إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

« بِشَارَةُ الشَّبَابِ بِمَا جَاءَ فِي غَضِّ البَصَرِ مِن الثَّوَابِ »

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • « بِشَارَةُ الشَّبَابِ بِمَا جَاءَ فِي غَضِّ البَصَرِ مِن الثَّوَابِ »



    بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد...

    « بِشَارَةُ الشَّبَابِ بِمَا جَاءَ فِي غَضِّ البَصَرِ مِن الثَّوَابِ »
    بقلم/أبُي الحَسَنَاتِ الدِمَشقِيِّ


    « مقدمة »
    إنَّ الحَمدَ للهَ نَحمَدُه وَنَستَعِينُهُ وَنَستَغفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِن
    شُرُورِ أنفُسِنَا وَمِن سَيِئَاتِ أعمَالِنَا، مَن يَهدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ
    لَهُ، وَمَن يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهَ وَحدَهُ
    لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدَاً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ.وبَعدُ،فإنَّ هذا
    الزمان الذي نعيشُ فيه، زمانٌ كثُرت فيه الشرور والفتن،
    وَزادت فيه البَلايا والمِحَن، أمَا وقَد كانَ الحالُ كذلِكَ، فَليسَ
    لنا إلا أن نعتَصِمَ
    بحبلِ الله تعالى، ونتمسَّك بِه، فنتبعَ أمرَهُ
    ونجتنِبَ نهيَهُ


    وإنَّ من أفضلِ ما يُعين عَلى فعل ما أمرنا الله به واجتنابِ ما
    نهانا الله عنهُ؛ مَعرفةُ فضلِ المأمور وثوابه، ومعرفةُ ضَررِ
    المنهيِّ وعِقابه، والمداومة على تَذكُّر ذلك واستحضَارِه .

    ومِن هَذَا البَابِ، جمَعتُ هذه الرِّسَالةَ، تذكرةً لإخواني الشَّبابَ
    ، ونصيحةً لهم، في أمر هامٍ مِن أمور دِينِهم، وهو غَضُّ
    البَصَرِ، وليس قَصدِي مِن هَذِه الرِّسَالةِ بَيانُ تَفاصِيلِ أحكَامِ
    النَّظَرِ، وإنَّمَا أردتُ بِهَا أن أُذكِّر إخوانِي الشَّبابَ بِهذِه
    الفَريضَةِ، وأبيِّنَ لهم فَوائِدَها وَمنزِلَتَها في الشرعِ، وأسميتها
    :


    «
    بِشَارَةُ الشَّبَابِ بِمَا جَاءَ فِي غَضِّ البَصَرِ مِن الثَّوَابِ »


    وخَصَصتُ الشَّبابَ بهذه الرسالة، لأنَّ الشَّباب هم المعرَّضون
    للفتنة أكثَرَ مَّمَن سِوَاهُم، وما أحسنَ وصفَ الإمامِ أبِي الفَرَجِ
    ابْنُ الْجَوْزِيِّ‏ رَحِمَهُ الله تَعَالَى لمَرحَلَةِ الشَّبابِ حِينَ قَالَ في

    « تنبيهِ النائِم الغَمْرِ عَلى مَواسِمِ العُمرِ »
    :"وهذا هو الموسم
    الأعظم ُالذي يقعُ فيه الجهادُ للنَّفسِ والهوَى وغلبةِ الشَّيطَانِ،
    وبصيانَتهِ يحصُلُ القُربُ مِن اللهِ تَعالى، وبالتفريطِ فيه يقعُ
    الخُسرانُ العَظيمُ، وبالصبرِ فيه على الزللِ يُثنَى على
    الصَّابِرينَ كما أثنَى اللهُ عَزَّ وجَلَّ عَلى يُوسُفَ عليهِ الصَّلاةُ
    والسَّلامُ إذ لو زلَّ مَن كانَ يَكونُ ؟ "
    . ثُمَّ ذكر حديث النبيِّ
    صلى الله عليه وسلم: "
    عَجِبَ ربك من شابٍّ ليسَت لهُ صَبوةٌ
    ".
    وهو حديثٌ حسنٌ أخرجُهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بنُ حَنبَلٍ والإمامُ أبُو
    القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ رَحِمَهُما الله تَعَالَى. ثُمََّ قَالَ بعدَ ذلكَ: "وكان
    خلقٌ كثيرٌ يتأسَّفونَ في حال الكِبَرِ على تضييعِ موسمِ الشَّباب
    ويبكُونَ عَلَى التفريطِ فِيهِ، فليُطِلِ القيام من سيقعُد، وليُكثر
    الصِّيامَ مَن سيَعجزَ
    .


    والناسُ ثلاثةٌ :من ابتَكَر عُمرَهُ بالخيرِ ودامَ عليهِ، فذلكَ منَ
    الفائِزينَ، وَمَن خلَّطَ وقصَّرَ فَذلِكَ مِن الخَاسِرينَ، وَمَن صاحبَ
    التفريطَ و المعاصِي فذلِكَ مِن الهالِكينَ .

    فليَنظُرِ الشابُّ في أيِّ مقام هوَ، فليس لمقامه مِثْلٌ، وليتلمَّح
    ثمنَ بضاعته وشرفَها المُستَوفَى، فالصَّبرَ الصَّبرَ، فإنَّ
    الساعيَ يَصبِرُ على النِّكَاحِ مع كونِهِ شابَّاً شديد الشَّبَقِ فيُقَال
    له
    : أحسنتَ!،فَليصبِر الشّابُ ليُقَالُ لهُ: ‏
    ﴿هَذَا يومُكُمُ الذِي كُنتُم تُوعَدُونَ
    ‏ ‏[الأنبياء‏:103‏] .


    وليَحذَر زَلَلَهُ في الشَّبابِ، فإنها كعيبٍ قبيحٍ في سلعةٍ
    مُستحسنةٍ، ومن زَلَّ في الشَّبابِ فلينظرْ أين لذَّتهُا؟! وهل بقي
    إلا حَسرتُها الدَّائِمةُ التي كُلَّما خَطَرَت له تألَّمَ، فصارَ ذكرُها
    عقوبةً.

    وكان بعض السَّلفِ رَحمِهُ الله يقولُ: وددتُ أنَّ يديَّ قُطِعَتا، وغُفرَ لي من ذُنوبِ الشَّبابِ".

    هَذَا، وأَنَا سَائِلٌ أخاً انْتَفعَ بِشيءٍ مِنْ هذه الرسَالةِ أنْ يخُصَّني
    بالدُّعاءِ، وأن يَدعوَ لوَالِدَيَّ، وَمَشَايخي، وَسَائِرِ أَحْبَابِي،
    وَالمُسْلِمِينَ أجْمَعِينَ .


    وعَلَى اللهِ الكَريمِ اعْتِمادي، وَإِلَيْهِ تَفْويضي وَاسْتِنَادي،
    وَحَسبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَزِيزِ
    الْحَكِيمِ
    .





    من روائع العفاسي : MP3 , MP3 , MP3

  • #2
    « بِشَارَةُ الشَّبَابِ بِمَا جَاءَ فِي غَضِّ البَصَرِ مِن الثَّوَابِ »





    بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد...


    فَصلٌ في بيانِ خُطورةِ فِتنةِ النِّسَاءِ

    قَالَ ‏َتَعَالَى : ‏﴿‏زُيِّنَ للنَّاسِ حُبُّ الشَهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينِ ‏‏
    ‏ الآية ‏[‏آل عمرن‏:‏14‏] . قَالَ الْحَسَنُ البَصريُّ رَحِمَهُ الله
    تَعَالَى في تفسير هذه الآية
    : "‏زُيِّنَ أي: زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ" .
    أخرَجَهُ الإمام عبدُ الرَّحمنِ ابنُ أبي حَاتمٍ رَحِمَهُما الله تَعَالَى .

    وقَالَ ‏َتَعَالَى : ‏﴿‏وخُلقَ الإنسَانُ ضَعِيفَاً‏‏‏ [‏النساء‏:‏14‏] . قال
    طَاوسُ بنُ كيسَانَ
    رَحِمَهُ الله تَعَالَى في تفسير هذه الآية: "أيْ:
    ضَعِيفَاً‏
    في أمرِ النِّسَاءِ، ليسَ يكونُ الإنسانُ في شيءٍ أضعفَ
    منهُ في
    النِّسَاءِ". أخرَجَهُ الإمامُ محمدٌ بنُ جَرِيرٍ رَحِمَهُ الله
    تَعَالَى وابنُ أبي حَاتمٍ وغيرُهما .


    وَأَخْرَجَ الإمَامَانِ أبُو عَبدِ اللهِ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو الحُسَيْنِ مُسْلمُ بْنُ
    الحَجَّاجِ الْقُشَيريُّ رَحِمَهُما الله تَعَالَى عَنِ النَّبِىِّ صلى الله
    عليه وسلم قَالَ: "مَا تَرَكْتُ بَعْدِى فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ
    النِّسَاءِ
    " .


    وَأَخْرَجَ مُسْلمٌ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه
    وسلم قَالَ:
    " إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا
    فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ
    فِتْنَةِ بَنِى إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِى النِّسَاءِ
    ".


    وَأَخْرَجَ الإمامُ أبو بكرٍ ابن أبي شَيبَةَ رَحِمَهُ الله تَعَالَى عَن
    ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه
    قالَ: لم يكُن كُفرُ من مَضَى إلا مِن
    قِبَلِ النِّسَاءِ، وَهُو كائنٌ كفرَ من بَقيَ مِن قِبَلِ النِّساءِ
    ".


    وَأَخْرَجَ عن أبي صالحٍ رَحِمَهُ الله تَعَالَى قالَ : "بَلغني أنَّ أكثرَ ذنوبِ أهلِ الجَنَّةِ في النِّساءِ".

    وَفي «صِفةِ الصَّفوَةِ‏»: عَن عَليِّ بنِ زَيدٍ عَن سَعيدِ بنِ المُسَيِّبِ
    رَحِمَهُ الله تَعَالَى قَالَ: "مَا يَئِسَ الشَّيْطَانُ مِنَ شَيءٍ إلا أتَاهُ مِن
    قِبَلِ النِّسَاءِ" .


    وَقَالَ لَنَا سَعيدٌ وَ هُو ابنُ أربَعٍ وَ ثمانينَ سَنَةً وَ قَدْ ذَهَبتْ إحدَى
    عَينَيّهِ وَهُوَ يَعشُو بِالأُخرَى:"مَا مِن شَيءٍ أخوَفُ عِندِي مِنَ
    النِّسَاءِ !".


    وَقالَ الشيخُ أبو القاسمِ الأصفَهَانِيُّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى في كتابهِ
    «الذَّريعَةُ إلى مكارمِ الشَّريعَةِ» بعدَ أن ذَكَرَ قُوَى الإنسانِ
    الثلاثِ: القوَّةُ الفِكريَّةُ، والقُوَّةُ الغَضَبِيَّةُ،
    والقُوَّةُ الشَّهَوِيَّةُ :

    "أصعبُ هَذِه القُوَى الثلاثُ مُداوَمةُ قَمعِ الشَّهوةِ، لأنَّها أقدمُ
    القُوى وجُوداً في الإنسانِ، وأشَدُّها به تَشبُّثَاً، وأكثرُهَا منهُ
    تمكُّنَاً، فإنَّها تُولدُ مَعَهُ، وتُوجدُ فيه وفي الحيوانِ الذي هو
    جِنسُه، بل في النَّباتِ الذي هُو جنسُ جنسهِ، ولا يصيرُ
    الإنسانُ خارجاً من جُملةِ البهائمِ وأسرِ الهَوى، إلا بإماتةِ
    الشَّهوةِ البَهِيمِيَّةِ لو بِقهرها وقَمعِها، إن لم يُمكنُه إماتتُه إيَّاها،
    فهي التي تَضرُّه وتغرُّه وتصرِفُه عن طَريقِ الآخرةِ.


    وَمتى قَمعها أو أماتها صَار الإنسانُ حُراً نقياً بل يصيرُ إلهيَّاً
    ربانيَّاً، فتقلُّ حاجاتهُ ويصيرُ غنيَّاًً عمَّا في يدِ غيرهِ، وسخيَّاً
    بما في يدهِ ، ومُحسنَاً في مُعاملاتِه .


    فإن قيلَ: فإذا كانت الشَّهوةُ بهذه المثابةِ في الإضرارِ، فأيُّ
    حكمةٍ اقتضت أن يبُلى بها الإنسانُ ؟


    قيل: الشَّهوةُ إنَّما تكونُ مَذمومةٌ إذا كانت مُفرَطة، وأهملها
    صاحبُها حتى ملكت عليه الهوَى، فإذا ما أُدِّبَت فهي المُبلِّغةُ
    إلى السَّعادةِ وجوار ربِّ العزَّةِ، حتى لو تُصُوِرَت مُرتفعِةً لما
    أمكن الوصولُ إلى الآخرةِ، وذاك أنَّ الوصوُل إلى الآخرةِ
    بالعبادةِ، ولا سَبِيلَ إلى العبادةِ إلا بالحياة الدُنيويَّةِ، ولا سَبِيلَ
    إلى الحياة الدنيويَّةِ إلا بحفظِ البدنِ، ولا سَبِيلَ إلى حفظِ البدنِ
    إلا بإعادةِ مَا يَتَحَلَّلُ مِنهُ، ولا سَبِيلَ إلى إعادةِ مَا يَتَحَلَّلُ مِنهُ
    إلا بتناولِ الأغذيةِ، ولا يُمكنُ تناولُ الأغذيةِ إلا بالشَّهوةِ،
    فإذن: الشَّهوةُ مُحتاجٌ إليهَا، ومرغوبٌ فيها، وتقتضي الحكمةُ
    الإلهيَّةُ إيجادَها وتزيينَها كما قالَ تعَالَى : ‏﴿‏زُيِّنَ للنَّاسِ حُبُّ
    الشَهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينِ
    ‏‏﴾‏ الآية ‏[‏آل عمرن‏:‏14‏]،لكنَّ
    مَثلهَا مثَلُ عدوٍّ تُخشَى مَضرَّتُهُ من وجهٍ، وتُرجى منفعتُه من
    وجهٍ، ومع عداوتهِ لا يُستغنى عن الاستعانةِ به، فحقُّ العاقلِ
    أن يأخذَ نفعَهُ، ولا يسكنَ إليهِ، ولا يعتمدَ عليه إلا بقدر ما
    يَنتفعُ بهِ .


    و أيضاً، فإن هذه الشَّهوةَ هي المشوِّقةُ لعامَّة النَّاسِ إلى لذَّاتِ
    الجنَّةِ، من المأكلِ والمشربِ والمَنكَحِ، إذ ليس كُلُّ النَّاسِ
    يعرفُ اللَّذَّاتِ المعقولةِ، ولو توهمنَاها مُرتفعةً لما تشوَّقُوا إلى
    ما وُعدُوا بهِ".





    من روائع العفاسي : MP3 , MP3 , MP3

    تعليق


    • #3
      « بِشَارَةُ الشَّبَابِ بِمَا جَاءَ فِي غَضِّ البَصَرِ مِن الثَّوَابِ »



      بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد...

      فَصلٌ في معنى غَضِّ البَصَرِ و حُكمِهُ :

      أمَّا معنى الغضِّ: فَمادَّةُ الغضِّ تُفيدُ مَعنَى الخفضِ والنَّقصِ،
      فغَضُّ البَصَرِ ِ:هُو عِبَارَةٌ عَنْ تَرْكِ التَّحْدِيقِ وَاسْتِيفَاءِ النَّظَرِ،
      فَتَارَةً يَكُونُ ذَلِكَ لِأَنَّ فِي الطَّرْفِ كَسْراً وَفُتُوراً خِلْقِيَّيْنِ، وَهُوَ
      الْمُرَادُ فِي قَولِ كَعْبٍ بنِ زُهيرٍ:

      وَمَا سُعَادُ غَدَاةَ البينِ إذ رَحَلُوا إلا أغنُّ غَضِيضُ الطَّرفِ
      مَكحُولُ

      كما أنه َيكونُ تَارةً من مَذَلَّةٍ كَمَا قَالَ جَريرٌ :
      فَغُضَّ الطَّرفَ إنَّكَ مِن نُمَيرٍ فَلا كَعبَاً بَلغتَ وَلا كِلابَاً
      ويَكُونُ َتَارَةً لِقَصْدِ الْكَفِّ عَنْ التَّأَمُّلِ حَيَاءً أو خجلاً مِنْ الخَلقِ
      كما قال عَنتَرَةُ:


      وَأغُضُّ طَرفِي حِينَ تَبدُو جَارَتِيحَتى يُوَارِي جَارَتِي مَأواهَا
      وهَذِه المَعانِي كُلُّهَا غُيرُ مَقصُودَةٍ هنَُا، وإنمَّا المقصُودُ: غَضُّ
      البَصَرِ خَوفَاً مِنَ اللهِ تَعَالى وَعِقَابِهِ، وَامتِثَالاً لأمرِِهِِ .


      فَمِن المَعلُومِ مِن الدِّينِ ضَرُورةً أنَّ الشَرعَ أمَرَ بِحفظِ الفُروجِ
      وَحرَّم الزنا، بَل إنَّ ذَلكَ مِن أعظَمِ مَقَاصِدِهِ، وَالأمرُ بحفظِ
      الفُروجِ يَتضمَّنُ الأمرَ بحفظِ الأبصَارِ لأنَّ النظرَ بَريدُ الزنا
      وَرَائِدُه، فَيكُونُ غَضُّ البَصَرِ مِن بَابِ سدِّ الذريعِةِ، وَلكِنَّ اللهَ
      تَعَالى أمرَ بِغَضِّ البَصَر تصريحاً زيادةً في الاهتمَامِ والزَّجر.

      وَقد دَلَّ الكِتابُ وَالسُنَّةُ وَالإجمَاعُ عَلى ذَلكَ، أمَّا الكِتَابُ فَقولُه
      تعالى: ‏
      ﴿‏قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُم إنَّ
      اللهَ خبيرُ بمَِا يَصنَعُونَ‏‏
      ‏ الآية ‏[‏النور‏:‏ 30‏]
      .

      وإما السُنَّة : فقد أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَ مُسْلِمٌ عن أَبي سعيد
      الخُدري رضي الله عنه ، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ،
      قَالَ : "إيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ في الطُّرُقَاتِ ! " فقالوا : يَا رَسُول الله،
      مَا لنا مِنْ مجالِسِنا بُدٌّ، نتحدث فِيهَا .
      فَقَالَ رسولُ الله صلى
      الله عليه وسلم
      :" فَإذَا أبَيْتُمْ إلاَّ المَجْلِسَ، فَأَعْطُوا الطَّريقَ حَقَّهُ
      ". قالوا : وما حَقُّ الطَّريقِ يَا رسولَ الله ؟ قَالَ :"غَضُّ
      البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلامِ، وَالأمْرُ بِالمَعْرُوفِ، والنَّهيُ
      عن المُنْكَرِ
      " .

      وأمَّا الإجمَاعُ فَقَد حَكَاهُ غيرُ واحدٍ مِن أهلِ العلم، قال الإمام
      أبو مُحَمَّدٍ ابنُ حَزمٍ رَحِمَهُ الله تَعَالَى في
      «مراتب الإجماع‏»
      :
      "واتَّفَقُوا على وُجُوب غَضِّ البَصَرِ عَن غَيرِ الحَريمَةِ والزَّوجَةِ
      والأمَةِ، إلا من أراد نِكاحَ امرأةٍ حلَّ لهُ أنْ ينظُرَهَا" .


      وقال الإمَامُ أبو بكرٍ بنُ عَبدِ اللهِ العَامِريُّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى في
      «رِسَالتِه في أحكَامِ النَّظر»
      : "إنَّ الذي أجمعتْ عليه الأُمَّةُ،
      واتَّفَقَ عليهِ عُلماءُ السَّلفِ وَالخلفِ مِن الفُقَهاءِ والأئمَّةِ: هُو
      نَظَرُ الأجانِبِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ بَعضُهُم إلى بَعضٍ ، وَهُم
      مَن لَيسَ بينَهُم رَحِمٌ مِن النَّسبِ، ولا مَحرَمٌ مِن سَببٍ كالرِّضَاعِ
      وَغيرهِ، فََهؤلاءِ حرامٌ نَظَرُ بعضِهم إلى بَعضٍ" .





      من روائع العفاسي : MP3 , MP3 , MP3

      تعليق


      • #4
        رد: « بِشَارَةُ الشَّبَابِ بِمَا جَاءَ فِي غَضِّ البَصَرِ مِن الثَّوَابِ »



        بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد...

        فَصلٌ في ذِكرِ الآيات الوَارِدَةِ في الحَضِّ عَلَى غَضِّ البَصَرِ

        قَالَ ‏َتَعَالَى :‏ ﴿قَد أفلَحَ المؤمِنونَ (1)إلى قَولِهِ : ﴿وَالذِينَ هُم
        لِفُرُوجِهِم حَافِظُونَ (4) إلا عَلَى أزوَاجِهِمْ أو مَا مَلَكَتْ أيمَانُهُم
        فَإنَّهُم غَيرُ مَلُومِينَ (5) فَمَن ابتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأولئِكَ هُمُ
        العَادُونَ (6)
        ‏[‏المؤمنون‏:1-6‏] .


        وقَالَ ‏َتَعَالَى :‏ ‏﴿‏قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ذَلِكَ أَزْكَى
        لَهُم إنَّ اللهَ خبيرُ بمَِا يَصنَعُونَ‏‏
        ‏ الآية ‏[‏النور‏:‏ 30‏] قَالَ قَتَادَةُ
        بنُ دعامَةَ رَحِمَهُ الله تَعَالَى في قوله:﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ
        أَبْصَارِهِمْ
        :"أي :عَمَّا لاَ يَحِلُّ لَهُمْ". ذكره البخاري بصيغة
        الجَزمِ.


        فهذان موضعان ضَمِنَ اللهُ فيهِما للمؤمنِين الذين يَغُضُّون
        أبَصَارَهُم بالفَلاحِ، أمَّا الموضِعُ الأوَّلُ فقَد جاءَ ذلِكَ بأقوى
        أنوَاعِ التَّوكِيدِ : حيثُ أتى بحرفِ التحقيق (قَدْ)، وأتى بالجُملَةِ
        في صِيغَةِ الخَبَر، ثُمَّ ذَكَرَ صِفَاتِ المؤمنينَ وَمنهَا أنَّهُم
        :﴿
        لِفُرُوجِهِم حَافِظُونَ﴾ ولا ريبَ أنَّ حِفظَ الفَرج لا يَكون إلا
        بِغَضِّ البَصَرِ، فالنَّظرُ بريدُ الزِّنَا.


        وفي الموضع الثاني : أمرَ المؤمنينَ بِغَضِّ البَصَرِ، وأخبر أن
        ذلك ﴿
        أَزْكَى لَهُم﴾، وقد أعلمنا اللهُ سُبْحَانَهُ أنَّ التزكيَةَ توجبُ
        الفلاحَ حيثُ قال : ﴿
        قَد أفلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾ وقَالَ : ﴿قَد أفلَحَ مَن
        تَزَكَّى﴾، ومن اللَّطيفِ أنًّه أتى بالتَوّكيدِ هنا بِنفسِ الصيغَةِ التي
        في أتى بها في الآية السابقة، فتأمَّل أيها الأخ الكريم عِظَمَ
        هَذَا الجَزَاء، وداوم على استحضاره، فيساعدَك في غَضِّ
        بَصَرِك.


        ومن اللَّطائِفِ: أن اللهَ ذَكَرَ آيَةَ النُّورِ فِي قَوْلِهِ ‏: ﴿اللَّهُ نُورُ
        السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
        ‏ عَقِبَ قَوْلِهِ‏:‏﴿‏قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ
        أَبْصَارِهِمْ‏
        ليدلَّ على أَنَّ غَضَّ الطَّرْفِ يُورِثُ الْقَلْبَ نُورًا
        وَإِشْرَاقًا، كَمَا أَنَّ إطْلَاقَ الْبَصَرِ يُورِثُ ذَلِكَ ظُلْمَةً وَكَآبَةً. ‏أفادَه
        شيَخُ الإسلامِ تَقيُّ الدينِ ابنُ تَيمِيَةَ رَحِمَهُ الله تَعَالَى.


        ومن الآيات الواردة في هذا الباب: قولِه تَعَالَى : ﴿إنَّ السَّمْعَ
        وَالبَصَرَ والفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً
        [الإسراء : 36]

        وقولِه تَعَالَى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر :
        19] ،
        قالَ ابنُ عَبَّاسٍ فِي تفسير هذِهِ الآيةِ: "الرَجُلُ يَكُونُ في
        القَومِ فَتَمُرُّ بِهم المَرأةُ فَيُرِيَهِم أنَّهُ يَغُضُّ بَصَرَهُ عَنهَا، فَإنْ رَأى
        مِنهُم غَفلَةً نَظَرَ إليهَا؛ فَإن خَافَ أنْ يَفطَنُوا بِه غَضَّ بَصَرَهُ
        عَنهَا، وَقَد اطَّلَعَ اللهُ مِن قَلبِهِ أنَّهُ وَدَّ أنَّهُ نَظَرَ إلى عَورَتِهَا"
        أَخْرَجَه الإمامان أبو بكر ابن أبي شيبَةَ و أبو بكر ابن المُنذرِ
        رَحِمَهُما الله تَعَالَى
        وغيرهما .


        وَقَال تَعَالَى : ﴿إنَّا عَرضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرضِ
        وَالجِبَالِ فَأبينَ أنْ يَحمِلنَهَا وَحَمَلََهَا الإنسانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُومَاً
        جَهُولاً
        .


        قالَ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنه فِي تَفسِيرِ هذِهِ الآيةِ :" مِن
        تَضِييعِ الأمَانَاتِ النَّظَرُ في الدُّورِ وَالحُجُرَاتِ".
        أَخْرَجَه الإمامُ
        أبو بَكرٍ ابنُ أبي الدُنيَا رَحِمَهُ الله تَعَالَى في
        «الورع‏» والإمام
        أبو بكر البيهَقيُّ
        رَحِمَهُ الله تَعَالَى في «شُعَبِ الإيمَان‏ِ».





        من روائع العفاسي : MP3 , MP3 , MP3

        تعليق


        • #5
          « بِشَارَةُ الشَّبَابِ بِمَا جَاءَ فِي غَضِّ البَصَرِ مِن الثَّوَابِ »





          بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد...

          فَصلٌ في ذِكرِ الأحاديث الوَارِدَةِ في الحَضِّ عَلَى غَضِّ البَصَرِ

          َأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ
          النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ
          مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، الْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ،
          وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا
          الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى،
          وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ أَوْ يُكَذِّبُهُ"‏.

          وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ وَأَبِي دَاوُدَ:"‏وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا
          الْبَطْشُ، وَ الرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ فَزِنَاهُمَا الْمَشْيُ، وَالْفَمُ يَزْنِي فَزِنَاهُ
          الْقُبَلُ"‏.

          وَأَخْرَجَ الْأئمة أَحْمَدُ وأبو بكرٍ الْبَزَّارُ وَأَبُو يَعْلَى الموصِليُّ
          رَحِمَهُم الله تَعَالَى بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله
          عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:"‏الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ،
          وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ، وَالْفَرْجُ يَزْنِي".

          قال الإمامُ أبو زكريا النَوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: "مَعْنَى
          الْحَدِيثِ: أَنَّ اِبْنَ آدَمَ قُدِّرَ عَلَيْهِ نَصِيبٌ مِنْ الزِّنَا, فَمِنْهُمْ مَنْ
          يَكُون زِنَاهُ حَقِيقِيًّا بِإِدْخَالِ الْفَرْجِ فِي الْفَرْجِ الْحَرَامِ, وَمِنْهُمْ مَنْ
          يَكُون زِنَاهُ مَجَازًا بِالنَّظَرِ الْحَرَام أَوْ الِاسْتِمَاع إِلَى الزِّنَا وَ مَا
          يَتَعَلَّق بِتَحْصِيلِهِ, أَوْ بِالْمَسِّ بِالْيَدِ بِأَنْ يَمَسّ أَجْنَبِيَّة بِيَدِهِ, أَوْ
          يُقَبِّلهَا, أَوْ بِالْمَشْيِ بِالرِّجْلِ إِلَى الزِّنَا, أَوْ النَّظَر, أَوْ اللَّمْس, أَوْ
          الْحَدِيث الْحَرَام مَعَ أَجْنَبِيَّة, وَنَحْو ذَلِكَ, أَوْ بِالْفِكْرِ بِالْقَلْبِ .

          فَكُلّ هَذِهِ أَنْوَاع مِنْ الزِّنَا الْمَجَازِيِّ, "وَالْفَرْج يُصَدِّق ذَلِكَ كُلّه
          أَوْ يُكَذِّبهُ" : مَعْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ يُحَقِّق الزِّنَا بِالْفَرْجِ, وَقَدْ لَا يُحَقِّقهُ
          بِأَلَّا يُولِجَ الْفَرْجَ فِي الْفَرْجِ, وَإِنْ قَارَبَ ذَلِكَ . وَاَللَّه أَعْلَم" .

          و قد جاء نحو هذا المعنى عن أبي مُوسَى الأشعَرِيِّ رضي الله
          عنه قال :"كُلُّ عَينٍ فَاعِلَةٌ" يعني: زَانِيَةٌ. أَخْرَجَهُ الإمامُ أبو
          بكرِ ابنُ أبي شيبةَ رَحِمَهُ الله تَعَالَى في «مُصَنَّفِه» وأَخْرَجَه
          ابن الجوزي عن أبي مُوسَى مرفوعاً في «ذمِّ الهوى» .


          وجاء كتابِ «عُيونِ الأخبَارِ» للإمام أبي محمَّدٍ ابن قُتيبَةَ
          الدينوريِّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى : نظر رجل يوماً إلى ابنه وهو
          يديم النظر إلى امرأة فقال : "يا بنُيَّ! نظرُك هذا يُحبِل!" .

          وَ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عن أَبي سعيد الخُدري رضي الله
          عنه ، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : "إيَّاكُمْ
          وَالجُلُوسَ في الطُّرُقَاتِ !" فقالوا: يَا رَسُول الله، مَا لنا مِنْ
          مجالِسِنا بُدٌّ، نتحدث فِيهَا . فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عليه
          وسلم :"فَإذَا أبَيْتُمْ إلاَّ المَجْلِسَ، فَأَعْطُوا الطَّريقَ حَقَّهُ". قالوا :
          وما حَقُّ الطَّريقِ يَا رسولَ الله ؟ قَالَ :"غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ
          الأَذَى، وَرَدُّ السَّلامِ، وَالأمْرُ بِالمَعْرُوفِ، والنَّهيُ عن المُنْكَرِ".

          و أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضى الله
          عنهما قَالَ:"كَانَ الْفَضْلُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه
          وسلمفَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا
          وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ ، وَ جَعَلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَصْرِفُ وَجْهَ
          الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الآخَرِ ".و في رواية الإمَامَينِ أَحْمَدَ وأبُي
          عِيسى التَّرمِذيِّ من حديث عَلِىِّ رضي الله عنه "وَ لَوَى عُنُقَ
          الْفَضْلِ فَقَالَ الْعَبَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! لِمَ لَوَيْتَ عُنُقَ ابْنِ عَمِّكَ
          قَالَ: "رَأَيْتُ شَابًّا وَشَابَّةً فَلَمْ آمَنِ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا".

          وَ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَرَةَ
          رضي الله عنه قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
          وسلم:"‏ثَلَاثَةٌ لَا تَرَى أَعْيُنُهُمْ النَّارَ‏:‏ عَيْنٌ حَرَسَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
          وَعَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ كَفَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ ‏".


          وَ أَخْرَجَ الأئمةُ أَحْمَدُ وَأبو حاتِم ابْنُ حِبَّانَ وَأبُو عَبدِ اللهِ الْحَاكِمُ
          رَحِمَهُم الله تَعَالَى عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أَنَّ
          النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ‏"اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ
          أَضْمَنْ لَكُمْ الْجَنَّةَ، اُصْدُقُوا إذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إذَا وَعَدْتُمْ،
          وَأَدُّوا إذَا اُؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ،
          وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ‏ ". صَحَّحهُ الحاكِمُ وغيره .


          وَ أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنه عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
          رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ :‏"يَا
          عَلِيُّ إنَّ لَك كَنْزًا فِي الْجَنَّةِ وَإِنَّك ذُو قَرْنَيْهَا، فَلَا تُتْبِعُ النَّظْرَةَ
          النَّظْرَةَ، فَإِنَّمَا لَك الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَك الْأُخْرَى"‏.

          و قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ ‏ "إنَّك ذُو قَرْنَيْهَا": ‏ أَيْ ذُو
          قَرْنَيْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ شَجَّتَانِ فِي قَرْنَيْ رَأْسِهِ
          أَحَدُهُمَا مِنْ ابْنِ مُلْجِمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ وَالْأُخْرَى مِنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ
          وُدٍّ ‏
          . قَالَهُ الحافِظُ الْمُنْذِرِيُّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى .

          وَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ قَالَ
          رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ رضي الله عنه:‏ "‏ يَا
          عَلِيُّ لَا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّمَا لَك الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَك
          الْآخِرَةُ ‏ " ‏َحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ ‏.

          قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ‏ ‏:‏ "قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم : "فَلَا تُتْبِعْ
          النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ ‏.. إلَخْ" رُبَّمَا تَحَايَلَ أَحَدٌ جَوَازَ الْقَصْدِ لِلْأُولَى
          وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا الْأُولَى الَّتِي لَمْ يَقْصِدْهَا" ‏.

          وَ فِي أَفْرَادِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه
          قَالَ ‏: "‏ سَأَلْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ النَّظْرَةِ
          الْفَجْأَةِ قَالَ اصْرِفْ نَظَرَك‏ " قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ:‏ "وَهَذَا لِأَنَّ
          الْأُولَى لَمْ يَحْضُرْهَا الْقَلْبُ، وَلَا يَتَأَمَّلُ بِهَا الْمَحَاسِنَ، وَلَا يَقَعُ
          الِالْتِذَاذُ بِهَا، فَمَتَى اسْتَدَامَهَا مِقْدَارَ حُضُورِ الذِّهْنِ كَانَتْ
          كَالثَّانِيَةِ فِي الْإِثْمِ"‏.


          وَ أَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ و الطَبرانيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله
          عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"‏مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْظُرُ
          إلَى مَحَاسِنِ امْرَأَةٍ ثُمَّ يَغُضُّ بَصَرَهُ إلَّا أَحْدَثَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةً يَجِدُ
          حَلَاوَتَهَا فِي قَلْبِهِ" . قال الحافظ أبو الفداء إسماعيلُ ابن كَثيرٍ
          رَحِمَهُ الله تَعَالَى في «تفسيره» :"ورُويَ هذا مرفُوعاً عن ابن
          عُمرَ وحُذيفةَ وعائشةَ رضي الله عنهم، ولكن في إسنادِهَا
          ضَعفٌ، إلا أنَّها في التَرغِيبِ، ومِثلُهُ يُتَسامَحُ فِيهِ".

          وَ رَوَى الْأَصْبَهَانِيُّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى بسندٍ ضعيفٍ عَنْ أَبِي
          هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
          و سلم:"‏كُلُّ عَيْنٍ بَاكِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلَّا عَيْنًا غُضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ
          اللَّهِ، وَعَيْنًا سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَيْنًا خَرَجَ مِنْهَا مِثْلُ
          رَأْسِ الذُّبَابِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ" ‏.


          وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله
          عليه وسلم قَالَ ‏:"‏ لَتَغُضُّنَّ أَبْصَارَكُمْ، وَلَتَحْفَظُنَّ فُرُوجَكُمْ، أَوْ
          لَيَكْسِفَنَّ اللَّهُ وُجُوهَكُمْ ‏ " ‏ ‏.

          وَ فِي «صَحِيحِ الْحَاكِمِ» و«مسندِ عَبدِ بنِ حُمَيدٍ» رَحِمَهُما الله
          تَعَالَى عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعًا :"مَا مِنْ صَبَاحٍ إلَّا وَمَلَكَانِ
          يُنَادِيَانِ وَيْلٌ لِلرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ، وَ وَيْلٌ لِلنِّسَاءِ مِنْ الرِّجَالِ" ‏‏.

          في إسناده خارجة بن مصعب، قال الذَهبيُّ في التلخيص: "خارجة واه".




          من روائع العفاسي : MP3 , MP3 , MP3

          تعليق


          • #6
            « بِشَارَةُ الشَّبَابِ بِمَا جَاءَ فِي غَضِّ البَصَرِ مِن الثَّوَابِ »





            بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد...

            فَصلٌ في ذِكرِأخبَارِ السَّلفِ في غَضِّ البَصَرِ وحرصِهِم عَلى ذلكَ

            َأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى عَنْ ابْنِ مَسْعُود ٍرضي الله
            عنه مَرْفُوعًا:‏ "‏ الْإِثْمُ حَوَّازُ الْقُلُوبِ وَمَا مِنْ نَظْرَةٍ إلَّا
            وَلِلشَّيْطَانِ فِيهَا مَطْمَعٌ ‏ ". قال المُنذِرِيُّ:
            "رواته لا أعلم فيهم
            مجروحاً، لكن قيل صوابه الوقوف،
            وَمَعْنَى حَوَّازُ : َهُوَ مَا
            يَحُوزُهَا وَيَغْلِبُ عَلَيْهَا حَتَّى تَرْتَكِبَ مَا لَا يَحْسُنُ، وَقِيلَ
            بِتَخْفِيفِ الْوَاوِ وَتَشْدِيدِ الزَّايِ جَمْعُ حَازَّةٍ وَهِيَ الْأُمُورُ الَّتِي
            تَحُزُّ فِي الْقُلُوبِ وَتَحُكُّ وَتُؤَثِّرُ وَتَتَخَالَجُ فِي الْقُلُوبِ فَتَكُونُ
            مَعَاصِيَ، وَهَذَا أَشْهَرُ "‏.وَمِنْهُ ‏ "‏الْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِك
            وَكَرِهْت أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ‏ ".

            و أَخْرَجَ ابن أبي شيبةَعن أبي مُوسَى الأشعَرِيِّ رضي الله عنه
            قال: "لأن تَمتَلِئ مِنخَرَيَّ مِن رِيحِ جِيفَةٍ، أحَبُ إليَّ مِن أنْ
            تَمتَلِيَانِ مِن رِيحِ امرَأةٍ".


            و أَخْرَجَ عن عَبدُ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: "لأن
            أُزاحِمَ بَعِيراً مَطلِيَّاً بِقطِرَانَ، أحبُّ إليَّ مِنْ أنْ أُزَاحِمَ امرَأةً".


            و أَخْرَجَ ابنُ أبي الدُنيَا عن أنس رضي الله عنه قال : "إذا
            مَرَّت بِكَ امرَأةٌ فَغمِّض عَينَيكَ حتى تُجَاوِزَكَ".
            أَخْرَجَه الإمام
            أبو بكر ابن أبي شيبة
            رَحِمَهُ الله تَعَالَى
            في «مُصَنَّفِه» ، وفي
            إسناده خالد بن مجدوح و هو تالف .

            وَ في «كتابِ الوَرَعِ‏» للإمام أحمد :عَن عُتبَةَ بن غَزَوانَ
            الرقاشيِّ قَالَ: قَالَ لِي أبُو مُوسَى الأشعَرِيُّ
            رضي الله عنه
            :
            مَالِي أرَى عَينَيك نَافِرةً؟ فَقُلتُ: إنِّي التفتُ التفَاتَةً فَإذَا جَارِيَةٌ
            مُنكَشِفَةٌ لبَعضِ الحَبَشِ فَلَحَظتُهَا لحَظَهً فَصككتُهَا صَكَّةً-أي:
            عَينُه- إلى مَا تَرَى!. فَقَالَ لَهُ أبُو مُوسَى: استغفِر رَبَّكَ فَإنَّكَ قَدْ
            ظَلَمتَ عَينَيكَ، لكَ أوَّلُ نَظرَةٍ وَعليكَ مَا بَعدَهَا".

            و في البخاريُّ َ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِى الْحَسَنِ لِلْحَسَنِ: إِنَّ نِسَاءَ
            الْعَجَمِ يَكْشِفْنَ صُدُورَهُنَّ وَرُءُوسَهُنَّ! قَالَ:"اصْرِفْ بَصَرَكَ
            عَنْهُنَّ".


            و أَخْرَجَ ابن أبي شيبة عن عَطَاءٍ بن أبي رَبَاحٍ رَحِمَهُ الله
            تَعَالَى
            قَالَ :"نَظرَةٌ يَهوَاهَا القَلبُ، فَلا خَيرَ فِيهَا".

            وَ أَخْرَجَ عن موسى الجُهنيِّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى قال: "كُنتُ مَع
            سَعيدِ بنِ جُبَيرٍ في طَرِيقٍ فَاستَقبَلَتنَا امرَأةٌ فَنَظَرنَا إليهَا
            جَميعاً، ثُمَّ إنَّ سَعيدِاً غَضَّ بَصَرَهُ، فَنَظرتُ إليهَا، فَقَالَ لِي
            سَعيدٌ: الأولى لَكَ، وَالثانِيةُ عَليكَ".

            وَ أَخْرَجَ عن قَيسٍ رَحِمَهُ الله تَعَالَى قَالَ: "كَانَ يُقَالُ: النَّظرَةُ
            الأولَى لا يَملِكُهَا أحَدٌ، وَلَكنِ الذِي يَدُسُّ النَّظَر دَساً .." .

            وَ أَخْرَجَ عن دَاودَ بن أبي هِندٍ قال: قاَلَ رَجُلٌ لابنِ سِيرينَ
            رَحِمَهُ الله تَعَالَى: "أستقبِلُ القِبلَةَ فِي الطَرِيقِ، ألَيسَ لي
            النَّظرَةُ الأولى ثُمَّ أصِرفُ عَنهَا بَصَرِي؟ قال: أمَا تَقرَأ القُرآنَ
            :
            ﴿يَعْلَمُ خَائِنةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر : 19 ]
            ".

            وَأَخْرَجَ عَن أيُّوبٍ السَختيَانيِّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى قَالَ: "كانَ
            طَاوسٌ
            رَحِمَهُ الله تَعَالَى
            لا يَصحَبُ رِفقَةً فِيهَا امرَأةٌ".

            و أَخْرَجَ ابنُ أبي الدُنيَا في «الورع‏»وأبو نُعيمٍ الأصبَهَانِيُّ في
            «الحِليَةِ
            »رَحِمَهُ الله تَعَالَى: عن عَمرِو بن مُرَّةَ رَحِمَهُ الله
            تَعَالَى قال
            : "ما أحِبُّ أنِّي بَصِيرٌ، كُنتُ نَظرتُ نَظرَةً وَأنَا
            شَابٌ". وفي «الحلية
            »: عن عَمرِو بن مُرَّةَ قال: "نظرت الى
            امرأة فأعجبتني فكُفَّ بَصَرِي فأرجُو أن يَكونَ ذلكَ كَفَّارةً".

            و أَخْرَجَا عن وكيعٍٍ رَحِمَهُ الله تَعَالَى قال : "خَرَجنَا مَعَ سُفيَانَ
            الثَّورِيِّ
            رَحِمَهُ الله تَعَالَى
            في يَومِ عِيدٍ فَقَالَ: إنَّ أوَّلَ مَا نَبدَأُ بِه
            في يَومِنَا غَضُّ أبصَارِنَا" .


            و أَخْرَجَا عن محمد بن عبد الله الزراد قال : "خَرَجَ حَسَّانُ بنُ
            أبي سِنانَ
            رَحِمَهُ الله تَعَالَى
            إلى العِيدِ، فَقِيلَ لَهُ لمَّا رَجِعَ: يَا أبَا
            عَبدِ اللهِ مَا رَأينَا عيدَاً أكثرَ نِساءً منهُ!. قَالَ: مَا تَلَقتنِي امرَأةٌ
            حَتى رَجَعتُ".


            و في رواية لهما : "خَرَجَ حَسَّانُ بنُ أبي سِنانَ يَومَ العِيدِ، فلمَّا
            رَجِعَ قَالَت لَهُ امرَأتُه: كَم مِن امرَأةٍ حَسَنَةٍ قَدْ نَظَرتَ اليومَ
            إليهَا؟! فلمَّا أكثرَت عَليهِ قَالَ: وَيحَكِ! مَا نَظَرتُ إلَّا في إبهَامِي
            مُنذُ خَرَجتُ حَتى رَجَعتُ إليكِ".


            و أَخْرَجَابنُ أبي الدُنيَا عن حمَّاد بن زيد رَحِمَهُ الله تَعَالَى قال
            سمعت أبي وأسنده قال : "لَرُبَّ نَظرَةٍ لأن تَلقَى الأسَدَ فيأكُلَكَ
            خَيرٌ لَكَ مِنهَا".


            و أَخْرَجَ عن خالد بن أبي عمران رَحِمَهُ الله تَعَالَى قال : "لا
            تُتبِعُوا النَّظَر النَّظَرَ، فَرُبَّمَا نَظَرَ العَبدُ النَّظرَةَ يَنغَلُّ مِنهَا قلبُه
            كَمَا يَنغَلُّ الأدِيمُ في الدِّبَاغِ ولا يَنتَفِعُ بِهِ" .

            و أَخْرَجَ عنه : "لا تُتبِع بَصَرَك حُسنَ رِدَاءِ المرأةِ، فإنَّ النَّظَر
            يَجعَلُ الشهوَةَ في القَلبِ". أخرجه ابن أبي شيبة وغيره
            .

            و أخرجَ ابنُ الجوزيِّ في «ذمِّ الهوى» عن ذي النِّونِ المِصريِّ
            رَحِمَهُ الله تَعَالَى
            قالَ: "اللَّحظاتُ تورِّثُ الحَسَراتِ، أوَّلُها
            أسفٌ وآخرُها تَلفٌ، فمن تَابَع طرفَهُ تابعَ حتفَهُ".


            و فيه:قالَ سُفيانُ: "كانَ الرَّبيعُ بنُ خَثيمٍ يَغُضُّ بَصرَهُ فَمرَّ بِه
            نِسوةٌ فَأطرَق حتى ظَنَّ النِّسوةُ أنَّه أعمَى، فتعوَّذنَ باللهِ مِنَ
            العَمَى!" .


            و في البُخَارِيِّ: قَالَ الزُّهْرِىُّ فِى النَّظَرِ إِلَى الَّتِى لَمْ تَحِضْ مِنَ
            النِّسَاءِ: لاَ يَصْلُحُ النَّظَرُ إِلَى شَىْءٍ مِنْهُنَّ مِمَّنْ يُشْتَهَى النَّظَرُ
            إِلَيْهِ ، وَإِنْ كَانَتْ صَغِيرَةً .


            و في تَفسِير القُرطُبِيِّ :" وَلقَد كَرِهَ الشَّعبِيُّ أن يُديمَ الرَّجُل
            النَّظَر إلى ابنته أو أمِّه أو أختِه، وزمَانُه خَيرٌ مِن زَمانِنَا هَذَا
            ! !" .


            وَ في «صِفةِ الصَّفوَةِ‏» : قَالَ شُجَاعٌ الْكَرْمَانِيُّ رحمه الله تعالى‏:‏
            "مَنْ عَمَّرَ ظَاهِرَهُ بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ، وَبَاطِنَهُ بِدَوَامِ الْمُرَاقَبَةِ،
            وَ غَضَّ بَصَرَهُ عَنْ الْمَحَارِمِ، وَكَفَّ نَفْسَهُ عَنْ الشَّهَوَاتِ وَ أَكَلَ
            مِنْ الْحَلَالِ، لَمْ تُخْطِئْ فِرَاسَتُهُ" وَكَانَ شُجَاعٌ لَا تُخْطِئُ لَهُ
            فِرَاسَةٌ ‏.




            من روائع العفاسي : MP3 , MP3 , MP3

            تعليق


            • #7
              رد: « بِشَارَةُ الشَّبَابِ بِمَا جَاءَ فِي غَضِّ البَصَرِ مِن الثَّوَابِ »

              جزاك الله خيراً اخى الحبيب ونفع الله بك
              { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
              سورة الرعد الآية 17

              تعليق


              • #8
                رد: « بِشَارَةُ الشَّبَابِ بِمَا جَاءَ فِي غَضِّ البَصَرِ مِن الثَّوَابِ »

                جزاكم الله خيرا
                جمع طيب
                اللهم يا مقلب القلوب
                ثبت قلوبنا على دينك
                ...............
                اللهم ارزقنا الأخلاص

                تعليق

                يعمل...
                X