مختار نوح .... لتقل خيرا أو لتصمت
الأستاذ مختار نوح من الأسماء المعروفة في تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة و محسوب على الإخوان بشكل عام ، بدأ مختار نوح بكتابة موسوعة حول تاريخ الحركة الإسلامية منذ عدة شهور و يقوم بنشرها على شكل حلقات في جريدة المصريون و قد افرد الجزء الأول من موسوعته و التي أطلق عليها "موسوعة الحركات الإسلامية والسياسة الأمنية" للحديث عن قضية الفنية العسكرية ، الحقيقة أنني لم أقرأ سوى بضع حلقات فلا يسعني الحكم على مدى حيادية الموسوعة و دقتها لكن لفت انتباهي مقالة نشرها في الجزء الأول قام فيها بنقل شهادة طلال الأنصاري أحد المحكوم عليهم بالإعدام في القضية ثم تم تخفيف الحكم لاحقا و هو الآن يعمل في المحاماة ، ففي شهادة طلال الأنصاري أكد طلال الأنصار على وجود علاقة بين الإخوان و تنظيم الفنية العسكرية و أن المرشد العام للإخوان الهضيبي كان على علم بتنظيم الفنية العسكرية و أن صالح سرية أمير التنظيم كان وثيق الصلة بالهضيبي و الحاجة زينب الغزالي و أن بعض أفراد التنظيم قد ارتبط ببيعة للإخوان .
لا يهمني التفصيل فهذا الباب و المقال موجود فبإمكان الجميع مراجعته لكن لفت نظري رد مختار نوح على طلال الأنصاري فقد حاول جاهدا أن ينبذ فكرة العنف و التغيير بالقوة عن الجماعة و هذا مسلك معوج مخالف للحقيقة إذا ما راجعنا تاريخ جماعة الإخوان و مشروعها السياسي و العسكري فالحقائق التاريخية واضحة وضوح الشمس و لا يغيب عن أحد أن الجماعة كان لها تنظيم سري شارك في عدد من العمليات و الاغتيالات .
يحتج الأستاذ مختار نوح بكتاب " دعاة لا قضاة " بدعوى أنه ميثاق الجماعة !! فيقول في معرض رده على طلال الأنصاري
"سادسها : أن من المستحيل على من ألف كتاب" دعاة لا قضاة" وضحى فيه بكل رخيص وغال من أجل نشره وجعله ميثاقاً للجماعة وهو المستشار حسن الهضيبى، مستحيل عليه أن يوافق على خطة تبدأ باقتحام الفنية العسكرية والتعامل مع الحراس متسللاً، ثم الدخول إلى منطقه السلاح والتحرك بهذا السلاح لحصار رئيس الدولة ، و هذا الكلام يسقطه تماما شهادة الحاجة زينب الغزالي رحمها الله فقد أشارت عدة مرات لرضا المرشد العام عن فكر الأستاذ سيد قطب و دعمه لسيد قطب بل كان يرى فيه الأمل الباقي للجماعة بل إن التنظيم الذي حوكم بسببه سيد قطب و اعدم كان تحت سمع و بصر المرشد بشهادة زينب الغزالي و معلوم أن كتاب " دعاة لا قضاة " يُعد هدما لفكر سيد قطب و تنصلا من تبعاته و قد كُتب في ظروف خاصة قبل خروج الإخوان من السجون في عهد السادات مما يجعلنا ننسج حوله علامات استفهام كثيرة إذ كيف يناقض المستشار الهضيبي نفسه فالرجل الذي اطلع على مسودة " معالم في الطريق " و وافق على طبعها يعود ليرد على ما جاء في الكتاب بعد عدة سنوات يعقب هذا الانفراج الأمني الذي حظى به الإخوان في عهد السادات !! .
"سادسها : أن من المستحيل على من ألف كتاب" دعاة لا قضاة" وضحى فيه بكل رخيص وغال من أجل نشره وجعله ميثاقاً للجماعة وهو المستشار حسن الهضيبى، مستحيل عليه أن يوافق على خطة تبدأ باقتحام الفنية العسكرية والتعامل مع الحراس متسللاً، ثم الدخول إلى منطقه السلاح والتحرك بهذا السلاح لحصار رئيس الدولة ، و هذا الكلام يسقطه تماما شهادة الحاجة زينب الغزالي رحمها الله فقد أشارت عدة مرات لرضا المرشد العام عن فكر الأستاذ سيد قطب و دعمه لسيد قطب بل كان يرى فيه الأمل الباقي للجماعة بل إن التنظيم الذي حوكم بسببه سيد قطب و اعدم كان تحت سمع و بصر المرشد بشهادة زينب الغزالي و معلوم أن كتاب " دعاة لا قضاة " يُعد هدما لفكر سيد قطب و تنصلا من تبعاته و قد كُتب في ظروف خاصة قبل خروج الإخوان من السجون في عهد السادات مما يجعلنا ننسج حوله علامات استفهام كثيرة إذ كيف يناقض المستشار الهضيبي نفسه فالرجل الذي اطلع على مسودة " معالم في الطريق " و وافق على طبعها يعود ليرد على ما جاء في الكتاب بعد عدة سنوات يعقب هذا الانفراج الأمني الذي حظى به الإخوان في عهد السادات !! .
الإنصاف هو تاج المصداقية لأي عمل وثائقي و على الأستاذ مختار نوح أن يلزمه خاصة إذا أراد أن يوفق فيما يكتبه و تاريخ الحركة الإسلامية ليس سرا و إن كان يحتاج لمزيد دراسة ، نعم نحتاج لدراسة الحركة الإسلامية من منظور إسلامي شامل و عام و على الدارس أن يخلع توجهه الفكري على عتبة باب الدراسة حتى لا تظهر دراسته بشكل مشوه .
إننا في حاجة ماسة لقراءة تاريخ الحركات الإسلامية و دراستها بعمق لاستخلاص نتائج مبنية على تجارب في واقعنا المعاصر و أنا لا أنكر على الأستاذ مختار نوح أن يبذل جهدا في سبيل دراسة حقيقية محايدة لتاريخ الحركة الإسلامية لكنني أطلبه بخلع عباءة الإخوان على أعتاب هذه الدراسة حتى تخرج بشكل محترم و سوف أشير سريعا لبض الأمور التي وقع فيها الأستاذ مختار نوح في مطلع الجزء الثاني و فيه يقوم بدراسة " جماعة المسلمين " التي أسسها شكري مصطفى .
و في هذا المقال قام الأستاذ مختار نوح بتقسيم عموم العمل الإسلامي في هذه الفترة لأربعة أقسام رئيسية
و هي على الترتيب
و هي على الترتيب
1- جماعة المسلمين التي نحت منحى التكفير و هو صادق في هذا الأمر فمعلوم أن هذه الجماعة مثلت الخوارج في هذا الزمن غفر الله لكل المسلمين .
2- التيار السلفي " و هنا يظهر على مختار نوح النزعة الإخوانية " فيقول " أما القسم الثاني من الحركات الإسلامية في ذلك الوقت، فقد اتخذ من العلم سبيلاً، وأفرط في اللجوء إلى التراث حتى أنه رجع بعقله وتفكيره لأعوام طويلة تبلغ المئات ثم تجمد حولها. صحيح أن هذا القسم كان يتسم بعمق البحث، إلا أنه أيضًا كان يتسم بالجمود في أحيان كثيرة، وأطلق على نفسه اسم "الحركة السلفية" ورفض أن يكون جماعة واحدة فقرر ممثلوا هذه الحركة بأنهم يمثلون أفكارًا وحركة وليسوا جماعة أو حزبًا."
فما الذي ينكره الأستاذ مختار نوح الإخواني على التيار السلفي و الذي كان يُعد بحق رمانة الميزان في ظل التخبط الذي اشتهرت به فترة السبعينات ؟
1- يرى في التيار السلفي إفراط في العودة للتراث و كأننا مطالبون بهدمه أو النظر إليه على أنه آثار ينظر إليها للتسلية أو لمجرد المتعة الذهنية !!
فما الذي ينكره الأستاذ مختار نوح الإخواني على التيار السلفي و الذي كان يُعد بحق رمانة الميزان في ظل التخبط الذي اشتهرت به فترة السبعينات ؟
1- يرى في التيار السلفي إفراط في العودة للتراث و كأننا مطالبون بهدمه أو النظر إليه على أنه آثار ينظر إليها للتسلية أو لمجرد المتعة الذهنية !!
2- الجمود في مقابل الانفتاح و الاجتهاد عند جماعة الإخوان !! و هذا يظهر جليا في وصفة لعمر التلمساني - رحمه الله - " وقد كان محاميًا ذكيًا حسن الخلق عف اللسان فاستطاع أن يجتذب الكثير من الشباب.ولأنه كان منفتحًا على الآخر فقد شهدت الدعوة الإسلامية التي تحمل فكر "الإخوان المسلمين" في ذلك الوقت تطورًا ملحوظً . "
فالسيد مختار نوح لا يستطيع أن يكون منصفا و عليه أن يراجع نفسه أثناء الكتابة فما يراه جمود في نظره هو تمسك بكتاب الله و سنة رسوله في وجهة نظر الأخر الذي استطاع في السنوات الماضية القليلة أن يطفو على السطح و أن يصبح التيار الأقوى بين كل التيارات حتى صارت الدعوة السلفية هي الأقوى بين كل الدعوات حتى أن الصوفية في مصر تصرخ الآن تحت وطأة و ثقل التيار السلفي حيث أقر أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية بتراجع الصوفية في مصر أمام ما وصفه بـ "الغزو السلفي والوهابي الذي ينتشر بصورة كبيرة بسبب التمويل الكبير والسخي الذي يقدمه الوهابيون لأتباعهم في مصر"، زاعما أن في هذا خطورة على الأمن القومي المصري بسبب ما قد ينجم عنه من عنف، وأدعى أن المدن والقرى التي ينتشر فيها الطرق الصوفية يقل فيها مستوى الجرائم والعنف فيما يتعلق بالجرائم المتعقلة بالتطرف الديني والسياسي والجرائم الجنائية.
فالسيد مختار نوح لا يستطيع أن يكون منصفا و عليه أن يراجع نفسه أثناء الكتابة فما يراه جمود في نظره هو تمسك بكتاب الله و سنة رسوله في وجهة نظر الأخر الذي استطاع في السنوات الماضية القليلة أن يطفو على السطح و أن يصبح التيار الأقوى بين كل التيارات حتى صارت الدعوة السلفية هي الأقوى بين كل الدعوات حتى أن الصوفية في مصر تصرخ الآن تحت وطأة و ثقل التيار السلفي حيث أقر أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية بتراجع الصوفية في مصر أمام ما وصفه بـ "الغزو السلفي والوهابي الذي ينتشر بصورة كبيرة بسبب التمويل الكبير والسخي الذي يقدمه الوهابيون لأتباعهم في مصر"، زاعما أن في هذا خطورة على الأمن القومي المصري بسبب ما قد ينجم عنه من عنف، وأدعى أن المدن والقرى التي ينتشر فيها الطرق الصوفية يقل فيها مستوى الجرائم والعنف فيما يتعلق بالجرائم المتعقلة بالتطرف الديني والسياسي والجرائم الجنائية.
3- ذكر فكرة وجود السلفية كتيار فكري لا جماعة أو حزب و لم يعرج على الأمر بالتحليل فهل يرى الأستاذ مختار نوح أن هذا يُعد نقصا في الحركة السلفية ؟ و هل البديل الناجح هو الجماعات و بالطبع على رأسهم الإخوان ؟!
4- ثم يلمز العلماء الأجلاء بحجة أن الشباب هم الذين هم الذين خلعوا عليهم ألقاب المشايخ !!
و خذ عندك الشيخ أسامة عبد العظيم حفظه الله فهو أستاذ أصول الفقه ورئيس قسم الشريعة بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة. والشيخ حفظه الله شافعي المذهب وهو من المتفرغين للدعوة بمسجده الكائن في حي الإمام الشافعي بالتونسي في القاهرة ، فإن كان أسامة عبد العظيم لا يُعد شيخا فمن الشيوخ عند الأستاذ مختار نوح ؟!
و خذ عندك الشيخ أسامة عبد العظيم حفظه الله فهو أستاذ أصول الفقه ورئيس قسم الشريعة بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة. والشيخ حفظه الله شافعي المذهب وهو من المتفرغين للدعوة بمسجده الكائن في حي الإمام الشافعي بالتونسي في القاهرة ، فإن كان أسامة عبد العظيم لا يُعد شيخا فمن الشيوخ عند الأستاذ مختار نوح ؟!
ثالثا : جماعة الإخوان و التي التزمت الأصول العشرين لمؤسسها " حسن البنا " رحمه الله واعتبرت هذه الأصول بمثابة المرجع التاريخي والمستقبلي أيضًا.
مختار نوح يرى أن الجماعة يرى أن الجماعة لم تأخذ حقها في تشكيل الوعي الإسلامي و قيادة العمل ككل " لعدم رغبة النظام في أن تقوم الجماعة بدور "المرشد" للحركات الإسلامية فضلاً عن أن النظام المصري كان حريصًا على إبعاد الإخوان المسلمين عن الدور القيادي في المجتمع المصري " و معلوم تاريخيا مدى الانفتاح الذي عرف عن عهد السادات فهل يقبل عاقل كلام نوح ؟! أم أن الحقيقة أن الإخوان خرجوا من سجون عبد الناصر في حالة من التخبط جعلتها تظهر في صورة رجل مريض أذله الهرم و المرض و جعل باقي الجماعات تزهد في التعامل معها .
ثم يبالغ مختار نوح في وصف ما مرت به الجماعة فيلقى تبعات ما أصاب الإخوان على باقي الجماعات و حربها ضد الإخوان " بل إننا لا نتجاوز الحقيقة إذا ما قلنا إن جماعة "الإخوان المسلمين" قد كانت هدفًا في ذلك الوقت لكل هذه الحركات وأنها عجزت حتى عن حماية نفسها في بعض الأوقات من الاعتداءات ـ التي وصلت إلى حد الاعتداء باليد ـ من قبل هذه الحركات " فمنذ كان الإخوان ضعاف لهذه الدرجة التي مكنت الحركات الإسلامية من البطش بالإخوان و العجيب أنك تقرر في كلامك أن هذه الجماعات لم تصطدم بأحد عدا القسم الرابع فيقول عن جماعة المسلمين ( التكفير و الهجرة ) وقد اتخذ هذا القسم منهاجًا حركيًا محددًا تمثل في كف الأيدي خلال المرحلة الأولى، وفي الإعلان عن الجماعة في المرحلة الثانية، وأخيرًا الجهاد من أجل التمكين في المرحلة الثالثة ، و مختار نوح يؤكد أن التيار السلفي لم يكن جماعة فمن الذي واجه الإخوان على أرض الواقع و حارب انتشارهم إلا أن تكون الجماعة الإسلامية في أسيوط و هي التي سلكت طريقا عنيفًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !! .
مختار نوح يرى أن الجماعة يرى أن الجماعة لم تأخذ حقها في تشكيل الوعي الإسلامي و قيادة العمل ككل " لعدم رغبة النظام في أن تقوم الجماعة بدور "المرشد" للحركات الإسلامية فضلاً عن أن النظام المصري كان حريصًا على إبعاد الإخوان المسلمين عن الدور القيادي في المجتمع المصري " و معلوم تاريخيا مدى الانفتاح الذي عرف عن عهد السادات فهل يقبل عاقل كلام نوح ؟! أم أن الحقيقة أن الإخوان خرجوا من سجون عبد الناصر في حالة من التخبط جعلتها تظهر في صورة رجل مريض أذله الهرم و المرض و جعل باقي الجماعات تزهد في التعامل معها .
ثم يبالغ مختار نوح في وصف ما مرت به الجماعة فيلقى تبعات ما أصاب الإخوان على باقي الجماعات و حربها ضد الإخوان " بل إننا لا نتجاوز الحقيقة إذا ما قلنا إن جماعة "الإخوان المسلمين" قد كانت هدفًا في ذلك الوقت لكل هذه الحركات وأنها عجزت حتى عن حماية نفسها في بعض الأوقات من الاعتداءات ـ التي وصلت إلى حد الاعتداء باليد ـ من قبل هذه الحركات " فمنذ كان الإخوان ضعاف لهذه الدرجة التي مكنت الحركات الإسلامية من البطش بالإخوان و العجيب أنك تقرر في كلامك أن هذه الجماعات لم تصطدم بأحد عدا القسم الرابع فيقول عن جماعة المسلمين ( التكفير و الهجرة ) وقد اتخذ هذا القسم منهاجًا حركيًا محددًا تمثل في كف الأيدي خلال المرحلة الأولى، وفي الإعلان عن الجماعة في المرحلة الثانية، وأخيرًا الجهاد من أجل التمكين في المرحلة الثالثة ، و مختار نوح يؤكد أن التيار السلفي لم يكن جماعة فمن الذي واجه الإخوان على أرض الواقع و حارب انتشارهم إلا أن تكون الجماعة الإسلامية في أسيوط و هي التي سلكت طريقا عنيفًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !! .
أما القسم الرابع : فهو عبارة عن مجموعات اتخذت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصورة يظهر فيها التغيير باليد وبالقوة واضحًا، فكانت على هذا النهج "الجماعة الإسلامية" بأسيوط والجماعات الإسلامية التي ظهرت في مختلف أنحاء الجمهورية " معلوم أن الجماعة الإسلامية في بحري لم تسلك نفس المسلك بل كانت خليطا من الإخوان و السلفيين فلما لم يذكرهم ؟! "
عموما من حق السيد مختار نوح أن يدرس تاريخ الحركات الإسلامية و يعيد نشره مدعما بالوثائق حتى يستفيد منه أكبر قطاع من شباب الحركة الإسلامية لكن عليه أن يلتزم المصداقية و أن ينقل الواقع دون المشاعر و ألا يغلب عليه انتمائه السابق لجماعة الإخوان أثناء الكتابة . عموما الوقت مازال مبكرا و أنا ادعو الأخوة الباحثين لمراجعة هذه الموسوعة و الحكم عليها حتى يستفيد الجميع فإما أن يقول مختار نوح خيرا أو ... ليصمت.
تعليق