بسم الله الرحمن الرحيم
لست أدري عن موقع موضوعي هل هو مناسب هنا أم لا
فإن كان وإلا فليغيره الأحبة إلى حيث يرون
على غير العادة بدا لي أن أسرع في التهيؤ لأخذ عمرة.....
وأنا المعروف بالفناء في التأجيل ......
بدت الشمس من أكبر الملحين علي في الإنطلاق بعد أن استأجرت سيارة لأحقق بها مشروعي (((( أخذ العمرة))))
لم يرد صاحبي مبكراً كما هي عادته فغادرت وأنا مغضب ....
لم لم يرد على اتصالي لم يخطر ببالي أي عذر لصاحبي وهو الذي هاتفني قبيل الظهر بمرافقتي للعمرة واستعداده لذلك....
لكن لم لم يرد .... لم أنتظر إجابة على تساؤلي .... بل انطلقت وعلى غير عادتي مسرعا وكأن موعدا ما أو شخصية مهمة بانتظاري ....
أنكرت من نفسي الترقب لأمر ما سيحدث ولكني إلى ساعتي تلك لا أعرف مالذي يعجلني في سيري...
رن هاتفي المحمول وإذا بصاحبي الذي واعدني ....
السلام عليكم ....... وعليكم السلام...
أين أنت ؟؟
أنا في طريقي لمكة...
سبحان الله....دار بيني وبين أخي عتاب حول تأخره واستعجالي وبعد مداولات تم الاتفاق على المصالحة...وأن يؤجل هو عمرته إلى وقت آخر أنا أرافقه فيها...
انتهت المكالمة .... ولازال هاجس من العجلة يؤرقني ((((((صل المغرب في المحطة الثانية بعد حدود الحرم)))))...
بدأت أفكر ولم في المحطة الثانية بالذات وليست المحطة الأولى؟؟؟!!!
هل ذلك مرده عذوبة صوت الإمام وقد صليت فيه سابقاً.....
أم لوجود المحطة بجانبه وقد بدا مؤشر الوقود بالظهور كما هي العادة.....
أم..........أم.......؟؟؟!!!!!
لست أدري........
المهم أني وصلت المحطة التي قبلها فلم أجد بها مكانا للوضوء...
يا الله إني أساق لهذه المحطة سوقاً .....
اتجهت إليها وقد اقتربت الإقامة....
نزلت من سيارتي وعلي لباس الإحرام.....
توجهت لدورت المياه...
زحام وحركة سريعه هذا يتوضأ وهذا يرقب من في الدورات متى يخرج....
توضأت ....
اتجهت للمسجد تحيط به أرض ترابية تسفيها الريح...
مسجد عادي لايختلف عن بقية المساجد إلا بصوت إمامه الأجش الذي سرى في جسدي وروحي كما يسري التيار...
مازلت مترقبا للمفاجأة...
ولكن أين هي ...
دخلت مع الإمام في الصلاة فطارت روحي مع ترنيماته القدسية وزجله المبارك....
يا الله أهذه هي المفاجأة وما أعظمها ....
أهي السمو بهذه الروح مع كلام الله تعالى....
لم أتمالك نفسي لقد بكيت في صلاتي....
الصدق أقول أني تمنيت أن لو أطال الإمام ولم يقطع تلاوته.....
قد لا يوافقني من صلى في ذلك المسجد واتهمني بالمبالغة...
ولكن لله تلك الصلاة والله لوددت أني لم أخرج منها إلى على الأعناق....
هذه ليست المفاجأة على عظمها وليس الذي لآجله استحثت خطاي على جلالة قدرها....
بل......
تملى في وجهي كثيرا ......
عيناه الصافيتين تحدق في وجهي.....
قسمات وجهه مازالت في سنيها المبكرة...
لكني لا أعرفه....
سلمت عليه من بعد.....
ثم أقبلت على بقية وردي لأتمه.....
قضيت وردي ثم قمت وإذا بالأخ يقوم إلي ...
قصير القامة نوعا ما نحيل البدن ....
تبدو عليه آثار المهنة المضنية ...
فسلم علي ورددت عليه .... صافحني ثم عانقني .... طويلاً.........
بد بصره إلي ثم قال ياشيخ أريدك في موضوع.......
ظننت أنه طالب حاجة أو مستفت أو .......
قاطع أفكاري ياشيخ انت رايح تاخذ عمره قلت ان شاء الله تعالى....
قال ياشيخ انا الآن قادم من الجنوب وهذه لحظة وصولي وانا والله لم آخذ عمرة في حياتي ولا أملك شيئا ولا أعرف كيف أطبق صفة العمرة......
سرحت بفكري سبحان الله الذي أعجلني وأخرجني من منزلي.... ليوفقني لمثل هذه الفرصة الثمينة!!!!!
بادرني وأنا سارح في شأني وشأنه.... يا شيخ ان كان عليك مشقه فلا تكلف نفسك....
قلت يا أخي لو مكثت معك الليلة كاملة فلا مشقة علي ....
قلت له ألديك إحرام قال لا.....
قلت لعلنا نأخذ من المحل فأخذت إحراما جيدا ....
ثم أعطيته مع بقية لوازمه....
فنظر إليه وقال ـ ممازحا ـ هذا أحسن من ملابسي....
مضينا نحو التنعيم لأن المكان هناك أكثر تهيئة.....
ونحن في الطريق استأنس الأخ لي وأنست به....
وبدا لي من محاولته لمعرفة أحكام العمرة والإحرام حرصه الصادق على متابعة سنة النبي صلى الله عليه وسلم.....
فحقرت نفسي ـ علم الله ـ أمام هذا الشاب الحريص لما تأملت تقصيري في كثير من السنن بحجة أنها سنن.....
وصلنا للحرم ....
دخلنا.....
لما رأى الكعبة وقف قليلا وعيناه تغرورقان بالدمع.... وقال الحمد لله ياشيخ الذي وفقني ....
بدأنا العمرة وكان حريصا ـ وفقه الله ـ على السؤال عن كل عمل من أعمال العمرة وسنة من سننها....
مع سمت يعلوه الخشوع وعينان متى سارقتهما النظر وجدتهما بالدموع رقراقة...
أنهينا عمرتنا ولله الحمد والمنة ...
ونحن راجعون في طريقنا بدأ يطرح علي بعض المسائل العلمية بأدلتها فتعجبت من جودة فهمه واستدلاله وعزوه للفتاوى إلى القائلين بها....
قلت أخبرني عن قصتك ....
قال .... أنا من بلاد اليمن وكأنه ذكر أنه أكبر الأبناء من والدين عاميين لم يصلا إلى مكة طوال حياتهما.....
جئت إلى المملكة وأنا لم أجاوز البلوغ.....
فعملت مع أحد الأشخاص في الجنوب وذكر من حسن خلقه وحسن معونته الشيء الكثير....
قال وكل ما يصلني منه أرسله إلى أهلي هناك....إلا قليلا لمعيشتي ....
قال ومن الذي يبقى لمعيشتي ادخرت منه شيئا يسيرا حتى اشتريت جهاز الراديو مع المسجل....
قال وكل ما سمعت مني هو مما آخذه من إذاعة القرآن الكريم....
ومن بعض أشرطت المشايخ وأهل العلم....
كان هذا نهاية حديثي معه بعد أن وصلنا للمسجد الذي لقيته فيه أولاً...
توادعنا وأنا والله أحبس الدمعة ألا تسيل.....
عانقته هذه المرة بحرارة وشدة...
وادعته وأنا أرجو الله أن يجمعني به أخرى في هذه الدنيا فإن كان وإلا في جنات عدن....
وإذ بصاحبي الأول الذي تركته في منزله ...
السلام عليكم ...
وعليكم السلام...
كيف العمرة...
بخير والحمد لله
تستاهل انك لوحدك الآن لست معك...
كان معي من هو خير مني ومنك...
كيف ...
لاحقا سأخبرك...
خيرا ان شاء الله
مع السلامة
مع السلامة
وأنتم أيضا مع السلامة
انتهت
لست أدري عن موقع موضوعي هل هو مناسب هنا أم لا
فإن كان وإلا فليغيره الأحبة إلى حيث يرون
على غير العادة بدا لي أن أسرع في التهيؤ لأخذ عمرة.....
وأنا المعروف بالفناء في التأجيل ......
بدت الشمس من أكبر الملحين علي في الإنطلاق بعد أن استأجرت سيارة لأحقق بها مشروعي (((( أخذ العمرة))))
لم يرد صاحبي مبكراً كما هي عادته فغادرت وأنا مغضب ....
لم لم يرد على اتصالي لم يخطر ببالي أي عذر لصاحبي وهو الذي هاتفني قبيل الظهر بمرافقتي للعمرة واستعداده لذلك....
لكن لم لم يرد .... لم أنتظر إجابة على تساؤلي .... بل انطلقت وعلى غير عادتي مسرعا وكأن موعدا ما أو شخصية مهمة بانتظاري ....
أنكرت من نفسي الترقب لأمر ما سيحدث ولكني إلى ساعتي تلك لا أعرف مالذي يعجلني في سيري...
رن هاتفي المحمول وإذا بصاحبي الذي واعدني ....
السلام عليكم ....... وعليكم السلام...
أين أنت ؟؟
أنا في طريقي لمكة...
سبحان الله....دار بيني وبين أخي عتاب حول تأخره واستعجالي وبعد مداولات تم الاتفاق على المصالحة...وأن يؤجل هو عمرته إلى وقت آخر أنا أرافقه فيها...
انتهت المكالمة .... ولازال هاجس من العجلة يؤرقني ((((((صل المغرب في المحطة الثانية بعد حدود الحرم)))))...
بدأت أفكر ولم في المحطة الثانية بالذات وليست المحطة الأولى؟؟؟!!!
هل ذلك مرده عذوبة صوت الإمام وقد صليت فيه سابقاً.....
أم لوجود المحطة بجانبه وقد بدا مؤشر الوقود بالظهور كما هي العادة.....
أم..........أم.......؟؟؟!!!!!
لست أدري........
المهم أني وصلت المحطة التي قبلها فلم أجد بها مكانا للوضوء...
يا الله إني أساق لهذه المحطة سوقاً .....
اتجهت إليها وقد اقتربت الإقامة....
نزلت من سيارتي وعلي لباس الإحرام.....
توجهت لدورت المياه...
زحام وحركة سريعه هذا يتوضأ وهذا يرقب من في الدورات متى يخرج....
توضأت ....
اتجهت للمسجد تحيط به أرض ترابية تسفيها الريح...
مسجد عادي لايختلف عن بقية المساجد إلا بصوت إمامه الأجش الذي سرى في جسدي وروحي كما يسري التيار...
مازلت مترقبا للمفاجأة...
ولكن أين هي ...
دخلت مع الإمام في الصلاة فطارت روحي مع ترنيماته القدسية وزجله المبارك....
يا الله أهذه هي المفاجأة وما أعظمها ....
أهي السمو بهذه الروح مع كلام الله تعالى....
لم أتمالك نفسي لقد بكيت في صلاتي....
الصدق أقول أني تمنيت أن لو أطال الإمام ولم يقطع تلاوته.....
قد لا يوافقني من صلى في ذلك المسجد واتهمني بالمبالغة...
ولكن لله تلك الصلاة والله لوددت أني لم أخرج منها إلى على الأعناق....
هذه ليست المفاجأة على عظمها وليس الذي لآجله استحثت خطاي على جلالة قدرها....
بل......
**********************
سلمت من صلاة المغرب عن اليمين والشمال فوقعت عيني على عيني أحد الإخوة الأجانب....تملى في وجهي كثيرا ......
عيناه الصافيتين تحدق في وجهي.....
قسمات وجهه مازالت في سنيها المبكرة...
لكني لا أعرفه....
سلمت عليه من بعد.....
ثم أقبلت على بقية وردي لأتمه.....
قضيت وردي ثم قمت وإذا بالأخ يقوم إلي ...
قصير القامة نوعا ما نحيل البدن ....
تبدو عليه آثار المهنة المضنية ...
فسلم علي ورددت عليه .... صافحني ثم عانقني .... طويلاً.........
بد بصره إلي ثم قال ياشيخ أريدك في موضوع.......
ظننت أنه طالب حاجة أو مستفت أو .......
قاطع أفكاري ياشيخ انت رايح تاخذ عمره قلت ان شاء الله تعالى....
قال ياشيخ انا الآن قادم من الجنوب وهذه لحظة وصولي وانا والله لم آخذ عمرة في حياتي ولا أملك شيئا ولا أعرف كيف أطبق صفة العمرة......
سرحت بفكري سبحان الله الذي أعجلني وأخرجني من منزلي.... ليوفقني لمثل هذه الفرصة الثمينة!!!!!
بادرني وأنا سارح في شأني وشأنه.... يا شيخ ان كان عليك مشقه فلا تكلف نفسك....
قلت يا أخي لو مكثت معك الليلة كاملة فلا مشقة علي ....
قلت له ألديك إحرام قال لا.....
قلت لعلنا نأخذ من المحل فأخذت إحراما جيدا ....
ثم أعطيته مع بقية لوازمه....
فنظر إليه وقال ـ ممازحا ـ هذا أحسن من ملابسي....
مضينا نحو التنعيم لأن المكان هناك أكثر تهيئة.....
ونحن في الطريق استأنس الأخ لي وأنست به....
وبدا لي من محاولته لمعرفة أحكام العمرة والإحرام حرصه الصادق على متابعة سنة النبي صلى الله عليه وسلم.....
فحقرت نفسي ـ علم الله ـ أمام هذا الشاب الحريص لما تأملت تقصيري في كثير من السنن بحجة أنها سنن.....
******************************
ارتدى صاحبي احرامه ثم صلينا العشاء فأحرم بعد الصلاة....وصلنا للحرم ....
دخلنا.....
لما رأى الكعبة وقف قليلا وعيناه تغرورقان بالدمع.... وقال الحمد لله ياشيخ الذي وفقني ....
بدأنا العمرة وكان حريصا ـ وفقه الله ـ على السؤال عن كل عمل من أعمال العمرة وسنة من سننها....
مع سمت يعلوه الخشوع وعينان متى سارقتهما النظر وجدتهما بالدموع رقراقة...
أنهينا عمرتنا ولله الحمد والمنة ...
ونحن راجعون في طريقنا بدأ يطرح علي بعض المسائل العلمية بأدلتها فتعجبت من جودة فهمه واستدلاله وعزوه للفتاوى إلى القائلين بها....
قلت أخبرني عن قصتك ....
قال .... أنا من بلاد اليمن وكأنه ذكر أنه أكبر الأبناء من والدين عاميين لم يصلا إلى مكة طوال حياتهما.....
جئت إلى المملكة وأنا لم أجاوز البلوغ.....
فعملت مع أحد الأشخاص في الجنوب وذكر من حسن خلقه وحسن معونته الشيء الكثير....
قال وكل ما يصلني منه أرسله إلى أهلي هناك....إلا قليلا لمعيشتي ....
قال ومن الذي يبقى لمعيشتي ادخرت منه شيئا يسيرا حتى اشتريت جهاز الراديو مع المسجل....
قال وكل ما سمعت مني هو مما آخذه من إذاعة القرآن الكريم....
ومن بعض أشرطت المشايخ وأهل العلم....
كان هذا نهاية حديثي معه بعد أن وصلنا للمسجد الذي لقيته فيه أولاً...
توادعنا وأنا والله أحبس الدمعة ألا تسيل.....
عانقته هذه المرة بحرارة وشدة...
وادعته وأنا أرجو الله أن يجمعني به أخرى في هذه الدنيا فإن كان وإلا في جنات عدن....
***************************
انطلقت فإذا بجهازي يرن ...وإذ بصاحبي الأول الذي تركته في منزله ...
السلام عليكم ...
وعليكم السلام...
كيف العمرة...
بخير والحمد لله
تستاهل انك لوحدك الآن لست معك...
كان معي من هو خير مني ومنك...
كيف ...
لاحقا سأخبرك...
خيرا ان شاء الله
مع السلامة
مع السلامة
وأنتم أيضا مع السلامة
انتهت
تعليق