إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

<<أخى ..اين انت غدا>>

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • <<أخى ..اين انت غدا>>

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مقدمة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه... أما بعد:
    أخي.. أين أنت غدًا؟!
    سؤال يستوجب منك التوقف والاعتبار، والمحاسبة والأذكار..
    وينقلك من سفول الدنيا الزائل....
    فأنت مخلوق لا محيد لك عن الرجعة إلى الله..
    قد قضى الله جل وعلا بذلك منذ خلق الخلق:
    (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)
    [الرحمن: 26، 27]؛
    فماذا أعددت للرجوع؟
    في كل يوم نشيع غاديًا ورائحًا.. نودعه وندعه في التراب.. غير ممهد ولا موسد، قد فارق الأحباب.. وخلع الأسباب.. وواجه الحساب.. أوليس في ذلك عبرة لمن اعتبر.. وذكرى لمن ذكر؟!



    يا بؤس الإنسان في الد
    نيا وإن نال الأمل

    يعيش مكتوم العلل
    فيها ومكتوم الأجل

    بينما يرى في صحة
    مغتبطًا قيل اعتلل

    وبينما يوجد فيها
    ثاويًا قيل انتقل

    فأوفر الحظ لمن
    يتبعه حسن العمل

    اخى اين انت غدا

    اخى أفق من سبات الغفلة فإن الأمر جلل...
    وتأمل واعتبر بمن رحل... وتسربل لباس التقوى وكن على وجل....
    فإن الموت قد فضح الدنيا فلم يترك لذي لب فرحًا...

    قد نادت الدنيا على نفسها

    لو كان في العالم من يسمع


    كم واثق بالعمر أفنيته

    وجامع بددت ما يجمع





    تذكر سكرات الموت.. ولحظات الفوت.. ووحشة القبر...
    وهول السؤال.. وطول الحساب..
    فيا عجبًا منك إن كنت تذكر ذلك ولا تخشع!
    وتأمر فلا تسمع!


    يا من تمتع بالدنيا وبهجتها

    ولا تنام عن اللذات عيناه


    أفنيت عمرك فيما ليس تدركه

    تقول لله ماذا حين تلقاه





    وجائت سكرة الموت بالحق
    أخي...

    هل تفكرتَ يومًا في مجيء الممات؟...
    وهل تدبرت ما يصحبه من سكرات؟!
    فالموت حق ويقين.. لا يرده حرص حريص.. ولا تمنعه قوة!
    يأتي على الصغير والكبير.. والضعيف والقوي.. والشريف والوضيع..
    كم قص من أعناق وكم قلع من أعراق!.. وكم قصم من أصلاب، وفرق الأهل والأحباب!

    الناس في غفلاتهم
    ورحى المنية تطحن!

    {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}
    [الجمعة: 8].

    فلا يسهو عنه إلا من طال في الدنيا أمله.. وغره فيها عمله..
    كيف وفي كل يوم يودع إخوانه وخلانه.. وأصحابه وأقرانه!
    ثم يمنى نفسه بالأماني.. وينام على نغمات التسويف!

    تنام ولم تنم عنك المنايا
    تنبه للمنية يا نؤوم!


    أخي... ألا فاقطع الأمل عن البقاء في الدنيا... فإنها إلى زوال...
    وتذكر قدوم المنايا والآجال.. وتزود لسكراتها بصالح الأعمال.

    فعن ابن مسعود رضى الله عنه قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم
    خطًا مربعًا، وخط خطًا في الوسط خارجًا منه، وخط صغارًا إلى هذا
    الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال:
    "هذا الإنسان وهذا أجله محيطًا به – أو قد أحاط به – وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار: الأعراض، فإن أخطأه هذا، نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا».
    [رواه البخاري]. وهذه صورته


    فتصور يا عبد الله – وقد طرحك داعي الموت فوق الفراش..
    واجتمع عليك الأهل والأحباب.. والأقارب والأصحاب..
    يبكونك الفراق.. وقد أجهشت دموعهم.. وتعالت أصواتهم
    وحفتك جموعهم ينادونك فلا تجيب.. ويسألونك فلا ترد..
    وقد انقطعت بك الآمال.. وخفت صوتك.. وانهمك جسمك..
    فلا إله إلا الله.. ما أصعب تلك اللحظات.. وما أضعف الإنسان عند السكرات.. هنالك تهمس فلا تسمع.. وقد أسكرك الموت بشدته.. وأهالك الفراق بمرارته...
    ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)
    [ ق: 19].



    تذكر يا عبد الله وقد لقنوك الشهادة.. هل تقبلها أم تردها!
    ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ )
    [إبراهيم: 27].

    ففي تلك اللحظات تدرك يا عبد الله حقيقة الدنيا وزخرفها..

    عش ما بدا لك سالمًا
    في ظل شاهقة القصور

    يسعى عليك بما اشتهـ
    ـيت لدى الرواح وفي البكور

    فإذا النفوس تقعقعت
    في ضيق حشرجة الصدور

    فهناك تعلم موقنا
    ما كنت إلا في غرور


    وقال بعضهم: دخلنا على عطاء السلمي نعوده في مرضه الذي مات فيه، فقلنا له: كيف ترى حالك؟
    فقال: الموت في عنقي، والقبر بين يدي، والقيامة موقفي،
    وجسر جهنم طريقي.. ولا أدري ما يفعل بي..
    ثم بكى بكاءً شديدًا حتى غشي عليه فلما أفاق،
    قال: اللهم ارحمني وارحم وحشتي في القبر ومصرعي عند الموت وارحم مقامي بين يديك يا أرحم الراحمين..
    أخي...
    تذكر لحظات الاحتضار.. وقد شخص بصرك.. وأشفق قلبك.. وخشعت جوارحك واستهل الملائكة نزع روحك بين جنبك! ولم يقو الأهل والأحباب على شيء ليردوك أو يؤخروك
    (إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)
    [يونس: 49].








    اول ليلة فى القبر
    أخي...
    تذكر أنك مهما نسيت الموت... وغفلت عن البعث.. فإن حكمة الله اقتضت أن يكون الموت مصيرك في الحياة.. }كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ{ [آل عمران: 185].
    وتفكر في الاحتضار ولحظاته.. والموت وسكراته.
    وهول القبر وسؤالاته؛ فأنت – ولا بد - سترحل، وفي قبرك تنزل..
    وفيه عن الأعمال ستسأل!
    تذكر حين تغسل.. وفوق الأكتاف تحمل.. وفي حفرة مظلمة تطرح.. لا عشيرة ولا أحباب.. ولا خلان ولا أصحاب..
    قد تخلى عنك أهلك.. وطلقت الدنيا وأقبلت على الحساب..

    امنع جفونك أن تذوق مناما
    وذر الدموع على الخدود سجاما

    واعلم بأنك ميت ومحاسب
    يا من على سخط الجليل أقاما!




    أخي...
    تفكر.. في ذاتك وأنت على الأكتاف محمول.. أتقول:

    قدموني.. لما تراه من بشارات الخير والجزاء.. أم تطلب العودة والرجوع لما تراه من هول الشقاء!

    فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله: «إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت، يا ويلها: أين تذهبون بها؟! يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها لصعق»
    [رواه البخاري].
    أخي...
    تصور وحدتك في قبرك.. وقد ألقيت عليك اللحود.. ودكت فوقك السدود.. وواريت بجسمك الناعم التراب.. وباشرك الملكان بالحساب!
    فماذا أعددت للجواب!
    فيا حسرة عليك.. إن كنت من قبل في غفلة.. تؤثر على الطاعة الزلة.. ويا حسرة عليك.. إن كنت من أتباع الشيطان.. تستلذ الشهوات بالعصيان..!
    ويا حسرة عليك.. إن كنت مضيعًا للصلوات.. مفرطًا في الواجبات.. سباقًا للملذات والسيئات!
    ويا حسرة عليك.. إن غرتك الأماني.. واستهوتك الأغاني فبعت ما هو باق بما هو فاني..
    ويا حسرة عليك.. إن قضيت عمرك في انتهاك الحرمات..

    ومعاكسة البنات..
    فحينئذ تقول: يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين.
    وحينئذ تتمنى الرجعة فلا تستطيع }حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ{ [المؤمنون: 99].
    أخي...
    تصور.. وأنت وحيد في قبرك حين يجلسك الملكان فينهرانك.. ثم يسألانك: من ربك؟ ما دينك؟ ماذا تقول في الرجل الذي بعث فيكم؟ فكيف تجيب؟
    واعلم أخي أن الجواب وقتها بحسب العمل.. فإن كان العمل صالحًا صلح الجواب لصلاحه وإن كان العمل فاسدًا خذل صاحبه وخسر!
    ولذلك فإن العمل هو ما يتبع الميت إلى قبره، كما أخبر النبي r: «يتبع الميت ثلاثة: أهله، وماله، وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد: يرجع أهله وماله ويبقى عمله». [رواه البخاري ومسلم].


    غدًا توفى النفوس ما كسب
    ويحصد الزارعون ما زرعوا

    إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم
    وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا!








    ألا فاستعد للحساب

    أخي... تذكر أن المرء يموت على ما عاش عليه.. ويبعث على ما مات عليه
    }فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ{ [الزلزلة: 7].
    فيا خسارة من عاش على المعاصي.. يوم يؤخذ بالنواصي..
    ويا مفاز من كان الخوف مركبه والرجاء مطلبه..
    }أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ{ [المؤمنون: 61].

    أخي... ما ظنك بيوم يقوم الناس فيه على أقدامهم خمسين ألف سنة، لا يأكلون أكلة.. ولا يشربون شربة..
    حتى إذا انقطعت أعناقهم عطشًا، واحترقت أجوافهم جوعًا..
    انصرف بعصاتهم إلى النار.. فسقوا من عين آنية.. قد آن حرها.. واشتد لفحها.. }لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ{ [الغاشية: 6].


    فكرت في نار الجحيم وحرها
    يا ويلتاه ولات حين مناص

    فدعوت ربي: إن خير وسيلتي

    يوم المعاد شهادة الإخلاص





    أخي...
    ألا فاستعد للحساب...

    يوم تجيء الأنفس
    ذليلة توجس

    من هول فزع تهمس
    في الحشر لا تكلم

    وقولي يا نفس هل
    قدمت للحشر عملْ

    فقد دنا منك الأجل
    لله توبي واندمي




    تفكر في الحشر والمعاد.. تذكر حين تقوم الأشهاد..
    فإن في القيامة لحسرات وإن في الحشر لزفرات.. وإن عند الصراط لعثرات.. وإن الظلم يومئذ لظلمات..
    والكتب تحتوى حتى النظرات.. فريق في الجنة يرتقون الدرجات.. وفريق في السعير يهبطون الدركات.. وما بينك وبين هذا إلا أن يقال: فلان مات فتقول: رب ارجعون. فيقال: فات!!
    }يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ{
    [المعارج: 11-14].

    حضر أبا سليمان الداراني الموت، فقال له أصحابه: أبشر فإنك تقدم على رب غفور رحيم فقال لهم: ألا تقولون تقدم على رب يحاسبك بالصغير ويعاقبك بالكبير.
    تذكر.. مشهد الوقوف للحساب.. وما فيه من نصب.. وعذاب وتعب.. وقد ألجم الناس العرق.. فعن أبي هريرة رضى الله عنه
    قال: «يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعًا ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم»
    [رواه البخاري ومسلم].
    قال إبراهيم التيمي: شيئان قطعا عني لذة الدنيا..
    ذكر الموت وذكر الموقف بين يدي الله.
    فلله در من أطار ذكر الحساب نومه؛ فنحل جسمه.. وغير لونه.. فحبس نفسه عن طريق الشهوات.. وقطع أمله عن دنيا الملذات.. وأقبل على الله بالطاعات والقربات.. وركض بالصدق والعفاف يبتغي وجه الله.. ويخاف سوء الحساب
    }وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا{
    [النساء: 69].

    قيل لزيد بن يزيد: ما لنا نراك باكيًا، وجلاً خائفًا، فقال: إن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار؛ والله لو لم يتوعدني أن يسجنني إلا في الحمام لبكيت حتى لا تجف لي عبرة!


    زاد الرحيل


    واعلم يا عبد الله أن زاد الرحيل قد بينه الله جل وعلا في القرآن أي بيان
    فقال تعالى: }وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى{
    [البقرة: 197]؛
    فتقوى الله جل وعلا أمر جامع لكل ما أمر الله به وما نهى عنه؛ لذلك فهي خير الزاد لمن أقبل على الله سبحانه؛ فكن تقيا نقيًا.. مخلصًا خفيًا.. تكن لك العاقبة وحسن المآل.. قال تعالى:
    }وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ{.
    قال أبو الحسين الزنجاني: من كان رأس ماله التقوى كَلَّتِ الألسن عن
    وصف ربحه([1]).

    ألا إنما التقوى هو العز والكرم
    وحبك للدنيا هو الذل والعدم

    وليس على عبد تقي نقيصة
    إذا صحح التقوى وإن حاك أو حجم




    ومن علامات التقوى:

    1- التاهب الى الحساب والموت :


    فالاستعداد للموت والتأهب للحساب من علامات الصدق مع الله جل وعلا.. لا يحققه إلا من صدق في تقواه.. وشمر للقاء الله في عافيته وبلواه.. فإذا أمسى لا ينتظر صباحه وإذا أصبح لا ينتظر مساءه!
    أخي...
    تأهب للعرض على الله في سائر أحوالك.. واجعل في الله مبتغاك وآمالك.. وقدم بين الرجاء في الله صالح أعمالك يهن عليك أمر الموت ومشقة الحساب..
    قالت زينب بنت جحش حين حضرتها الوفاة: إني أعددت كفني، فإن بعث لي عمر بكفن، فتصدقوا بأحدهما، وإن استطعتم إذ أدليتموني أن تتصدقوا بحقوقي فافعلوا.

    يا غفلة ورماح الموت شارعة
    والشيب ألقى برأسي نحوه الرسنا

    ولم أُعِدَّ مكانًا للنزول ولا
    أعددت زادًا ولكن غرة وقنى




    سئل سعيد بن السائب: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت أنتظر الموت
    على غير عدة!([2]).
    ومما يوجب التأهب للموت نزول خطب المنية على الصغير والكبير والشيوخ والشباب؛ إذ لا يفرق في الأعمال.. ولا يسبقه إنذار..

    لا تقل إني وإني
    لا يمنيك الشباب

    أو تقل مالي كثير
    فالمنايا لا تهاب


    وتأمل في كثير ممن أقبلوا على امتحانات الدنيا في المدارس والجامعات
    والمعاهد والإدارات.. كيف يتأهبون لذلك بالسهر والمطالعة.. والدرس والمراجعة.. والسؤال والاستفسار.. والمذاكرة والأذكار..
    حتى يحصلوا على النجاح ولا تخيب لهم الآمال!
    وكذلك حال المتقين.. لا يغمض لهم جفن.. ولا يرقد لهم بال.. ولا تهدأ لهم نفس.. حتى يجاوزوا عقبات الحياة.. ويفلحوا في نيل رضى الرب سبحانه وتعالى.. فهم في دار ابتلاء وامتحان.. ولابد من الفلاح في ذلك الامتحان بالعمل الصالح والصبر على الطاعة والخوف والورع والرجاء والرغبة والرهبة؛ قال تعالى:
    }الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا{
    [الملك: 2].


    2- الخوف من الله تعالى:
    وتذكر يا عبد الله أن من خاف الله في الدنيا جاء آمنًا يوم القيامة، قال تعالى: }وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ{ [الرحمن: 46]،
    وقال سبحانه في الحديث القدسي: «وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين، ولا خوفين، إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي».


    [رواه ابن حبان في صحيحه]



    وإنما يتجلى الخوف في اجتناب محارم الله، وإشفاق القلب والجوارح عن اقتراف كل سوء وخطيئة، وملازمة الطاعة والعبادة، وعقد النية على الاستقامة على الدين واتباع سنة سيد المرسلين..
    فما خاف من الله من اتبع طريق الشبهات وأفنى عمره في الشهوات.
    وما خاف من شغلته السفاسف والبطالات عن القيام بالفرائض والواجبات.
    وما خاف ربه من أسهر ليله في سماع الأغاني ومتابعة الأفلام والفضائيات.

    يا ليتني والأماني غير طائلة
    إلا تعلل مشغوف بها شغلا

    علمت أي بلاد الله مضجعي
    إذا تباين عني الروح وانفصلا

    لعلني أن أشوب أدمعي بدمي
    فيه وأشرح من حزني به جملا


    وأن أسوي من تربائه بيدي
    حتى يكون وثير المس معتدلا

    هيهات هيهات ما للقبر تسوية
    إلا اليقين وإلا القول والعملا


    قال ابن القيم رحمه الله في منزلة الخوف: هي من أجل منازل الطريق وأنفعها للقلب، وهي فرض على كل أحد،
    قال تعالى: }فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ{
    [آل عمران: 175]،
    وقال تعالى: }فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ{ [النحل: 51].
    ومدح أهله وأثنى عليهم فقال:
    }إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ{ [المؤمنون: 57]
    إلى قوله: }أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ{
    [المؤمنون: 61].








    تم تجميع الموضوع ونسأل الله أن يقدر الإخوان
    علي قرآته جملة واحدة ان شاء الله
    وجزاكم الله خيرا
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو السائب المصرى; الساعة 05-02-2010, 04:51 PM. سبب آخر: تنسيق الموضوع





  • #2
    رد: &lt;&lt;أخى ..اين انت غدا&gt;&gt;

    المشاركة الأصلية بواسطة أيمن 2009 مشاهدة المشاركة

    تذكر سكرات الموت.. ولحظات الفوت ووحشة القبر... وهول السؤال.. وطول الحساب..
    فيا عجبًا منك إن كنت تذكر ذلك ولا تخشع! وتأمر فلا تسمع!
    جزاك الله كل خير اخى الحبيب
    ان شاء الله منتظرين البقية
    بارك الله فى عمرك
    لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
    كن أنت الشخص الذي عندما يراه الناس يقولون : " ما زالت الدنيا بخير "
    عذراً لتقصيرى؟؟

    بهدوووووووووووء

    تعليق


    • #3
      رد: &lt;&lt;أخى ..اين انت غدا&gt;&gt;

      في كل يوم نشيع غاديًا ورائحًا.. نودعه وندعه في التراب.. غير ممهد ولا موسد، قد فارق الأحباب.. وخلع الأسباب.. وواجه الحساب.. أوليس في ذلك عبرة لمن اعتبر.. وذكرى لمن ذكر؟!
      ما أجمل السجود
      ولحظة القنوت

      راااااااااااااائع بل أكثر


      التعديل الأخير تم بواسطة M_S_A; الساعة 01-02-2010, 10:40 PM.

      تعليق


      • #4
        رد: &lt;&lt;أخى ..اين انت غدا&gt;&gt;

        جزاكم الله خيرا اخوانى
        وتنتظروا باقى السلسلة






        تعليق


        • #5
          رد: &lt;&lt;أخى ..اين انت غدا&gt;&gt;

          ابتسم ...
          فسبحان من جعل الابتسامة في ديننا.
          (عبادة) وعليها نؤجر !!

          تعليق


          • #6
            رد: &lt;&lt;أخى ..اين انت غدا&gt;&gt;

            جزاك الله خيرا اخى
            فالبسمة فى وجه اخيك صدقة




            تعليق


            • #7
              رد: &lt;&lt;أخى ..اين انت غدا&gt;&gt;

              جزاك الله خيرا اخى عاشق فداء الرسول
              على تجميع الموضوع
              وجعله فى ميزان حسناتك





              تعليق


              • #8
                رد: &lt;&lt;أخى ..اين انت غدا&gt;&gt;

                وإياك أخي الفاضل أيمن
                ونسأل الله لنا ولك الإخلاص
                د.ناصر العمر |
                إذا اقشعرَّ جلدك ولان قلبك وأنت تسمع آيات الوعد والوعيد؟! عندئذٍ تكون متدبّراً للقرآن ومنتفعاً به، ويكون حجةً لك لا حجةً عليك !. ولكي تلمس أثر القرآن في نفسك، انظر: هل ارتفع إيمانك؟.. هل بكيت؟.. هل خشعت؟.. هل تصدقتَ؟..فكل آية لها دلالاتها وآثارها .

                تعليق


                • #9
                  رد: &lt;&lt;أخى ..اين انت غدا&gt;&gt;

                  جزاك الله خيرا اخى ايمن
                  واسأله جل وعلا ان يجعله فى ميزان حسناتك

                  تعليق


                  • #10
                    رد: &lt;&lt;أخى ..اين انت غدا&gt;&gt;

                    قال شوقى
                    دقات قلب المرء قائلة له
                    ان الحياة دقائق وثوانى
                    فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها
                    فالذكر للإنسان عمر ثانى
                    .......

                    فليعمل كل واحد منا الخير والطاعة قاصدا بها وجه الله
                    فيرفع ذكره فى الدنيا ويعلو قدره فى الآخرة
                    ......
                    جزاك الله خيرا أخى على هذه التذكرة المؤثرة.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: &lt;&lt;أخى ..اين انت غدا&gt;&gt;

                      المشاركة الأصلية بواسطة عاشق فداء الرسول مشاهدة المشاركة
                      وإياك أخي الفاضل أيمن
                      ونسأل الله لنا ولك الإخلاص
                      اللهم آآآآمين
                      بارك الله فيك أخي الحبيب




                      تعليق


                      • #12
                        رد: &lt;&lt;أخى ..أين أنت غدا&gt;&gt;

                        المشاركة الأصلية بواسطة أبو السائب المصرى مشاهدة المشاركة
                        جزاك الله خيرا اخى ايمن
                        واسأله جل وعلا ان يجعله فى ميزان حسناتك
                        وخيرا جزاك الله أخي الحبيب أبو السائب
                        اللهم آآآآمين واياك اخي
                        سلمت يداك على التنسيق





                        تعليق


                        • #13
                          رد: &lt;&lt;أخى ..اين انت غدا&gt;&gt;

                          المشاركة الأصلية بواسطة آبو عمرو سليمان مشاهدة المشاركة
                          قال شوقى
                          دقات قلب المرء قائلة له
                          ان الحياة دقائق وثوانى
                          فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها
                          فالذكر للإنسان عمر ثانى
                          .......

                          فليعمل كل واحد منا الخير والطاعة قاصدا بها وجه الله

                          فيرفع ذكره فى الدنيا ويعلو قدره فى الآخرة
                          ......
                          جزاك الله خيرا أخى على هذه التذكرة المؤثرة.



                          جزانا واياك اخى آبو عمرو سليمان

                          وبارك فيك




                          تعليق

                          يعمل...
                          X