إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

'' المبارة القاتلة ''

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • '' المبارة القاتلة ''

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    '' المبارة القاتلة '' ... و الأمجاد الزائفة !

    [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/MOGHAM%7E1/LOCALS%7E1/Temp/moz-screenshot.png[/IMG]
    كتبه/ ربيع بشاني (موقع الشهاب)

    المتتبع لمجرى مباريات كرة القدم ، بين مصر والجزائر،وما تتركه من شغب و'' بلطجة'' وكراهية تستوطن القلوب وتتجرعها الأجيال ،يحمد الله على أن الفريق المنافس ،أي فريق.. لا هو فريق إسرائيل بالنسبة لدولة مجاورة كمصر ،ولا هو فريق دولة المغرب إذا تعلق الأمر بالجزائر المحاذية ،وإلا تم البحث بعد سنوات ، عن الخيار النووي لإعادة التوازن بين الجارين، أو ردع الخصم ، لحسم الموقف في قمم '' الحقد الرياضي'' ولكن الله سلم !.


    بيد انه قبل أيام معدودة تفصلنا عن مبارة العودة بين الجزائر وشقيقتها مصر! ، وصل التراشق والتهويل الإعلامي ومن تم الضغينة الشعبية حد مخيف ،! لدرجة دفعت '' القارديان'' البريطانية للحديث عن '' مباراة الكراهية''، فيما نعتت من قبل بعض الصحف المصرية بمعركة ''14 نوفمبر'' ،و ردت احدى اليوميات الجزائرية،بإظهار اللاعبين الجزائريين ببدلات وخودات عسكرية، وكأن الأمر يتعلق بحرب من أجل استعادة إقليم ، أو سحق تل أبيب، فبدل أن يستذكر الشعبان معا أيام العز والهزيمة ،ويسعيان لتعزيز أواصر الإخوة ، والتضامن التي ميزتها محطات تاريخية ثورة الجزائر ،هزيمة 67 ،نصر 73(...)وبحث الآليات المتاحة للتغيير'' الشعبي الديمقراطي'' بعد أن تفشى التسلط والاستبداد في الشعبين ،ما قتل الإرادة ونشر الرداءة... تأبى بعض الأقلام المغرضة ،من هنا وهناك إلا ايقاض الفتنة ،وضرب طبول الحرب على الجلد المنفوخ ، وفتح أرشيف المواجهات الدامية بين الفريقين ،حتى لا أقول بين البلدين !



    في هذه الأثناء تتفنن قنوات من القاهرة والجزائر ،في ممارسة القصف الإعلامي الثقيل ، بألفاظ البذاءة والإسفاف ،والتغني بالأمجاد الزائفة ، التي لن تجد ابن كثير أو طبري ليؤرخ لها في تاريخ الأمم والحضارات (، هؤلاء قهروا الفراعنة ، ولطمة بلومي لطبيب... نصر أو استشهاد...لا سلام مع الجزائريين، نحن علمناهم العربية..تجنيد 80 مقاتل في ملعب القاهرة ) تصورا أن درجة الإسفاف بلغت بأحد مراسلي الصحافة عندنا خلال زيارة الداعية عائض القرني في ربيع 2009 قبل مبارة الذهاب أن يسأله ، من يفوزبمبارة مصر – الجزائر ؟ فيرد الشيخ بذكائه وهمته لا غالب ولا مغلوب و لحسن الحظ أن السذج لم يتفطنوا في الحين ، لخطاب الداعية، وإلا أعلنوها حربا عليه ،ألا يعني جوابه ( التعادل!) بمنطق هؤولاء؟! ، كما بلغ الابتذال والإسقاط تزيفا إعلاميا ،حين عنونت إحدى الصحف '' المخابراتية '' قبل مبارتنا مع زامبيا بالبنط العريض '' يارب النصر للخضر في ذكرى بدر''،وفي الجانب المصري ثمة فتوى مائعة لعلماء ،أجازت لفريق مصر الإفطار امام رواندا !



    ليس العيب في كرة القدم ، فالترفيه مطلب نفسي وجسدي و ديني ،لكن بضوابط محددة ، وبلا انفعال ولا تهويل ، وبإمكان الرياضة أن تساهم في تقارب ثقافات الشعوب ،وتعزيز روابط التعاون والحوار ..كما هو معروف في أدبيات ومواثيق المؤسسات الكروية العالمية ...ولكن حين تصبح الهم الأول ،وتصبح مبارة على شاكلة مبارة مصر ونظيرتها الجزائر مدتها تسعين دقيقة ،موضع رهان سنوي ،وترقب يومي لأدق تفاصيلها ومستجداتها ، ومخلفاتها، وما يطبعها من أقوال ،ومهاترات ،فهذا قتل لإرادة الناس في إحراز تقدم في الحياة ،وسحق مبرمج لطموح الإنسانية ،على مستويات عدة ، واستقطاب مدروس لقلوب الشباب وتطلعاتهم نحو هدف واحد ،وبودي أن أسأل كم مناصر مات بالسكة القلبية نتيجة خسارة هذا الفريق أو ذاك على العموم؟ ،وكم من شاب طعن آخر بخنجر و النماذج عندنا عبر شوارع بلوزداد و هضاب سطيف والبرج.. آخرها وفاة 13 مناصر في احتفالات فوزنا على رواندا ،لا في معركة مع اليهود ولكن في ساحات تدعى زورا '' الروح الرياضية ''! وكم من طالب علم ورب أسرة على التوالي هذا ضاع منه النجاح والمذاكرة إدراج الرياح ،وذاك تهدمت أسرته نتيجة الاهتمام المفرط ، والحرص الجنوني!!



    صحيح أن الاهتمام باللعبة عالمي ،ولكن هناك فارق في مستويات المعيشة، ، والتطور الحاصل بين أوربا مثلا والعالم العربي ،حتى يمكن هضم الاهتمام الزائد عن الزوم هناك،وهذا الصراع المحموم هنا، ومن جهة أخرى نتساءل بوضوح أي تاريخ ، وأي ديانة ،وأي هوية للشعوب الأوربية حتى نآخدها على الاهتمام المفرط بالكرة التي تملك براءة اختراعها ، فالمعروف انه عند هذه الأقوام كل مباح ،وكل شريحة ومذهب حقوق ومنتديات وأنصار، وبعيدا عن هذا وللإنصاف فأن المباريات بين دول اروبا تجري بشكل منظم، دون المهاترات رغم انه بين بريطانيا وفرنسا من جهة ،وايطاليا وألمانيا من جهة تاريخ دموي من الحروب نقشها على الحجر نابليون ، وموسولوني، وهتلر.... وثقافات جد متصارعة، وأطماع مختلفة ،ما يفرق بينها وحتى إن حدث نوع من التشنج، بسبب مبارة فهذا مقبول نسبيا، لان تلك المجتمعات فاضت تنعما ،وتقدما كما أسلفنا وليس بينها ما يستدعي التصارع كنوع من التنفيس ربما سوى كرة القدم !،أما القضايا الهامة فتجري لمستقر لها ،وبشكل متناسق ،حتى يغطي الأمر أحيانا عن شغب الملاعب وأحداث الكرة ، فالفكر والحرية ،والعدالة ، والبحث العلمي غمر ظواهر فطرت عليها تلك الشعوب... ولكن رغم هدا نقول إن في أي دوري أوربي ،أو أي قمة بين بلدين، ثمة متعة شعبية ، وحديث إعلامي مهني ...
    فلو كانت الجزائر على الأقل تحيا زمن الداي محمد عثمان، أو خلفه الهمام الداي حسين تسيطر على الممرات البحرية، والتجارة الدولية ،ولها من السمعة ما يدفع مثلا السفير السويدي يومها في الجزائر(كما ذكر المرحوم مولود قاسم) ، يفتخر أمام زملائه القناصل الأوربيين انه الوحيد الذي تناول العشاء في حضرة الداي! ،وكانت مصر في عزة الملك المظفر قاهر الصليبيين صلاح الدين ،أو الملك قطز مهلك التتار أوحتى في زمن الدولة الفاطمية.. ، ولكن وقد تفشى الفساد واستقوت الهزيمة النفسية فينا ، فقد تربح مصر أو الجزائر فلن يغير الأمر من الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي البئيس في كيلا الدولتين شيء ، فلما التنابز والجعجعة ؟



    بيد انه مع حلول العام الجديد إلى يومنا هذا حدثت في بريطانيا وحدها ثلاث اكتشافات علمية مذهلة لصالح الإنسانية ( لقاح فعال لمرض السكري ، لقاح في طور التجريب اثبت نجاعته في القضاء على نوعين من مرض السرطان.. و اكتشاف أخر تم في افريل توصل فيه العلماء لإمكانية زرع خلايا لاسترجاع بصر العميان ..) ، وفي الثالث أكتوبر توصل علماء من تيلندا وامريكا لتطوير لقاح يخفض خطر الإصابة بالايدز ...خلال هذه المدة لم نقرأ في صحف مصر والجزائر على التوالي خبرا علميا أو فكريا أو اقتصاديا لمصلحة الشعب العربي ، كل ما تصدر الأبواب والزوايا الهامة عناوين حمراء تحمل مناكفات سياسية عن نصر الله ،واستقواء حزب الله ، وشؤون درودكال وقضايا الإرهاب ،و بالنغمة والقدر نفسه عن زيدان وزياني، وشحاتة وسعدان ، وأقوال روراوة وزاهر ومزايدات وتطبيل أعمى عن '' المبارة القاتلة'' ، فأوربا تصنع الحياة، ونحن والفراعنة نصنع الموت ...



    .. مرة أخرى بلا تهويل أو مزايدة ، يعثر'' الاستبداد'' الجاثم كالوحش على قلب مصر وشقيقتها الجزائر، على الآلية المثالية لاستنزاف قدرات الشعبين نحو '' خراب المعنى'' بدل التفكير السليم لمنطق الأشياء ، ويدفع '' الصراع المفتعل'' الجماهير بعيدا، بعيدا عن ميدان ''التغيير المنشود'' ، وها قد نجحت بعض قنوات الإعلام ، في لعب دورها الخسيس ، في استقطاب شعبين عربيين نحو ( معارك وهمية) قد تتحول لا قدر الله الى حقيقة مرعبة نموذج ( السالفدور والهندوراس (1969) ستبقى عارا ونارا وعقدة تطبع وتصنع نفسية الأجيال...ولله في خلقه شؤون.
    إن أصول الأشياء قوي في قلبك لا تتعطل فابحث عنها واعلم بأن لها قيوم -جل في عليائه- فاستعن به علي رؤيتها.... دعوة للأمل

    .

  • #2
    رد: '' المبارة القاتلة ''

    تعليق


    • #3
      رد: '' المبارة القاتلة ''

      جزاك الله خيرا
      اللهم ارزفنا حسن الخاتمه
      اللهم امين
      قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

      تعليق


      • #4
        رد: '' المبارة القاتلة ''

        بارك الله فيك
        اللهم انت ربى لا اله الا نت خلقتنى وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوز بك من شر ماصنعت ابوء لك بنعمتك عليّ وابوء بذنبى فاغفر لى فانه لا يغفر الذنوب الا انت

        تعليق

        يعمل...
        X