""
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين النبى الأمى الأمين
صلى الله عليه وسلم
طبتم أخواني و طاب ممشاكم و تبوأتم من الجنة منزلاً
أما بعد؛
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين النبى الأمى الأمين
صلى الله عليه وسلم
طبتم أخواني و طاب ممشاكم و تبوأتم من الجنة منزلاً
أما بعد؛
أخواني الكرام جئتكم اليوم لأتحدث معكم عن موضوع في غاية الأهمية...
في وقت طغت فيه الشهوات و الشبهات - إلا من رحم ربي-، و أصبح الناس يتثاقلون طريق حب الله.....
في وقت أصبح الناس - إلا من رحم ربي- يريدون علواً في الأرض و في الدنيا .. و لا يبالون على المسارعة إلى حب الله و لا يبالون إن الله راض عنه أم ساخط !!...كل ما يهم أنهم على الدنيا محافظون..
في وقت ما ثبت فيه إلا القليلون ممن رحم الله من السائرين على طريق حب الله، فضلاً على أن يتغيروا للأحسن ...
في وسط كل هذا جئتكم لأحدثكم عن موضوع
" التغيير "
وفيها أطلق صيحة نذير لأن نتغير في حياتنا للأفضل و ألا نرضى بالهوان و الدون..يا أخواني مَن منا لا تهفو نفسه و لا يشتاق قلبه لأن يتقدم في حياته و يحقق أهدافه..
ياأخواني مَن منا لا يتوق لتلك السعادة الغامرة و تلك الراحة العارمة التي يُحسها بتحقيق أهدافه و طموحاته و أن يجد أن تعبه كلل على خير؟!
لكن هناك معوقات تحول أحد منا أن يحقق كل هذا...
فأثرت أن أكتب هذه الكلمات لعل الله أن ينفع بهذه الكلمات و يوصلها لقلب أي محب للتغيير...
ياأخواني مَن منا لا يتوق لتلك السعادة الغامرة و تلك الراحة العارمة التي يُحسها بتحقيق أهدافه و طموحاته و أن يجد أن تعبه كلل على خير؟!
لكن هناك معوقات تحول أحد منا أن يحقق كل هذا...
فأثرت أن أكتب هذه الكلمات لعل الله أن ينفع بهذه الكلمات و يوصلها لقلب أي محب للتغيير...
أُوجه هذه الرسالة إلى كل من :
1- الباعدين عن طريق حب الله من الأساس، الذين لم يفكروا يوماً أن يرضوا ربهم و يحبوه حق الحب و يعظموه حق التعظيم، و الذين لم يفكروا في أخراهم أبداً، التائهين في أودية الحياة، الباحثين عن السعادة و راحة البال و لا يعرفون أين يجدوها...
2- إلى المستقيمين على طريق حب الله، و لكنهم بعد تقدمهم إلى التغيير، ما لبثوا إلا أن عادوا إلى أدراجهم مرة أخرى، و بدأت سموم الجاهلية تصب في قلوبهم مرة أخرى...
3- إلى المستقيمين على طريق الله، و مريدي الثبات على هذا الطريق، و الخائفين من أن يدب في نفوسهم الفتور و الخمول فيتوقفون عن تنفس هواء حب الله، هواء السعادة الحقيقي، و يخافون من القعود و النكوس كما نكس بعض من قبلهم، فهم يريدوا رسالة إيمانية تبث فيهم روح الإيمان و تثبتهم...
دعني أربت على كتفك أخي الحبيب و أدعوك إلى التغيير، و لك أن تعلم أني و الله أني ما سطرت هذه الكلمات إلا أني أحبك في الله، صدقني يا أخي أني لا أريد لك إلا السعادة، لا تربطنا مصالح أو أي أمر من أمور الدنيا، فإني أحبك في الله لا غير، فهلا قدرت حبي هذا؟! ، فهلا اقتربت لتسمع كلام لتتغير و تثبت على طريق حب الله، أظنك أنك إن شاء الله ستتجيب..
أقول و بالله التوفيق؛
كل ما حولنا يتغير فلا حال يثبت في هذه الدنيا، تأتي الشمس و يغيب القمر، ثم ما نلبث إلا أن تغيب الشمس و يأتي القمر، الليل يأتي بعد النهار، الصغير يكبر، و الحي الذي كان بيننا يموت، لا ثبات هذا هو حال الدنيا...
و على الرغم أنه ليس من المتصور في هذه الدنيا الثبات على حال و أن هناك تغيير لازم و واضح لأي مشاهد، و لكن هناك تغيير للأفضل و هناك تغيير للأسو...
فالجديد يبلى، و الشاب يكبر، و له و قت يهرم، و حتما سيأتي وقت و يموت،تغير من قوة إلى ضعف، من الفتوة و القوة إلى القعود ...
ولكن هناك من يتغير للأفضل، فالصانع الناجح يجمع قطع صغيرة لا ترتبط بأي صلة ببعضها إلا في بعض الأشياء القليلة فيجمعها لتصبح أله عظيمة يبنهر بها الناس... أنه التقدم للأفضل..و كذا النجار في صنعه لمصنوعاته الخشبية، و الزارع في حلقه أنظر إلى تقدمه من غرس بذرة صغيرة في الأرض إلى محصول كبير، لن أطيل و لكن أتمنى أن يكون المعنى قد وصل..
و الشاهد من كلامي الذي أريد أن أوصله لكم أنك لن تستطيع أن تثبت على حالك فيومك أما في تأخر فتكون خسرت خسرانا كبيراً، و أما في تقدم فتكون قد ربحت ربحاً كبيراً..
أي أنك يا أخي الكريم أما أنك في تغير بالتقدم كل يوم عن سابقك، فأثبت على ذلك فإنك على خير كبير، و إما أنك في تغير بالتأخر في يومك عن سابقه فأنك على خطر عظيم، و ليس هناك فرض بالثبات على حال واحدة لأننا كما قلنا هذا الفرض لا يثبت أصلاً..
فيا أخي يا من تتغير للأسوأ أنا أبعث لك رسالة من نذير بأن تتغير للأحسن و إلا ....... ستُغير .....
قال الله تعالى:"إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ "[الرعد : 11] ....
قال الله تعالى:"ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ "[الأنفال : 53] ...
إن الله لا يغير نعمة أنعمها عليك إلا عندما تبدل أنت هذه النعمة ... عندما تغير أنت من نفسك للأسوأ ... عندما تُغضب ربك ... في هذه الحالة يُصب عليك غضب من الله.... يتمثل هذا الغضب في صور كثيرة هم و كرب و ضيق في الرزق و ضيق في الصدر ... ترى الذي بدل هذا لا يعرف طعماً للسعادة ... و لا يعرف طريقاً لراحة البال..
و جزاء من بدل نعمة الله عليه جزاءاً قاسياً عقاباً له على هذا التبديل و التغيير من حال نعمة من الله عليه بمنن كثيرة كخلقه مسلم و أن يولد في بيئة مسلمة، و إرشاده إلى عبادة الله وحده، فقال الله تعالى أخباراً عن من بدل نعمة الله عليه" " وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " [البقرة : 211]..
و قال الله تعالى :"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ " [إبراهيم : 7]
فمن شكر نعمة الإسلام التي منَّ الله عليه بها و أدي حقها بارك الله له في هذه النعمة و زاده من النعم ... و من كفر بهذه النعمة -الكفر هنا كفر النعمة، أي الجحود بنعمة الله- و غير نعمة الله وبدلها فإن عذاب الله شديد...
و في عقاب قاسي و زجر لمن بدل نعمة الله كفراً، وجه الله رسالة قاسية إليهم في محكم التنزيل، و الله أنها لتنزل على قلبي مثل الصاعقة، أنظر ماذا قال الله :"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ " [إبراهيم : 28] ....
فبتبديلك يا أخي لا تخسر نفسك فقط بل تكون سبباً في هلاك من حولك... فأحذر يا من تبدل نعمة الله .. و أعلم أنك على خطر عظيم..
و لاحظوا أخواني الزجر الشديد في هذه الآيات، حتى أن الله لم يحدد عقاباً خاصاً لتغيير نعمة الله .... لاحظوا أن الله قال لهم في معرض الآيات التي ذكرناها.. "إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"، "فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"، و غيرها فإن الله ترك تحديد العقاب له لأن عذاب من بدل هذا سيكون شديداً، و هذا إن دل لا يدل إلا على جسامة هذا التبديل و هذا التغيير الذي أحدثه هذا الشخص خسر به نفسه قبل أن يخسره مجتمعه...
فيا حبيبي في الله، و يا من منَّ الله عليك بالإسلام و نعمة التوحيد، و يا من تبحث عن السعادة الحقيقية، ألم تمل بعد من التغير للأسوأ ، ألم يأن لك أن تتغير للأفضل، جرب أن تُغير من نفسك و جرب أن تتنعم بحب الله لتنعم بالسعادة و راحة البال الحقيقية ....
انظر ماذا قال الله إخباراً عن قوم سيدنا يونس:" قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ" [يونس : 98]
أنظر يا أخي الكريم ... " لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ " ... لما أمنوا بالله و وحده حق التوحيد، و أحبوه حق الحب، و قدروا الله حق قدره.. كشف عنهم ما هم فيهم ...
فيا أخي هي خطوة تخطوها بصدق في حب الله تجعلك ممن يكشف الله عنهم عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة، تتخلص من همومك و مشاكلك و ضيق قلبك، و تستبدل ذلك بحب الله و بسعادة و براحة بال لا يُحسها إلا من ذاقها...
و السؤال المهم الآن :(( يعني و أنا هاتغير لأيه بالضبط))
إلى ما يرشدك إليه الله يا حبيبي في الله، فالله يرشدك لمصلحتك في الدنيا و الآخرة، و إلى طريق الفلاح و النجاح..
أليس الله يعلم ما يُصلحني و ما يُصلحك..
والله أني ذات مرة جلست مع طفل لم يبلغ بعد السادسة كنت أُحدثه عن أن حب الله، و قلت له إن الله يعلم عنا كل شيء، و الله قال لي هو مستغرباً استغراباً شديداً كأني أقول له كلاماً غريباً، قال لي بالحرف :(( أكيد ربنا عارف حالنا، مش هو اللي عاملنا، اللي بيعلم حاجة عارف كل حاجة عنها)) ، قلت له ماشاء الله عليك، بارك الله فيك، و فرحت من قلبي و قلت أنها الفطرة السوية..
وهذا ما قاله الله أخباراً أنه يعلم كل شيء عنا ما يسعدنا و ما يجعلنا أشقياء و ما ينفعنا و ما يضرنا :" أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" [الملك : 14]... اللطيف يعلم ما لطف و خفى .. و لطفه هذا لم تأتي عن جهل بل من رب خبير ..
و قال الله : " هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ؟!" [النجم : 32]
فحين يخبرنا الله أن السعادة في شيء معين ، وتخبرنا نفوسنا بل وكل البشر أن السعادة في خلافه فإننا نقدم قول الله .. فقال : لا شك في ذلك...
إذن أين السعادة
تعال بنـا نتصفح كتاب الله نبحث عن طريق السعادة ..
يقول الله : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه : 124] وفي الآية أوضح دليل على أن المعاصي هي طريق الضنك والشقاء وبمفهوم المخالفة فإن الطاعةهي طريق السعادة و الهناء .
ويقول الله : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [النحل : 97] وهذه الآية تؤكد ما أفادته الآية السابقة.
ويقول الله : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)[طه : 123]
ويقول أيضًا : (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )[البقرة : 38] ..
يعد الله من اتبع هداه المتمثل في كتابه وسنة رسوله بأنه سيكون أسعد وأهدى الناس في الدنيا والآخرة ولاخوف عليه ولاحزن لديه لا في دنيا ولا في آخره .والله لا يخلف الميعاد ومن أصدق منه سبحانه قيلا.
لذا فإن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – كان يقول : " من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية " ..
ونخلص مما سبق إلى أن الله قد أرشدنا إلى أن السعادة والمتعة في تحقيق العبودية له والاستقامة على طريقه .
أُلخص من هذا كله أخواني؛ خطورة أن نتغير للأسوء، و ضرورة التغيير للأفضل، والتغيير إلى الأفضل المقصود في التقدم في طريق حب الله، و يجب أن نسلم أن الله لن يضيعنا، و هو الذي يرشدنا إلى كل خير و ينهانا عن كل شر، و أن نثق في وعد الله، ثم نقدم التضحيات اللازمة للوصول إلى هذا التغيير...
و ما قدمناه في هذا الموضوع كانت المشكلة
نتنظر تعليقاتكم لحل هذه المشكلة
وإن شاء الله سيتم وضع حل للمشكلة غداً
جزاكم الله خيراً لحسن مروركم
كتبه
الفقير إلى الله
أبوهُريرة المصري
14 صفر 1431
الفقير إلى الله
أبوهُريرة المصري
14 صفر 1431
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
===> لا ترحلوا و انتظروا في الرد القادم لي حل المشكلة..
تعليق