إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حق المسلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حق المسلم

    حق المسلمإن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة فكشف الله به الغمة، وجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته ورسولا عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من استن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.
    أما بعد ..
    فحياكم الله جميعاً أيها الأخوة الأخيار وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم جميعاً وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله العظيم الحليم الكريم وجل وعلا الذى جمعنا فى هذا البيت المبارك الطيب على طاعته، أن يجمعنا فى الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى فى جنته ودار كرامته، إنه ولى ذلك والقادر عليه.
    أيها الأحباب يوم أن أنحرفت الأمة عن كتاب ربها وسنة نبيها وقعت فى هذا الانفصام النكد بين منهجها المنير وواقعها المؤلم المرير، فلقد شوه المسلمون الإسلام بقدر ما ضيعوا من تعاليميه وحقوقه، وابتعدوا عن المصطفى بقدر ما ضيعوا من سنته وأخلاقه، والداعية الصادق الأمين- أسأل الله أن نكون منهم بمنه وكرمه- هو الذى لا يغيب عن أمته ولا تغيب عنه أمته بآلامها وآمالها.
    ولو قلبت صفحت التاريخ كلها لن نجد فيها زماناً قد ضاعت فيه حقوق الإسلام كهذا الزمان وهذه الأيام، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، فأحببت أن أذكر أمتى لعلها أن تسمع من جديد عن الله عز وجل، ولعلها أن تسمع من جديد عن رسول الله ، ولعلها أن تحول هذا المنهج المنير فى حياتها إلى منهج حياة وتردد مع الصادقين السابقين الأولين قولتهم الخالدة: { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (285) سورة البقرة.
    ونحن اليوم بإذن الله تعالى مع حق كبير ألا وهو حق المسلم وأسمحوا لى أن أفرد فى هذا الموضوع الجليل لقاءين متتاليين لخطر الموضوع من ناحية ولضياع حق المسلم فى مجتمعات المسلمين من ناحية أخرى وسينتظم حديثى مع حضراتكم فى حق المسلم فى محورين أثنين:
    الأول: حق المسلم فى المجتمع.
    الثانى: حق المسلم على المسلم.
    أولاً: حق المسلم فى المجتمع:
    دعونا نبدأ بحق المسلم على المجتمع الذى يعيش فيه وكما تعودت حتى لا ينسحب بساط الوقت سريعا من تحت أقدامنا فسوف ينتظم حديثى مع حضراتكم فى هذا الموضوع الجليل فى الناصر المحددة التالية:
    أولاً: سمات المجتمع المسلم.
    ثانيا: حق الحياة.
    ثالثاً: حرمة المال.
    رابعاً: حرمة العرض.
    فأعيرونى القلوب والأسماع، فإن هذا الموضوع من الخطورة بمكان أدعو الله أن أكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (18) سورة الزمر.

    أولا:سمات المجتمع المسلم:
    أحبتى الكرام:
    إن المجتمع المسلم الذى شاد القرآن الكريم صرحه الشامخ، وأرسى لبناته وقواعده نبينا المصطفى كان مجتمعاً فريداً فى كل شئ فهو مجتمع له أدب فريد مع الله جل وعلا، يقول على أساس العبودية لله جل وعلا امتثالاً عملياً لقوله عز وجل: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } (162، 163) سورة الأنعام.
    وهو مجتمع له أدب فريد مع رسول الله يقوم على أساس الإيمان الصادق والاتباع الصحيح والمحبة الكاملة لرسول الله امتثالاً عملياً من أفراد هذا المجتمع الكريم كما قال الله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (65) سورة النساء.
    وهو مجتمع له أدب فريد مع نفسه، مجتمع تصان فيه الحرمات، مجتمع لا تتبع فيه العورات، مجتمع لا تنتهك فيه الأعراض، أحاطه القرآن الكريم بسياج من الفضائل الكريمة والمشاعر النبيلة، لا فضل فى هذا المجتمع لعربى على أعجمى ولا لأبيض على اسود، بل لا فضل لأحدهم إلا بالتقوى والعمل الصالح كما قال جل وعلا: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) سورة الحجرات.
    وهو مجتمع له أدب فريد مع الغير: والحق ما شهدت به الأعداء فها هو غتافلوين يكون منصفاً للحق قبل أن يكون منصفاً للإسلام والمسلمين يقول: لم تعرف الأمم فاتحين راحمين متسامحين كالمسلمين، ولم تعرف الأمم ديناً سمحاً كدينهم.
    وأما ما يروج له الغرب الآن من أن الإسلام هو دين التطرف والإرهاب، وأن المسلمين قد أكرهوا غير الملمين فى الدخول إلى الإسلام بقوة السيف فهذا فراء وافتراء يغنى بطلانه عن إبطاله، ويغنى فساده عن إفساده، ويغنى كساده عن إكساده، ولم تعد تنطلى هذه الحيل على السذج والرعاع.
    وإن ما جرى طوال سنوات القرن الماضى وما يجرى إلى يومنا هذا على أرض كوسوفا بعد البوسنة يعد أعظم الأدلة على تعصبهم البغيض الأعمى ضد الإسلام والمسلمين ولو راجعوا التاريخ بعين الإنصاف لعرفوا جيداً أن الإسلام هو دين التسامح والعدل والرحمة.
    هذه بعض سمات المجتمع المسلم الذى شاد القرآن الكريم صرحه الشامخ وأرسى لبناته وقواعده نبينا المصطفى .
    وظل هذا المجتمع الكريم أيها الفضلاء يرفل فى ثوب الإيمان والأمان والعزة والكرامة حتى ابتعد رويدا رويدا عن أصل عزه ونعيم كرامته، انحرف بعيداً بعيداً عن دين الله وعن هدى المصطفى راح ليلهث وراء الشرق الملحد تارة، ووراء الغرب الملحد تارة أخرى، وحكم القانون الوضعى الأعمى يوم أن رفع قانون الرب العلى.
    ومن هنا فقد ضاعت حقوق كثيرة، وانتهكت أعراض وحرمات بصورة فظيعة وخطيرة مع أن النبى قد أرسى قواعد المجتمع المسلم، وشدد على حرماته تشديداً عظيماً.
    ففى الصحيحين من حديث ابن عباس وأبى بكر – رضى الله عنهما- أن النبى خطب الناس يوم النحر فى منى وقال: "أتدورن أى يوم هذا؟". فرد الصحابة رضوان الله عليهم... فى أدب جم: الله ورسوله أعلم ... وهل يشك أحدكم فى أن الصحابة لا يعلمون؟! إنهم فى يوم النحر، لكنه الأدب مع المصطفى يقول لهم المصطفى:" أى يوم هذا"؟ ... قالوا: الله ورسوله أعلم. قال الحبيب المصطفى:" أليس يوم النحر؟" قالوا: بلى، قال المصطفى : " أليس ذا الحجة؟" .. قالوا: بلى، فسألهم المصطفى : "أى بلد هذا؟" .. قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال المصطفى :" أليس البلد الحرام؟" .. قالوا: بلى، فقال لهم المصطفى :"إن دماءكم وأولادكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا".
    ثم قال : ألا هل بلغت، اللهم اشهد"..وأعادها مراراً بأبى هو وأمى ثم التفت إلى الصحابة وقال: " فليبلغ الشاهد الغائب"..
    التعديل الأخير تم بواسطة حاملة الرايه; الساعة 20-09-2010, 07:46 AM. سبب آخر: تكبير الخط

  • #2
    رد: حق المسلم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    واسال الله ان يثيبنا واياكم انه على كل شيء قديـــــــــــــــــــــــــــــــــر
    وغرور دنياك التي تسعى لها *** دار حقيقتها متاع يذهب

    نحن شباب صناع الحياة ان سلكنا طريقا... سلك الياس طريقا اخر


    والله ليتمن الله هذا الامر ما بلغ الليل والنهار و لكنكم تستعجلون... الثبات الثبات يا صناع الحياة


    صلو على النبي :87[[:

    تعليق

    يعمل...
    X