بالتوازي مع الحملات الداخلية ضد المحجبات في الوطن العربي، نرى الدراسات الغربية تثبت للحجاب فوائده العديدة، ودوره في الحفاظ على الفتيات من الانحلال والانحراف الأخلاقي، وما يترتب عليه من أمراض صحية خطيرة.
واللافت أن الغرب هو منبع كل الأفكار والدعوات التي تحرض المرأة في المجتمع المسلم على التمرد على دينها وقيمها. ومع هذا فإننا نجد الباحثين الغربيين هم الأكثر موضوعية وحيادية من بعض المحسوبين على الباحثين في بلادنا.
وتشيرالدراسة الحديثة التي توصلت إليها جامعة «هارفارد» الأمريكية ونشرتها وسائل الإعلام إلى «أن الحجاب واحتشام المرأة وتمسكها بدينها؛ هو السبب في ابتعادها عن الانحلال الخلقي، والأمراض الخطيرة السائدة في المجتمعات الغربية».
وفي الدراسة التي أعدها الدبلوماسي الأمريكي «تيموثي سافيج» في وقت سابق، ونشرتها مجلة «ذي واشنطن كوارترلي» تحت عنوان «أوروبا والإسلام.. الهلال المتنامي وصدام الثقافات»، يؤكد سافيج: «أن الوجود الإسلامي شهد تحولاً في أوروبا من مجرد عمال مهاجرين إلى أقلية مسلمة».
وتؤكد الدراسة أنه على الرغم من تزايد عدد حاملي الجنسية الأوروبية، فإن الشباب المسلم في أوروبا يبدي تمنّعاً ملحوظًا عن الذوبان في المجتمع الأوروبي بقيمه العلمانية، بل إن هؤلاء الشباب أظهروا تمنّعًا لم يبدِه حتى آباؤهم وأجدادهم القادمون إلى أوروبا. وبقدر ما يبدي الشباب المسلم اليوم إيجابيةً في الاندماج في المجتمع الأوروبي، ويحترم التصورات الوطنية والمعايير القومية، فإنه يميل في نفس الوقت إلى التعبير عن هويته الثقافية الإسلامية، والتزامه بالتوجهات العامة لدينه.
وينظر الكثيرون منهم إلى أن الاندماج الكامل مع المجتمعات الأوروبية من شأنه أن يسلبهم هويتهم الثقافية، بل يعتقدون أن هذا هو الثمن الذي تطلبه الحكومات الأوروبية للتعايش معهم.
وبحسب مصادر صحفية، فقد كشفت دراسات حول هذا الموضوع أن الأجيال المسلمة من الجيل الثاني والثالث أقل قابليةً للانصهار في المجتمعات الأوروبية من الآباء المهاجرين السابقين. وتشير الدراسة إلى الضجة والإصرار اللذين عبرت عنهما الشابات المسلمات؛ تمسكاً بغطاء الرأس أو الحجاب. ولقد ساهم التمييز في المجتمعات الأوروبية - في مجالات التشغيل والتعليم والسكن وحتى في مجال ممارسة الشعائر الدينية - في تحصن الشباب المسلمين وفرارهم إلى الإسلام كعلامة ومعقل للهوية صلب.
تعليق