بسم الله
وأصلى وأسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد :
اعلم أخى الكريم
أن الطريق الذى يضمن لك نعمة الإسلام واحدٌ لا يتعدد
فالله تبارك وتعالى قد كتب الفلاح لحزب واحد فقط فقال
( أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
المجادلة22
وكتب الغلبة لهذا الحزب وحده فقال
( فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ )
المائدة56
ومهما بحثت فى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلن تجد تفريق الامة إلى جماعات وتحزيبها فى تكتلات إلا مذموما
قال تعالى
{مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }
الروم32
ألم تعلم أن الله قد عصمها من هذا التشتت بحبله فكيف يرضى بهذا التشتت
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
آل عمران103
بل إن الله تعالى يبرىءُ نبيّه منها حين تكون مشتته فقال تعالى
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }
الأنعام159
وقد قال الامام أحمد فى ( مسنده)
16937 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَوْزَنِيُّ قَالَ أَبُو الْمُغِيرَةِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ الْحَرَازِيُّ عَنْ أَبِي عَامِرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لُحَيٍّ قَالَ حَجَجْنَا مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَامَ حِينَ صَلَّى صَلَاةَ الظُّهْرِ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابَيْنِ افْتَرَقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً يَعْنِي الْأَهْوَاءَ كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ لَا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلَا مَفْصِلٌ إِلَّا دَخَلَهُ وَاللَّهِ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَئِنْ لَمْ تَقُومُوا بِمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَغَيْرُكُمْ مِنْ النَّاسِ أَحْرَى أَنْ لَا يَقُومَ بِهِ
قال الصنعانى فى كتابه ( حديث افتراق الامة ) ( ص 67-68)
( ليس ذكر العدد فى الحديث لبيان كثرة الهالكين , وانما هو لبيان اتساع طرق الضلال وشُعبها , ووحدة طريق الحق ) أهـ بتصرف
وقد قال الامام أحمد فى( مسنده )
3928 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ
خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ثُمَّ قَالَ هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ سُبُلٌ قَالَ يَزِيدُ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ
{ إِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ }
فدلالة الحديث ظاهرة فى أن الطريق واحد
وليس ألف طريق كما عند الصوفية
وليس من هذا الطريق من يطعن فى أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
وليس فى هذا الطريق من يدعو إلى التحرر للمرأة -زعم -
إنما هو طريق واحد موصل إلى الله
وهو ما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه
ولا يصل إلى الله أحد إلا من هذا الطريق
ولو أتى الناسُ من كل طريق
واستفتحوا من كل باب
فالطرق عليهم مسدودة
والأبواب عليهم مُغلقة
إلا من هذا الطريق اواحد
فإنه متصل بالله
موصل إلى الله
وإنما انحرف من انحرف من الفرق استئناسا بالتعدُّد
وتوحشا من التفرد
واستعجالا للوصول
وجُبنا عن تحمل الطول
قال ابن القيم
( من استطال الطريق ضعُف مشيه )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأصلى وأسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد :
اعلم أخى الكريم
أن الطريق الذى يضمن لك نعمة الإسلام واحدٌ لا يتعدد
فالله تبارك وتعالى قد كتب الفلاح لحزب واحد فقط فقال
( أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
المجادلة22
وكتب الغلبة لهذا الحزب وحده فقال
( فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ )
المائدة56
ومهما بحثت فى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلن تجد تفريق الامة إلى جماعات وتحزيبها فى تكتلات إلا مذموما
قال تعالى
{مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }
الروم32
ألم تعلم أن الله قد عصمها من هذا التشتت بحبله فكيف يرضى بهذا التشتت
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
آل عمران103
بل إن الله تعالى يبرىءُ نبيّه منها حين تكون مشتته فقال تعالى
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }
الأنعام159
وقد قال الامام أحمد فى ( مسنده)
16937 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَوْزَنِيُّ قَالَ أَبُو الْمُغِيرَةِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ الْحَرَازِيُّ عَنْ أَبِي عَامِرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لُحَيٍّ قَالَ حَجَجْنَا مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَامَ حِينَ صَلَّى صَلَاةَ الظُّهْرِ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابَيْنِ افْتَرَقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً يَعْنِي الْأَهْوَاءَ كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ لَا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلَا مَفْصِلٌ إِلَّا دَخَلَهُ وَاللَّهِ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَئِنْ لَمْ تَقُومُوا بِمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَغَيْرُكُمْ مِنْ النَّاسِ أَحْرَى أَنْ لَا يَقُومَ بِهِ
قال الصنعانى فى كتابه ( حديث افتراق الامة ) ( ص 67-68)
( ليس ذكر العدد فى الحديث لبيان كثرة الهالكين , وانما هو لبيان اتساع طرق الضلال وشُعبها , ووحدة طريق الحق ) أهـ بتصرف
وقد قال الامام أحمد فى( مسنده )
3928 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ
خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ثُمَّ قَالَ هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ سُبُلٌ قَالَ يَزِيدُ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ
{ إِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ }
فدلالة الحديث ظاهرة فى أن الطريق واحد
وليس ألف طريق كما عند الصوفية
وليس من هذا الطريق من يطعن فى أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
وليس فى هذا الطريق من يدعو إلى التحرر للمرأة -زعم -
إنما هو طريق واحد موصل إلى الله
وهو ما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه
ولا يصل إلى الله أحد إلا من هذا الطريق
ولو أتى الناسُ من كل طريق
واستفتحوا من كل باب
فالطرق عليهم مسدودة
والأبواب عليهم مُغلقة
إلا من هذا الطريق اواحد
فإنه متصل بالله
موصل إلى الله
وإنما انحرف من انحرف من الفرق استئناسا بالتعدُّد
وتوحشا من التفرد
واستعجالا للوصول
وجُبنا عن تحمل الطول
قال ابن القيم
( من استطال الطريق ضعُف مشيه )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق