بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وأله وصحبه ومن والاه
ثم أما بعد:
أخوتي في الله أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وامتثلوا أمره واجتنبوا نهيه ولا تعصوه، واعلموا أنكم تعيشون أعمارًا قصيرة، وتحيون أيامًا معدودة، وأن الدنيا دار ممر وليست بدار مقر، وقد جعلها الله سبحانه مزرعة للآخرة ومحطة للتزود منها بصالح الأعمال، فاعبروها ولا تعمروها، وتزودوا منها بخير الزاد ليوم المعاد، وانظروا إلى ما أمامكم، واجعلوا الآخرة هي همكم، يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ [غافر:39، 40].
نعم أيها الإخوة، اعملوا للآخرة وكونوا من أهلها، ولا يكن جُلّ همكم الدنيا والعيش لأجلها، فإن من كانت الدنيا همه شتّت الله شمله، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له، ومن كانت الآخرة همه جمع الله له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة.
وإن أقوامًا في هذا الزمان جعلوا الدنيا رأس مالهم، واستحكم فيها طمعهم، واشتد عليها حرصهم وجشعهم، فسعوا في جمع حطامها من كل باب، وتهارشوا عليها تهارش السباع والكلاب، فطغوا وتكبروا، وفسقوا وتجبروا، تركوا أوامر الله إذ ألبسهم الصحة والعافية، وتعالوا على عباد الله بما حازوا من هذه الدنيا الفانية، وصعّروا خدودهم صَلَفًا، ومشوا في الأرض مَرَحًا، حياتهم فخر واختيال، ومعاملتهم مكر واحتيال، ينفقون بذَخًا وسرفًا، ويطلبون تنعّمًا وترفًا، يركبون أفخم السيارات وأغلاها، ويسكنون أوسع العمارات وأعلاها، يباهون الناس بما يركبون ويسكنون، ولا يبالون بما في ذممهم من القروض والديون، همهم الظهور أمام الناس بمظهر الغنى وكثرة المال، وليس يهمهم بعد ذلك من أي السبل جمعوه، ولا من أي الطرق حصلوه، أمن حلال أم من حرام؟! بل لقد أصبح عند كثير من الناس أن ما حل في يده فهو الحلال، وأن ما لم يحصله فهو الحرام، ولهذا تجده يسلك المسالك الملتوية، ويتصنع الخطط الآثمة، لتحصيل أكبر قدر من المال، ولو على حساب الآخرين، فتارة يغش ويسرق، وتارة يرتشي ويرابي، ومرة يبيع الأشياء المشبوهة، وأخرى يسوّق البضائع المحرمة، وحينًا يخادع وينافق، ثم هو لا يتورع بعد ذلك أن ينثر ماء وجهه على أبواب الناس أو في أسواقهم ومساجدهم، أو يفرش ثوبه ويمد يده لزملائه بعد تسلمهم لرواتبهم، يسأل الناس تكثّرًا، ويمزّق لحم وجهه بما يضع في جيبه، يلح في الطلب ويسأل إلحافًا، ويحمل من لم يعطه ظلمًا وإجحافًا، إن أعطي رضي ومدَح، وإن لم يعط سخط وقدح، يفعل ذلك وأمثاله ويتحمل الأوزار والآثام، ويتعدى على حقوق الناس وأموالهم، ولا يبالي بما عليه من القروض والديون، كل ذلك من أجل أن يظهر أمام الناس بمظهر غير مظهره، ويلبس ثوب زور يغطي حقيقته ومخبره، يتشبع بما لم يعطه الله، ويظهر الغنى وهو أفقر خلق الله.
ذلكم هو حال كثير منا في هذا الزمان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وليس يبعد عن الأذهان ـ أيها الإخوة ـ حال كثير من المخدوعين المخذولين الذين استخدموا كل ما أوتوا من فصاحة اللسان وقوة الحجة، فخدعوا القضاة والمسؤولين، وساقوا معهم قطيعًا ممن لا يرجون لله وقارًا، ليشهدوا لهم بالبهت والزور، ويؤيدوهم بالكذب والفجور، فيقتطعوا بتلك الشهادات الفاجرة أراضي لم تكن لهم ولا لآبائهم، ويستخرجوا عليها الصكوك والحجج المزوّرة، فيأكلوا من بيت مال المسلمين المبالغ العظيمة مما يسمّى بالتثمين، من غير أن يكون لهم فيها أدنى حق، ليبوؤوا بعد ذلك بإثمهم وإثم من شهد معهم وأعانهم على أكل أموال المسلمين بغير حق. ذلكم هو حالنا وواقعنا، نبيع ديننا بدنيانا، ونستبدل الأدنى بالذي هو خير:
نرقّعُ دنيانـا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقّعُ
فطوبـى لعبدٍ آثرَ اللهَ ربَّه وجاد بدنيـاه لمـا يتوقّعُ
فطوبـى لعبدٍ آثرَ اللهَ ربَّه وجاد بدنيـاه لمـا يتوقّعُ
أيها المسلمون، إن حب الدنيا والتفاني في جمع المال من أي وجه كان من غير نظر إلى حلال أو حرام هو رأس كل إثم وخطيئة، وإن البحث عن الغنى وكثرة المال بالطرق المحرمة لهو دليل على التكبر والتجبر، وليس الغنى الحقيقي ـ ورب الكعبة ـ فيما يراه كثير من الناس ويعتقدونه، حيث يرونه مالاً وفيرًا وقصرًا كبيرًا، وسيارة فخمة وثروة ضخمة، أو لباسًا غاليًا ومنصبًا عاليًا، إن الغنى الحقيقي والله في غنى النفس وقناعتها، وإن الثروة الحقيقية هي طاعة الله والرضا بما قسمه، ولا غنى يكون أفضل ولا أكمل من الاستغناء عن الآخرين والزهد فيما في أيديهم من قليل أو كثير، قال صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم: ((ليس الغنى عن كثرة العَرَض، ولكن الغنى غنى النفس))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((قد أفلح من أسلم ورُزِق كفافًا وقنعه الله بما آتاه))، وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: ((يا حكيم، إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى))، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم قال: ((لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم))، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم: ((من سأل الناس تكثّرًا فإنما يسأل جمرًا، فليستقل أو ليستكثر))، وقال عليه السلام: ((من أصبح منكم آمنًا في سِرْبِه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)).
ألا فاتقوا الله أيها المسلمون، واقنعوا بالقليل لعلكم تفلحون، واتقوا الله يا من تعديتم حدود الله، واعتديتم على أموال عباد الله، واتقوا الله يا من تستدينون وتبذّرون، ثم تماطلون ولا توفون، اتقوا الله يا من تبنون العمارات العليّة، وتركبون المراكب الوطيّة، تذبحون وتضيفون، وتتكرمون وتعزمون، ثم تأتون في آخر كل شهر وتسألون، وتلحفون ولا تستحون، من أعطاكم مدحتموه ورفعتموه، ومن منعكم قدحتموه ووضعتموه، اتقوا الله تعالى حق تقواه، وتواضعوا يرفعكم الله، وإياكم والمسألة والاستعطاء، لتُروا الناس أنكم أغنياء وما أنتم بأغنياء، يقول صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم: ((إن المسألة كدّ يكدّ بها الرجل وجهه، إلا أن يسأل سلطانًا أو في أمر لا بد له منه))، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن أنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل)).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [القصص:76-84].
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه المبين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [البقرة:172]، والصلاة والسلام على نبيه المبعوث رحمة للعالمين القائل: ((يا أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال:يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [المؤمنون:51]، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا ربّ، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام: ((فأنى يستجاب لذلك؟!)).
أما بعد: فاتقوا الله ـ أيها المؤمنون ـ حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى.
واعلموا أن قيمة الإنسان في هذه الدنيا ليست بما عنده من الأموال والضيعات، ولا بما يحيط به من الأولاد والزوجات، فكل ذلك عَرَض زائل وعارية مستردّة، وليس يبقى للإنسان من عمله إلا ما كان خالصًا صالحًا، وليس له من ماله إلا ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو تصدق فأمضى وأبقى، وكل ذلك إما حلال فيحاسب عليه، أو حرام فيعاقب عليه، ولو كانت الدنيا عند الله تساوي جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء، ولو كانت عنده غالية ما حجبها عن نبيه وخيرة خلقه محمد صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم وأصحابه الكرام الذين هم خير البرية وأزكاها، لكن الله تعالى ـ وهو أعلم بما يختار ـ اختار لهم أن يكونوا فقراء مُقلّين، حتى يلقوه مخفين من أثقال الدنيا. واسمعوا إلى ما سأورده من أحاديث لعلكم تفقهون:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن الله أرسل إلى نبيه ملكًا من الملائكة معه جبريل، فقال الملك لرسوله: إن الله يخيرك بين أن تكون عبدًا نبيًا، وبين أن تكون ملكًا نبيًا، فالتفت رسول الله إلى جبريل كالمستشير له، فأشار جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم أن تواضع، فقال رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم: ((بل أكون عبدًا نبيًا))، قال: فما أكل بعد تلك الكلمة طعامًا متكئًا حتى لقي الله عز وجل.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن الله أرسل إلى نبيه ملكًا من الملائكة معه جبريل، فقال الملك لرسوله: إن الله يخيرك بين أن تكون عبدًا نبيًا، وبين أن تكون ملكًا نبيًا، فالتفت رسول الله إلى جبريل كالمستشير له، فأشار جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم أن تواضع، فقال رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم: ((بل أكون عبدًا نبيًا))، قال: فما أكل بعد تلك الكلمة طعامًا متكئًا حتى لقي الله عز وجل.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم يظل اليوم يتلوّى؛ ما يجد من الدَّقَل ما يملأ به بطنه.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: نام رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم على حصير، فقام وقد أثر في جنبه، قلنا: يا رسول الله، لو اتخذنا لك وطاء، فقال: ((ما لي وللدنيا؟! ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها)).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصليّة، فدعوه فأبى أن يأكل، وقال: خرج رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير.
وعن أنس رضي الله عنه قال: لم يأكل النبي صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم على خِوَان حتى مات، وما أكل خبزًا مرقّقًا حتى مات، ولا رأى شاة سميطًا بعينه قط.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعًا من شعير.
وعنها رضي الله عنها قالت: كان فراش رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم من أَدَم حشْوه لِيف.
ألا فاتقوا الله أيها المسلمون، واتقوا الله يا أصحاب البطون الكبيرة، يا من تبحثون عن الثروة والغنى، ولا تبالون بأكل الحرام والسحت، اتقوا الله تعالى وخافوا عقابه، مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا [نوح:13، 14]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:18]، واتقوا المكاسب المحرمة، فإنها فتنة ونصب في الدنيا، ونار وعذاب في الآخرة،
وقد صح عنه صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم أن العبد يسأل يوم القيامة عن ماله: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ فأعدوا للسؤال جوابًا صوابًا، لعلكم تفلحون.
تعليق