أخواتي و بناتي مهما حدث !!
يطالعني دائما مشهد الصحابية الجليلة سمية بنت خياط رضي الله عنها و هي ملقاة على رمال الصحراء تتجرع كأس العذاب و تكابد الألم و العطش و الجوع على يد كفار قريش و بجاورها ابنها و زوجها قد نالهما من العذاب ما يشيب له الولدان . فتثبت المرأة الصالحة الصابرة على هذا العذاب الرهيب - الذي لا يطيقه أشد الرجال قوة - طمعا في رضى ربها و كلما ثبتت المرأة اشتد العذاب و تضاعف و تأججت نار الحقد و الغل في قلوب كفار قريش الذين طاشت عقولهم اما صبر هذه المسلمة الرائعة . و في النهاية لم يجد القوم امام استبسال هذه المراة العظيمة إلا التخلص منها فقام أبو جهل - قبحه الله - و طعنها بكل الحقد و الكراهية التي ملأت قلبه تجاه الإسلام و أهله فاستشهدت رضي الله عنه وفاضت روحها إلى بارئها راضية مرضية ، فهذا المشهد يتمثل أمامي حيا كلما طالعت خبر الإعتداء على أخواتنا و بناتنا الشريفات العفيفات من قبل أعداء الإسلام .
و الجاهليون يعلمون ضعف المرأة و قلة حيلتها كما أن دراستهم لطبيعة العرب و ارتباط المرأة في وجدان المسلم خاصة العربي بالشرف و الكرامة لذا عمد أعداء الإسلام لإمتهان كرامة المرأة المسلمة و الإعتداء عليها إمعانا في إذلال المسلمين و هذا ما يبرر الحملة المسعورة الشرسة ضد الحجاب و التي تقوم بها الدول الغربية و بعض الحكومات العربية المنهارة و يساعدهم في هذا أقلام الطابور الخامس العلماني و بعض رجال الدين الذين باعوا دينهم بعرض من الدنيا حقير .
و الحرب الجاهلية خاصة في السنوات الأخيرة قد كشفت عن وجهها القبيح خاصة فيما يتعلف بملف المرأة المسلمة و لو راجعنا ما قام به الصرب و الروس ضد أخواتنا و بناتنا من اغتصاب و قتل و ذبح لبكت العيون دما فأين رجال الأمة من هذه النوازل التي تجعل الحليم حيرانف كم من أم قتل أولادها بين يديها و اجبرت على الشرب من دمائهم و كم من زوجة صالحة انتهك عرضها أمام زوجها و أولادها و كم من فتاة عفيفة صارت نهبا لكلاب الصرب و قد ذكر من عاصر هذه الفترة أن هؤلاء السفلة كانوا يزرعون أجنة الكلاب في أرحام المسلمات و كانوا يتناوبون على اغتصاب المسلمة الشريفة الكريمة أكثر من عشرين مرة في اليوم و الليلة و عدد من الجرائم لو ادركها طفل رضيع لشاب شعر رأسه .
و تتوالى جرائم الجاهلية ضد أخواتنا و بناتنا و يكفي مراجعة ما قصته المجاهدة العظيمة زينب الغزالي عن فترة اعتقالها لتعلم حجم الكارثة التي أصابت أخواتنا في سجون الطغاة ، فهؤلاء المجرمون يتبارون فيما بينهم في تعذيب المؤمنات و تشريدهن و محاربتهن و قد يصل الأمر للتصفية الجسدية كما حدث من الأخت المجاهدة بنان طنطاوي رحمه الله .
و في العراق جرح ينزف و أخواتنا و بناتنا يصرخن من وراء قضبان المعتقلات الرهيبة بعد أن صرن نهبن للمجوس ( الرافضة ) و لحلفاء الشر ، و إمعانا في إذلال المسلمين تم نشر هذه الصور القذرة لاغتصاب المسلمات في أبو غريب و عقدت محاكمات هزلية لجنود إبليس الذين قاموا بتدنيس شرف الأمة .
و مأساة أخواتنا الفلسطينيات في السجون اليهودية قد سُطرت على جدران التاريخ بحروف من دم و يكفي ما نشرته وسائل الإعلام عن تفتيش الأخوات الزائرات للسجون و إجبراهن على خلع ملابسهن بالكلية يا له من عار يدمي القلب لمن كان له قلب !!
و الجرائم في حق المسلمات لا تنتهي و لن تنتهي لذا وجب علينا فهم الأجندة الخاصة التي يستعملها الجاهليون في حربهم ضد الإسلام و تحديدا نساء الأمة و هي تنحصر في الآتي
1- الحرب الدعائية
هي معركة فكرية بالمقام الأول يقودها مجموعة من المرتدين و العملاء و المتخاذلين و تنحصر في عدد من المسائل منها ( الحجاب - قضية التعدد - حقوق المرأة المزعومة - تشويه صورة الملتزمات - نشر الإباحية ) .
و هذه معركة العلماء و الدعاة بالمرتبة الأولى ثم يأتي من ورائهم طابور الملتزمين و الملتزمات و المعركة تعتمد في الأصل على دعم الملتزمات نفسيا و مواجهة أباطيل القوم و دحرها بالأدلة و البراهين و استغلال المنابر المفتوحة ، و تمتد المعركة لمجال التربية الإسلامية فعلى الوالدين زرع مفهوم الإستعلاء الإيماني لدى الفتاة المسلمة و تبديد أوهام الجاهلية التي ينشرها الإعلام الفاسد من عقل الأخوات ، كما أن الصف الإسلامي عليه أن يحرص على إخراج نماذج نسائية مشرفة لتغيير نظرة المجتمعات المشوهة عن الملتزمات .
2- الحرب القذرة ( العسكرية )
و هي تقوم به الدول الكافرة و بعض الأنظمة العميلة من استباحة لأعراض أخواتنا و بناتنا المسلمات فهذه و الله لا يمسح عارها إلا الدم .
فلله در المجاهدين الذين يقاتلون في شتى الميادين لمسح هذا العار و لنجدة أخواتهن و بناتهن اللواتي يصرخن طيلة الليل و النهار .
أخيرا أنا ادعوا كل مسلم غيور لأن يرفع رأسه عاليا فخرا بتلك النسوة العفيفات اللواتي قمن يدافعن عن حياض الإسلام في فلسطين و العراق و الشيشان و في كل الميداين التي يقاتل فيها أهل الإيمان مهما تعرضن للأذى ، فهن أخواتي و بناتي مهما حدث .
تعليق