نقطة. انتهى التحقيق.!؟
وباختصار شديد نحن نؤمين بالحرية الإنسانية والعمل السلمي، وأنفر من التعصب والعنف نفوراً كبيراً، إلى حد أننا لم أمارس العنف ضد أي مخلوق مهما كان وصفه إلا لرد الاذى ، ولكن ذلك لم يمنع من دخولي السجن، ومحاسبتي حساباً جعلني أتصور أنني مخترع العنف في هذا العالم..
كنت أتصور أن من حقي كمواطن، ومن واجبي كمسلم أن أقوم بالدعوة إلى الله، وإلى ما أظن أنه الخير لي ولوطني، ودون إذن من أحد.
ولأن الحذر لا يمنع القدر، فقد دخلت السجن ربما خطأ على الاقل في نظري..
أحدهم اعترف علي بأشياء لا علم لي بها، ليخلص نفسه من التعذيب الرهيب، وهو أمر كثيراً ما يحدث في السجون ولكن من يصحح الخطأ!؟
من يقدر أن يغير آراء المحقق؟!
فحين يتعرض (أمن) الدولة للخطر، فإن التنكيل بالمواطن يصبح مباحاً، وجرائم المحققين والجلادين تغدو مغتفرة.
المهم أني تركت أمي وإخوتي وأصدقائي وبيتي وجامعي وذهبت في رحلة قهرية إلى المجهول، استمرت ما يقارب العامين(0000-0000) في سجون السلطة وفي سجون الإحتلال، عرفت فيها أن هناك ما هو أقسى من الموت ألف مرة، رغم أن الجماعة، وللأمانة أقول ذلك، قد استضافوني تلك الايام مجاناً، فلم يأخذوا مني قرشاً واحداً مقابل الطعام والشراب والإقامة، كم أنهم سددوا من حسابهم أتعاب المحققين والجلادين والحراس وأجور الذين اعتقلوني وأتعاب القضاة والمدعي العام والمحامين الذين انتدبوهم للدفاع عني لهدف واحد نبيل هو إيصالي إلى النهاية المحتومة للكائن البشري... لكن الله سلَّم.
المهم أني رأيت في السجون معتقلين من كل نوع... من الإخوان، والمتعاطفين معهم، والرهائن، والذين جيء بهم خطأ، وغيرهم...
كانت لكل واحد حكاية ورواية، تختلط فيها المأساة بالملهاة بالدراما...
مشاهد لا يمكن أن أنساها مهما حاولت ذلك...
مشاهد محبوسة في صدري كما حُبستُ في سجون الأمن، تطالب بإطلاق سراحها، فقد قررت إطلاق سراحها وإراحة ضميري...
سنطرح بعض قصص الاسرى وخاصة في سجون السلطة على شكل حلقات قد يستفاد منها في المستقبل ...بأسماء وهمية
فنسأل الله التوفيق والثبات .........
أما أنا فمجرد شاهد.
أخوكم محمد الفاتح
تعليق