أما تخشى أن يقال ..هذا فراق بيني وبينك !؟
من خربشات قلم / أبو مهاب المصري
بسم الله
وصلاة وسلاما على رسول الله
وعلى آله وصحبه الأخيار الأطهار وبعد ،
كيف حالك ...يا قلب مع الله ؟
أحذرك اليوم يا قلب ....هذي المقالة
( هذا فراق بيني وبينك )
أما تعلم أيها القلب المسكين ...أن لصحبة مولاك في دروب السالكين إليه شروط !
وأن لحبك الذي تدعيه لمولاك أيضا شروط ، ...
وبدونها :
(أبدا لم يكن حبا )
بدونها ما أنت إلا
( كذاب دعي )
بدونها ما أنت إلا
( غدار عصي )
أين أنت يا قلبي من طاعة مولاك !؟
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ...هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع
إي والله :
( إن المحب لمن يحب مطيع )
إنها الطاعة أيها القلب المسكين
تلك التي ذقت حلاوة عزها
فلم رضيت لنفسك مرارة وذل العصيان !!؟
انظر أيها القلب المسكين ..
إلى قصة نبي الله موسى عليه السلام مع الخضر ...
اما ترى كيف اشترط الخضر على موسى شروطا للصحبة !
{قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً }
الكهف70
أما تذكر كيف رضي موسى وقبل بتلكم الشروط فقال :
{قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً }
الكهف69
انظر :
الصبر ، والطاعة
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }
الكهف28
تلكم كانت شروط الصحبة
فماذا صار حين خالف موسى شروط الصحبة ؟
تعذر في الأولى بقوله :
{قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً }
الكهف73
وذكر نفسه والخضر بشرطه في الثانية فقال :
{قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً }
الكهف76
وسكت في الثالثة
فقيل له :
{قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً }
الكهف78
وأنت يا قلب :
وصلاة وسلاما على رسول الله
وعلى آله وصحبه الأخيار الأطهار وبعد ،
كيف حالك ...يا قلب مع الله ؟
أحذرك اليوم يا قلب ....هذي المقالة
( هذا فراق بيني وبينك )
أما تعلم أيها القلب المسكين ...أن لصحبة مولاك في دروب السالكين إليه شروط !
وأن لحبك الذي تدعيه لمولاك أيضا شروط ، ...
وبدونها :
(أبدا لم يكن حبا )
بدونها ما أنت إلا
( كذاب دعي )
بدونها ما أنت إلا
( غدار عصي )
أين أنت يا قلبي من طاعة مولاك !؟
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ...هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع
إي والله :
( إن المحب لمن يحب مطيع )
إنها الطاعة أيها القلب المسكين
تلك التي ذقت حلاوة عزها
فلم رضيت لنفسك مرارة وذل العصيان !!؟
انظر أيها القلب المسكين ..
إلى قصة نبي الله موسى عليه السلام مع الخضر ...
اما ترى كيف اشترط الخضر على موسى شروطا للصحبة !
{قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً }
الكهف70
أما تذكر كيف رضي موسى وقبل بتلكم الشروط فقال :
{قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً }
الكهف69
انظر :
الصبر ، والطاعة
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }
الكهف28
تلكم كانت شروط الصحبة
فماذا صار حين خالف موسى شروط الصحبة ؟
تعذر في الأولى بقوله :
{قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً }
الكهف73
وذكر نفسه والخضر بشرطه في الثانية فقال :
{قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً }
الكهف76
وسكت في الثالثة
فقيل له :
{قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً }
الكهف78
وأنت يا قلب :
أين أنت من هذا ؟
أما ترق أيها الغافل
أما تخشى بربك أن يقول لك الجبار جل جلاله
( هذا فراق بيني وبينك )
أما تذكر كم استغفرت ربك وقلت :
( لا تؤاخذني بما نسيت )
أما تذكر كم من شروط اشترطها على نفسك ففجرت بها وكم من عهود عاهدت ربك عليها فغدرت فيها !!!
بربك أما تخشى أن يقال لك
( هذا فراق بيني وبينك )
وستكون وقتها خاسر أيما خسران !
ولا ندم وقتها لأنه سيكون قد فات أوانه
فأنت يا هذا من استغنى ...وكان مولاك عنك أغنى
{ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوا وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }
التغابن6
عباد أعرضوا عنا
بلا جرم ولا معنى
أساءوا ظنهم فينا
فهلا أحسنوا الظنا
فإن خانوا فما خنا
وإن عادوا فقد عدنا
وإن كانوا قد استغنوا
فإنا عنهمٌ أغنى
فاحذر أيها المسكين أن يقال لك :
( إنا عاهدناك عاهدناك ولكنا وجدناك كذاااااااابا )
( إنا عاهدناك عاهدناك ولكنا وجدناك كذاااااااابا )
( إنا عاهدناك عاهدناك ولكنا وجدناك كذاااااااابا )
وستعيش وقتها كالأنعام بل أضل سبيلا والله منها
وستـاكل وتشرب وتحرم من لذة ما قد عرفت
وستحسب يا مسكين أنك لم تعاقب
انظر لنفسك وقد تحجرت !!؟
يحكي أن عاصيا قال :
أعصيك ياربي ولم تعاقبني !!؟
فقيل له : قد عاقبتك ولم تدري !
فقد حرمتك لذة مناجاتي
هذا والله عقاب ويا له من عقاب
أيها المعرض عنا
إن إعراضك منا
لو أردناك جعلنا
كل ما فيك يردنا
وإن لم يجدي معك لذات المحبة أيها الغافل القاسي
أما تخشى نقمات العقاب !!
أو تحسب أن المخالفين يقال لهم :
( هذا فراق )
فقط !!؟
احذر فتماديك يدخلك في حوزة أخرى
انظر أيها المسكين إلى ( الهدهد ) حين خالف شروط الصحبة مع نبي الله سليمان :
ألم يقل عليه الصلاة والسلام :
{لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }
النمل21
قيل لسليمان
أي عذاب شديد هذا الذي يكافيء الذبح !؟
فقال:
لأضعنه في قوم لا يقيمون له وزنا ولا يعرفون له قدرا
أنه تهديد مزدوج عذاب وذبح !!
وأنت أما تخشى أن يحل بك من الله سخط وأنت في لهوك مقيم عليه
أما حن أركانك أيها الغافل ...
أما تقرأ سير الطائعين
أما تحفظ عباراتهم وترددها كالببغاء
اتق الله يا قلب في نفسك
وأخشى والله
فقد أمهلك والله وأعذرك
فلا يغرنك بالله حلمه عليك
وبين هذا كله تمسك بطائر النجاة
طائر طالما حدثتك عنه :
رأسه : محبة الله
جناحاه : الخوف والرجاء
فلا حياة له بلا رأس
وتستقر أموره وينجو باتزان الجناحين معا
فإذا غلبك الخوف ...كما خوفتك الآن ..فعلق حبالك بجناح الرجاء
وإن غفلت كمثل غفلاتك هذي ...فتذكر بربك جناح الخوف
الصق يديد بحبل الله معتصما ....فإنه الركن إن خانتك أركان
وأختم بهذا الأثر :
ورد أن موسى عليه السلام قال يارب:
اسمع الدعاة يدعونك بقولهم : يارب إله إبراهيم / وإسحاق / ويعقوب
فبم يارب اقترن اسمهم باسمك ؟
فقال الله :
أما إبراهيم فما خُير في شيئين أنا أحدهما إلا اختارني
وأما إسحاق : فقد جاد بنفسه لي وهو لغيرها أجود
وأما يعقوب : فكلما ازددت له بلاء ازداد حسن ظن بي
عليهم صلوات ربي وسلامه أجمعين
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار
فإنه والله صدق من قال :
( إن لمن الغبن والسفه أن يخبرنا ربنا عن جنة عرضها السموات والأرض ولا يجد أحدنا لنفسه فيها موضعا لقدم !! )
فيارب الجنة بكرمك ومنك
كانت هذه خربشات قلم
وحديث خاطر مع القلب ..قلبي و قلبك ..وكل قلب عرف الله ثم عصاه
إن كان فيها من خير فمن الله وحده
وإن كان فيها من شر أو سوء أدب مع الله فمن نفسي والشيطان
فاستغفر الله من كل ذلك
استودعكم الله
نزفات من قلب أخيكم
المصـــــــ أبو مهاب ـــــــــري
تعليق