خالد الجندي ... ابن البلد (( الناقد الفني ))
خالد الجندي " من الدعاة الجدد " قرر أن يخترق حاجز الصمت ليهاجم عادل إمام ، خالد الجندي سبق له أن مدح عدد من الممثلين و الممثلات بل له مشاركة فنية حيث ظهر كضيف شرف في مسلسل الباطنية !! .
خالد الجندي يريد أن يكون في مركز الأضواء و أن تصبح أطروحته التي يقدمها من خلال قناة " أزهري " محورا يدور الجميع في فلكه فهو يقدم " كوكتيل " للمشاهد فتاوى تفصيل و برامج حوارية و لا مانع من بعض المسلسلات الإسلامية !!
خالد الجندي و قناته الفضائية هما التطور الطبيعي لحركة الدعاة الجدد و إن كانا لا يمثلان أسوء صور التطور فجعبة هذه الطائفة من الأدعياء مليئة بما هو أسخف من هذا بكثير و إن كان عملهم يحتاج لسنوات طويلة حتى يحقق على أرض الواقع دعوى " الوسطية المزعومة " التي تجمع هؤلاء الأدعياء .
الأدعياء الجدد يريدون أن يثبتوا للجموع أنهم لم ينفصلوا عن واقع البشر فهم على وعي تام وإطلاع مستمر على المنجزات الثقافية للشعوب من " تمثيل و غناء و ندوات ثقافية " و هذا ما دفع عمرو خالد لمطالبة الممثلات المعتزلات للعودة مرة أخرى للفن و كان عمرو خالد قد قال في برنامجه التلفزيوني "صناع الحياة" بأنه يعترض على مصطلح الفنانات التائبات لأن التوبة -حسب تعبيره- أمر يجب أن يكون بينهم وبين ربهم، كما اعترض على اعتزالهن الفن، لأنه حسب تعبيره، لا نصدق أن نجد من يفهم رسالة الفن الحضارية (حسب ما يصفها)، ثم يعتزله، وعبر عمرو خالد في محاضرته عن تفهمه لـ"الضغوط الشديدة" التي يتعرض لها هؤلاء الفنانين، والتي تضطرهم للاعتزال، ولكن هذا حسب ما قال، لا يبرر اعتزالهم لأن الصبر على هذه الضغوط له أجره وثوابه الكبير، وجاءت هذه الآراء ضمن محاضرة ركز فيها الداعية الذائع الصيت على رسالة الفنانين، ووجه من خلالها دعوة لـ "شباب الفنانين" بحمل رسالة النهضة الإسلامية من خلال الإبداع وعدم التقليد والاهتمام بقضايا الأمة وقيمها، وهو ما يرى أن الفنانات التائبات أولى به وهن الذين فهموا حسب قوله، "رسالة الفن الصحيحة".
التلاحم بين الدين و الفن و التداخل سمة أساسية للدعاة الجدد و المقصود بها الوصول لقطاع عريض من الجمهور الذي سيتقبل الداعية كنجم شباك في عالم الدعوة كما يتقبل الممثل في عالم الفن ، و هذا ما حدث مع عدد ضخم من الدعاة الجدد الذين انحسرت عنهم أضواء الدعوة ثم ظهروا مرة أخرى في ثوب المصلحين الاجتماعيين لا الدعاة مع غلاف إسلامي رقيق لا يكاد يستر عورة دعوتهم المتهالكة ، خالد الجندي نموذج و إن قرر أن يحافظ على سمت الدعاة مع التمرغ في أحضان السلطة عبر برنامج " البيت بيتك " فهو لا يريد أن ينسلخ من ثوب الداعية لأنه غير مؤهل للعب دور المصلح الاجتماعي " مثل عمرو خالد " فهذا الدور يحتاج لمؤهلات خاصة من الحضور و الذكاء الاجتماعي و القدرة على التحور و الانتشار ربما يفتقدها خالد الجندي لذا قرر خالد الجندي أن يكتفي بدور الداعية المستنير المطلع على الفن بغرض النقد و الدعوة للفن الجاد الإسلامي " على حد زعمه " فقناته تعرض بالفعل عدد من المسلسلات و هو لا يرى في هذا غضاضة لذا جاء له في تصريح أنه يخشى الهجوم عليه أو على القناة إذا ما قام بعرض عدد من المسلسلات الهادفة أو استضاف عدد من نجوم الفن الذين يقدمون فنا نظيفا يقول خالد الجندي " لا نتوقع حدوث مثل هذا الكلام لكون الأفكار قد تغيرت وتطورت فنعيش في عصر تفتحت فيه العقول بدرجة كبيرة وأصبح الجميع يعرف أن الفن ليس حراما إذا ما سعى القائمون عليه لتقديم أعمال محترمة وعظيمة تفيد الناس ولا تضر بهم وأنا عن نفسي لا امنع نفسي من مشاهدة الأعمال التى تحمل قيم وأهداف جميلة ونبيلة " .
خالد الجندي هاجم عادل إمام بعد أن صرح عادل إمام لأحد الصحف بأن الجندي عرض عليه شيكاً "على بياض" أي غير محدد القيمة المالية، ومفتوحاً حسب رغبته، في مقابل تقديم فيلم سينمائي يتحدث بشكل إيجابي عن الشيوخ، لكن عادل إمام رفض ذلك كما يعلن، الأمر الذي دعا الجندي إلى الإعلان في جميع الصحف عن كذب دعاوى عادل إمام، وقال إنه من الأجدى أن يتبرع بهذه النقود إلى هيئة نظافة القاهرة لتجميل الشوارع !! (( أحسن في هذا التصريح حقيقة )) ، وعمل شيء إيجابي يفيد الناس ، تصريح عادل إمام اثار حفيظة الجندي و جعله يهاجم عادل إمام بشدة " على غير عادته " فنبه على أخطاء عادل إمام و ظهر الجندي بصورة المدافع عن حياض الدعاة الذي ينال منهم عادل إمام و يتحرش بهم و أخذ ينتقد فيلم " الإرهابي " الذي قدمه عادل إمام في عام 1994 !!.
خالد الجندي دعا عادل إمام لمناظرته بقلب مفتوح و سخر من عادل إمام بشدة و في دعوته أوضح خالد الجندي أنه على استعداد تام لمناظرته كشيخ عالم بالشرع و كمثقف ملم بتاريخ السينما بدقة و حرفية عالية ، فهو على حد تعبيره ابن بلد يعرف جيدا كيف يواجه من ينتقدهم و لا يخشى أحد أبدا ، خالد الجندي خلطة حارة خاصة للغاية جمعت بين الدعوة و العلم و الفن و الأدب خلطة ذات مذاق مر في الحس الإسلامي لكنها تلقى رواجا في ظل التخبط الفكري الذي يسعى له أعداء الإسلام .
تعليق