون منهم يحصلون على درجات تمكنهممن الالتحاق بالمقررات التأهيلية. وهؤلاء خريجوا المدارس الثانوية العامة يمثلونغالبية الطلاب الملتحقين بكليات الهندسة بمصر
                  بالنسبة لطلاب الدراسات العلياوهذه هي الملاحظة الثانية فإنهم حين يتقدمون للالتحاق ببعض الجامعات الأمريكية،فإنها تشترط عليهم الحصول على مستوى معين من الدرجات في الامتحان المعروف باسم "تويفل". وقد لاحظ الباحثان أن أغلب المصريين المتقدمين لذلك الامتحان، ومعظمهم منأوائل الخريجين، يضطرون إلى إعادته عدة مرات قبل الحصول على الدرجاتالمطلوبة.
                  وفي الواقع. كما قرر الباحثان فإنهم يحصلون في النهاية على تلكالدرجات من خلال الاعتياد على نوعية الأسئلة، وليس نتيجة لتمكنهم من اللغةالإنجليزية.
                  رأى 67% من الطلاب والخريجين الذين شملهم الاستبيان أن مستوى أعضاءهيئة التدريس جيد في اللغة الإنجليزية، بينما ذهب الباقون إلى أن مستواهم متوسط أوضعيف.
                  كما تبين أن 57% من أعضاء هيئة التدريس حصلوا على الدكتوراه من دول تتكلمالإنجليزية، بينما حصل 43% منهم على شهاداتهم من دول لا تتكلمالإنجليزية.
                  الملاحظة الثالثة لها أهميتها خاصة، وكانت حول تقدير حاجة الخريجينإلى اللغة الإنجليزية. إذ المفهوم والشائع أن تدريس الهندسة باللغة الإنجليزية هدفهتأهيل الطلاب للقراءة والاطلاع على المراجع الإنجليزية بعد التخرج، وكذلك التعاملمع هذه اللغة حسب حاجة العمل. غير أن نتائج الاستبيان قللت كثيراً من أهمية هذاالجانب، واعتبرته من قبيل الإسراف في التمني أو الوهم كيف؟ تبين أن 42% فقط منالخريجين الذين شملهم الاستبيان قرأوا أقل من ثلاثة كتب منذ تخرجهم، أي خلال سبعسنوات في المتوسط.
                  تبين أيضاً أن 32% فقط من هؤلاء الخريجين احتاجوا إلى التعاملأحياناً. "لاحظ أحياناً هذه". في عملهم مع بعض الأجانب في مصر.
                  تبين كذلك أن 16% فقط من هؤلاء الخريجين سافروا إلى الخارج لمدة تتراوح بين شهر وستة أشهر، وهي المدةالتي تستلزم إجادة سابقة للغة.
                  الملاحظة الرابعة والأخيرة مفاجأة بدورها، فقددلت نتائج الاستبيان فيما يشبه الإجماع على أنشطة التعليم المختلفة. باستثناءالامتحانات. لا تتم عملياً باللغة الإنجليزية كما هو مفترض من الناحية الرسمية. صحيح أن الكتب والمذكرات مدونة باللغة الإنجليزية، إلا أن الشرح في كل ساعاتالتدريس (3750 ساعة من المحاضرات والتمارين) يتم في مرحلة البكالوريوس باللغةالعربية، بينما تنطلق المصطلحات فقط باللغة الإنجليزية. في الوقت ذاته، رأى 53% منأعضاء هيئة التدريس الذين شملهم الاستبيان أن الطلاب لا يستوعبون معاني المصطلحاتبل يحفظونها دون فهم. وقد دفع ذلك أساتذة الفيزياء للتدريس في السنة الأولى باللغةالعربية رسمياً ضماناً لفهم الطلاب للمصطلحات والمفاهيم.
                  بل قرر 25% من أعضاءهيئة التدريس الذين شملتهم عينة الاستبيان أنهم يسمحون للطلاب باستخدام خليط مناللغة العربية واللغة الإنجليزية للإجابة عن أسئلة الامتحانات حتى لا تقف اللغةحائلاً أمام معرفة مستواهم الحقيقي في موضوع الامتحان، وفي نفس الوقت قرر نحو 25% من الطلاب والخريجين أنهم اضطروا إلى استخدام اللغة العربية في إجاباتهم.
                  وذهبكثير من الطلاب إلى أن لجوءهم إلى الدروس الخصوصية يرجع إلى حاجاتهم إلى تلخيصالمذكرات والكتب وفهم المقصود من أسئلة الامتحانات التقليدية باللغةالإنجليزية!
                  في النهاية خلص الباحثان إلى حقيقة لافتة للنظر، هي أن عدم انخفاضمستوى الطلاب في الهندسة ذاتها يرجع إلى أن الإنجليزية لا تستخدم بالفعل فيالتدريس، وأن اهتمامها بموضوع لغة التعليم مرده القلق على كفاءة استخدام ساعاتالتدريس (3750 ساعة في مرحلة البكالوريوس) وعلى الوقت والجهد والمال الضائع فيالدروس الخصوصية، التي يعتبر استخدام الإنجليزية رسمياً أحد أسبابهاالبارزة.
                  إزاء ضعف مستوى الطلاب في اللغة الإنجليزية، ووجود تساؤل حول مستوى بعضالأساتذة، وإزاء اكتشاف حقيقة أن أغلب المواد تدري عملياً بالعربية بينما يحفظالطلاب مصطلحاتها فقط باللغة الإنجليزية، دون استيعاب كافِ لمضمونها. وبعد ما تبينأن استخدام الخريجين للغة الإنجليزية في الاطلاع أو مزاولة المهنة محدود جداً، فإنهذه المؤشرات تثير سؤالاً كبيراً حول الفائدة الحقيقية من الاستمرار في تعليمالهندسة بالإنجليزية (السؤال ذاته يثار حول تعليم الطب أيضاً).
                  وفي رأي الدكتورسعد الراجحي أن المضي على ذلك الدرب فيه خداع للنفس، بقدر ما فيه من إهدار للوقتوالمال والطاقات. إنه بعدما ثبت أن القاعدة العريضة والأساسية للمهندسين الذينيمثلون 90% من الخريجين ليسوا مضطرين للتعامل بالإنجليزية، وأن من لهم بها حاجةحقيقية لا تتجاوز نسبتهم عشرة في المائة فقط من أولئك الخريجين، وهو ما يعني أننانقيم نظاماً تعليمياً يستجيب لرغبات الأقلية الاستثنائية، ونرسم سياستنا التعليميةليس على ضوء مصالحنا الحقيقية، ولكن دائماً امتثالاً لضغوط تلك الأقلية ذات الصوتالعالي.
                  الدراسة الثانية طريفة ومثيرة. طريفة لأنها تتبع آراء الطلاب ذويالخلفيات الثقافية المختلفة أثناء دراستهم في كلية الهندسة، بتركيز خاص على خمسفئات هي: طلاب المدارس الحكومية العادية في مصر ممن يمزح بعض الباحثين ويصفونهمبأنهم "أكلة الفول والطعمية". طلاب المدارس الخاصة، حملة الشهادات الأجنبية (ال. جي. سي. آي، وغيرهما)، الطلاب القادمون من العالم العربي، طلاب المعاهد الصناعيةالذين حصلوا على مجاميع مرتفعة أهلتهم للالتحاق بكلية الهندسة.
                  أما وجه الإثارةفي البحث فقد أبرزته النتائج التي أسفر عنها، بعد تتبع نتائج ومعدلات النجاح بينمجموعة من 1500 طالب من الفئات الخمس، على مدى خمس سنوات دراسية. فقد تبين أن أفضلأداء، وأعلى معدلات التفوق والنجاح كانت بين الطلاب القادمين من المدارس الحكوميةالعربية (أكلة الفول والطعمية)، إذ كانت نسبة النجاح بينهم 91.1% يليهم في الترتيبطلاب مدارس اللغات الخاصة المصرية (86.5%) ثم الطلاب القادمون من الدول العربية (47.3%)، وفي الترتيب الرابع جاء الطلاب الحاصلون على شهادات أجنبية، حيث لم تزدنسبة النجاح بينهم على (36.5%). واحتل طلاب المعاهد الصناعية آخر القائمة، حيث كانتنسبة النجاح بينهم في حدود (10.7%) فقط.
                  خريجوا المدارس العربية وحدهم احتكرواالتقدير الأعلى (امتياز) بينما لم يحصل أحد من الفئات الأربع الأخرى على ذلكالتقدير، خلال سنوات البحث الخمس. في الوقت ذاته كان هؤلاء الخريجون، المصريونالأقحاح، هم الأقل رسوباً والأقل تعرضاً للفصل، بينما توزعت الخطوط في الحالتينالأخيرتين على الطلاب الآخرين بحسب الترتيب الذي سبقت الإشارة إليه. وكان ملاحظا أننسبة الذين تعرضوا للفصل، بعد استفاد مرات الرسوب في السنة الإعدادية، متقاربةنسبياً بين حملة الشهادات الأجنبية مثل "الجي سي آي" ومن الحاصلين على دبلومالمعاهد الصناعية.
                  لوحظ مثلاً أن نسبة المفصولين بين طلاب المدارس الحكومية لمتتجاوز 1.2% أما الذين فصلوا من بين طلاب مدارس اللغات فقد كانت نسبتهم 6.5% والطلاب العرب فصل منهم ما نسبته 17.2% بينما فصل من طلاب شهادة "الجي سي آي" حوالي 30%، وطلاب المعاهد الصناعية كانت نسبة المفصولين بينهم 39%.
                  في رأي الدكتور سعدالراجحي أن المسألة واضحة وضوح الشمس، إذ كانت النتائج دائماً عاكسة لمدى استقامةالحالة الثقافية للطلاب. إذ كلما توفرت مقومات تلك الاستقامة وارتفعت معدلاتها،كانت فرصة الطالب للاستيعاب والاستمرار والتفوق أفضل منها بالنسبة لغيره.
                  من هذهالزاوية فطلاب المدارس الحكومية المصرية هم الأوفر حظاً من الاستقامة، والأعلىلياقة من الناحية الثقافية. ولذلك كانت نتائجهم على النحو الذي رأيت.
                  الآخرونتقلبت حظوظهم صعوداً وهبوطاً تبعاً لمدى التشوه الثقافي الذي أصابهم. وإذا استثنيناالطلاب العرب الذين يؤثر اختلاف البيئة على استقرارهم، أو طلاب المعاهد الصناعيةالذين يؤثر في استيعابهم اختلاف الأجواء الثقافية، فإننا نجد أن الطلاب الحاصلينعلى شهادات أجنبية هم أقل استيعاباً بحكم ارتفاع نصيبهم من التشوه الذي نتحدث عنه. وطلاب مدارس اللغات المصرية أفضل حالاً بكثير لأن التشوه لديهم أقل نتيجة لالتزاممدارسهم المفترض بكامل مناهج المدارس المصرية الحكومية، وإن أضافت.
                  هل تحتاجالنتائج إلى تعليق؟
                  أجيب أن نتائجها ناطقة بما فيه الكفاية، وهي تؤكد المعنىالذي بحت أصوات الخبراء والتربويين والمصلحين من كثرة ترديده ومحاولة توصيل مضمونهإلى المسؤولين عن السياسات التعليمية في العالم العربي. وخلاصته أن لغة المرء هيأيسر وسيلة لنقل المعرفة إليه. ومن ثم فإن الجهد الذي يبذله لاستيعاب المعارف بغيرلغته يحتاج إلى أضعاف الوقت الذي يبذله لكي يتحقق له ذلك الاستيعاب بلغته الأصلية. الأمر الذي يعني أن كل تعليم باللغة الأجنبية، يضيف معارف أقل ويحقق تشوهاً ثقافياًأكبر. وأكرر هنا - للمرة العاشرة فيما يبدو - إن تعلم اللغة الأجنبية شيء، وإنالتعلم باللغة الأجنبية شيء آخر. ولست أبالغ إذا قلت عن الأولى إضافة بامتياز،والثانية في المحصلة النهائية خسران بامتياز.
                  تلقيت رسالة ثانية من الدكتورمحمود عز الدين الأستاذ بطب القاهرة ذكر فيها أن استمرار التدريس باللغة الإنجليزيةفي الجامعات عندنا يعوق قدرتنا على الانطلاق والتقدم؛ لأنه يحد من قدرة الباحثينعلى الاستيعاب ومن ثم قدرتهم على الابتكار والإبداع مع مقارنة ذلك بما يحدث في "إسرائيل" التي تستمتع بالدراسة والبحث بلغتها العبرية (التي كانت ميتة وتمإحياؤها)، حتى قطعت شوطاً بعيداً في ذلك المضمار، وفتحت أبوابها للفلسطينيينوالأردنيين الذين أصبح بعضهم يتعلم العبرية لكي يطلع على أبحاثهم أولاًبأول.
                  زودني الدكتور عز الدين بقائمة الدول التي تمارس الطب بلغاتها، ووجدت فيمقدمتها: اليابان وكوريا والدنمارك والسويد و"إسرائيل" وتشيكيا، واليونان وفنلنداواندونيسيا ورومانيا وألبانيا وكمبوديا .. الخ. ومع ذلك فبين العرب من لا يزاليعتبر أن دراسة الطب والهندسة باللغة الإنجليزية أمراً مقدساً، وأن الإعراض عن ذلكسوف يدمر بنياننا العلمي.
                  للعلم: بين أساتذة الطب المصريين من اختار أن يسبح ضدالتيار وأن يقدم مادته باللغة العربية، في المقدمة منهم الدكتور محمد توفيق الرخاويأستاذ التشريح المخضرم، الذي يحارب على تلك الجبهة منذ أكثر من عشر سنوات.
                  منبين الرسائل الأخرى التي تلقيتها رسالة من الدكتورة كفاية السيد محمد بكلية طبالمنصورة، التي ضمت فيها صوتها إلى جانب الدعوة إلى التدريس باللغة العربية، وأشارتإلى خبرتها كأم لأبناء يدرسون في المدارس التجريبية باللغة الإنجليزية، وكباحثةوأستاذة تفتقد المراجع العربية، وتلاحظ أن الباحث المصري في المنصورة مثلا أصبحبوسعه أن يتابع عبر شبكة الإنترنت الأبحاث الجارية في أوربا وأمريكا، بينما ليسبمقدوره أن يعرف شيئاً عن أبحاث زملائه في القاهرة والإسكندرية، نظراً لغياب الشبكةالتي تسجل أعمال الباحثين العرب بلغتهم.
                  ثمة رسالة طريفة تلقيتها من الطالبةسلمى أنور، التي تدرس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، قسم اللغة الإنجليزية، روتفيها كيف أن أحد الأساتذة كان يتحدث أمام طلابه يوماً في إحدى محاضرات الترجمة،وذكر عبارة "سبراغوار" التي حيرت أغلب الطلاب والطالبات الذين جاؤوا من مدارس خاصة،فمضوا يتساءلون عما إذا كانت كلمة "سبر" هذه تكتب بالصاد أم التاء!
                  فرحت حينتلقيت نسخة من بحث الدكتور يحيى الرخاوي أستاذ علم النفس المرموق "حول اللغةالعربية وتشكيل الوعي القومي" وسعدت أكثر حين علمت أن البحث مقدم إلى مؤتمر يفترضأن تعقده جمعية لسان العرب في شهر نوفمبر المقبل بالقاهرة، تحت عنوان "ضعف اللغةالعربية على أهلها" لكن الغم أصابني حين وجدت بحثه صورة ضوئية استفزازية لمبنىمجاور لكلية دار العلوم، التي يفترض أنها إحدى حصون العربية وقلاعها. فوق المبنىظهرت لافتة كئيبة كتبت عليها العبارات التالية: الهيئة العامة لنظافة وتجميلالقاهرة (!) حديقة دار العلوم. كافيتريا جرين لاند. مطعم تيك أواي. ملاعب أطفال. والكلمات الأخيرة كتبت بالإنجليزية وبالزخارف اللاتينية. وهي نموذج للقبح المبثوثعلى الواجهات في أنحاء البلاد، لكن آخر ما توقعته أن تجاوز لافتة من هذا القبيلمبنى كلية دار العلوم، كأنما تتحداها وتخرج لها اللسان ازدراء وسخرية!
                  في ختامبحثه الثري اقترح الدكتور الرخاوي اتخاذ مجموعة من الخطوات الإيجابية للدفاع عناللغة العربية وحرفها الشريف. كما يسميها المسلمون في بعض الدول الأسيوية. تتمثل فيما يلي:
                  أولاً: إصدار أمر ينفذ فوراً ويبدأ بشارع واحد في العاصمة، ينهي كلالتلوث اللغوي المقتحم لوعينا القومي، إذ يزيل لافتات المحلات بالقوة الجبرية، ثميمتد هذا النشاط تدريجياً ليشمل القطر كله. والمسألة لا تحتاج إلا لأمين شرطة وإذننيابة وبعض الشمع الأحمر، وحكومة.


                  ثانياً: إعطاء اللغة العربية ثلث درجاتالشهادات العامة بالتمام وتقسم هذه الدرجات إلى درجات للغة كلغة، وأخرى في العلومالأخرى كدرجات للصياغة والترجمة، بمعنى أن يصبح لكل علم درجتان الأولى للمادة ذاتهاوالأخرى للصياغة اللغوية، منها وإليها في كل المواد.


                  ثالثاً: يتواصل تدريب مدرسياللغة العربية بمناهج متطورة فيما يسمى "التعليم المستمر" بعد التخرج، مقابل مضاعفةمرتباتهم باستمرار. وعدم ترقيتهم إلا إذا واصلوا هذه الدراسة بلا نهاية، ثم فصل كلمن يثبت عجزه، أو تحويله لعمل إداري أدنى.


                  رابعاً: العودة إلى تحفيظ ثلاثة أجزاءمن القرآن، على الأقل. (بصفته اللغوية وليس الدينية) على كل الطلبة من كل الأديانفي المرحلة الابتدائية والإعدادية، وخاصة بعد إضافة سنة إليها (تذكر لغة مكرمعبيد .


                  خامساً: العناية بالتأليف ثنائي اللغة كمرحلة انتقالية كما يدرس بلغةأجنبية مثلاً بالعلوم الطبية.


                  سادساً: العودة إلى استعمال الرسم العربي. (اللاتيني الآن) للأرقام، أسوة بالمغرب العربي.


                  سابعاً: اقتراح بقبول استعمالالحروف اللاتينية في المعادلات الرياضية والكيميائية لا أكثر وكأنها رموز رسم وليستدلالات لغة.


                  ثامناً: تجريم أو تحريم أي إعلان في الصحف المحلية بحروف معربة (تيكأواي .. دريم لاند .. جرين لاند .. الخ).


                  تاسعاً: الإلزام بترجمة أي إعلانبالإنجليزية إلى العربية حتى لو كانت الشركة المعلنة إنجليزية صرفاً.


                  عاشراً: النظر في ربط الترقي في الجامعة من درجة إلى درجة أعلى بإعطاء محاضرة بالعربيةوتقديم بحث بالعربية، وامتحان في اللغة العربية.


                  حادي عشر: فتح الباب بأوسع مانستطيع لاستعمال ألفاظ من العامية صالحة وجديدة تصبح جزءاً من ثراء الفصحى.


                  ثانيعشر: فتح الباب لنحت ألفاظ جديدة تماماً نثري بها اللغة العربية خاصة.


                  ثالث عشر: التخفيف من وصايا المؤسسات الأعلى (بما في ذلك مجمع اللغة نفسه أو منظمة الصحةالعالمية) مع السماح بنقد ومراجعة ما يصلون إليه أو يوصون به.
                  وهي توصيات أبصمعليها بأصابعي العشرة!

                  تعليق


                  • #10
                    رد: لغُتنا العربية تستحق العالمية

                    لماذا تدرس روسيا اللغة العربية

                    هل ستحافظ اللغة العربية في القرن الحادي والعشرين على مواقعها في المجالات العملية والثقافية في ظل ظروف العولمة ، بالرغم من بعض التوقعات المقلقة لمنظمة اليونيسكو ؟ ولماذا يتنامى في روسيا الاهتمام بدراسة اللغة العربية ؟ وكيف هو الحال بالنسبة للمدرسة الروسية ذات التقاليد العريقة في تعليم اللغة العربية واعداد المستعربين؟ واين سيطبق معارفهم اولئك المستعربون الذين تخرجوا من المعاهد العالية الروسية المتخصصة؟

                    تعليق

                    يعمل...
                    X