أنفلونزا الخنازير وأخواتها... وماذا بعد
كتبه/ إيهاب الشريف
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فكثر الحديث في الإعلام المرئي والمقروء عن ذلك المرض الذي صار يجتاح بلدان العالم، وأخذت الإحصائيات كل يوم تسجل أعداد المرضى والوفيات، وأصبح كثير من الناس في رعب وفزع، وأبعد البعض وتطرف إذ دعا إلى الامتناع عن السفر للحج والعمرة؛ تخوفـًا من العدوى!
وليته قرأ القرآن: (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا) (الأنعام:43)، فنزول البلاء سبب للتضرع وصدق العودة إلى الله -عز وجل-، والفرار إليه لا منه، ولا مانع من أخذ الاحتياطات الصحية اللازمة، لكن بلا مبالغة.
أما علاجنا فليس بجديد وإنما عرف منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة!! إنه حديث جليل القدر، عظيم الشأن فيه علاج لهذا الوباء الخطير لو كانوا يعلمون، وبنوره يهتدون، وبهديه يأخذون، أما الحديث فهو حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا. وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا. وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).
وعن بريدة -رضي الله عنه- مرفوعًا: (وَلاَ ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ) (رواه الحاكم والبيهقي، وقال الألباني: صحيح لغيره).
هل اتضحت الرؤية؟؟
ماذا نقول بعد هذا الحديث المبارك؟!
ألا نسقط ما جاء فيه على واقعنا لنشخص العلاج؟!
لماذا الأنفلونزا طيور وخنازير و... و... ؟! يجيبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ظهور الفاحشة والمجاهرة بها.
لماذا الضيق في الأقوات والأرزاق؟ يجيبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نقص الكيل والميزان، ومنع الزكاة.
لماذا اغتصاب أراضي المسلمين وتسلط الكفار عليهم؟! نقض عهد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
لماذا انتشرت العداوات بين المسلمين، وغابت الرحمة والمودة، والولاء... إنه ترك الحكم بما أنزل الله.
وفي كل هذه العقوبات قاسم مشترك بين الحاكم والمحكوم حتى لا نلقي بالتبعة عليهم فقط، ونترك نحن الأخذ بأسباب التغيير، بل عليهم واجبات، وعلى الرعية واجبات؛ ففي الأخيرة مثلاً: بنشر العلم بين المسلمين وبيان أن من معاني الربوبية إفراد الله -عز وجل- بالأمر والنهي والتشريع، وأن من جعل مع الله مشرعًا كمن عبد معه غيره، وأن طاعة غير الله من الحكام والعلماء في تحليل الحرام وتحريم الحلال تعد عبادة لهم تخرج فاعلها من الملة، مع دعوة المسلمين للتحاكم إلى شرع الله وفض منازعاتهم وفق دينه، وعدم الوقوف أمام المحاكم الوضعية إلا في حالة الاضطرار، وألا يأخذ أو يطلب غير حقه إلى غير ذلك مما وضحه أهل العلم.
كتبه/ إيهاب الشريف
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فكثر الحديث في الإعلام المرئي والمقروء عن ذلك المرض الذي صار يجتاح بلدان العالم، وأخذت الإحصائيات كل يوم تسجل أعداد المرضى والوفيات، وأصبح كثير من الناس في رعب وفزع، وأبعد البعض وتطرف إذ دعا إلى الامتناع عن السفر للحج والعمرة؛ تخوفـًا من العدوى!
وليته قرأ القرآن: (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا) (الأنعام:43)، فنزول البلاء سبب للتضرع وصدق العودة إلى الله -عز وجل-، والفرار إليه لا منه، ولا مانع من أخذ الاحتياطات الصحية اللازمة، لكن بلا مبالغة.
أما علاجنا فليس بجديد وإنما عرف منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة!! إنه حديث جليل القدر، عظيم الشأن فيه علاج لهذا الوباء الخطير لو كانوا يعلمون، وبنوره يهتدون، وبهديه يأخذون، أما الحديث فهو حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا. وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا. وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).
وعن بريدة -رضي الله عنه- مرفوعًا: (وَلاَ ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ) (رواه الحاكم والبيهقي، وقال الألباني: صحيح لغيره).
هل اتضحت الرؤية؟؟
ماذا نقول بعد هذا الحديث المبارك؟!
ألا نسقط ما جاء فيه على واقعنا لنشخص العلاج؟!
لماذا الأنفلونزا طيور وخنازير و... و... ؟! يجيبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ظهور الفاحشة والمجاهرة بها.
لماذا الضيق في الأقوات والأرزاق؟ يجيبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نقص الكيل والميزان، ومنع الزكاة.
لماذا اغتصاب أراضي المسلمين وتسلط الكفار عليهم؟! نقض عهد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
لماذا انتشرت العداوات بين المسلمين، وغابت الرحمة والمودة، والولاء... إنه ترك الحكم بما أنزل الله.
وفي كل هذه العقوبات قاسم مشترك بين الحاكم والمحكوم حتى لا نلقي بالتبعة عليهم فقط، ونترك نحن الأخذ بأسباب التغيير، بل عليهم واجبات، وعلى الرعية واجبات؛ ففي الأخيرة مثلاً: بنشر العلم بين المسلمين وبيان أن من معاني الربوبية إفراد الله -عز وجل- بالأمر والنهي والتشريع، وأن من جعل مع الله مشرعًا كمن عبد معه غيره، وأن طاعة غير الله من الحكام والعلماء في تحليل الحرام وتحريم الحلال تعد عبادة لهم تخرج فاعلها من الملة، مع دعوة المسلمين للتحاكم إلى شرع الله وفض منازعاتهم وفق دينه، وعدم الوقوف أمام المحاكم الوضعية إلا في حالة الاضطرار، وألا يأخذ أو يطلب غير حقه إلى غير ذلك مما وضحه أهل العلم.
تعليق