إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نصرة المظلومين والمستضعفين . بقلم الاخ / سمير السكندرى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نصرة المظلومين والمستضعفين . بقلم الاخ / سمير السكندرى

    نصرة المظلومين والمستضعفين


    الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى واشهد ان لا اله الا الله الذى اعطى كل شئ خلقه ثم هدى


    واشهد ان محمدا خير الخلق وامام اهل التقى


    اللهم صل وسلم عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وكل من بسنته اهتدى



    من طبيعة المسلم السليم القلب الناضج الفهم ان يشعر بالروابط الاخوية بينه وبين كل مسلم على وجه الارض وان يتاثر بما ينزل باخيه المسلم من خير او شر وان يحاول القيام بواجبه الذى تمليه عليه هذه الاخوة ويفرضه ايمانه وعقيدته الحية النابضة بمبادئ الايمان وحرارته وقوته وهذا هو المعنى المفهوم من قول الله تبارك وتعالى
    { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }سورة الفتح الآية : 29 .
    والرحمةالتى بين المسلم واخيه فى الاسلام تستلزم ان يشارك كل منهما الاخر فى الامه واماله وان يدفع كل منهما عن اخيه غوائل الشر وانواع الضرر وان ياخذ بيد اخيه لينقذه من اى خطر يتهدده .
    ولذلك اوجب الاسلام على جميع اهل البلد من الرجال والنساء ان يزودوا عن بلدهم ان هاجمه عدو ولم تكن قوة الحماية من الرجال كافية وفرض على المسلمين ان يهبوا لنجدة من يستغيث بهم ويطلب منهم العون والمساعدة
    والاسلام لم يترك امر النصرة مبهما غامضا بل اوضحه ونظمه وجعل له قوانين اوجب على المسلمين اتباعها والعمل بها فان لم يفعلوا فهم اثمون مذنبون فى حق اخيهم والذى يقرا الكتاب والسنة يجد من ذلك الكثير الذى لا يترك شيئا الا وبينه
    فمن اخذ ماله سرقة وغصبا وجب على المسلمين فى شخص حاكمهم ان يردوا الحق لصاحبه ويعاقبوا السارق بقطع يده والغاصب بما يناسبه ويوازى جريمته


    ومن اعتدى على عرضه بقذف او زنى فان من حقه ان يجلد القاذف وتهدر كرامته وان يجلد الزانى او يرجم بغير رافة او رحمة


    ومن قطع طريق الناس او تسلط عليهم بالسطو او الهجوم على منازلهم او ممتلكاتهم فاخذ الاموال واعتدى على النفوس واخاف الامنين فان جزاءه ان يقتل او يصلب او تقطع يده ورجله من خلاف


    ومن اثقلته الديون ولا يستطيع سدادها فله الحق فى مال الزكاة يعطى منه ما يوفى دينه وكذلك من عضه الفقر ومن اقعده العجز عن العمل ...وكل ذلك نصرة واغاثة واعانة واجبة للمسلم عن اخوانه المسلمين


    وكل مسلم فى اى بلد من بلاد الله تعالى ينزل به بلاء او يضطهد من اجل دينه او يمنع من اقامة شعائر الله فى نفسه واهله والمؤمنين معه فان الواجب على المسلمين ان يهبوا لنصرته ويتحركوا لاغاثته بكل ما استطاعوا فان لم يفعلوا فقد اثموا واجرموا وان فعل ذلك بعضهم فقد اسقط الواجب عن الباقين.


    فان عذب المسلم او سجن او اعتقل ظلما او صودرت امواله او اهينت كرامته فى اى بلد من البلاد المعادية او المتمسلمة وعلمنا بذلك فان على الذين علموا ان يقوموا بنصرة اخيهم المسلم وانقاذه مما هو فيه من البلاء بكل ما يستطيعون فان لم يفعلوا اثموا واذنبوا . قال تعالى :


    قول الله تعالى { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك مصيرا }النساء : 75
    وقال القرطبي رحمه الله
    " قوله تعالى (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله) : حض على الجهاد ، وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب ويفتنونهم عن الدين ، فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده وإن كان في ذلك تلف النفوس ، وتخليص الأسارى واجب على جماعة المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال وذلك أوجب لكونهما دون النفوس إذ هي أهون منها ، قال مالك : واجب على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم ، وهذا لا خلاف فيه" .


    قال ابن العربى فى (أحكام القرآن 1/583):
    " قال علماؤنا : أوجب الله سبحانه في هذه الآية القتال ; لاستنقاذ الأسرى من يد العدو مع ما في القتال من تلف النفس , فكان بذل المال في فدائهم أوجب , لكونه دون النفس وأهون منها . وقد روى الأئمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني ) ، وقد قال مالك : على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم ; ولذلك قالوا : عليهم أن يواسوهم , فإن المواساة دون المفاداة"


    وقال تعالى:


    { والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير }الانفال : 72


    والمعنى: وان طلبوا نصرتكم فى سبيل الدين فان الواجب عليكم ان تنصروهم وتحاربوا عدوهم اذا لم يكن بينكم وبين هذا العدو معاهدة صلح وامان .


    ومن هنا ندرك خطا المسلمين وبشاعة جرمهم وهم يعلمون ما يلاقيه اخوان لهم فى ارض فلسطين المحتلة من سجن وتعذيب وتقتيل واضطهاد وتيتيم للاطفال وترميل للنساء وهدم الدور وازعاج النفوس ومع هذا تجد المسلمون يعشون عيشة اللامبالاة بما يصيب اخوانهم واللاشعور بما هم فيه من شقاء وبؤس بل حدث اكثر من ذلك ان المؤمنين المخلصين لدينهم الصادقين فى اسلامهم حين طالبوا بالعودة الى الاسلام نصا وروحا والعمل به عبادة ومعاملة وحكما اصابهم على يد الحكام الغاشمين المجرمين ما لا يقل عما حدث لاخوانهم فى الارض المحتلة من فلسطين على يد الصهيونين والصليبيين


    وليس لذلك كله من سبب سوى البعد عن الاسلام ايمانا وفهما وسلوكا والا فقد ذكر فى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وتاريخ خلفائه والصالحين من امراء المسلمين على مدى ثلاثة عشر قرنا ان كانت ارض الاسلام كلها تشتعل التهابا وحماسا ومطالبة بحرب كل من سولت له نفسه ان يقتل طفلا ظلما او ان يسخر من امراة او يغدر فى عهد او يحاول التقليل من شان الاسلام والمسلمين


    وهذا مصداقا للحديث الذى أخرجه البخاري في صحيحه والإمام أحمد في مسنده و الترمذي في سننه وغيرهم ولفظه في البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.


    وقال صلى الله عليه وسلم المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة : البخاري (2310)، مسلم (2580) عن عبد الله بن عمر


    اى لا يسلمه لاعدائه ولا يخذله فى موطن يحتاج فيه الى من ينصره وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه (لان استنقذ رجلا مسلما من ايدى الكفار احب اليا من جزيرة العرب )اخرجه ابن ابى شيبة كما فى كنز العمال


    واذا كنا نتكلم عن حق المسلم على اخيه المسلم فى النصرة فليس معنى ذلك ان نصرة غير المسلم ليست واجبة بل يجب ان يفهم ان كل من ليست بينك وبينه حرب فان نصرته واجبة ان علمت بظلمه واستطعت تخليصه من ظالمه وفى القران من ذلك كثيرا حيث امر الله تعالى بالعدل المطلق ونهى عن اى انواع الظلم سواء كان مسلما ام غير مسلم ولكننا لم نتعرض لذلك هنا فى هذه المقالة


    واخطر انواع النصرة وابرها دلالة على صدق الايمان ان تنصر اخاك المسلم على نفسك وان تنتصف له منها حتى يستوفى حقه منك او يسامحك


    واذا لم تبدا بنفسك فلا خير فيك لغيرك


    كتبه اخوكم / سمير السكندرى


    نقلا من كتاب السلوك الاجتماعى فى الاسلام للشيخ حسن ايوب بتصرف منى
    عذراً رسول الله

    هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه .. وعند اللهِ فى ذلك الجـزاءُ

    هجوتَ محمداً برّاً تقيـاً .. رسولَ اللهِ شيمته الوفـاء

    فإن أبى ووالده وعِرضى .. لعرضِ محمدٍ منكم وِقـاءُ

يعمل...
X