Tweet
كان بجانبي حين وقعت عيني على الخيط المعقود برجله، هو رجل من العمالة الوافدة للبلاد، سألته: "مسلم؟ فأجاب بتعجب: نعم! فقد كان يصلي بجانبي. قلت له: لم تضع هذا برجلك؟ فلم يحر جوابا. طلبت منه قطع الخيط فانتفض ودارت عيناه وقال وهو ينهض من جانبي هربا: سأفعل سأفعل". هذا يحصل من مسلم يشهد الشهادتين ويصلي معنا، ثم هو يخاف من خيط برجله معقود. هذا ما وصل إليه حال التوحيد، وبعذر سقيم وهو الجهل. فلابس الخيط والحلقة المعتقد لابسها أنها تدفع أو ترفع البلاء بذاتها دون الله، فهو مشرك شركا أكبر، وإن اعتقد أنها سبب، والله هو الذي يدفع ويرفع بسببها؛ فهو مشرك شركا أصغر. والأمران أحلاهما مر.
قال تعالى: "أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ". وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر، فقال: "ما هذه؟ قال: من الواهنة. فقال: انزعها؛ فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك؛ ما أفلحت أبدا". وعن حذيفة: "أنه رأى رجلا في يده خيط من الحمى، فقطعه، وتلا قوله: "وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ".
الجهل منتشر في عالمنا، وهو ليس مسألة جديدة لم تكن موجودة من قبل. لكن التبريرات السقيمة ذاتها تكرر، جهل، تعصب، تخلف. التبريرات هذه لا تساق لاستنهاض ما يثمر عمل حيوي مضاد، أبدا، هي تطلق لتبرير المخالفة وإعذار صاحبها، ثم ينتهي كل شيء. فهي حقيقة تخدير لا تبرير. هذا الذي عقد الخيط برجله، مسلم يقيم بين موحدين والحق بين يديه وقد أعرض عنه. هل في هذه الحال هو حقا معذور. كان المشركون في الجاهلية يأتون بالحجر ويعملون منه صنما، يخافون منه ويرتعدون، وله يخضعون، وإياه يرجون! "أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ"، أين العقل، لم يعذروا بجهلهم هذا، لأن مثل هذا لا يحتاج لحجج تقام، ولا لأدلة توضح. هذا عمل غبي قبل أن يكون شركا. ماذا فعل إبراهيم عليه السلام بطواغيت قومه التي يعبدونها من دون الله،؟ "فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ".ثم بماذا حجهم؟ بمحاضرة مطولة؟ أم بدراسة بين فيها الحق من الباطل؟ أبدا، مسألة بسيطة جدا! "فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ". عقولكم أين هي؟ تأتون بالحجارة وتدكونها لتستخرجوا منها صنما تعبدونه من دون الله! "أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ".
فذاك أتى بحجر نحته ثم صار له عابد، وهذا أتى بخيط عقده فصار منه خائف.
حجر منحوت، وخيط معقود ... وعقل مفقود.
والله المستعان.
قال تعالى: "أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ". وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر، فقال: "ما هذه؟ قال: من الواهنة. فقال: انزعها؛ فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك؛ ما أفلحت أبدا". وعن حذيفة: "أنه رأى رجلا في يده خيط من الحمى، فقطعه، وتلا قوله: "وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ".
الجهل منتشر في عالمنا، وهو ليس مسألة جديدة لم تكن موجودة من قبل. لكن التبريرات السقيمة ذاتها تكرر، جهل، تعصب، تخلف. التبريرات هذه لا تساق لاستنهاض ما يثمر عمل حيوي مضاد، أبدا، هي تطلق لتبرير المخالفة وإعذار صاحبها، ثم ينتهي كل شيء. فهي حقيقة تخدير لا تبرير. هذا الذي عقد الخيط برجله، مسلم يقيم بين موحدين والحق بين يديه وقد أعرض عنه. هل في هذه الحال هو حقا معذور. كان المشركون في الجاهلية يأتون بالحجر ويعملون منه صنما، يخافون منه ويرتعدون، وله يخضعون، وإياه يرجون! "أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ"، أين العقل، لم يعذروا بجهلهم هذا، لأن مثل هذا لا يحتاج لحجج تقام، ولا لأدلة توضح. هذا عمل غبي قبل أن يكون شركا. ماذا فعل إبراهيم عليه السلام بطواغيت قومه التي يعبدونها من دون الله،؟ "فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ".ثم بماذا حجهم؟ بمحاضرة مطولة؟ أم بدراسة بين فيها الحق من الباطل؟ أبدا، مسألة بسيطة جدا! "فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ". عقولكم أين هي؟ تأتون بالحجارة وتدكونها لتستخرجوا منها صنما تعبدونه من دون الله! "أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ".
فذاك أتى بحجر نحته ثم صار له عابد، وهذا أتى بخيط عقده فصار منه خائف.
حجر منحوت، وخيط معقود ... وعقل مفقود.
والله المستعان.
تعليق