إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الراض بما قسم الله له

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الراض بما قسم الله له

    الراض بما قسم الله له

    المؤمن راض بما قسم الله له :
    نعمة الرضا من أجل النعم وأوفاها وأعلاها , والرضا هو رضا العبد عن الله : بأن لا يكره ما يجري به قضاؤه ، ورضا الله عن العبد أن يراه مؤتمراً بأمره منتهياً عن نهيه .
    والمسلم الحق هو من يسلم أموره كلها ويجعلها خالصة لله رب العالمين , حتى ترضى نفسه ويطمأن قلبه , قال تعالى : \" قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ [الأنعام:162-164].
    والمسلم الحق هو الذي يعجل إلى ربه ويفر إليه طالبا رضاه : \" وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) سورة طه.
    عَنْ ثَوْبَانَ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي : رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ. أخرجه التِّرْمِذِي (3389) .
    قال معروف الكرخي: قال لي بعض أصحاب داود الطائي: إياك أن تترك العمل، فإن ذلك الذي يقربك إلى رضا مولاك، فقلت: وما ذلك العمل قال: دوام الطاعة لمولاك , وحرمة المسلمين، والنصيحة لهم (وفيات الأعيان 5/232).
    فقلة الرضا سبب لتعاسة الإنسان في هذه الحياة , وسبب لهجوم الهموم والغموم عليه .
    سئل الحسن البصري: من أين أتِي هذا الخلق؟ قال: \"من قِلَّة الرضا عن الله\"، قيل له: ومن أين أتي قلّة الرضا عن الله؟ قال: \"من قلّة المعرفة بالله\".
    عن عبد الرحمن بن إبراهيم الفهري : عن أبيه قال : أوحى الله عز وجل إلى بعض أنبيائه : إذا أوتيت رزقا مني فلا تنظر إلى قلته ، ولكن انظر إلى من أهداه إليك ، وإذا نزلت بك بلية ، فلا تشكني إلى خلقي ، كما لا أشكوك إلى ملائكتي حين صعود مساوئك وفضائحك إلي. (المنتخب من كتاب الزهد والرقائق , للخطيب البغدادي 1/108.).
    عن عبد الواحد بن زيد قال قلت للحسن يا أبا سعيد من أين أتى هذا الخلق قال من قلة الرضا عن الله قلت ومن أين أوتى قلة الرضا عن الله قال من قلة المعرفة بالله ( أبو حاتم البستي : روضة العقلاء 160).
    قال غيلان بن جرير: من أعطي الرضا والتوكل والتفويض فقد كُفي.
    قال ابن سعدان:

    تقنَّع بما يكفيك والتمس الرِّضا * * * فإنَّك لا تدري أتصبح أم تمسي
    فليس الغنى عن كثرة المال إنَّما * * * يكون الغنى والفقر من قبل الَّنفس
    فالمؤمن إذا أُعطي رضي وإن لم يعط لم يسخط ولم يقنط , بل إذا أُبتلي وجد في البلاء منفعة , فحول البلايا إلى مزايا والمحن إلى منح ,فهو يعرف أن البلاء يجعل القلب قوياً؛لأن القلب إنما يستمد مادة حياته من البلاء.والعبد يوم القيامة يوزن عند الله عز وجل بقلبه لا بجسمه، قال إبراهيم عليه السلام: ** وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } . سورة : الشعراء:87-89.
    قال أحدهم :

    إذا اشتدت البلوى تخفّفْ بالرضا * * * عن الله قد فاز الرضيُّ المراقب
    وكم نعمة مقرونة ببليّة * * * على الناس تخفى والبلايا مواهب
    قدم سعد بن أبي وقاص إلى مكة، وكان قد كُفَّ بصره، فجاءه الناس يهرعون إليه، كل واحد يسأله أن يدعو له، فيدعو لهذا ولهذا، وكان مجاب الدعوة. قال عبد الله بن السائب: فأتيته وأنا غلام، فتعرفت عليه فعرفني وقال: أنت قارئ أهل مكة؟ قلت: نعم.. فقلت له: يا عم، أنت تدعو للناس فلو دعوت لنفسك، فردَّ الله عليك بصرك. فتبسم وقال: يا بُني قضاء الله سبحانه عندي أحسن من بصري. مدارج السالكين : 2 / 227.
    قال السفاريني في:( غذاء الألباب شرح منظومة الآداب 2/421) : قالَ الْعُمَرِيُّ رَأَيْت الْبُهْلُولَ وَقَدْ دَلَّى رِجْلَهُ فِي قَبْرٍ وَهُوَ يَلْعَبُ بِالتُّرَابِ , قُلْت أَنْتَ هَا هُنَا ؟ قَالَ : نَعَمْ عِنْدَ قَوْمٍ لا يُؤْذُونِي , وَإِنْ غِبْت لا يَغْتَابُونِي .قُلْت لَهُ إنَّ السِّعْرَ قَدْ غَلا .قَالَ لَوْ بَلَغَتْ كُلُّ حَبَّةٍ بِمِثْقَالٍ لا أُبَالِي , نَعْبُدُهُ كَمَا أَمَرَنَا , وَيَرْزُقُنَا كَمَا وَعَدَنَا .
    ثُمَّ أَنْشَدَ يَقُولُ رحمه الله تعالى :

    أَفْنَيْت عُمُرَك فِيمَا لَسْت تُدْرِكُهُ * * *وَلا تَنَامُ عَنْ اللَّذَّاتِ عَيْنَاهُ
    يَا مَنْ تَمَتَّعَ بِالدُّنْيَا وَلَذَّتِهَا * * * يَقُولُ لِلَّهِ مَاذَا حِينَ يَلْقَاهُ
    شَكَا بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ أَرْبَابَ الْبَصَائِرِ وَأَظْهَرَ شِدَّةَ اغْتِمَامِهِ بِهِ فَقَالَ لَهُ : أَيَسُرُّك أَنَّك أَعْمَى وَلَك عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ ؟ فَقَالَ : لَا ، فَقَالَ : أَيَسُرُّك أَنَّك أَخْرَسُ وَلَك عَشَرَةُ آلَافٍ ؟ قَالَ : لَا ، فَقَالَ : أَيَسُرُّك وَأَنْتَ مَقْطُوعُ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وَلَك عِشْرُونَ أَلْفًا ؟ قَالَ : لَا ، فَقَالَ : أَيَسُرُّك أَنَّك مَجْنُونٌ وَلَك عَشَرَةُ آلَافٍ ؟ قَالَ : لَا ؛ فَقَالَ : أَمَّا تَسْتَحْيِي أَنْ تَشْكُوَ مَوْلَاك وَلَهُ عِنْدَك عُرُوضٌ بِخَمْسِينَ أَلْفًا . إحياء علوم الدين 4/124.
    وهذا ابن الراوند الضال جلس على جسر بغداد فمرت خيل فقال لمن قالوا لعلى بن بلتق ثم مرت جواري فقال لمن قالوا لعلى بن بلتق ثم مر به غلام أشفق عليه فأعطاه رغيفا فقال الضال لعلى بن بلتق خيل وجواري وأنا أتسول رغيفا فرماه وظل يومه جائعا اجتمعت فيه خصال الحسد والغل وعدم الرضا بما قسمه الله فختم الله على قلبه فبعد أن كان من أهل السنة انتقل إلى المعتزلة ثم صار رافضيا ثم صار ملحدا ومات على ذلك .
    امرأة تزوجت رجلا عنده ولد ماتت أمه -ومن عدم رضاها أشعلت فرن البيت يوما وألقت فيه الطفل فاحترق ثم قدر الله أن تنجب خمسة أولاد ولم تكن راضية هي تريد ستة مثل جارتها ويوما أشعلت الفرن وخرجت تنادى جارتها تساعدها أمام الفر ن تطايرت شرارة من الفرن فأمسكت بما في الغرفة ثم البيت صاحت النساء فهرع الناس للمساعدة في إطفاء الحريق ولما أخمدوها وجدوا الأولاد الخمسة قد احترقوا فوقفت المرأة مذهولة غير راضية تقول الناس تنسى وأنت لا تنسى واحد بخمسة – الناس تنسى وأنت لا تنسى واحد بخمسة .
    قال أبو الدرداء رضي الله عنه: \"ذروة سنام الإيمان أربع خلال: الصبر للحكم، والرضا بالقدر، والإخلاص للتوكل، والاستسلام للرب عز وجل.
    وهذا عمر الفاروق رضي الله عنه يكتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فيقول: \"أما بعد، فإن الخير كله في الرضا، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر\".
    يقول الشاعر: محمد مصطفى حمام :

    الـرِّضـا يـخفِّف أثقا لي * * * ويُلقي على المآسي سُدولا
    والـذي أُلـهـم الـرِّضا لا تراهُ *** أبـدَ الـدهـر حـاسداً أو عَذولا
    أنـا راضٍ بـكـل مـا كتب الله *** ومُـزْجٍ إلـيـه حَـمْـداً جَزيلا
    أنـا راضٍ بـكل صِنفٍ من النا سِ * * * لـئـيـمـاً ألـفيتُه أو نبيلا
    فـالـرضا نعمةٌ من الله لم يسعـد * * * بـهـا في العباد إلا القليلا

  • #2
    رد: الراض بما قسم الله له

    تقنَّع بما يكفيك والتمس الرِّضا * * * فإنَّك لا تدري أتصبح أم تمسي
    فليس الغنى عن كثرة المال إنَّما * * * يكون الغنى والفقر من قبل الَّنفس
    إذا اشتدت البلوى تخفّفْ بالرضا * * * عن الله قد فاز الرضيُّ المراقب
    وكم نعمة مقرونة ببليّة * * * على الناس تخفى والبلايا مواهب
    أَفْنَيْت عُمُرَك فِيمَا لَسْت تُدْرِكُهُ * * *وَلا تَنَامُ عَنْ اللَّذَّاتِ عَيْنَاهُ
    يَا مَنْ تَمَتَّعَ بِالدُّنْيَا وَلَذَّتِهَا * * * يَقُولُ لِلَّهِ مَاذَا حِينَ يَلْقَاهُ
    الـرِّضـا يـخفِّف أثقا لي * * * ويُلقي على المآسي سُدولا
    والـذي أُلـهـم الـرِّضا لا تراهُ *** أبـدَ الـدهـر حـاسداً أو عَذولا
    أنـا راضٍ بـكـل مـا كتب الله *** ومُـزْجٍ إلـيـه حَـمْـداً جَزيلا
    أنـا راضٍ بـكل صِنفٍ من النا سِ * * * لـئـيـمـاً ألـفيتُه أو نبيلا
    فـالـرضا نعمةٌ من الله لم يسعـد * * * بـهـا في العباد إلا القليلا
    رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا
    اللهم اجعلنا نخشاك كاننا نراك والزمنا تقواك
    واسعدنا برؤياك
    ااااامين
    وجزاك الله عنا خيرا اخي الحبيب
    ابو خالد
    ووالله اني احبك في الله
    وما شاء الله عليك مواضيعك دائما مميزة
    نفع الله بك
    وجزاك الله خيرا
    وفي انتظار جديدك
    ... جرِّد الحجة من قائلها، ومن كثرة القائلين وقلّتهم بها، ومن ضغط الواقع وهوى النفس، واخلُ بها والله ثالثكما، تعرف الحق من الباطل . ( الطريفي )




    تعليق


    • #3
      رد: الراض بما قسم الله له

      جزاكم الله خيرا اخى الحبيب
      نفع الله بك وبارك فيك
      وجعله فى ميزانك
      اللهم يا مقلب القلوب
      ثبت قلوبنا على دينك
      ...............
      اللهم ارزقنا الأخلاص

      تعليق


      • #4
        رد: الراض بما قسم الله له

        جزاكم الله خيرا
        طوبى لمن اذا مات ماتت معه ذنوبه ..فاحذر السيئة الجارية التي يصل إليك إثمها في قبرك بعد موتك .. وطوبى لمن لم يجد في صحيفته إلا ذنوبه ، ولم يتحمل ذنوب أحد .. فلا تدل أحدا ولا تعن أحدا إلا على خير، وجدد التوبة

        خلال دقيقتين فقط

        تعليق


        • #5
          رد: الراض بما قسم الله له

          جزاك الله كل خير وبارك الله بك
          ما رأيك بالتالي
          هل هنالك فرق بين الرضا بما قسم الله و طلب المزيد لوجود القليل ؟
          بارك الله بك نرجو التفاعل
          د.ناصر العمر |
          إذا اقشعرَّ جلدك ولان قلبك وأنت تسمع آيات الوعد والوعيد؟! عندئذٍ تكون متدبّراً للقرآن ومنتفعاً به، ويكون حجةً لك لا حجةً عليك !. ولكي تلمس أثر القرآن في نفسك، انظر: هل ارتفع إيمانك؟.. هل بكيت؟.. هل خشعت؟.. هل تصدقتَ؟..فكل آية لها دلالاتها وآثارها .

          تعليق

          يعمل...
          X