روائع أبى حنيفة , و ما أدراك ما النعمان
روائع أبى حنيفة , و ما أدراك ما النعمان
--------------------------------------------------------------------------------
و ما أدراك ما النعمان... كأس العلم لا يجرح الشفاه!
أبو حنيفة .. قصة رجل فريد
هو ...
رجل سمى ( الإمام الأكبر )...
و تلك التسمية لم تأت من فراغ , بل كان الرجل جديرا بها , و لا تعنى عصمته من الزلل و إنما تدل على مدى وجاهته و عطائه العلمى ...
رأيت أبا حنيفة كل يوم **يزيد نباهة و يزيد خيرا
و ينطق بالصواب و يصطفيه **إذا ماقال أهل الجور جورا
من شعر الفقيه الثقة عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى ...
والده ( ثابت ) قدم من فارس للكوفة ,
و عمل بالتجارة كما هى حال الأسرة , و عاش فى يسر مادى ...
ولم يكن نسبه الفارسي مقللا من قدره , فالإسلام العظيم يقدم المقدام و الفعال , و يقر بشرف التقى , و ليس نظام أسر و عائلات , أو عصبيات متغطرسة حمقاء .....
فقبل وثيقة النبلاء ( الماجنا كارتا ) الأجنبية كانت
وثيقة الحق سبحانه
( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
رحم الله أبا حنيفة المسلم غير العربى الأصل , الذى فاق بنى يعرب بلاغة و أدبا و علما ... و أحبوه أكثر من أنفسهم ...
فصدقت فيه نبوءة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
( لو كان العلم بالثريا لتناوله أناس من أبناء فارس )
و أبى حنيفة الإمام و مالك **و الشافعى و أحمد المتمنع
نزل والده ثابت بالكوفة و عاش بها , و فيها رزقه الله بابنه الإمام أبي حنيفة و اسمه هو
النعمان بن ثابت , ولِدَ سنة 80 من الهجرة .
و كان أبو حنيفة يبيع القماش و الثياب , و استمرت معه المهنة الحلال ,
و مما أثر عن أبى حنيفة بعدها فى
حرصه على الكسب الحلال :
أنه كان يقول: " أفضل المال الكسب من الحلال وأطيب ما يأكله المرء من عمل يده ".
فلم يكن قلب الشاب النعمان غافلا فى خيالات الفتيان , و لا سامدا فى الضحك و الرغبات , و لم يكن يحيا إغفاءة طولها ستون عاما مثل بعض الناس .....
بل كان هدفه كبيرا و حلمه عظيما .
و نقف هنا مع هذا التاجر الصدوق فى رواية لها العجب :
جاءته امرأة بثوب من الحرير تبيعه له فقال كم ثمنه، قالت مئة، فقال هو خير من مئة ، يعنى هو من يقول لها ارفعى الثمن فهو يستحق أكثر و لا يستغل الفرصة كتاجر !
فقالت مئتين، فقال هو خير من ذلك، حتى وصلت إلى أربع مئة فقال هو خير من ذلك، قالت أتهزأ بي؟ فجاء برجل فاشتراه بخمسمائة....يعنى هو من جاءها بالمشترى ابتغاء مرضاة الله و لم يأخذ نسبة على الوساطة ...
سيرة بلون البنفسج ...!
فلم تكن حياته لعبة مكسب و خسارة يحياها صعودا و هبوطا قفزا و سقوطا كأى تاجر !
** و ذات يوم أعطى شريكه متاعاً وأعلمه أنَّ في ثوب منه عيبا , و أوجب عليه أن يبين العيب عند بيعه , و باع شريكه المتاع و نسي أن يبين , و لم يعلم من الذي اشتراه، فلما علم أبو حنيفة تصدَّق بثمن المتاع كله.
فى الزهد أحمد و النباهة مالك **و أبى حنيفة و الأغر الهاشمى
*** و كان أبو حنيفة يجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة فيشتري بها حوائج الأشياخ و المحدثين
( منح دراسية مجانية لطلبة العلم ) و أقواتهم وكسوتهم و جميع لوازمهم , ثم يدفع باقي الدنانير من الأرباح إليهم ويقول :
أنفقوا في حوائجكم ولا تحمدوا إلا الله , فإني ما أعطيتكم من مالي شيئاً ولكن من فضل الله عليّ فيكم .
فهو شريك لهم إن شاء الله فى كل علم بثوه للأمة ,
و شريك لمن تعلم منهم فى الأجر ...
فلم يكن أبا حنيفة مورثا علمه فقط بل ناشرا للعلم متبرعا سخيا ...
يا وردة ترسل أنوارها **فيضا على الكون من الرابية
روائع أبى حنيفة , و ما أدراك ما النعمان
--------------------------------------------------------------------------------
و ما أدراك ما النعمان... كأس العلم لا يجرح الشفاه!
أبو حنيفة .. قصة رجل فريد
هو ...
رجل سمى ( الإمام الأكبر )...
و تلك التسمية لم تأت من فراغ , بل كان الرجل جديرا بها , و لا تعنى عصمته من الزلل و إنما تدل على مدى وجاهته و عطائه العلمى ...
رأيت أبا حنيفة كل يوم **يزيد نباهة و يزيد خيرا
و ينطق بالصواب و يصطفيه **إذا ماقال أهل الجور جورا
من شعر الفقيه الثقة عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى ...
والده ( ثابت ) قدم من فارس للكوفة ,
و عمل بالتجارة كما هى حال الأسرة , و عاش فى يسر مادى ...
ولم يكن نسبه الفارسي مقللا من قدره , فالإسلام العظيم يقدم المقدام و الفعال , و يقر بشرف التقى , و ليس نظام أسر و عائلات , أو عصبيات متغطرسة حمقاء .....
فقبل وثيقة النبلاء ( الماجنا كارتا ) الأجنبية كانت
وثيقة الحق سبحانه
( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
رحم الله أبا حنيفة المسلم غير العربى الأصل , الذى فاق بنى يعرب بلاغة و أدبا و علما ... و أحبوه أكثر من أنفسهم ...
فصدقت فيه نبوءة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
( لو كان العلم بالثريا لتناوله أناس من أبناء فارس )
و أبى حنيفة الإمام و مالك **و الشافعى و أحمد المتمنع
نزل والده ثابت بالكوفة و عاش بها , و فيها رزقه الله بابنه الإمام أبي حنيفة و اسمه هو
النعمان بن ثابت , ولِدَ سنة 80 من الهجرة .
و كان أبو حنيفة يبيع القماش و الثياب , و استمرت معه المهنة الحلال ,
و مما أثر عن أبى حنيفة بعدها فى
حرصه على الكسب الحلال :
أنه كان يقول: " أفضل المال الكسب من الحلال وأطيب ما يأكله المرء من عمل يده ".
فلم يكن قلب الشاب النعمان غافلا فى خيالات الفتيان , و لا سامدا فى الضحك و الرغبات , و لم يكن يحيا إغفاءة طولها ستون عاما مثل بعض الناس .....
بل كان هدفه كبيرا و حلمه عظيما .
و نقف هنا مع هذا التاجر الصدوق فى رواية لها العجب :
جاءته امرأة بثوب من الحرير تبيعه له فقال كم ثمنه، قالت مئة، فقال هو خير من مئة ، يعنى هو من يقول لها ارفعى الثمن فهو يستحق أكثر و لا يستغل الفرصة كتاجر !
فقالت مئتين، فقال هو خير من ذلك، حتى وصلت إلى أربع مئة فقال هو خير من ذلك، قالت أتهزأ بي؟ فجاء برجل فاشتراه بخمسمائة....يعنى هو من جاءها بالمشترى ابتغاء مرضاة الله و لم يأخذ نسبة على الوساطة ...
سيرة بلون البنفسج ...!
فلم تكن حياته لعبة مكسب و خسارة يحياها صعودا و هبوطا قفزا و سقوطا كأى تاجر !
** و ذات يوم أعطى شريكه متاعاً وأعلمه أنَّ في ثوب منه عيبا , و أوجب عليه أن يبين العيب عند بيعه , و باع شريكه المتاع و نسي أن يبين , و لم يعلم من الذي اشتراه، فلما علم أبو حنيفة تصدَّق بثمن المتاع كله.
فى الزهد أحمد و النباهة مالك **و أبى حنيفة و الأغر الهاشمى
*** و كان أبو حنيفة يجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة فيشتري بها حوائج الأشياخ و المحدثين
( منح دراسية مجانية لطلبة العلم ) و أقواتهم وكسوتهم و جميع لوازمهم , ثم يدفع باقي الدنانير من الأرباح إليهم ويقول :
أنفقوا في حوائجكم ولا تحمدوا إلا الله , فإني ما أعطيتكم من مالي شيئاً ولكن من فضل الله عليّ فيكم .
فهو شريك لهم إن شاء الله فى كل علم بثوه للأمة ,
و شريك لمن تعلم منهم فى الأجر ...
فلم يكن أبا حنيفة مورثا علمه فقط بل ناشرا للعلم متبرعا سخيا ...
يا وردة ترسل أنوارها **فيضا على الكون من الرابية
تعليق