السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مفكرة الإسلام: قررت جامعة كامبريدج البريطانية الشهيرة للمرة الأولى في تاريخها السماح للطالبات المسلمات بارتداء النقاب أثناء حفلات التخرج في كلياتها، في استثناء لنظام الزيّ الصارم الذي تفرضه الجامعة على خريجيها.
وفي بيان أصدرته مؤخرًا قالت الجامعة: إن الطلاب الذين تحتم عليهم خلفياتهم الدينية أو الثقافية ارتداء ملابس معينة، مثل النقاب، سيتم السماح لهم بالمشاركة في حفلات التخرج.
ووفقًا لصحيفة "تليجراف" البريطانية قال المتحدث باسم الجامعة: "سيتم السماح بالزيّ الديني أثناء التخرج، فإذا كان هناك طالب تملي عليه خلفياته ارتداء زيّ معين فإننا سنحترم ذلك بكل تأكيد".
وأضاف: "سنسمح للطالبات المنتقبات بارتداء النقاب الكامل إذا كن يواظبن على ارتدائه يوميًا"، وشدد على أن هذا القرار جاء كمبادرة من إدارة الجامعة دون أن تكون هناك مطالب من الطالبات المسلمات في هذا الشأن.
إشادة بالقرار:
من جانبه، أشاد أحسن محمد، إمام مسجد مدينة "نيوماركت" بقرار كامبريدج، قائلاً: "أعتقد أنه قرار معقول جدًا من قبل الجامعة، وأرى أن هذا هو السبيل الصحيح، وأتمنى أن تسير الجامعات الأخرى على هذا الدرب".
يشار إلى أن كامبريدج تفرض على الخريجين نظامًا صارمًا للزيّ، وقد وضعت تحذيرًا على موقعها الإلكتروني قالت فيه: "إذا لم يلتزم الطالب بنظام الزيّ الذي تحدده الجامعة، فقد يُحرم من التخرج".
وبحسب الصحيفة، هناك حوالي 600 طالب وطالبة مسلمين يدرسون في كامبريدج، بالإضافة إلى أكثر من 820 طلبًا للالتحاق بها يتم النظر فيهم.
محكمة نيجيرية تسمح بارتداء النقاب داخل الجامعات:
وكانت محكمة الاستئناف في مدينة "إيلورين" النيجيرية قد أيدت طلب بعض الطالبات المسلمات في كلية التربية بولاية "كوارا" بالمدينة لارتداء النقاب داخل مبنى الكلية.
وأكّدت المحكمة، التي رفضت استئناف الجامعة أن الطالبات لديهن الحقّ الدستوري في ارتداء الملبس الخاص بهن (النقاب) داخل الحرم الجامعي أو في أي مكان في البلاد.
وبحسب موقع "أول إفريقيا دوت كوم" كانت إدارة الجامعة قد طعنت في حكمٍ صدر في وقت سابق عن المحكمة العليا في "أيلورين" يقضي بمنح الطالبات الحقّ في ارتداء النقاب داخل الجامعة أمام محكمة الاستئناف، مدعية أن النقاب يمكن أن "يعزز الطائفية، والممارسات السيئة في الامتحانات وغيرها من أعمال الانضباط داخل مباني الكلية".
حجج واهية:
وقال القاضي حسين مختار: إنه استبعد الطعن؛ لأنه يفتقر إلى الكفاءة والأهلية"، موضحًا أن المدعى عليهم لديهم الحرية في ارتداء النقاب، وفقًا للأحكام الدستورية.
وأشار إلى أن ارتداء النقاب لا يدلّ على استحالة التعرف على الطالبة التي ترتديه، كما ادعى الطاعنون (مقدمو الاستئناف).
ولهذا السبب، رفض القاضي مزاعم إدارة المدرسة ومنح المدعى عليهم تعويضًا قدره 300 ألف (نايرا) عملة نيجيرية، أي ما يقدر بحوالي ألفَي دولار أمريكي.
وكانت الطالبات "بشرات صالحو" و "أمينة مورتالا" و"شاكريتا أولوحنجببي" قمن برفع دعوى قضائية في عام 2006 ضد عميد الكلية، والمسئولين في مدينة أيلورين أمام المحكمة العليا لمنعهن من ارتداء النقاب داخل مباني الجامعة.
مجمع البحوث يؤيد قرار طنطاوي بحظر النقاب:
وفي المقابل أعلن أعضاء مجمع البحوث الإسلامية في اجتماعهم يوم السبت برئاسة محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر تأييدهم لقرار المجلس الأعلى للأزهر بمنع الطالبات من ارتداء "النقاب" داخل فصول المعاهد الأزهرية وقاعات الامتحانات والمدن الجامعية التابعة للأزهر.
وادعى أعضاء المجمع أن قرار المجلس الأعلى للأزهر برئاسة طنطاوي يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وأن النقاب ليس فريضة إسلامية وإنما يجب على المرأة ستر جميع جسدها عدا الوجه والكفين.
ويرى مراقبون أن هذا القرار من شأنه أن يثير عاصفة جديدة من الانتقادات والاعتراضات من العلماء والمفكرين الإسلاميين في العالم الإسلامي الذين سبق أن اعترضوا على قرار شيخ الأزهر ورأيه في النقاب الذي يخالف جماهير العلماء من السلف والخلف.
وكان قرار طنطاوي بمنع النقاب قد أثار جدلاً، ودفع نواب الإخوان المسلمين في مجلس الشعب إلى توجيه انتقادات علنية وغاضبة.
وأصدر شيخ الأزهر قراره في مطلع الشهر الحالي بحظر ارتداء النقاب داخل المعاهد التابعة له، تاركًا خيار ارتدائه خارج الفصول الدراسية أمرًا شخصيًا.
وجاء القرار بعد قيام طنطاوي بدفع طالبة أزهرية في الصف الثاني الإعدادي إلى خلع نقابها زاعمًا أنه عادة وليس عبادة، ونقل عنه قوله للفتاة: "أمال لو كنتي حلوة كنتي عملتي إيه؟".
وفي وقت لاحق، عاد ليتراجع عن تصريحاته ليعلن احترامه للنقاب والنساء المنتقبات، مشددًا على ضرورة "استعمال النقاب في محله".
اعتراضات:
وقد أثارت تصريحات شيخ الأزهر موجة من الانتقادات من علماء ومفكري العالم الإسلامي الذين أكدوا أن النقاب يدور حكمه بين الوجوب والسنية لا كما قال شيخ الأزهر.
ومن هؤلاء العلماء الدكتور محمد النجيمي الأستاذ بالمعهد السعودي العالي للقضاء والخبير في المجمع الفقهي الدولي والذي دعا شيخ الأزهر إلى مراجعة قراره بمنه النقاب حتى لا يقع في "مصيبة كبرى".
وقال النجيمي: "مع الاحترام لصديقنا سماحة الشيخ طنطاوي، إلا أن النقاب ليس من العادات كما قال، وإنما هو مذكور في الحديث الشريف".
واستدل النجيمي على ذلك بنهي الحديث الشريف المرأة من ارتداء النقاب في فترة الحج فقط، ما يعني أن المرأة كانت ترتديه أمام الرسول في باقي الأوقات، كما رأى عدد من علماء الحديث أن النقاب واجب.
واعتبر النجيمي منع المنتقبات من دخول الأزهر "خطر فاحش، لأننا ندعو إلى احترام الأديان والمذاهب".
تعليق