إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المقاصد الجلية في تشريع الأضحية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] المقاصد الجلية في تشريع الأضحية

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سوف ينتظم حديثي على المحاور التالية :
    مقدمة الموظوع

    أولاً: إخلاص العبادة لله -عز وجل- وتحقيق معنى الاستسلام والخضوع
    ثانيًا: الرغبة في الإقبال على العبادة وإظهار الفرح والسرور بها
    ثالثا: إحياء سنة سيدنا إبراهيم -عليه السلام
    رابعًا: تجديد آصرَة الرحم وتوطيد وشائج المحبة
    خامسًا: الإحسان إلى الفقراء والمساكين وسدّ حاجتهم

    خاتمة الموضوع
    ​​​​​​​فتابعونا …
    قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

  • #2
    مقدمة :
    تتلهّف قلوب المسلمين كلّ عام احتفاءً واحتفالًا بعيد الأضحى المبارك؛ فتجدهم يتسارعون في شراء الأضحية؛ كلٌّ حسب نيته وقصده. ولا يَخفى على أيّ مسلم عاقل متتبّع لأحوال المسلمين في مثل هذه المناسبات الدينية ما يراه من تهافُتٍ وَصَل إلى حدّ التباهي والتفاخر، بل إلى درجة أن يُحمِّل المسلم نفسه أكثر من طاقته وسعته والتضييق على نفسه، فقط حتى لا يفوته ذبح الأضحية، وإذا لم يظفر بشرائها ظل يتوارى من القوم من سوء صنيعه وبُؤس حالته، وأغلب الناس -إلا من رحم الله تعالى- غافلون أو متغافلون عن مقاصد هذه الشعيرة الفاضلة.
    وكما هو معلوم ومُسلَّم أن تشريع الله -تعالى- لأيّ حكم لا بد أن يتضمَّن مقاصد شرعية ومصالح مرعية دينية أو دنيوية، أو هما معًا، بل إنَّ المصلحة المعتبرة شرعًا عند عامة علماء المسلمين هي المصلحة الدنيوية التي يمتدّ أثرها للآخرة، وهذه المقاصد تجري وتتحقق حتى في جزئيات أحكام الدين وفروعه، ومنها شعيرة الأضحية، وهذا موضوع كلامنا، وعلى الله التكلان.
    بدايةً؛ الإجماعُ منعقِدٌ على مشروعية الأضحية؛ لقول الله -تعالى-:
    {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ۞لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}
    [الأنعام: 162،163]،
    وقوله -عز وجل-: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}[الكوثر : 2]، ولفعل نبي الرحمة -صلى الله عليه وسلم-، والاختلاف فيها محصور بين كونها واجبة وهو قول الأحناف، أو سُنّة مؤكدة في حق القادر عليها، وهو قول جماهير أهل العلم من الأمصار[1].
    ولست أقصد من هذا المقال تعداد أحكام الأضحية؛ فلها موضع آخر، بقدر ما أريد التركيز على الحكمة والغاية من تشريعها.

    من أعظم المقاصد الجلية في تشريع الأضحية ما يلي:
    يتبع مع :
    أولاً: إخلاص العبادة لله -عز وجل- وتحقيق معنى الاستسلام والخضوع
    قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

    تعليق


    • #3
      أولاً: إخلاص العبادة لله -عز وجل- وتحقيق معنى الاستسلام والخضوع:
      فكما هو معلوم أن الذبح عبادة لا يجوز صَرْفه لغير الله -تعالى-؛ فمن ذبح لغير الله فقد أشرك، لهذا يقول الحق -سبحانه وتعالى- مبينًا منزلة هذه العبادة: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ۞لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}[الأنعام: 162، 163]؛ فقرن -عز وجل- التقرب إليه بالذبائح بالصلاة التي هي شعار الإسلام وعماد الدين، ومحل هذا الاقتران كونها -وجميع العبادات- لا ينبغي ولا يَليق صَرْفها لغير الله -جل وعلا-، وهذا هو معنى العبودية والاستسلام لرب الأنام -سبحانه وتعالى-.
      يقول الإمام ابن كثير -رحمه الله- في تفسير الآية السابقة:«يأمر الله -تعالى- نبيه أن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله، ويذبحون لغير اسمه، أنه مُخالِف لهم في ذلك؛ فإن صلاته لله ونُسُكه على اسمه وحده لا شريك له، وهذا كقوله -تعالى-: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر : 2]؛ أي: أخلص له صلاتك وذبحك، فإن المشركين كانوا يعبدون الأصنام ويذبحون لها، فأمره الله تعالى بمخالفتهم والانحراف عما هم فيه، والإقبال بالقصد والنية والعزم على الإخلاص لله -تعالى»[2].
      وقال الإمام الطبري في تفسير الآية الثانية من سورة الكوثر:«والصواب قول من قال: معنى ذلك: فاجعل صلاتك كلها لربك خالصًا دون ما سواه من الأنداد والآلهة، وكذلك نَحْرك اجعله له دون الأوثان؛ شكرًا له على ما أعطاك من الكرامة والخير، الذي لا كفء له، وخصَّك به من إعطائه إياك الكوثر»[3].
      يتبع مع

      ثانيًا: الرغبة في الإقبال على العبادة وإظهار الفرح والسرور بها
      قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

      تعليق

      يعمل...
      X