إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أبناء الفضائيات جيل جديد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبناء الفضائيات جيل جديد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أبناء الفضائيات جيل جديد
    محمد أبو الهيثم

    إن من نعم الله التي لا تحصى إفساح المجال للدعاة إلى الله كي يبثوا النور في أرجاء الظلمات وكي يبددوا الدلجة ويصلوا بأبناء الأمة لبر الأمان ويبلغوا بهم منازل الصالحين.

    ومن تدبير الله تعالى لدينه أن ينفق أعداء الدين ليصدوا عن سبيل الله ثم يمكر الله تعالى بهم فيجعل ما أنفقوا في خدمة دعوته لتكون على أعداءه حسرة وندامة ولابد في نهاية المطاف من غلبة الحق وأهله وإلا فانتظر الساعة لأنها لا تقوم إلا على شرار الخلق وتقوم ولا يقال في الأرض الله الله.

    ومن المعلوم يقينا أن وسائل الإعلام الحديثة مرئية ومسموعة ومقروءة خدمت أفكار وفلسفات صانعيها لعقود طويلة ولم يكن يتخيل أكبر المتفائلين أن يفسح المجال لدعاة الإسلام ليحاولوا إصلاح ما أحدثه أصحاب هذه الأدوات الإعلامية أنفسهم.

    وقد سر الإسلاميون وعوام الأمة المحبين لدينهم بوجود مرئيات فضائية تقوم على أساس ديني وكانت صاحبة السبق في ذلك قناة المجد الفضائية حفظها الله وسدد القائمين عليها ثم تتابعت من بعدها الفضائيات الإسلامية بل تنوعت لغاتها بفضل الله تعالى.

    وكل هذا من نعم الله ولا شك, فعوام المسلمين وصلهم من الوعظ والدعوة ما كان يحجزهم عنه ألف سد وسد, وما كان يمنعهم عنه المانعون بالتشويه تارة وبالتسفيه أخرى وبسم هؤلاء الدعاة بسمات الإرهاب والتطرف وتشويه صورتهم أمام العوام, فأذكر حتى أعوام قليلة في عقد التسعينيات كان الشباب في كثير من الدول العربية يتحمل المشاق حتى يستمع لمحاضرة للداعية الفلاني أو الشيخ الفلاني, وكان الاضطهاد الذي قد يصل إلى السجن لمجرد أن هذا الشاب أو ذاك حافظ على الحضور لمتابعة سلسلة فقهية أو عقدية على عالم معين.

    وقد فتح الله باب خير أمام الجميع أسأل الله أن يجعله خيراً وبركة.

    ولكن هل تسير الفضائيات الإسلامية الآن في مسارها الصحيح؟؟

    الإجابة على هذا التساؤل تحتاج لتأمل, فهذه الفضائيات تخاطب الفئام من البشر بمختلف شرائحهم الفكرية, وقد قدمت الفضائيات الإسلامية الوعظ المكثف الذي يجذب عوام المسلمين باقتدار, وقد غيرت نظرة الكثير من عوام المسلمين نحو الدعاة والعلماء الإسلاميين الذين كانت صورتهم مشوهة أيما تشويه قبل وجود هذه الفضائيات, فحققت بذلك جسراً متميزاً بين الدعوة الإسلامية وعوام الأمة المحبين لدينهم ولسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.

    بينما ترى الشرائح التي مضت في طريق العلم الشرعي بعض الخطوات حتى أصبح لها من الأدوات ما تميز به الفاضل من المفضول وما يجب تقديمه وما ينبغى تأخيره, نظر هؤلاء للفضائيات الإسلامية على أنها تقدم القشور ولم تدخل للب الإسلام بعد, فهي بعيدة عن تكثيف الحديث عن العقائد وتصحيح الفاسد من العقائد المنتشرة بين العوام, كما أنها لم تقدم بشكل جيد ما يصحح عبادة هؤلاء العوام؟، كما أنها لم تنزل بثقلها لمقارعة البدع المحدثة التي اقتاتت نموها على دين العوام.

    نعم هذا صحيح ولكن هل المطلوب من طلاب العلم مناصحة القنوات الفضائية وإسداء الرأي لأهلها - والذين نعلم عنهم الصلاح والخير في معظمهم - أم على طلاب العلم مخاصمة هذه القنوات والتي قد تصل إلى مقارعتها في بعض الأحيان.

    بالطبع الجواب واضح بين وهو وجوب إسداء النصح والتواصل مع القائمين على الفضائيات الإسلامية, وعدم الملل من ذلك, فهذا سبيل الأنبياء وفي مقدمتهم محمد صلى الله عليه وسلم {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [سورة يوسف: 108].

    فالأولى دعوة القائمين على هذه الثغور وعدم الفتور من أصلاح مسارهم فهم على ثغر وحملة رسالة وقد جعلهم الله سببا في انتشار المظهر الإسلامي الطيب في ديار الإسلام وفي اكتظاظ الكثير من المساجد بالشباب الصغير المقبل على دينه المحب لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

    رسالة إلى جيل الشباب الإسلامي الناشىء:

    هذا الجيل الفتي الذي يحمل في صدره وبين جنباته محبة واضحة لدين ربه ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هو ذخيرة مخزونة لأمة الإسلام تحتاج من يثقلها وهم جند مخلصون للرحمن يحتاجون لمن يأخذ بأيديهم ويصحح مسارهم، وهذا دور طلاب العلم الذي اكتفى الكثير منهم بتوبيخ الفضائيات على اكتفائها بالدور الوعظي (وإن كان معهم الكثير من الحق في ذلك)، ولكن على طلاب العلم الاضطلاع بدورهم في توجيه هذه النبتات الإيمانية الطاهرة التي انتشرت وكثرت ويبقى توجيهها لتقطف الأمة ثمرة الغرس الطيب, لذا فعلى الجميع أن تتكامل أدوارهم وأن يحرس كل منا ثغره دون أن يفتر.

    أسأل الله الإعانة والتوفيق لجميع المسلمين.

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



    من مقالات طريق الإسلام
    إن أصول الأشياء قوي في قلبك لا تتعطل فابحث عنها واعلم بأن لها قيوم -جل في عليائه- فاستعن به علي رؤيتها.... دعوة للأمل

    .

  • #2
    رد: أبناء الفضائيات جيل جديد

    جزاكم الله خيرا لكن هناك تعقيب بسيط بارك الله فيكم
    فهناك من القنوات مثل قناة الرحمة مثلا تبس دروس علمية كثيرة لكن طبعا فى إطار دعوى لكنه دروس علمية مهما كان .ومن هذه الدروس
    درس التفسير
    درس جبريل يسأل و النبى يجيب
    ودروس الشيخ مسعد أنور فى التحدث عن الفرق
    ودروس الشيخ مصطفى العدوى غنية عن الكلام
    ودروس الشيخ محمد الزغبى
    ودروس الشيخ هشام البيلى
    ودرس مدارج السالكين
    وغيرها من الدروسعلى الرحمة وعلى الحكمة وعلى غيرها
    ويكفى ذلك قناة المد العلمية
    وجزاكم الله خيرا

    تعليق


    • #3
      رد: أبناء الفضائيات جيل جديد

      جزاك الله خيراً أخي نهج السلف علي المشاركة الطيبة
      الموضوع من وجهة نظري خاطرة طيبة للشيخ حفظه الله وفيها دعوة للتكامل مع ما تقدمه هذه القنوات من دروس علمية ومع طلبة العلم ولا ينفروا منها, إلا أنه من وجهة نظري طريقة الأخذ عن الفضائيات وسيلة محدثة عند المسلمين في وقت لا تزال قلوبهم مليئة بكره هذا الجهاز وما أحدثه من ضرر لشباب الأمة ذكورا وإناثا, ذلك وأن الأمر صعب جداً في طريقة العرض, فأنت علي الشاشة لا تخاطب طلبة العلم فقط وإنما تخاطب فئات الأمة جميعها عوام وخواص فلربما لصعوبة مسألة ما علي أفهام العوام تغض الطرف عنها بالرغم من كونها مهمة جداً لطلبة العلم مثلاً وإلا انصرف عنك العوام وهم أكثر متبعي القناة ومن أجلهم أصلا وضعت القناة كما ذكر المقال
      ومن هنا جاءت فكرة الكاتب حفظه الله والله أعلم
      أرجو أن أكون وفقت في ترجمة المعني لك أخي نهج السلف
      إن أصول الأشياء قوي في قلبك لا تتعطل فابحث عنها واعلم بأن لها قيوم -جل في عليائه- فاستعن به علي رؤيتها.... دعوة للأمل

      .

      تعليق


      • #4
        رد: أبناء الفضائيات جيل جديد

        جزاك الله خيرا

        تعليق


        • #5
          رد: أبناء الفضائيات جيل جديد

          جزاكم الله خيرا
          رب اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
          قال صلوات ربي وسلامه عليه
          - : ( طوبى لمن وجد في كتابه استغفاراً كثيراً )
          MostaFa Mahmoud ELmasry‎‏

          تعليق


          • #6
            رد: أبناء الفضائيات جيل جديد

            المقالة رائعة و هامة...

            القنوات الإسلامية بمُجملها تُركز على الرقائق و المعاملات و العبادات...

            العقيدة تحتاج المزيد من المساحة عليها لأنها هي الأصل... و الشيخ الزغبي-حفظه الله- و دروسه خيرُ مثال في مُقارعة و مُناصحة الروافض و مناصريهم... و إن شاء الله الإخوة يُرسلوا نصائح و تطلعاتهم للقنوات لتطوير الدعوة بها...

            جزاك الله خيرا أخي المغامر على النقل...

            تعليق


            • #7
              رد: أبناء الفضائيات جيل جديد

              المشاركة الأصلية بواسطة أبو بكر أشرف الشامي مشاهدة المشاركة
              المقالة رائعة و هامة...


              القنوات الإسلامية بمُجملها تُركز على الرقائق و المعاملات و العبادات...

              العقيدة تحتاج المزيد من المساحة عليها لأنها هي الأصل... و الشيخ الزغبي-حفظه الله- و دروسه خيرُ مثال في مُقارعة و مُناصحة الروافض و مناصريهم... و إن شاء الله الإخوة يُرسلوا نصائح و تطلعاتهم للقنوات لتطوير الدعوة بها...


              جزاك الله خيرا أخي المغامر على النقل...
              ... جرِّد الحجة من قائلها، ومن كثرة القائلين وقلّتهم بها، ومن ضغط الواقع وهوى النفس، واخلُ بها والله ثالثكما، تعرف الحق من الباطل . ( الطريفي )




              تعليق


              • #8
                رد: أبناء الفضائيات جيل جديد

                بارك الله فيك على هذا المقال المهم
                و زادك الله علما و نفعنا به

                يا أرحم الرحماء مالي حيلة إلا الرجوع إليك يا رباه
                أنا قد أسأت وأنت رب غافر غوثاه مما قد عرا غوثاه
                يا سيدي يا من إليه شكايتي أوّاه مما نابني أوّاه
                ما للضعيف إذا ألمت كربةٌ إلا الدعـــــــا اللهُ يا الله

                تعليق


                • #9
                  رد: أبناء الفضائيات جيل جديد

                  جزاكم الله خيراً جميعاً علي المشاركات الطيبة
                  وبارك الله فيكم أنتم ونفع بكم
                  إن أصول الأشياء قوي في قلبك لا تتعطل فابحث عنها واعلم بأن لها قيوم -جل في عليائه- فاستعن به علي رؤيتها.... دعوة للأمل

                  .

                  تعليق

                  يعمل...
                  X