السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والسلام على رسول الله ، أما بعد .
فقد أقبل رمضان شهر الاحسان ، نهاره ذكر وصيام ، وليله قرءة وقيام ، نهاره صوم وجوع ، وليله ذكر وخشوع ، وبكاء ودموع .
أقبل رمضان شهر الرحمات ، والخير والبركات ، وتكفير السيئات ، وإقالة العثرات ، وغفران الزلات ، فيه تفتح أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النيران ، ويسلسل كل مارد شيطان ، فيه الدعاء مسموع ، وإلى الله مرفوع ، والخير مجموع .
أقبل رمضان وقد شمر فيه المشمرون ، الذين هم من خشية ربهم مشفقون ، ولرحمه الله راجون ، ومن عذابه خائفون ، ولجنته راغبون ، يؤتون ما آتو وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون .
أقبل رمضان فصام الصائمون بالنهار ، وقاموا الليل واستغفروا بالاسحار ، متطلعين في وجل إلى العزيز الغفار ، خائفين ألا يقبل منهم فيدخلون النار ، ويا للعار والشنار .
زيادة الخير وحسن العمل
أيها المسلم ، وانت على ابواب هذا الشهر الكريم ، ترجوا الثواب والقبول من الله العظيم ، هل نظرت كم مر عليك من شهور رمضان ، وهل مضت وانت غافل أو يقظان ؟، هل تغيرت من حال إلى حال ؟، وزدت في القرب من الكبير المتعال ؟، هل كنت مخلصا نقيا ؟, ناصحا وفيا ، عفيفا تقيا ، ؟؟ فأنت تعلم أنه " إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ "المائدة27
اننى أرجو لى ولك يا اخي مع كل رمضان ، ألا نكون في نقصان ، وحسرة وحرمان ، وخيبة وخسران
فقد سئل خير الناس ، من خير الناس ؟ فقل صلى الله عليه وسلم " خيركم من طال عمره وحسن عمله ؟ " الاحاديث المختارة للضياء المقدسي "
وذكر بن ماجة وبن حبان وغيرهما واللفظ لابن ماجة في سننه عن طلحة بن عبيد الله؛ أن رجلين مشن بلي قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان إسلامهما جميعا. فكأن أحدهما أشد اجتهادا من الآخر. فغزا المجتهد منهما فاستشهد. ثم مكث الآخر بعده سنة. ثم توفي.
قال طلحة: فرأيت في المنام: بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما. فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما. ثم خرج، فأذن للذي استشهد. ثم رجع إلي فقال: ارجع. فإنك لم يأن لك بعد.
فأصبح طلحة يحدث به الناس. فعجبوا لذلك. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحدثوه الحديث.
فقال ((من أي ذلك تعجبون؟)) فقالوا: يا رسول الله! هذا كان أشد الرجلين اجتهادا. ثم استشهد. ودخل هذا الآخر الجنة قبله:
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أليس قد مكث هذا بعده سنة؟)) قالوا: بلى.
قال ((وأدرك رمان فصام. وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟)) قالوا: بلى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((فمضا بينهما أبعد مما بين السماء والأرض)). ا . هـ
فانظر أخي كيف عبر النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا طلحة الذي راي أن أحدا خرج من الجنة وأذن بدخولها أولاً للرجل الذي مات آخراً بعد أخيه الشهيد بسنة كاملة ، وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن في هذه السنة الزائدة عن أخيه صام فيها رمضان وصلى فيها صلوات فطال عمره وحسن عمله ، فدخل الجنة قبله .
إحفظ صيامك
أخي المسلم ، أقبل على الله في هذا الشهر الكريم إقبال المخبتين ، وتزود بالتقوى فإنما يتقبل الله من المتقين ، وأحسن العمل فإن رحمة الله قريب من المحسنين .
وأقبل على القرآن ولا تتخذ القرآن مهجوراً ، واحذر أن تقدم ظلماً أو تقول زوراً ، واخشع مع الخاشعين ، واركع مع الراكعين ، وابك مع الباكين ، وارحم اليتامى والمساكين .
واحذر ما أعده الفساق من الافلام الخليعة ، والاغاني المفاسدة ، فاحفظ صيامك واحفظ قيامك ، واحفظ جوارحك ، " احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك " .
أخي في الله ، سترى أناساً يصلون ويصومون وبالافلام والمسلسلات ومشاهدة الكرة يتعلقون ، سبحان الله !! حتى في ايام رمضان ، وفى العشر الاواخر ، نهارهم ليل ، وليلهم ويل ، وكأن رمضان شهر فسحة ولعب وفسحة ولهو !!
ربما صلوا التراويح وقلوبهم معلقة بمشاهدة الكرة ، الصالحون في بكاء وخشوع ، وهم في انصراف وخنوع ، ليس لهم من الصوم إلا العطش والجوع .
صلاتهم تشكوا نقرها ، وصيامهم لم يسلم من خدشهم له ، والقرآن يشكوا هجرهم له ، ألسنتهم يابسة لم ترطب بذكر الله ، وصدقاتهم ربما يتبعها المنو الاذي .
فاحذر أن تكون منهم ، وإلى الله ادعهم ، وبأيامه ذكرهم ، فكن داعية للخير حيثما كنت ، تكن مباركاً أينما حللت .
من أدرك رمضان ولم يغفر له
أيها لاصائم ، اشغل نفسك بسؤال ؛ هل قبل الله عملى ؟ هل اعتق من النار رقبتي ؟ هل انا مرحوم أم محروم ؟ وادع الله كثيرا أن يجعلك من المرحومين ، وأن تكون من الفائزين .
تذكر أيها الصائم أن ناساً صاموا ولم يقبل منهم ، وقاموا ولم يغفر لهم ، إنهم ما صاموا ايماناً واحتساباً ، وما قلموا إيماناً واحتساباً ، وإنما استثقلوا الشهر وما فيه ، وتمنوا أن لم يشهدوه ولم يدخلوا فيه .
ورد في مسند أبو يعلى وعنه بن حبان في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم " صعد المنبر فقال آمين آمين آمين قيل يا رسول الله إنك حين صعدت المنبر قلت آمين آمين آمين قال إن جبريل أتاني فقال من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين "
عود الأراك أم عود الهلاك ؟!
وأنت يا أخي الذي تجلب في رمضان ، من الاطعمة والاصناف والالوان ، وكأنك كنت في حرمان ، هل هو شهر الصوم أم جلب الطعام ؟
احفظ بطنك وما حوى والرأس وما وعى ، وتذكر الموت والبلى ، وأهل الجوع والبلا .
ويا من ابتليت بالتدخين ، ها انت قد امتنعت عنه يوماً كاملاً ، شهراً كاملاً ، فما الذي منعك وكنت تقول : لا أستطيع تركه ؟
إنك تركته لما أخذت قراراً ألزمت به نفسك ، أنه لا تدخين طوا النهار ، لكنك كما اعلنت هذا القرار بعزيمة ، أعلنت بسهولة الهزيمة ، بعد أن انتهى يومك وجاء ليلك ، فلم تفكر جاداً أن تتركها أبداً ، لكنك أثبت لله عليك حجة أنك تستطيع تركها ، فماذا تقول له بعد أن عدت لها ؟؟ أليس من الاكرم والاطهر والانفع لك بدلاً من ان تحمل علبة السجائر أن تحمل في جيبك مصحفاً ؟؟ وبدلاً من أن تمسك بسبابة التسبيح ، على عود هلاك خبيث قبيح ، منتن الريح ، فأمسك بها عود آراك تصح وتستريح ، فأيهما افضل عود الآراك أم عود الهلاك ؟!
أين المشمرون ؟؟الحمد لله والسلام على رسول الله ، أما بعد .
فقد أقبل رمضان شهر الاحسان ، نهاره ذكر وصيام ، وليله قرءة وقيام ، نهاره صوم وجوع ، وليله ذكر وخشوع ، وبكاء ودموع .
أقبل رمضان شهر الرحمات ، والخير والبركات ، وتكفير السيئات ، وإقالة العثرات ، وغفران الزلات ، فيه تفتح أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النيران ، ويسلسل كل مارد شيطان ، فيه الدعاء مسموع ، وإلى الله مرفوع ، والخير مجموع .
أقبل رمضان وقد شمر فيه المشمرون ، الذين هم من خشية ربهم مشفقون ، ولرحمه الله راجون ، ومن عذابه خائفون ، ولجنته راغبون ، يؤتون ما آتو وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون .
أقبل رمضان فصام الصائمون بالنهار ، وقاموا الليل واستغفروا بالاسحار ، متطلعين في وجل إلى العزيز الغفار ، خائفين ألا يقبل منهم فيدخلون النار ، ويا للعار والشنار .
زيادة الخير وحسن العمل
أيها المسلم ، وانت على ابواب هذا الشهر الكريم ، ترجوا الثواب والقبول من الله العظيم ، هل نظرت كم مر عليك من شهور رمضان ، وهل مضت وانت غافل أو يقظان ؟، هل تغيرت من حال إلى حال ؟، وزدت في القرب من الكبير المتعال ؟، هل كنت مخلصا نقيا ؟, ناصحا وفيا ، عفيفا تقيا ، ؟؟ فأنت تعلم أنه " إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ "المائدة27
اننى أرجو لى ولك يا اخي مع كل رمضان ، ألا نكون في نقصان ، وحسرة وحرمان ، وخيبة وخسران
فقد سئل خير الناس ، من خير الناس ؟ فقل صلى الله عليه وسلم " خيركم من طال عمره وحسن عمله ؟ " الاحاديث المختارة للضياء المقدسي "
وذكر بن ماجة وبن حبان وغيرهما واللفظ لابن ماجة في سننه عن طلحة بن عبيد الله؛ أن رجلين مشن بلي قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان إسلامهما جميعا. فكأن أحدهما أشد اجتهادا من الآخر. فغزا المجتهد منهما فاستشهد. ثم مكث الآخر بعده سنة. ثم توفي.
قال طلحة: فرأيت في المنام: بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما. فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما. ثم خرج، فأذن للذي استشهد. ثم رجع إلي فقال: ارجع. فإنك لم يأن لك بعد.
فأصبح طلحة يحدث به الناس. فعجبوا لذلك. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحدثوه الحديث.
فقال ((من أي ذلك تعجبون؟)) فقالوا: يا رسول الله! هذا كان أشد الرجلين اجتهادا. ثم استشهد. ودخل هذا الآخر الجنة قبله:
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أليس قد مكث هذا بعده سنة؟)) قالوا: بلى.
قال ((وأدرك رمان فصام. وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟)) قالوا: بلى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((فمضا بينهما أبعد مما بين السماء والأرض)). ا . هـ
فانظر أخي كيف عبر النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا طلحة الذي راي أن أحدا خرج من الجنة وأذن بدخولها أولاً للرجل الذي مات آخراً بعد أخيه الشهيد بسنة كاملة ، وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن في هذه السنة الزائدة عن أخيه صام فيها رمضان وصلى فيها صلوات فطال عمره وحسن عمله ، فدخل الجنة قبله .
إحفظ صيامك
أخي المسلم ، أقبل على الله في هذا الشهر الكريم إقبال المخبتين ، وتزود بالتقوى فإنما يتقبل الله من المتقين ، وأحسن العمل فإن رحمة الله قريب من المحسنين .
وأقبل على القرآن ولا تتخذ القرآن مهجوراً ، واحذر أن تقدم ظلماً أو تقول زوراً ، واخشع مع الخاشعين ، واركع مع الراكعين ، وابك مع الباكين ، وارحم اليتامى والمساكين .
واحذر ما أعده الفساق من الافلام الخليعة ، والاغاني المفاسدة ، فاحفظ صيامك واحفظ قيامك ، واحفظ جوارحك ، " احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك " .
أخي في الله ، سترى أناساً يصلون ويصومون وبالافلام والمسلسلات ومشاهدة الكرة يتعلقون ، سبحان الله !! حتى في ايام رمضان ، وفى العشر الاواخر ، نهارهم ليل ، وليلهم ويل ، وكأن رمضان شهر فسحة ولعب وفسحة ولهو !!
ربما صلوا التراويح وقلوبهم معلقة بمشاهدة الكرة ، الصالحون في بكاء وخشوع ، وهم في انصراف وخنوع ، ليس لهم من الصوم إلا العطش والجوع .
صلاتهم تشكوا نقرها ، وصيامهم لم يسلم من خدشهم له ، والقرآن يشكوا هجرهم له ، ألسنتهم يابسة لم ترطب بذكر الله ، وصدقاتهم ربما يتبعها المنو الاذي .
فاحذر أن تكون منهم ، وإلى الله ادعهم ، وبأيامه ذكرهم ، فكن داعية للخير حيثما كنت ، تكن مباركاً أينما حللت .
من أدرك رمضان ولم يغفر له
أيها لاصائم ، اشغل نفسك بسؤال ؛ هل قبل الله عملى ؟ هل اعتق من النار رقبتي ؟ هل انا مرحوم أم محروم ؟ وادع الله كثيرا أن يجعلك من المرحومين ، وأن تكون من الفائزين .
تذكر أيها الصائم أن ناساً صاموا ولم يقبل منهم ، وقاموا ولم يغفر لهم ، إنهم ما صاموا ايماناً واحتساباً ، وما قلموا إيماناً واحتساباً ، وإنما استثقلوا الشهر وما فيه ، وتمنوا أن لم يشهدوه ولم يدخلوا فيه .
ورد في مسند أبو يعلى وعنه بن حبان في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم " صعد المنبر فقال آمين آمين آمين قيل يا رسول الله إنك حين صعدت المنبر قلت آمين آمين آمين قال إن جبريل أتاني فقال من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين "
عود الأراك أم عود الهلاك ؟!
وأنت يا أخي الذي تجلب في رمضان ، من الاطعمة والاصناف والالوان ، وكأنك كنت في حرمان ، هل هو شهر الصوم أم جلب الطعام ؟
احفظ بطنك وما حوى والرأس وما وعى ، وتذكر الموت والبلى ، وأهل الجوع والبلا .
ويا من ابتليت بالتدخين ، ها انت قد امتنعت عنه يوماً كاملاً ، شهراً كاملاً ، فما الذي منعك وكنت تقول : لا أستطيع تركه ؟
إنك تركته لما أخذت قراراً ألزمت به نفسك ، أنه لا تدخين طوا النهار ، لكنك كما اعلنت هذا القرار بعزيمة ، أعلنت بسهولة الهزيمة ، بعد أن انتهى يومك وجاء ليلك ، فلم تفكر جاداً أن تتركها أبداً ، لكنك أثبت لله عليك حجة أنك تستطيع تركها ، فماذا تقول له بعد أن عدت لها ؟؟ أليس من الاكرم والاطهر والانفع لك بدلاً من ان تحمل علبة السجائر أن تحمل في جيبك مصحفاً ؟؟ وبدلاً من أن تمسك بسبابة التسبيح ، على عود هلاك خبيث قبيح ، منتن الريح ، فأمسك بها عود آراك تصح وتستريح ، فأيهما افضل عود الآراك أم عود الهلاك ؟!
الصوم ضيف يا أخي أَتَى زائرًا فدارِه، فقد يؤجر العبد وهو كاره، واحمل على نفسك إكرامه في ليله ونهاره، فالضيف ماضٍ غدا فاحرص على الثواب من مزاره.
فسبحان من جاعت في طاعته البطون، وبكت من خشيته العيون، وسهرت لمرضاته الجفون وشفيت بقربه الظنون. سبحان جامع الناس ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
ما أحسن الجوع في سبيله، وما أجمل السهر مع قِيلِه، وما أبرك العمل بتنزيلهِ، وما أروع حفظ جميلهِ، احفظ الله يحفظك ويهدك إلى سبيله.
رمضان لو تدري فوائده، لسارعت تنتظر عائده، وترقب موائده، وشمر كل كريم ساعده، وسار في طريق خير ليس غيره ماهِده، وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ {الروم: 44}.
النفس تعلن الرجوع، والقلب يحمل الخشوع، والعين تذرف الدموع، والجسم يعلوه الخضوع تصوم الأذن عن الخنا، واللهو واستماع الغنا، وكل الجوارح على الله مقبلة، وعن المعاصي مدبرة " وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ " {الزمر: 54}.
القلب على الخير معقود، وعلى السمع والطاعة أُبرمت المواثيق والعقود. " وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ " {المائدة: 7}.
رمضان شهر مبارك، والحمد لله الذي اصطفاك واختارك، فبادر بالصالحات وللأوقات فتدارك. في نهار رمضان صوم وجوع، وفي ليله قيام وخضوع، وبكاء ودموع، ودعاء وخشوع، فيا أيها المسلم، احذر فعل القبائح، ورؤية أهل الفضائح، واستغفر مع المستغفرين بالأسحار، وابك مع الباكين والدمع منهم مدرار.
لا تجعلنْ رمضانَ شهرَ فكاهةٍ
تُلهيك فيه من القبيح فنونُهْ
واعلم بأنك لا تنالُ قبولَهُ
حتى تكون تصومه وتصونه
فالصائم يغض البصر ويكف الأذى،
ويحفظ الجوارح، لينال عند الله الأجر الرابح.
فلا يكن حظك أخي من الصوم الجوع والظما، وقاك الله الضلال والعمى.
إذا لم يكن في السمع مِنى تصاونٌ
وفي بصري غض وفي مقولي صَمْتُ
فحظي إذًا من صوميَ الجوعُ والظما
وإن قلتُ إنِّي صمتُ يومًا فما صُمتُ
في رمضان بر وإحسان، وصدقة بلا أذى ولا امتنان، فأخرجوا يا أغنياء المسلمين من صدقاتكم وردوا ذلك في فقرائكم، حتى لا يكون الغنى وبالاً، وعاقبته نكالاً، ويندم الغني أن كان غنيًا، وأنه صار بالغنى شقيًا، ويتمنى لو كان فقيرًا، ولم يملك من الدنيا كثيرًا، وإنما يُكره الفقر لما فيه من الهوان، ويستحب الغِنى لما فيه من الصَّوَان، فإذا نبت الغم من تربة الغِنى؛ فالغِنى حينئذ هو الفقر، واليسر عندها هو العسر،
بل الفقير على هذا الوصف أحسن من الغني حالاً، وأقل منه انشغالاً، لأن الفقير خفيف الظهر من كل حق، منفك الرقبة من كل رق، فلا يستبطئه إخوانه، ولا يطمع فيه جيرانه، ولا تُنتظر في الفطر صدقته، ولا في الأضحى ذبيحته، ولا في رمضان مائدته، ولا في الربيع باكورته، ولا في الخريف فاكهته، ولا في الغلة شعيره وبُره، ولا في وقت الجباية خراجه وعُشره. وأما الغني فهو غنيمة لكل يد سالبة، وصيد لكل نفس طالبة، يطمع فيه الإخوان، ويأخذ منه السلطان، ويهدد ملكه النقصان والحدثان.
فاجتهدوا معاشر الأغنياء أن يكون غناكم إلى الجنة مطية، بألا تمنعوا من أموالكم العطية، ولا تنسوا قومًا هم فقراء متظلمون، غفلت عنهم العيون، وفدحتهم الديون، وعضتهم السنون، بادت رجالهم، وذهبت أموالهم، وكثر عيالهم، أبناء سبيل، وأتباع دليل، هل لهم من امرئ يجبر حالتهم، ويسد فاقتهم، أين في رمضان أصحاب الصدور الفساح، والعقول الصحاح، والأندى بطون راح.
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا فنعجز، ولا إلى الناس فنضيع. اللهم اشغلنا بذكرك وأعذنا من سخطك، وأولجنا إلى عفوك، فقد ضَنَّ خلقك برزقك، فلا تشغلنا بما عندهم عن طلب ما عندك، وآتنا من الدنيا القنعان.
أقبل الصائمون على القرآن، يتلونه في كل آن، إلى الله يتوجهون، وفي رحمته يرغبون، في اليوم صائمون، وبالليل قائمون، القلوب خاضعة، والنفس خاشعة، والعين دامعة، الكلم الطيب مرفوع، والخير مجموع، والشر مدفوع، ومن الناس من لا تنال من صيامه إلا العطش والجوع.
احذر يا أخي أن تدع القرآن، لموسيقى وألحان، فموعد التوبة قد حان، واحذر أن تكون ممن يصلون ويصومون، لكنهم للأوقات يضيعون.
للصوم شاهدون، وللأفلام والكرة مشاهدون، حتى في أيام رمضان قلوبهم باللهو متعلقة، وفي الشهوات غارقة، رمضان في مذهبهم صار عبئًا ثقيلاً، ونصيبهم من الطاعات بات قليلاً، الصالحون في بكاء وخضوع، ودعاء ودموع، وهم في انصراف وخنوع، بئس العطش والجوع.
لا تنس أخي الصائم وأنت تفطر، أناسًا قلوبنا عليهم تتفطر، ونفوسنا لأجلهم تتحسر، فبيوتهم عليهم تتهدم وتتكسر، قد أذلهم علج زنيم، جبار لئيم، لا يعرف الرحمة، ولا يملك الشفقة، والأب فقيد، والابن في الحديد، وعجوز قعيد، والبنت تتوسل لجبار عنيد، فمن ذا الذي يرحمهم، ويزيل همهم.
فلا تنسهم يا أخي بدعوة حانية، والعين باكية، لعل الله يجيب دعوتك، ويقيل عثرتك، ويغفر زلتك، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
أخي: أنت اليوم في رمضان، فهل زاد عملك الصالح؟ هل تزداد من الله قربًا، أم تزداد عنه بعدًا؟ عجل المحاسبة، وأحسن المواظبة، فخير الأعمال أدومها وإن قل، لا تكن قليل الإحساس، بفعل المعاصي وإيذاء الناس، حتى لا تألف المعصية، فيستوي عندك السر والعلانية.
عن جمال عبد الرحمن بتصرف ...
والان بعد قرأتك للموضوع ، قف واسأل نفسك ، إنها لكلمات موجهة لى قبلكم ، واسأل الله ان تنفعنى واياكم .
كن من الذاكرين الله كثيرا في رمضان حتى يتحقق لك السبق مصداقا لقول نبينا صلى الله عليه وسلم " سبق المفردون قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات " [رواه مسلم
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }آل عمران133
{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }الحديد21
والحمد لله رب العالمين
أسأل الله تعالى أن يكون هذها الموضوع زاد ، وعتادا إلى يمن القدوم عليه
إنه بكل جميل كفيل ، وهو حسبنا ونعم الوكيل
رمـضانُ أقـبلَ يا أُولي الألبابِ *** فاستَـقْـبلوه بعدَ طولِ غيـابِ
عـامٌ مضى من عمْرِنا في غفْلةٍ *** فَتَـنَبَّهـوا فالعمرُ ظـلُّ سَحابِ
وتَهـيّؤوا لِـتَصَـبُّرٍ ومـشـقَّةٍ *** فأجـورُ من صَبَروا بغير حسابِ
اللهُ يَجزي الصائـميـنَ لأنـهم *** مِنْ أَجلِـهِ سَخِـروا بكلِّ صعابِ
لا يَدخـلُ الـريَّـانَ إلا صائـمٌ *** أَكْرِمْ بـبابِ الصْـومِ في الأبوابِ
وَوَقـاهـم المَولى بحرِّ نَهـارِهم ***ريـحَ السَّمـومِ وشرَّ كلِّ عـذابِ
وسُقوا رحيـقَ السَّلْسبيـلِ مزاجُهُ *** مِنْ زنجبـيـلٍ فاقَ كلَّ شَـرابِ
هـذا جـزاءُ الصائـمينَ لربِّهم *** سـَعِدوا بخيـرِ كرامةٍ وجَـنابِ
الصومُ جُنَّـةُ صائـمٍ مـن مَأْثَمٍ ***يَنْـهى عن الفحشـاء والأوشابِ
الصـومُ تصفيـدُ الغرائزِ جملةً *** وتـحـررٌ من رِبْـقـةٍ بـرقابِ
ما صامَ مَنْ لم يَرْعَ حـقَّ مجاورٍ *** وأُخُـوَّةٍ وقـرابـةٍ وصـحـابِ
ما صـامَ مَنْ أكَلَ اللحومَ بِغيـبَةٍ *** أو قـالَ شـراً أو سَعَى لخـرابِ
ما صـامَ مَـنْ أدّى شهادةَ كاذبٍ *** وأَخَـلَّ بـالأَخــلاقِ والآدابِ
الصومُ مـدرسةُ التعفُّـف ِوالتُّقى *** وتـقـاربِ البُعَداءِ والأغـرابِ
الصومُ رابـطةُ الإخـاءِ قويـةً *** وحبالُ وُدِّ الأهْـلِ والأصحـابِ
الصومُ درسٌ في التسـاوي حافلٌ *** بالجودِ والإيثـارِ والـتَّـرحْابِ
شهـرُ العـزيمة والتصبُّرِ والإبا *** وصفاءِ روحٍ واحتمالِ صعـابِ
كَمْ مِـنْ صيامٍ ما جَـنَى أصَحابُه *** غيرَ الظَّما والجوعِ والأتـعـابِ
ما كلُّ مَنْ تَرَك الطـعامَ بـصائمٍ *** وكذاك تاركُ شـهـوةٍ وشـرابِ
الصومُ أسـمى غايـةٍ لم يَرْتَـقِ *** لعُلاهُ مثلُ الرسْـلِ والأصحـابِ
صامَ الـنبيُّ وصـحْبُهُ فـتبرّؤوا *** عَنْ أن يَشيبوا صومَهـم بالعـابِ
قـومٌ هـمُ الأملاكُ أو أشباهُـها *** تَمشي وتـأْكلُ دُثِّرَتْ بثـيـابِ
صَقَـلَ الصـيامُ نفوسَهم وقلوبَهم *** فَغَـدَوا حديـثَ الدَّهرِ والأحقابِ
صامـوا عـن الدنيا وإغْراءاتِها*** صاموا عن الشَّـهَواتِ والآرابِ
سـارَ الغزاةُ إلى الأعادي صُوَّماً *** فَتَحوا بشهْرِ الصْومِ كُلَّ رحـابِ
مَلكوا ولكن ما سَهَوا عن صومِهم *** وقيامِـهـم لـتلاوةٍ وكـتـابِ
هم في الضُّحى آسادُ هـيجاءٍ لهم *** قَصْفُ الرعودِ و بارقاتُ حرابِ
لكـنَّهـم عند الدُّجى رهـبانُـه *** يَبكونَ يَنْتَحِبونَ في المـحـرابِ
أكـرمْ بهمْ في الصائمينَ ومرحباً *** بقدومِ شهرِ الصِّيدِ و الأنـجـابِ
"وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ "
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق