إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لمن ولاؤك ياترى ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لمن ولاؤك ياترى ؟

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
    قال تعالى : }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ{[ المائدة : 51_ 59] .
    فهذا نداء من الحق تبارك وتعالى لأهل الإيمان ينهاهم فيه عن موالاة أعدائه وأعدائهم ، ويحذرهم من مغبة الوقوع في هذا الجرم العظيم والحرام الكبير ،بل نص أهل العلم على أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر و لا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ، فالآيات المحذرة من هذا الإثم كثيرة والأحاديث كذلك ، فهو من أوضح الأحكام في كتاب الله جل وعلا .
    وعلى الرغم من ذلك فلا تزال طائفة من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا يجادلون في هذا الحق البين ،
    فهذه الطائفة كما وصفهم الله أنهم مرضى القلوب ، كما قال : ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ....) في قلوبهم شك وارتياب ونفاق يظنون أنهم بموالاتهم لهؤلاء ستكون لهم يد عندهم وجميل فإذا ما ظفروا بالمسلمين ردوا إليهم الجميل وأحسنوا معاملتهم ، فهؤلاء من المخدوعين الذين لا يعلمون ، لأن أول من يحارب هم ، وقد أخبرنا الله بذلك في كتابه فقال في سورة الممتحنة : }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ... {ثم بعد هذا التحذير أخبر أن هذه المولاة لن تأثر على حقدهم لكم فقال : } إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ {ولذا فإن الله تبارك وتعالى نفى عن أهل الإيمان مثل هذا الفعل وهذا الجرم ، فيستحيل أن يعمد مؤمنًا بالله وبرسوله إلى مولاة اليهود والنصارى وأعداء الله ، قال تعالى:}لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ {[ آل عمران : 28 ] .
    قال الإمام ابن كثير رحمه الله : نهى الله تبارك وتعالى ، عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين ، وأن يتخذوهم أولياء يُسِرُّون إليهم بالمودة من دون المؤمنين ، ثم توعد على ذلك فقال: }وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ{ أي: من يرتكب نهى الله في هذا فقد برئ من الله كما قال: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا { [النساء :144 ] .
    وقال : }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ { [ المائدة : 51 ] .
    وقال تعالى : }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ... { إلى أن قال: }وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ{[ الممتحنة : 1 ] .
    وقال تعالى بعد ذكر موالاة المؤمنين للمؤمنين من المهاجرين والأنصار والأعراب: }وَالَّذِينَ كَفَرُوا
    بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ{ [ الأنفال : 73 ].
    وقوله: }إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً{ أي: إلا من خاف في بعض البلدان أو الأوقات من شرهم ، فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته، كما حكاه البخاري عن أبي الدرداء أنه قال: إنَّا لَنَكْشرُ فِي وُجُوهِ أقْوَامٍ وَقُلُوبُنَا تَلْعَنُهُمْ .
    وقال الثوري: قال ابن عباس، رضي الله عنهما: ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان ، وكذا رواه العوفي عن ابن عباس: إنما التقية باللسان ، وكذا قال أبو العالية ، وأبو الشعثاء والضحاك ، والربيع بن أنس . ويؤيد ما قالوه قول الله تعالى: }مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{[ النحل : 106 ] .
    وقال البخاري: قال الحسن: التقية إلى يوم القيامة.
    ثم قال تعالى: }وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ{ أي: يحذركم نقمته ، أي مخالفته وسطوته في عذابه لمن والى أعداءه وعادى أولياءه.
    ثم قال تعالى: }وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ{ أي: إليه المرجع والمنقلب، فيجازي كل عامل بعمله.. تفسير ابن كثير (2/30) ط. دار طيبة ط. الثانية .
    فعقوبة من يوالي أعداء الله ....
    1.أنه مريض القلب : قال تعالى (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ... )
    2.أنه حبط عمله وأصبح من الخاسرين : قال تعالى : (وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ )
    3.ليس بمؤمن : قال تعالى : ( لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ... ) وقال تعالى : ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ )
    4.أنه ضل سواء السبيل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ )[ الممتحنة : 1 ] .
    5.أنه عرض نفسه لعقاب الله الشديد : قال تعالى : ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ )
    6.أنه أحدث فتنة في الأرض وفساد كبير : قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) [ الأنفال : 72_73] .
    7.أنه من الظالمين : قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) [ التوبة : 23] .
    8.أن الله برئ منه : قال تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً )
    لمن يكون ولاؤنا ....
    فإن الولاء والبراء لا يكونان إلا في الله ، ففي هذا يكون كمال الإيمان ، واستقامة التوحيد ، قال النبي r : (من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ) رواه أبو داود وصححه الألباني من حديث أبي هريرة t
    وقد ورد عن ابن عباس yقوله : ( من أحب في الله ، وأبغض في الله ، ووالى في الله ، وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك ، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك ، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً ) .
    فنحب ما يحبه الله ونصل ما أرد الله أن يوصل ، ونبغض ما يبغضه الله تعالى ونقطع ما أراد أن يقطع .
    فنوالي أهل الإيمان الذين يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة وهم راكعون ، كما قال تعالى : }إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ {
    ونبغض اليهود والنصارى والمشركون وكل من عادى رب الأرباب وملك الملوك ، قال تعالى : }يَا أَيُّهَا
    الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ{
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : على المؤمن أن يعادي في الله ويوالي في الله، فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه - وإن ظلمه. فإن الظلم لا يقطع الموالاة الإيمانية.
    قال تعالى : (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ) [الحجرات:9] .
    فجعلهم إخوة مع وجود القتال والبغي، وأمر بالإصلاح بينهم ، فليتدبر المؤمن: أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك ، والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك . فإن الله سبحانه بعث الرسل ، وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله فيكون الحب لأوليائه والبغض لأعدائه ، والإكرام والثواب لأوليائه والإهانة والعقاب لأعدائه .
    وإذا اجتمع في الرجل الواحد : خير وشر ، وفجور وطاعة ، ومعصية وسنة وبدعة استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير ، واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة كاللص تقطع يده لسرقته ، ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته. هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة ، وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم ...مجموع الفتاوى (28/208 – 209) .
    ولمّا كان الولاء والبراء مبنيين على قاعدة الحب والبغض كما أسلفنا فيما سبق فإن الناس في نظر أهل السنة والجماعة بحسب الحب والبغض والولاء والبراء ثلاثة أصناف:
    الأول: من يحب جملة : وهو من آمن بالله ورسوله ، وقام بوظائف الإسلام ومبانيه العظام علماً وعملاً واعتقاداً. وأخلص أعماله وأفعاله وأقواله لله ، وانقاد لأوامره وانتهى عما نهى الله عنه ، وأحب في الله ، ووالى في الله وأبغض في الله ، وعادى في الله ، وقدم قول رسول الله r على قول كل أحد كائناً من كان إرشاد الطالب لابن سحمان (ص13) .
    الثاني: من يحب من وجه ويبغض من وجه : فهو المسلم الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً ، فيحب ويوالي على قدر ما معه من الخير ، ويبغض ويعادي على قدر ما معه من الشر ومن لم يتسع قلبه لهذا كان ما يفسد أكثر مما يصلح.. وإذا أردت الدليل على ذلك فهذا عبد الله بن حمار t وهو رجل من أصحاب رسول الله r كان يشرب الخمر ، فأتي به إلى رسول الله r فلعنه رجل وقال : ما أكثر ما يؤتى به ، فقال النبي r: ( لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله ) مع أنه r لعن الخمر وشاربها وبائعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه .
    الثالث: من يبغض جملة : وهو من كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ولم يؤمن بالقدر خيره وشره، وأنه كله بقضاء الله وقدره وأنكر البعث بعد الموت ، وترك أحد أركان الإسلام الخمسة، أو أشرك بالله في عبادته أحداً من الأنبياء والأولياء والصالحين ، وصرف لهم نوعاً من أنواع العبادة كالحب والدعاء ، والخوف والرجاء والتعظيم والتوكل ، والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة ، والذبح والنذر والإبانة والذل والخضوع والخشية والرغبة والرهبة والتعلق ، أو ألحد في أسمائه وصفاته واتبع غير سبيل المؤمنين، وانتحل ما كان عليه أهل البدع والأهواء المضلة، وكذلك كل من قامت به نواقض الإسلام العشرة أو أحدها...إرشاد الطالب
    لماذا نوالي المؤمنين ؟ ....
    1.لأن الله أمرنا بذلك ... كما سبق
    2.لأنهم يؤمنون بالله ورسوله وهم أولياء الرحمن
    3.لأنهم يحبون الخير لنا
    4.حتى نكون من حزب الله الغالب
    5.حتى نتذوق الإيمان ونظل في ظل عرش الرحمن
    لماذا نكره الكفار ؟
    1.لأن الله أمرنا بذلك
    2.لأنهم يكفرون بالله ورسوله
    3.لأنهم لا يودون أن ينزل علينا خير من الله
    انتبه .......
    *ومن صور موالاة الكفار أمور شتى ، منها :
    *التشبه بهم في اللباس والكلام .
    *الإقامة في بلادهم ، وعدم الانتقال منها إلا بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين .
    *السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس .
    *اتخاذهم بطانة ومستشارين .
    *التأريخ بتاريخهم خصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي .
    *التسمي بأسمائهم .
    *مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها .
    *مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة ، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد .
    *الاستغفار لهم والترحم عليهم .
    أسأل الله تعالى أن يصلح لنا ديننا ودنيانا إنه تعالى قريب مجيب الدعوات .....آمين .
    جمعه ورتبه

    عمرو محمد صالح

    غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات
    اسعافات قبل شعبان (3)
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?p=1060541555
    اسعافات قبل شعبان (2)
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=190651
    اسعافات قبل شعبان (1)
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=190359

  • #2
    رد: لمن ولاؤك ياترى ؟

    جزاك الله خيرا اخى الكريم
    ونسأل الله تعالى ان ينفع بكم
    اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

    تعليق


    • #3
      رد: لمن ولاؤك ياترى ؟

      بارك الله فيك اخى الحبيب
      وجزاك الله عنا خيرالجزاء
      لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
      كن أنت الشخص الذي عندما يراه الناس يقولون : " ما زالت الدنيا بخير "
      عذراً لتقصيرى؟؟

      بهدوووووووووووء

      تعليق


      • #4
        رد: لمن ولاؤك ياترى ؟

        المشاركة الأصلية بواسطة بحب أبا القاسم مشاهدة المشاركة
        ونبغض اليهود والنصارى والمشركون وكل من عادى رب الأرباب وملك الملوك ،
        نعتذر عن الخطأ اللغوي .....( ونبغض اليهود والنصارى والمشركين )
        اسعافات قبل شعبان (3)
        https://forums.way2allah.com/showthread.php?p=1060541555
        اسعافات قبل شعبان (2)
        https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=190651
        اسعافات قبل شعبان (1)
        https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=190359

        تعليق

        يعمل...
        X