هذه الأبيات القصيرة برثاء رجُـل في زمان قـلَّ فيه أمثالُـه من الرجـال... رجُـلٌ عاش بين الجبـال حتى غارتْ منهُ وضُرِبَ بثباتِه الأمثـال... أترككم مع الشيخ حامد العلي و هو يُرثيـه:
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لعمرُك إنَّ المجــدَ لا يتقلَّـدُ ** إلاّ عظيمـاً للجهــادِ مُشـيِّدُ
أراهُ فأبكي ليثَ قومٍ مجاهـدٍ ** بدمـعٍ كما ارفضَّ الجِمانُ المنضَّدُ
فإنْ تُنكروُا إظهارَ دمْعي لأجلِهِ** فإنَّ دَمِـي من مُقلـتي سيُؤكِّـدُ
وما أنا ناهٍ أمَّـتي حالَ حُزْنـها ** على رجلٍ _والله _ مَجدٌ مشيَّدُ
أما علموُا أنَّ الرجالَ بعصْـرِنا ** قليلٌ ، بهــم آمالُنـا تتـردَّدُ
بكيتُ بدمعي ماجداً عزَّ مثلُـهُ ** يـجرِّد للأعداء سيفاً فيُرعِـدوُا
تعوَّدَ نصرَ الدِّين بالسيفِ والهُدى ** فيدعوُ لهُ حيـناً ، وحيناً يجاهدُ
تعوَّد (محسودٌ) جهـاداً بعـزّةٍ ** وللمرءِ مــن ذِكراهُ ما يتعودُ
وكم بلَّغتـْه همَّةُ النَّفس منـزلاً ** تراجـعَ عنـه الكوكبُ المتوقّدُ
وأمثـالَ عـزِّ لاتزال شواخصا ** عليها رجالٌ يهتـدون وسُؤددُ
رجالٌ مشوْا للمكرماتِ بصبرهم** تذكٍّر بالمجْـد التليـدُ وتشْهـدُ
أما ويمينٌ لسـتُ فيها بحانثٍ ** بكلِّ صفاتِ الله أقسمتُ ، أشهـدُ
إذا شئتمُو للدِّين عزَّا فجاهـدوا ** يدومُ لكمْ فيـهِ السُّـموُّ المخلدُ
حامد بن عبدالله العلي
تعليق