إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإتجاهات الإسلامية المعاصرة ونظرتها إلى سبيل التمكين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإتجاهات الإسلامية المعاصرة ونظرتها إلى سبيل التمكين

    إتجاهات الإسلامية المعاصرة ونظرتها إلى سبيل التمكين
    دراسة تحليلية لعوامل الضعف والقوة في هذه الإتجاهات المنتوعة

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى أهل بيته الطيبين وأصحابه السابقين الأولين ومن إتبعهم باحسان إلى يوم الدين .
    إن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى ، وإنما توعدون لصادق وما أنتم بمعجزين .
    ثم أما بعد
    في البداية إن هذه الدراسة العلمية تهدف إلى الوقوف على الوسائل والأساليب والأنماط التي تتبناها الإتجاهات الإسلامية المعاصرة في طريقها لتحقيق التمكين والإستخلاف ومدي جدواها وجديتها وأهم النتائج الملموسة التي حققتها على أرض الواقع ، ومدى إلتزامها بالمعايير المعصومة في مناهجها ووسائلها وتطبيقاتها السلوكية على المستوي الفردي والجماعي ، وما هي سبل التصحيح والتقويم وطرق الإصلاح ومقاييس النجاح ومعدلات الإنجاز المتمثلة في الثمرات التي حصدتها هذه الدعوات ومردودها على الفرد والمجتمع ، وأهم العوائق التي تحول بينها وبين الوصول إلى تحقيق أهدافها ، ثم في الختام نعرض أهم الحلول العلمية والعملية في معالجة جوانب القصور عند هذه الإتجاهات و نضع الأسس الشرعية التي من خلالها تتوحد جهود المخلصين الصادقين في ميدان الدعوة الإسلامية .
    وأنا هنا سوف أعرض جانب بسيط من هذه الدراسة وهو خلاصة هذا البحث الذي ادعوا الله أن أكون وفقت فيه لما يخدم مصلحة الإسلام والمسلمين .
    الباب العاشر
    الحلول العلمية والعملية في معالجة جوانب القصور عند هذه الإتجاهات والأسس الشرعية التي من خلالها تتوحد جهود المخلصين الصادقين في ميدان الدعوة إلى الله لتكون كلمة الله هي العليا .

    1- الدراسة العلمية التي تتسم بالمنهجية الوسطية في التربية والإعتقاد ، وتتدرج في التطبيقات العملية حتى تصبح أنماط سلوكية متجددة بتجدد الأيمان في القلوب ، وراسخة في ثبات وشموخ بيقينها في موعود خالقها ومطمئنة وساكنة بوثوقها لما في يد ربها وما أعده لها ، فهي تسير وفق منهجية خالقها المتجسدة في سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من خلال التربية العملية التي ربى بها أصحابه حتى أصبحوا النموذج والقدوة لمن سلك طريق الجهاد بكافة أشكاله الشرعية المنضبطة بفقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتكون كلمة الله هي العليا قال تعالى و( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
    2- تربية الفرد على التجرد لله من كل نوازع وشواغل النفس الإنسانية وهجرته لشهواتها وأهوائها التي تحيد بقلبه عن طريق الله المستقيم وتتعدى بجوارحه حدود ما حرم الله عليه قال تعالى ( تذكية النفوس ) وغرس المعاني الإيمانية والمبادئ والقيم الأخلاقية التي هي أساس التعامل في الشريعة الإسلامية وتعهدها بالتصحيح والإصلاح عن طريق التوبة المتجددة والتجربة العملية في ميدان الحياة التي تظهر أمامك مواطن الخلل القيمي والأخلاقي في شخصيتك ، لذلك عليك بأن تجعل لنفسك مرآة بشرية صالحة مصلحة ترشدك إلى تصحيح أخطائك وتعينك على كشف حقائق هذه النفس ومعالجتها بالطرق الربانية التي تحي الروح ولا تظلم البدن . (وهذا هو منهج التخلية والتحلية )
    3- توحيد الجهود في إطار من الشرعية والتعاون على أساس التكامل في بناء جسد الأمة وسد الصغور و الذب عن حياض هذا الدين بكل ما يمتلك الفرد من إمكانات مادية وبشرية والوقوف صفا واحدا في مواجهة التحديات التي تزول منها الجبال ومناصرة ومؤازرة أهل الحق وأولياء الرحمن وموالاتهم في نصرة هذا الدين قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } وقال تعالى ( وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وقال تعالى { الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) } قال تعالى (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (41) قيل أن خفافا أي شبابا وثقالا أي شيوخا
    { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) }

    قد يقول قائل إنما هذه الآيات كانت في حق المهاجرين والأنصار وبفتح مكة انتهت الهجرة أما الجهاد فهو الفريضة الضائعة منذ زوال الخلافة العثمانية وما يحدث الآن من وجود بعض الصحوات الجهادية بما فيها من أخطاء شرعية لا تعبر بأي حال من الأحوال عن الصورة الصحيحة للجهاد الإسلامي إلا بعض الاستثناءات كالذين يجاهدون في فلسطين والشيشان وأفغانستان وأهل السنة في العراق والصومال ومن على شاكلتهم !!
    أقول لهم أولا إن مفهوم الهجرة أشمل من ذلك وأعم قال تعالى ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا : فيم كنتم ؟ قالوا : كنا مستضعفين في الأرض ، قالوا : ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ؟! فأولئك مأواهم جهنم و ساءت مصيرا . إلا المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان لا يستطيعون حيلة و لا يهتدون سبيلا . فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم و كان الله عفوا غفورا ، و من يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما ( أي تحولا ) كثيرا و سعة ، و من يخرج من بيته مهاجرا إلى الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله و كان الله غفورا رحيما )* ( النساء 97 - 100 ) . قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 1 / 542 ) : " نزلت هذه الآية الكريمة عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين ، و هو قادر على الهجرة ، و ليس متمكنا من إقامة الدين ، فهو ظالم لنفسه ، مرتكب حراما بالإجماع ، و بنص هذه الآية " .
    وقد صرح بذلك الإمام القرطبي ، فقال في " تفسيره " ( 5 / 346 ) : " و في هذه
    الآية دليل على هجران الأرض التي يعمل فيها بالمعاصي ، و قال سعيد ابن جبير :
    إذا عمل بالمعاصي في أرض فاخرج منها ، و تلا : *( ألم تكن أرض الله واسعة
    فتهاجروا فيها ؟ )* " . و هذا الأثر رواه ابن أبي حاتم في " تفسيره " ( 2 / 174
    / 1 ) بسند صحيح عن سعيد . و أشار إليه الحافظ في " الفتح " فقال ( 8 / 263 ) :
    " و استنبط سعيد بن جبير من هذه الآية وجوب الهجرة من الأرض التي يعمل فيها
    بالمعصية " .
    والدليل من السنة ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال (ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم تقذرهم نفس الله وتحشرهم النار مع القردة والخنازير ) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
    قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ قَالَ أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ رواه النسائي وأحمد وصحح الباني
    عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ صحيح البخاري والنسائي واحمد
    عَنْ مُعَاوِيَةَ قَال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ وَلَا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا رواه أبو داود وأحمد البيهقي في السنن الكبري الجزء التاسع والمعجم الكبير للطبراني ، سنن الدارمي ومسند أبو يعلى وصحح الألباني في السلسلة الصحيحة
    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّعْدِيِّ قَالَ وفَدْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ أَصْحَابِي فَقَضَى حَاجَتَهُمْ وَكُنْتُ آخِرَهُمْ دُخُولًا فَقَالَ حَاجَتُكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الْكُفَّارُ رواه النسائي ولفظ أحمد قَالَ لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا دَامَ الْعَدُوُّ يُقَاتَلُ وصحح الألباني في السلسلة الصحيحة
    بعض أقوال أهل العلم
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الحديثين المذكورين ، و أنه لا
    تعارض بينهما ، فقال في " مجموع الفتاوى " ( 18 / 281 ) : " و كلاهما حق ،
    فالأول أراد به الهجرة المعهودة في زمانه ، و هي الهجرة إلى المدينة من مكة و
    غيرها من أرض العرب ، فإن هذه الهجرة كانت مشروعة لما كانت مكة و غيرها دار كفر و حرب ، و كان الإيمان بالمدينة ، فكانت الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام
    واجبة لمن قدر عليها ، فلما فتحت مكة و صارت دار الإسلام و دخلت العرب في
    الإسلام صارت هذه الأرض كلها دار الإسلام ، فقال : " لا هجرة بعد الفتح " ، و
    كون الأرض دار كفر و دار إيمان ، أو دار فاسقين ليست صفة لازمة لها : بل هي صفة
    عارضة بحسب سكانها ، فكل أرض سكانها المؤمنون المتقون هي دار أولياء الله في
    ذلك الوقت ، و كل أرض سكانها الكفار فهي دار كفر في ذلك الوقت ) وقد أفاض شيخ الإسلام في ذلك ، حيث لم يدع مجالا لأي إنسان أن يأتي بجديد

    قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (و قد يظن بعض الجهلة من الخطباء و الدكاترة و الأساتذة ، أن قوله صلى الله عليه وسلم : " لا هجرة بعد الفتح " <1> ناسخ للهجرة مطلقا ، و هو جهل فاضح بالكتاب و السنة و أقوال الأئمة ، و قد سمعت ذلك من بعض مدعي العلم من الأساتذة في مناقشة جرت بيني و بينه ، فلما ذكرته بالحديث الصريح في عدم انقطاع التوبة المتقدم
    بلفظ : " لا تنقطع الهجرة .. " إلخ .. لم يحر جوابا ) أ.هـ

    وذكرتفصيل ذلك فضيلة الشيخ محمد حسان في شريط له بعنوان الهجرة والشيخ المحدث أبي اسحاق الحويني في عدد من الدروس
    يقول أ.د/محمد رفعت سعيد ( مفاهيم إسلامية )
    ( وسميت المدينة بدار الهجرة والسنة كما فى صحيح البخارى، وصارت الهجرة إليها من سائر الأنحاء الأخرى التى بلغها الإسلام تقوية للدولة إلى أن قال النبى صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة ودخول الناس فى دين الله أفواجأ: "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية واذا استنفرتم فانفروا"(متفق عليه) وبقى معنى الهجرة فى هجر مانهى الله عنه
    وبقت تاريخا للأمة.

    أما الجهاد فهو سنة ماضية في هذه الأمة إلى يوم القيامة وهو على وجوه عدة أعلها منزلة هو ميدان جهاد الكافرين بالنفس والروح لتكون كلمة الله هي العليا والجهاد بالمال والجهاد في طلب العلم وإظهار الحق وتوضيح الدين وتقوية عرى الإيمان في قلوب العباد وهذا هو ميدان الفكر المستنير بنور الله وسنة رسوله والجهاد في إبطال البدع والمحدثات وكشف زيغ المعاندين والملحدين الذين ينعقون مع كل ناعق ويهرفون بما لا يعرفوا ويسعون في الأرض فسادا ويحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا ، قال تعالى (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)
    ومعلوم أن النفرة لا تكون إلا في الجهاد قال الطبري (لأن "النفر" قد بينا فيما مضى، أنه إذا كان مطلقًا بغير صلة بشيء، أنَّ الأغلب من استعمال العرب إياه في الجهاد والغزو. )ومع ذلك جعل الله طائفة من العلماء الذين يعلمون الناس الخير وينذرون قومهم إذا رجعوا من ساحة الجهاد تتخلف لتتعلم العلم وتعلمه لأبنائهم المجاهدين وتكون منذرا وواعظا ومبشرا لهم إذا رجعوا إليهم ، فجعلهم مشاركون لهم في الأجر والثواب

    وذكر الشيخ محمد حسان تفصيل ذلك في شريط له بعنوان الجهاد سنة باقية
    والشيخ المحدث أبي اسحاق الحويني في عدد من الدروس

    4- إن العصر الذي نعيش فيه قد إتحدت جميع قوي الشر والفساد وأحكمت سيطرتها على كافة مؤسسات المجتمع وتوجيه نظمه إلى ما يخدم أهدافها ويراعي مصالحها ويحافظ على إستقرارها وإستمراريتها بصورة متطورة وفي منظومة علمية مدروسة لا يستطيع أي إتجاه إسلامي منفرد إختراقها أو عرقلة مسيرتها نحو تحقيق أهدافها وفقا لمعتقدها العلمانية التي تبيح لها إستخدام كافة الوسائل والأساليب في القضاء على خصومها من الإتجاهات الإسلامية المعاصرة وضرب بعضها ببعض للقضاء على أي محاولة تغيير تمس إستراتيجيتها في بسط هيمنتها على مؤسسات المجتمع وأنظمته الحساسة ، لذا وجب علينا أن نستنهض الخطى في سبيل وحدة الصف المسلم تحت راية واحدة وعمل إسلامي متكامل في تنوعه ، متفق في مبادئه ومنهجه .
    5- وحدة الهدف ووحدة الوجهة وتجريد النية وإخلاص العمل وإعداد الكوادر في شتى ميادين الدعوة إلى الله ، المتابعة والمراجعة والتقويم المستمر لمسار الدعوة .
    6- الإهتمام بتربية النشئة وغرس معاني العبودية والإستسلام لله ورسوله والإنقياد لهم بالطاعة وتحقيق معنى التقوي والإحسان في جميع أعمالهم السلوكية .
    7- تربية الطفل المسلم منذ الصغر على محبة كتاب الله وحفظه والعمل بأدابه ومدارسة أحاديث رسول الله وجعلها منهجا سلوكيا في تصرفاتهم اليومية
    8- غرس عقيدة التوحيد وإفراد الله بالعبودية والألوهية وتحكيم شريعته واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، داخل المحيط الأسري والمجتمعي ، بحيث يصبح سمه ثابتة وأصل راسخ في كافة التعاملات مع المجتمع بشكل عام والبيئة المحيطة بشكل خاص
    9- عدم الخضوع لضغط المجتمع الفاسد أو التعامل معه بنفس أساليبه أو محاكاته وتقليده في سلوكياته ومعاملاته التي تتصادم مع المنهج المعصوم بل الصدع بالحق مع فقه الواقع المعاصر في تغييره حسب التدرج والاولويات ( الأمثلة موجودة في أصل البحث ولم تذكر لعدم الإطالة )

    10- ومن أهم سبل التصحيح وطرق التمكين هو أن تضع العلماء والقادة في نصابهم الشرعي المحمود فلا غلو ولا تفريط ، فلا عصمة لأحد من البشر بعد رسول الله ولا تقديس للأشخاص فلا طاعة مطلقه إلا لله ورسول الله ، وما دونهم يأخذ منه ويرد عليه حسب موافقته للمنهج المعصوم ، ولا يعني ذلك أن نزهد في العلماء أو نقلل من شأنهم ، فهم ورثة الأنبياء بما اتاهم الله من علم وخشية وفضلهم على سائر خلقه وأعلى من شأنهم بعبوديتهم له فقال سبحانه ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) وفضلهم على من سواهم فقال في محكم التنزيل (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) فلا يستوي العلماء مع من دونهم من البشر لقوله تعالى { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ }الذين يعملون بما أنزل الله على رسوله من الوحي ، فإن العلماء ورثة الأنبياء ، والأنبياء ما ورثوا درهما ولا دينارا ، وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر من ميراثهم
    وجعلهم في الأخرة في أعلي الدرجات قال تعالى { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث : منها علم ينتفع به من بعده »، فالعلماء أحياء وإن واراهم التراب فعلمهم باقي يضيء بنوره المستمد من نور الله قلوب الناس فيهديهم إلى طريق الله المستقيم ويحيي في قلوبهم الإيمان بتباعهم نور القرآن وهدي رسول الرحمن قال ربي{ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } أما تري علم العلماء العاملين الربانيين وسيرتهم بين الناس لم تزل موجودة إلى يومنا هذا طوال الشهور والسنين ، آثارهم محمودة وطريقتهم مأثورة ، وذكرهم مرفوع ، وسعيهم مشكور ، إن ذكروا في المجالس ترحم الناس عليهم ودعوا لهم ، وإن ذكرت الأعمال الصالحة والآداب العالية فهم قدوة الناس فيها قال تعالى ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) فعلمه وسيرتهم سراجا منيرا وقمرا مضيء لمن كان له قلب أو أراد النجاة بصدق
    ومقصدي من هذا العنصر هو عدم الغلو في العلماء لأن هذا الغلو كان من أهم أسباب كفر النصارى كما في حديث عدي بن حاتم
    فلا ينبغي تقديم قولهم ورأيهم على قول الله ورسوله قال تعالى ( يا ايها الذين أمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله )
    وعليك أخي المسلم الموحد أن تتخير بميزان العلم لمن تتعلم منهم ولمن تسمع لهم فهم المبلغون عن ربهم وكم من مريد للخير لا يبلغه ،
    أكتفي بهذا القدر وأكمل في لقاء أخر إن شاء الله وقدر ، وأنوه بأنني لم أضع المراجع كاملة وأخذت من كل عنصر مختصره ولم أذكر كل الأيات والاحاديث في كل نقطة وذلك للإختصار وعدم الإطالة ، وسوف يصدر إن شاء الله عن قريب هذا البحث كاملا بعد مراجعته مع علمائنا .
    من أقوال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
    خير الغنى غنى النفس وخير الزاد التقوى
    وشر العمى عمى القلب
    واعظم الخطايا الكذب
    وشـر المكاسب الربا وشر المآكل اليتيم
    ومن يعف يعف الله عنه ومن يغفر يغفر الله له

  • #2
    رد: الإتجاهات الإسلامية المعاصرة ونظرتها إلى سبيل التمكين

    جزاك الله كل خير
    كن أنت الشخص الذي عندما يراه الناس يقولون : " ما زالت الدنيا بخير "
    عذراً لتقصيرى؟؟

    بهدوووووووووووء

    تعليق

    يعمل...
    X