إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طاغوت الوثنية ( الوطن و الوطنية وحكمها )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طاغوت الوثنية ( الوطن و الوطنية وحكمها )

    الوطن والوطنية

    الوطن يكون طاغوتا ومعبودا من دون الله عندما يُعقد الولاء والبراء على أساس الانتماء إليه ولحدوده، وتقسم الحقوق والواجبات على هذا الأساس. بحيث إن من كان ينتمي للوطن ويسكن داخل حدوده فله كل الحقوق والموالاة ولو كان من أكفر الكافرين، ومن كان لا ينتمي إلى الوطن من حيث السكنة والجنسية فليس له شيء من الحقوق التي تحق لذلك المواطن الكافر ولو كان من أتقى أهل الأرض وأفضلهم..!!

    و من صور ذلك، الوحدة الوطنية التي تُردد على ألسنة الطواغيت وكثير من الناس المخدوعين، والتي يُراد منها تحالف الأحزاب والفرق الوطنية جميعها، الصالح منها والطالح، وتوحيد صفها في مواجهة التحديات التي تواجه الوطن، فالوطن : محور الهتماماتهم، والغاية العظمى التي تجتمع عليها جهودهم..!!
    جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : إن من لم يفرق بين اليهود والنصارى وسائر الكفرة وبين المسلمين إلا بالوطن، وجعل أحكامهم واحدة فهو كافر السؤال الثالث من الفتوى رقم 6310، 1/145..

    قلت : هو كافر لكونه أشرك الوطن مع الله تعالى في الولاء والبراء، وجعل الاعتبار في ذلك هو الوطن والتراب وليس العقيدة والدين، وهذا مفاده رد إبطال كثير من النصوص الشرعية التي تنص على وجوب عقد الولاء والبراء في العقيدة والدين.

    و من غلو القوم في تعظيم الوطن وتأليهه من دون الله عز وجل أن جعلوه - من خلال التربية والتثقيف ووسائل الإعلام - غاية لكل عمل صير يقوم به الإنسان، فهم يجاهدون في سبيل الوطن ! ويتبرعون في سبيل الوطن ! ويموتون في سبيل الوطن ! ويعادون ويسالمون في سبيل الوطن.. وغير ذلك مما لا يجوز فعله إلا أن يكون في سبيل الله وحده، والغاية منه مرضاة الله عز وجل.

    كما في صحيح البخاري، أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله قال : "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

    و هذا تعبير يفيد الحصر، أي أن القتال المحبوب شرعا هو القتال الذي تكون الغاية منه محصورة في إعلاء كلمة الله في الأرض، وما سواه فإنه قتال باطل لأن غاياته باطلة، وهو في سبيل الطاغوت، كما قال تعالى : الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت سورة النساء، الآية : 70.،

    فهما قتالان - لا ثالث لهما - إما قتال في سبيل الله وحده، وإما قتال في سبيل الطاغوت، حيث لا خلط بينهما ولا التباس، وكل قتال ليس في سبيل الله وحده فهو في سبيل الطاغوت.

    فإن قيل : كيف نوفق بين ما تقدم من كون المرء لا يجوز له أن يضحي ويقاتل في سبيل الوطن، وبين كون الدفاع عن أرض الإسلام وأوطان المسلمين واجب شرعي وفرض على المسلمين القيام به؟

    و كذلك كون المرء الذي يقتل دون ماله وعرضه ومظلمته فهو شهيد ؟

    أقول : لا تعارض بين الأمرين ولله الحمد ، فهناك فرق بين أن يقاتل دفاعا عن شيء في سبيل الله وإعلاء لأمره وحكمه، وأن يقاتل دفاعا عن شيء في سبيل هذا الشيء، وحمية له من دون أن يرد الأمر إلى الله عز وجل، فالأول هو الذي شرعه الإسلام وأمر به، وهو من أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه، وأما الثاني فهو باطل وشرك لأنه يتضمن صرف الأعمال لغير الله تعالى.

    و كذلك هناك فرق بين حب الأوطان والحنين إليها وهو مشروع، وبين أن يعقد الولاء والبراء على أساس الانتماء لهذه الأوطان، وأن تكون غاية تصرف في سبيلها الأعمال، وهذا لا يشرع لما يتضمن من إشراك الأوطان مع الله تعالى كما تقدم، حيث إن كثيرا من الناس يخلطون بين الأمرين!!.

    فمكة كانت أحب بقاع الأرض إلى قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن الله أحب وأجل وأعز وأعلى، ولما حصل الاختيار بين الإقامة في الوطن الحبيب مسقط الرأس ومنبت الطفولة والشباب وبين الهجرة إلى الله إلى دار الإسلام حيث يثرب المدينة المنورة، فقد آثر مرضاة الله تعالى والهجرة إليه، وعلى دربه هذا سار الصحابة والتابعون، ونحن على آثارهم سائرون ومقتدون.

    ـ تنبيه هام :
    اعلم أن الله تعالى غاية عظمى لا تعلوه ولا تُقدم عليه غاية وهذا حقه عليك يا عبد الله، فإذا حصل الاختيار بين الله تعالى وبين الأوطان والأهل والعشيرة والمال وغير ذلك من زينة الحياة الدنيا وفتنتها، فالمختار والمُقدم هو الله سبحانه وتعالى، فكل شيء في سبيله يهون ويرخص، وفي سبيل غيره كل شيء يعز ويسمو…

    فغيرنا يضحي في سبيل الطاغوت و لا يبالي، فنحن أولى في أن نضحي ونستميت في سبيل الله وحده، وبخاصة أننا نرجو من الله ما لا يرجون. وهذا من بدهيات لوازم الإيمان والتوحيد، الذي يجب على كل مسلم أن يدركه وينتبه إليه، وإلا فإن دعواه الإسلام زعم لا حقيقة له.

    قال تعالى : قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين سورة التوبة، الآية : 24.. والمراد بالفسق هنا الفسق الأكبر المخرج عن الملة، هذا ما تقتضيه مناسبة الآية، والنصوص الشرعية الأخرى ذات العلاقة بالموضوع.

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

  • #2
    رد: طاغوت الوثنية ( الوطن و الوطنية وحكمها )


    بارك الله فيك اخى الحبيب
    اللهم اغفر لنا والمسلمين اجمعين
    لا اله الا انتا سبحانك انى كنت من الظالمين
    كن أنت الشخص الذي عندما يراه الناس يقولون : " ما زالت الدنيا بخير "
    عذراً لتقصيرى؟؟

    بهدوووووووووووء

    تعليق

    يعمل...
    X