القرضاوي: الجدار الفولاذي بين مصر وغزة حرام شرعا
تاريخ الإضافة:28-12-2009
قصة الإسلام - الدوحة *- وكالات
أفتى العلامة الدكتور يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- بأن الجدار الحدودي الذي تقيمه مصر على الحدود بينها وبين غزة "محرَّم شرعا"، ودعا "كل أصدقاء مصر" أن يضغطوا عليها لتتراجع عن هذه "الجريمة"،وحرم الشيخ القرضاوي في بيان أصدره يوم الأحد بناء الجدار الذي تقيمه مصر للقضاء على أنفاق غزة، قائلا: "إن بناء الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر هذه الأيام على الحدود بينها وبين غزة عمل محرَّم شرعا؛ لأن المقصود به سد كل المنافذ على غزة، للزيادة في حصارهم وتجويعهم وإذلالهم والضغط عليهم، حتى يركعوا ويستسلموا لما تريده الكيان الصهيوني".
ودافع القرضاوي عن أنفاق غزة، مشيرا إلى أنها البديل عن معبر رفح الذي تغلقه مصر، قائلا: "لجأ أهل غزة إلى هذه الأنفاق ليستطيعوا أن يجدوا منها بعض البديل عن المعبر المغلق في معظم الأيام، حتى أمام قوافل الإغاثة الإنسانية.. وكأن مصر تقول لهم: موتوا، وليحيا الكيان الصهيوني ".
وفي السياق ذاته شدد القرضاوي على السخط العام من الجدار المصري الذي شبهه بالجدار العازل الذي أقامه الكيان الصهيوني في الضفة الغربية، قائلا: "إني لم أقابل مصريا حرا إلا وهو ساخط على الجدار الحديدي، وما قابلت عربيا ولا مسلما ولا إنسانا شريفا في شرق أو غرب إلا وهو ينكر إقامة هذا الجدار الذي لا نظير له إلا جدار الكيان الصهيوني العازل".
وتابع: "إن الكيان الصهيوني يقيم جدارا عازلا لخنق الفلسطينيين، ومصر تقيم جدارا آخر، هو في النهاية يصب في صالح الكيان الصهيوني ".
وأعرب القرضاوي عن صدمته من ذلك الجدار، حتى إنه لم يصدق نبأ بنائه، قائلا: "حين أذيع هذا الخبر أول الأمر أنكرت أن يكون صحيحا، وقلت: هذا خبر يراد به الوقيعة بين مصر وأهل فلسطين، وأنكرت مصر في أول الأمر ذلك، ثم فجعنا -ولا حول ولا قوة إلا بالله- بأن الخبر صحيح".
وفي رده على تصريحات مسئولين مصريين بأن بناء الجدار مسالة سيادية قال القرضاوي: "مصر حرة لها حق السيادة على بلدها، ولكنها ليست حرة في المساعدة على قتل قومها وإخوانها وجيرانها من الفلسطينيين".
وبين أنه "لا يجوز لها (لمصر) هذا عربيا بحكم القومية العربية، ولا يجوز لها هذا إسلاميا بمقتضي الأخوة الإسلامية، ولا يجوز لها هذا إنسانيا بموجب الأخوة الإنسانية".
وذكَّر القرضاوي الحكومة المصرية بقوله تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" [الحجرات:10]، وقول الرسول عليه السلام-: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ولا يخذله".. معنى لا يسلمه: لا يتخلَّى عنه، وقوله عليه الصلاة والسلام يقول: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما".
وأضاف قائلا : "(الرسول) لم يقل: حاصر أخاك، جوِّع أخاك، اضغط على أخيك لحساب عدوك".
وعلى الصعيد ذاته أشار إلى "أنه يجب على مصر أن تفتح معبر رفح لأهل غزة، فهو الرئة التي يتنفسون منها، هذا واجب عليها شرعا، وواجب عليها قانونا، لا أن تخنق أهل غزة وتشارك في قتلهم".
ودعا القرضاوي "كل أصدقاء مصر أن يضغطوا عليها لتتراجع عن هذه الجريمة التي لا مبرر لها"، كما طالب "الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أن يتدخلوا لوقف هذه المأساة".
كذلك وجه نداءً لمصر "ألا تقوم بعمل هو ضد الفلسطينيين مائة في المائة، وهو لحساب الكيان الصهيوني المتربصين مائة في المائة، وأن تتقي الله في إخوانها المظلومين المحاصرين، ولتخش من حرارة دعوات المظلومين المنكوبين"، مذكرا إياها بأنها "خاضت حروبا أربعة من أجل فلسطين".
ومع إنشاء هذا الجدار ثارت مخاوف منظمات حقوقية من أن يؤدي لتفاقم الوضع الإنساني والمعيشي بالقطاع الذي يعاني من حصار يفرضه الكيان الصهيوني منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
ومن هذا المنطلق، وبمبادرات فردية، أفتى عدد من علماء الأزهر، منهم الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية والدكتور علي أبو الحسن أمين عام مساعد مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عمر القاضي الأستاذ بكلية الشريعة والقانون، والدكتور أحمد السايح أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية، بعدم جواز بناء الجدار، رافضين لفكرة وضع حدود وحواجز بين الدول العربية والإسلامية.
http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%...A8%D8%A7%D8%B1
تعليق